دمشق-سانا

يهتم الفنان علي نفنوف بالقضايا الاجتماعية والإنسانية والوطنية الأصيلة ويعبر عن محبته وانعكاساته الداخلية بأسلوب فني تجريدي بشكل سهل ممتنع.

وفي حديث لـ سانا قال المبدع نفنوف: في زحمة الأفكار والقصص والحكايات لا بد من استنفار كل الطاقات اللونية لإيصال المشهد البصري بحالة تشكيلية تستفز العين من أجل الوقوف أمام اللوحة احتراماً لألوانها ومن ثم الدخول إلى مروجها وقطف الأفكار الملونة.

وأضاف نفنوف: قد تكون اللوحة مصاغة بلون واحد لإنتاج فكرة ذات تخيل واسع الطيف من خلال تحدي الفنان لذاته ومن خلال إنتاج ظلال وأبعاد وإضاءات ومساحات متدرجة لنفس اللون الواحد حرصاً على منح المتلقي إمكانية التأمل والتخيل، مشيراً إلى أن الأزرق الطاغي في أعماله الذي يحمله من البيئة التي يسكنها حيث يسكن في مدينة ساحلية ويعيش بين الزرقتين حاضر بكل تدرجاته، فكان القاتم منه محاولة للبحث عن الفاتح أو الضوء والأزرق السماوي البهيج كان مداساً لتأملات وتخيلات لا حدود لها، وهنا لا بد من التنويه بأن لون اللوحة أو الألوان المستخدمة فيها هي اللغة الوحيدة القادرة على إيصال الفكرة عبر العين.

وأوضح الفنان نفنوف أن لوحته هي مدينة أسرار مزدحمة بأفكار لا مألوفة، الواقعية فيها أنها غير واقعية منطقها الحيرة وحده التأمل والتفكر طريق الوصول إليها أو فهمها هذه المدينة مزدحمة بثرثرات لونية كل لون يقول حكايته وكل ظل يعطي الظل الآخر قيمة استثنائية، وقال: “مدينة مليئة بالحكايات القديمة وربما بذكريات الطفولة مليئة بالسقوط والنهوض مليئة بالأمل والوجع ولكن في معظمها هي قصص إنسانية وروايات مرتبطة بالمكان أو ربما هي ومضات شعرية قصيرة تشبه العزف في لحظة ما”.

وتابع نفنوف: صحيح أنني أرسم بأسلوب تجريدي ولكن في اللوحة الواحدة قد تجد الانطباعية والواقعية والسريالية والتعبيرية والوحشية، ولكن كل هذا لقص قصة أو كتابة قصيدة بأحرف من سبعة ألوان، فاللوحة تحمل أكثر من احتمال وتشير إلى أكثر من دلالة لأن فيها عدة رسائل وعدة قصص وعدداً لا محدود من الانفعالات والنزق الحسي فهي تتلخص بهذه اللوحة التي تنجز بأيام أو بوقت قصير، فهي تشكيل انفعالي موجود بخاطر الفنان تلخص زمناً ما أو حادثة ما أو تجربة عاشها الفنان في لحظة معينة.

وقال: أجد نفسي أبحث عن المزيد من اللا مألوف لصياغة لوحة جديدة تحمل في زاويتها اليسرى توقيعاً، فأنا أرسم ما يجول في خاطري من كلمات، ولا أرسم لوحة أنا أقص قصة أو أحكي حكاية أو أكتب ومضة وكل ما أفعله هو يشبهني في لحظة، فنظرية الإبداع تقول: إن الرسام هو موسيقي وإن الموسيقي هو شاعر وإن الشاعر هو فنان.

يذكر أن الفنان علي نفنوف أقام معارض عديدة في مختلف محافظات القطر وآخرها معرض هتان في مركز ثقافي أبو رمانة، ويهتم بالأسلوب التجريدي الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، إضافة إلى كتابته للشعر الحديث.

محمد خالد الخضر

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

رحل الساحر ولكن.. للثروة حسابات أخرى

حين يُذكر اسم محمود عبد العزيز، يتبادر إلى الذهن فورًا فنان من طراز خاص، لا تُختزل مسيرته في عدد الأفلام أو الجوائز، بل في ما تركه من أثر حقيقي.

