الوطن:
2025-07-29@22:48:24 GMT

بروفايل| حلمي بكر.. العنقود الأخير

تاريخ النشر: 2nd, March 2024 GMT

بروفايل| حلمي بكر.. العنقود الأخير

يحتضن العود حتى تظن أنه أصبح جزءا من جسده، تداعب أنامله الأوتار ينطلق معاها لحنا عذبا يندمج بصوته العميق، ويعود الموسيقار الكبير إلى الفتى صاحب الـ15 عاما الجالس تحت تكعيبة العنب في حديقة منزله بحي حدائق القبة، قبل أن يفوق من نشوته ويجد المارة في الشارع مجتمعين خلف أسوار الحديقة يستمعون إلى وحيه الموسيقي، هو الفتى حلمي بكر الذي سيصبح اسمه بعد سنوات علامة مسجلة في تاريخ الموسيقى العربية كواحد من أهم الملحنين، وسيرحل بعد 86 عاما قدم خلالها ما يتجاوز الـ1500 لحن.

لم يكن يعلم الأب عيد محمد بكر أن حب الموسيقى سيكون ضمن الجينات التى سيورثها لأبناءه التسعة، وأكبرهم حلمي بكر الذى تسللت الموسيقى إليه منذ كان طفلا حيث أجاد العزف على العود في سنوات عمره الأولى، وداخل المنزل المزدحم بالأبناء كانت الساعات التى تسكن الضجيج المستمر حين يقوم الأب العاشق للفن بالعزف على الناى الذى كان يهواه منذ الطفولة أو حين يشغل أسطونات الغناء الشرقي أو الأوبرالي، وبدأت علامات النبوغ والتفرد تظهر على حلمي، الذى قرر أن يبدأ في الدراسة الأكاديمية للفن حتى يثقل موهبته الإلهية من خلال التحاق بالمعهد العالي للموسيقى العربية.

صدفة وراء أول خطوة في مسيرة حلمي بكر الفنية

«شوية صبر يا قلبي متقلقش.. شوية صبر هتلاقى اللي هجر حبي رجعلك بعد طول الهجر»، يجلس الطالب في السنة النهائية بمعهد الموسيقى العربية داخل إحدى الغرف وهو يشدو ألحانه، جذب صوته الفنانة الجزائرية وردة التى قررت أن تفتح الباب لتصل إلى مصدر الصوت واللحن، ليكون ذلك اللقاء القدري نقطة تحول في حياة حلمي بكر، وعرضت عليه القدوم إلى منزلها ليسمعها ألحانه التي أعجبتها وقدمته بعدها لـ محمد حسن الشجيعي مستشار الفني للموسيقي والغناء في الإذاعة المصرية، وبالفعل غنت وردة أول أغنية من ألحان حلمي بكر في حفل أضواء المدينة عام 1962، لتكتب شهادة ميلاد فنية للملحن الشاب.

حلمي بكر وأشقاءه في لقاء نادر 

تدريس الموسيقى لم يكن مرضيا لشغف الملحن الشاب الذى تخرج للتو من معهد الموسيقى، فقرر الاستقالة من وظيفته بأحد المدارس الحكومية والتفرغ لأبداعه الفني وبالفعل قدم مجموعة كبيرة من الألحان ليس فقط في الأغاني ولكن المسرحيات والأفلام والفوازير، ووضع بصمته في 48 مسرحية غنائية ومازالت جمله اللحنية عالقة في أذهان الجماهير، وتعاون مع عمالقة الفن وردة، عبد الحليم حافظ، محمد عبد الوهاب، ليلى مراد وغيرهم.

ولعب بكر دورا هاما في المشهد الفني لسنوات طويلة فكان له الفضل في اكتشاف عدد من النجوم الجدد وقدمهم على الساحة من بينهم صابر الرباعي وأصالة، كما شغل منصب رئيس لجنة الاستماع في الإذاعة المصرية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حلمي بكر وفاة حلمي بكر رحيل حلمي بكر الإذاعة المصرية حلمی بکر

إقرأ أيضاً:

"حيرة".. مابعد النتيجة

توتر وقلق وترقب، هكذا كان حال أولياء أمور طلاب الثانوية العامة مساء الثلاثاء الماضي انتظارا لاعتماد وزير التربية والتعليم لنتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة، هذه اللحظات الصعبة لايدركها الا من عايشها، وبالتأكيد مرت غالبية الأسر المصرية بهذا الموقف العصيب على مدى تاريخ هذه الشهادة المصيرية والفارقة فى مستقبل الأبناء، وفى جنى الآباء لثمار جهودهم المادية والمعنوية فى دعم وتحفيز أبنائهم الطلاب، نتعشم أن يقضي نظام التعليم الجديد، الذى استحدث شهادة البكالوريا التى تتيح خيارات وفرصا متعددة لتحسين المجموع، جنبا إلى جنب مع نظام الثانوية العامة القديم، على هذه الظاهرة التى باتت معها الثانوية العامة "بعبع" يرهب أولياء الأمور والطلاب معا.

