يحتضن العود حتى تظن أنه أصبح جزءا من جسده، تداعب أنامله الأوتار ينطلق معاها لحنا عذبا يندمج بصوته العميق، ويعود الموسيقار الكبير إلى الفتى صاحب الـ15 عاما الجالس تحت تكعيبة العنب في حديقة منزله بحي حدائق القبة، قبل أن يفوق من نشوته ويجد المارة في الشارع مجتمعين خلف أسوار الحديقة يستمعون إلى وحيه الموسيقي، هو الفتى حلمي بكر الذي سيصبح اسمه بعد سنوات علامة مسجلة في تاريخ الموسيقى العربية كواحد من أهم الملحنين، وسيرحل بعد 86 عاما قدم خلالها ما يتجاوز الـ1500 لحن.
لم يكن يعلم الأب عيد محمد بكر أن حب الموسيقى سيكون ضمن الجينات التى سيورثها لأبناءه التسعة، وأكبرهم حلمي بكر الذى تسللت الموسيقى إليه منذ كان طفلا حيث أجاد العزف على العود في سنوات عمره الأولى، وداخل المنزل المزدحم بالأبناء كانت الساعات التى تسكن الضجيج المستمر حين يقوم الأب العاشق للفن بالعزف على الناى الذى كان يهواه منذ الطفولة أو حين يشغل أسطونات الغناء الشرقي أو الأوبرالي، وبدأت علامات النبوغ والتفرد تظهر على حلمي، الذى قرر أن يبدأ في الدراسة الأكاديمية للفن حتى يثقل موهبته الإلهية من خلال التحاق بالمعهد العالي للموسيقى العربية.
صدفة وراء أول خطوة في مسيرة حلمي بكر الفنية«شوية صبر يا قلبي متقلقش.. شوية صبر هتلاقى اللي هجر حبي رجعلك بعد طول الهجر»، يجلس الطالب في السنة النهائية بمعهد الموسيقى العربية داخل إحدى الغرف وهو يشدو ألحانه، جذب صوته الفنانة الجزائرية وردة التى قررت أن تفتح الباب لتصل إلى مصدر الصوت واللحن، ليكون ذلك اللقاء القدري نقطة تحول في حياة حلمي بكر، وعرضت عليه القدوم إلى منزلها ليسمعها ألحانه التي أعجبتها وقدمته بعدها لـ محمد حسن الشجيعي مستشار الفني للموسيقي والغناء في الإذاعة المصرية، وبالفعل غنت وردة أول أغنية من ألحان حلمي بكر في حفل أضواء المدينة عام 1962، لتكتب شهادة ميلاد فنية للملحن الشاب.
حلمي بكر وأشقاءه في لقاء نادرتدريس الموسيقى لم يكن مرضيا لشغف الملحن الشاب الذى تخرج للتو من معهد الموسيقى، فقرر الاستقالة من وظيفته بأحد المدارس الحكومية والتفرغ لأبداعه الفني وبالفعل قدم مجموعة كبيرة من الألحان ليس فقط في الأغاني ولكن المسرحيات والأفلام والفوازير، ووضع بصمته في 48 مسرحية غنائية ومازالت جمله اللحنية عالقة في أذهان الجماهير، وتعاون مع عمالقة الفن وردة، عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، ليلى مراد وغيرهم.
ولعب بكر دورا هاما في المشهد الفني لسنوات طويلة فكان له الفضل في اكتشاف عدد من النجوم الجدد وقدمهم على الساحة من بينهم صابر الرباعي وأصالة، كما شغل منصب رئيس لجنة الاستماع في الإذاعة المصرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حلمي بكر وفاة حلمي بكر رحيل حلمي بكر الإذاعة المصرية حلمی بکر
إقرأ أيضاً:
حلمي طولان يفتح النار على رابطة الأندية: غير مؤهلة وتدير الكرة المصرية بعشوائية
شن حلمي طولان، عضو اللجنة الفنية باتحاد الكرة، هجومًا لاذعًا على مسؤولي رابطة الأندية المحترفة، منتقدًا أداءهم وطريقة إدارتهم للمسابقات، ومتهمًا إياهم بغياب الكفاءة وانعدام الرؤية، كما وجه انتقادات مباشرة لعضو الرابطة ثروت سويلم، مطالبًا بتدخل عاجل من الدولة لإنقاذ كرة القدم المصرية مما وصفه بـ"الفساد المستشري".
وفي تصريحات متلفزة عبر قناة الزمالك، قال طولان:"من يديرون رابطة الأندية غير مؤهلين لإدارة حتى مركز شباب، لا يمتلكون فكراً ولا خبرة، وهم أشخاص في غير أماكنهم، واللوم لا يقع عليهم فقط، بل على الأندية التي اختارتهم أو جددت الثقة فيهم".
وأضاف طولان موجّهًا حديثه إلى عضو الرابطة ثروت سويلم:"عيب على رجل كبير مثلك أن يتحدث بهذه الطريقة عن الزمالك وأبنائه، نحن أكبر من ذلك، وأنت لا تصلح لإدارة مركز شباب، فما بالك بإدارة كرة القدم في مصر".
وأكد:"أنا لا أبحث عن وظيفة، فقد عملت في معظم أندية مصر، وتم اختياري من قبل الكابتن هاني أبو ريدة لعضوية اللجنة الفنية، وهذه شهادة يعرفها الجميع".
وتطرق طولان إلى الجدل حول زيادة عدد فرق الدوري إلى 21 فريقًا قائلاً:"ما يحدث أمر غير مسبوق في أي دوري بالعالم، الدوري بعدد فردي؟! الهدف فقط هو الإبقاء على نادٍ معين ضمن المسابقة، وهذا عبث".
وواصل حديثه:"هم يتعاملون بازدواجية، يقولون شيئًا ويفعلون نقيضه، لا توجد لوائح واضحة أو مُلزمة، والرابطة لم تُضف شيئًا حقيقيًا لكرة القدم المصرية، بل تسببت في تراجعها".
وفي ختام تصريحاته، طالب طولان بتدخل من الدولة لإصلاح ما وصفه بـ"المنظومة الفاسدة"، قائلاً:"نحن بحاجة إلى ثورة حقيقية من الدولة، لتطهير قطاع الكرة من الفساد الذي ينخر فيه من جميع الجوانب".