 

 

لم يكن من هواة الصخب، ولا من نجوم العناوين العريضة، لكنه كان حاضرًا بقوة في قلوب الجمهور، بأدواره الصادقة، وموهبته.

 

لذلك، يبدو مؤلمًا ومربكًا أن يُستدعى اسمه اليوم في خضم أزمة عائلية، لا تليق بتاريخه، ولا تعبر عن صورته الحقيقية. فالرجل الذي عاش بعيدًا عن الخلافات، واختار دائمًا أن يتحدث فنه نيابةً عنه، لا ينبغي أن يصبح اسمه جزءًا من جدل حول الميراث أو أوراق الطلاق.
 

أن يتحول "الساحر" الذي ألهم الأجيال، إلى اسم عالق في أزمة عائلية، تتنازعه بيانات وتصريحات عن الميراث، وأوراق الطلاق.
الحقيقة أن هذا المشهد لا يُسيء لمحمود عبد العزيز، بقدر ما يجرح صورة نحب أن نحتفظ بها نقية، كما عرفناها. فهو لم يكن يومًا "ثروة" تُقسم، بل "قيمة" تُحترم. رجل عاش ومات بعيدًا عن المزايدات.

 

 

في عام 2016، رحل "الساحر" عن عالمنا، تاركًا إرثًا فنيًا كبيرًا وسيرة عطرة لا يزال يُشهد له بها بين زملائه ومحبيه. واصل نجلاه، محمد وكريم محمود عبد العزيز، المسيرة الفنية بأعمال نالت ترحيب الجمهور، الذي استقبل حضورهما بمحبة تشبه ما كان يكنّه لوالدهما.

 

 

والحق يُقال، لم يزجّ الثنائي نفسيهما في أي خلافات أو مشادات عبر السنوات، بل ظلا حريصين على الدعاء لوالدهما وذكره بالخير في كل مناسبة.

 

 

كما ترك زوجة أحبّته حتى النهاية، هي الإعلامية بوسي شلبي، التي غادرت منزلهما يوم رحيله، مدركةً أنه أوصى بكل ما يملك لنجليه، حسب ما يؤكده عدد من المقربين منهما في الوسط الفني.

 

 

وهنا يطرح السؤال نفسه: ما الذي تغير بعد تسع سنوات من الوفاة، حتى يُزج باسمه في قضايا من هذا النوع؟

 

 

نجله الأكبر، المنتج والممثل محمد محمود عبد العزيز، نفى تمامًا كل ما تردد حول نزاع على قطعة أرض بمليارات الجنيهات، مؤكدًا أن إعلام الوراثة الرسمي الصادر بعد الوفاة لم يتضمن سوى اسمه واسم شقيقه فقط.

 

 

لقد أحبّ محمود عبد العزيز أبناءه حبًا جارفًا، وفضّلهم في حياته على الجميع، وربما اعتقد أن هذا وحده كافٍ ليُدركوا أن قيمة الشرف والاحترام أعلى من أي خلاف على مال. لكن من المؤسف أن يتم الزج باسمه في بيان يطعن في زواجه.

وإن كانت محاولة نفي الزواج مرتبطة بخلاف على الميراث، فهل كان من الأجدر أن تُحل الخلافات في صمت، بدلًا من تشويه صورة فنان عظيم لم يعد بيننا، ولا يملك حق الدفاع عن نفسه؟

 

 

على الجانب الآخر، تقف الإعلامية التي ما دام أكدت في لقاءاتها أنها لا تزال على العهد، وفية لزوجها الراحل، ومخلصة لكل لحظة بينهما، حاملة ذكراه في قلبها كما اعتدنا أن نراها. لكن السؤال المشروع هنا: لماذا قررت إثارة هذه القضايا والخلافات، التي بدأت منذ عام 2021، لإثبات أن الطلاق الذي تم في أواخر التسعينيات — بعد شهور قليلة من الزواج — لم يُوثق بشكل نهائي؟

 

 

 