فور إعلان النتائج والتى أصيب فيها الناجحون وليس الراسبون أو طلاب الدور الثاني، بخيبة أمل خاصة طلاب القسم العلمي من تدني نسب المجاميع التى كانت محبطة للكثيرين، بدأ التفكير فى مكان لاستكمال الدراسة الجامعية، وسارع كثير من أولياء الأمور الى البحث عن مكان فى جامعة خاصة أو أهلية، وحتى لايضيع جهد من اجتهد ولم يوفق فى الالتحاق بكلية من كليات القمة، وحتى يعزز موقف من لم يحصل على مجموع يؤهله للالتحاق بإحداها، الحكايات التى يمكن ان تروي فى هذا الموضوع كثيرة وغريبة ويتم ابتكار المزيد منها عاما بعد عام.

واذا بدأنا بالتسجيل بالجامعات الخاصة، الذى كان يتم فيما سبق فور اعلان نتائج الثانوية العامة، يتم الآن والطالب ما زال فى الثانوية العامة ولم ينته من الامتحانات، ومن دون ان يعرف حتى المجموع الذى يحصل عليه، ناهيك عن المبالغ التى تدفع مقابل هذا التسجيل، وبالتالي فإن الطالب الذى قام بالتسجيل فى كلية ولم يحصل على الحد الأدني للقبول فيها، يرفض طلبه ناهيك عن ضياع المبلغ الذى تم دفعه..

هناك أعداد غفيرة تلتحق سنويا بالجامعات الخاصة، وهذه الأعداد تقوم بالتسجيل فى الكليات المتاحة أمامهم وفقا للمجموع، عن طريق ملء استمارة معدة لذلك نظير رسوم قد تصل الى خمسة آلاف جنيه، ولنا أن نتخيل إجمالي دخل هذه الجامعات من هذا البند فقط، واذا افترضنا ان بعض الطلاب غيروا رغباتهم أو قبلوا فى كليات حكومية، فإن هذه المبالغ لاترد بالتأكيد، كما أن المصروفات التى يتم دفعها قبل بدء الدراسة بفترة، لا يتم استردادها باي حال الا بعد خصم جزء كبير منها.

يكابد أولياء الأمور من متوسطي الدخل المعاناة فى رحلة البحث عن كلية، وكأنه لا يكفي ماعانوه طوال السنة الدراسية بالثانوية، وما أنفقوه على الدروس الخصوصية، لتستمر رحلة المعاناة بحثا عن ضمان تخصص يؤهل أبناءهم لسوق العمل.

واذا ألقينا نظرة على مصروفات الجامعات الخاصة والأهلية لوجدنا أرقاما تعتبر فلكية لغالبية الشعب المصري، فقائمة المصروفات الدراسية لبعض الجامعات الخاصة والاهلية والتى نشرها موقع صحيفة يومية، وصلت فيها مصروفات كليات الطب البشري على سبيل المثال الى 230ألف جنيه سنويا فى الجامعات الخاصة، بينما وصلت فى بعض الجامعات الاهلية إلى ما يتراوح ما بين 150و120ألف جنيه سنويا، فى حين بلغت مصروفات كلية طب الأسنان الى 274 ألف جنيه، والهندسة 226 ألف جنيه فى إحدى الجامعات الاجنبية.

بعد انخفاض الحد الادني للقبول بكليات المجموعة الطبية وكذلك كليات الهندسة، أصبح أولياء الامور يلثهون خلف منح ابنهم لقب طبيب أو مهندس، وهم بالطبع معذورون فى ذلك، فهذه التخصصات وحدها تمنح فرصا متميزة فى العمل، وتضطر الاسر لضغط إمكاناتها المادية، بل وبيع بعض الممتلكات فى سبيل توفير النفقات التعليمية، وهكذا تستمر الدوامة التى لا يبدو أنها ستنتهي.

مقالات مشابهة

  • الدريم: كان حلمي أعرف عبدالله ويزيد الراجحي وصار التوفيق من الله.. فيديو
  • الفستان المنقوش.. مي حلمي بإطلالة صيفية تثير السوشيال ميديا
  • ميمي جمال.. سبعون عامًا من العطاء الفني في احتفاء مؤثر بالمهرجان القومي للمسرح
  • عبد الله يتحدى الظروف ويحصل على 98% في الثانوية الأزهرية بالفيوم: حلمي كلية الطب
  • كيف وُلـِدَتْ الموسيقى؟
  • اليوم.. لبنان يودع عبقري الموسيقى زياد الرحباني إلى مثواه الأخير
  • هيئة الموسيقى تنمي مهارات المشاركين خلال برنامجها الصيفي
  • "حيرة".. مابعد النتيجة
  • حكم استخدام الموسيقى للمساعدة في التعليم .. الإفتاء تجيب
  • محمد رياض ضمن برنامج "وصله": أتمنى أن تجوب عروض البيت الفني للمسرح كافة المحافظات