إذا كانت تمتلك بالفعل أوراقًا رسمية تثبت الزواج، كما تقول، وإن كانت لا تطالب بالمال أو الميراث — كما يدّعي بعض أصدقائها من الوسط الفني — فما الذي يدفعها لفتح هذا الملف الآن؟ وهل يمكن أن يُفهم هذا الإصرار على إثبات الزواج كإشارة إلى أن الراحل قد "ردّها" إلى عصمته شفهيًا دون توثيق؟
 

 

شرعًا، تُعد زوجته. لكن قانونًا، إذا كانت تملك منذ سنوات ما يثبت الزواج، فلماذا لم تُعلن ذلك إلا بعد مرور تسع سنوات على وفاته؟
 

 

وإذا كان الاتفاق — كما يؤكد المقربون منهما — هو ألا تطالب بأي شيء من الإرث احترامًا للعِشرة ولأبنائه، فلماذا تراجعت فجأة؟
هل هذا هو الوفاء الذي اعتادت أن ترفعه ؟ أم أن بعض الأسئلة لا تجد إجابات، لأن الحقيقة ليست دائمًا كما تُروى؟

 

الجميع يقف الآن طرفًا في حرب من تبادل التصريحات، كلٌّ يحاول إثبات صحة موقفه بكل ما أوتي من قوة. لكن هذه المعارك، بكل ضجيجها، لا تليق بمحمود عبد العزيز. فلا يجب أن تُبنى النزاعات على حساب فنان رحل، لا يملك اليوم أن يدافع عن نفسه، ولا أن يروي ما غاب من تفاصيل لا يعلمها سوى الله.

 

 

هو الذي لم يتحدث كثيرًا عن نفسه، ولم يسعَ إلى رسم صورة أسطورية له. اكتفى بأن يكون صادقًا، وترك أعمالًا تُغني عن أي سيرة. من "رأفت الهجان" الذي أصبح رمزًا وطنيًا، إلى أدوار الإنسان البسيط في "الكيت كات"، و"البرئ"، و"الساحر"… لم يكن بطلًا خارقًا، بل إنسانًا يعرف كيف يصل إلى قلوب الناس دون ادعاء.

 

 

وهكذا نحب أن نتذكره: فنانًا صدق نفسه فصدقه الناس، أبًا ترك في عيون أبنائه دفئًا حتى وإن اختلفوا بعده، ورجلًا لم يكن بحاجة لمن يُدافع عنه بعد رحيله.

 

 

الجدل حول المال لا يُغيّب الحقيقة: أن الإرث الحقيقي لمحمود عبد العزيز لا يُقاس بالممتلكات، بل بالمحبة. محبة جمهور لا يزال يستعيد مشاهده، ويرويها للأبناء، وينحني احترامًا لفنٍّ لا يموت.

 

 

ولأن الثروة الحقيقية لا تُورَّث… بل تُستلهم، سيبقى اسمه في المكان الذي يليق به: في القلوب، لا في سجلات المحاكم.

مقالات مشابهة

  • رحل الساحر ولكن.. للثروة حسابات أخرى
  • مراسلة سانا: حريق ضخم اندلع في سيارة ومستودع لمواد نفطية في مدينة عربين بريف دمشق، وفرق الإطفاء والدفاع المدني تعمل على إخماده والسيطرة عليه
  • أبرزها فرط الحركة.. مخاطر الألوان الصناعية في الطعام على صحة الأطفال
  • إصابة 3 أشخاص إثر انفجار لغم من مخلفات الحرب في مدينة سراقب بريف ‏إدلب
  • برلماني: مصر تمتلك الإرادة السياسية والكوادر القادرة على تجاوز الأزمات
  • مجلس مدينة حماة ينفذ أعمال تجميل لساحة العاصي وتأهيل شبكات الإنارة لبرج الساعة
  • الفنان صبحي خليل: إصابة ابنتي بالسرطان كانت أصعب لحظة في حياتي
  • مياه دمشق تعلن البرنامج الجديد لتزويد مدينة دمشق وريفها بالمياه ‏
  • رئيس مجلس النواب يلتقي وزير الخارجية ويؤكد أهمية الدور الدبلوماسي في إيصال مظلومية اليمن للعالم
  • المطبخ العالمي يشيد بدور الهيئة الخيرية في تسهيل إيصال المساعدات إلى غزة