مع دخول العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عامها الثالث، لا يزال الغرب بحاجة إلى استراتيجية أكثر وضوحا لتحقيق النصر ومنع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الانتصار في الحرب، بحسب ما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية.

وأوضحت المجلة إن تردد القادة الغربيين في تزويد أوكرانيا بالقدرات العسكرية التي تحتاجها لهزيمة روسيا هي الأسباب الرئيسية للنتائج المخيبة للآمال للهجوم الأوكراني المضاد العام الماضي.

وأشارت إلي أن النصر يعني تأمين بقاء أوكرانيا كدولة ديمقراطية ذات سيادة مندمجة بالكامل في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فضلا عن تعزيز قدرتها الاقتصادية والعسكرية لردع أي هجوم روسي في المستقبل. 

وشددت المجلة علي أنه يجب هزيمة روسيا أولا وقبل كل شيء في ساحة المعركة.

ولم يقلص بوتين أهداف الحرب على الرغم من الخسائر الروسية الفادحة، بحسب وصف المجلة. 

ولا يزال يعتقد الرئيس الروسي أن الوقت إلى جانبه وأن جيشه يمكن أن يدوم أكثر من جيش أوكرانيا وداعميها الغربيين، وتحقيق النصر. 

وعزز تآكل دعم الحزب الجمهوري لأوكرانيا في الكونجرس الأمريكي آمال بوتين، إلى جانب احتمال عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى السلطة وإما قطع أو خفض التزام الولايات المتحدة تجاه الناتو. ومع نفاد الذخيرة في أوكرانيا، شنت روسيا هجوما واستولت على مدن استراتيجية في منطقة دونباس الشرقية، بما في ذلك مدينة أفدييفكا، وفقا للمجلة.

ونوهت المجلة إلي أن النخبة الروسية والكثير من المواطنين يواصلون دعم العملية العسكرية الروسية، حتي ولو دعم ليس بالكبير، خاصة أن العملية العسكرية أجريت بطريقة تحد من التأثير على حياتهم اليومية.

وأوضح بوتين أنه لا يشعر بأي ضغط للتفاوض والسعي إلى حل دبلوماسي ما لم تتضمن الشروط استسلام أوكرانيا الكامل.

ومن الضروري لمصالح الولايات المتحدة مساعدة أوكرانيا على هزيمة روسيا ومنع تغيير الحدود بالقوة. ويجب على الولايات المتحدة أيضا أن تمنع الإفلات من العقاب على جرائم الحرب ضد المدنيين، بحسب المجلة.

وحذرت المجلة من أنه في حالة النجاح الجزئي لبوتين يمكن أن يشجع الجهات الفاعلة الأخرى، مثل الصين أو إيران، على تحقيق أهدافها بالقوة، مثل مهاجمة تايوان أو زيادة الدعم للجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط.

وأوضحت أنه لوضع استراتيجية فعالة للنصر في أوكرانيا، يجب على الكونجرس الأمريكي تمرير مشروع قانون على الفور لتمويل وتعزيز القدرات الدفاعية لأوكرانيا حتى نهاية عام 2024 وما بعده، إن أمكن. 

ولفتت المجلة إلي إن الافتقار إلى التمويل الأمريكي، وبالتالي إمدادات الأسلحة الأمريكية، سيعرض للخطر قدرة أوكرانيا على صد الهجمات الروسية الجديدة ويقوض مصداقية الولايات المتحدة وتضامن الناتو.

وستساعد حزمة مساعدات الاتحاد الأوروبي البالغة 54 مليار دولار أوكرانيا، ولكن لا يوجد هناك الكثير الذي يمكن للدول الأوروبية القيام به على الجانب العسكري، حيث مخزوناتها من الأسلحة تتضاءل، وستستغرق الجهود المبذولة لبناء صناعاتها الدفاعية سنوات لتحقيق النتائج، بحسب المجلة.

ويجب على الغرب أن يضع أوكرانيا على طريق عضوية الناتو خلال قمة الحلف في واشنطن في يوليو وأن يعزز الدعم العسكري لأوكرانيا، وفقا للمجلة.

وحتى بعد أن تصبح أوكرانيا عضوا في الناتو، سيحتاج الحلفاء إلى الاستمرار في تسليح وتدريب القوات الأوكرانية على المدى الطويل، بما في ذلك مساعدتهم على تطوير صناعة الدفاع الخاصة بهم. وإن تزويد أوكرانيا بجميع الأسلحة التي تحتاجها لهزيمة روسيا في ساحة المعركة هو أفضل طريقة لإنهاء الحرب، ووضع أوكرانيا على طريق عضوية الناتو هو أفضل طريقة لتأمين السلام، بحسب المجلة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغرب الولایات المتحدة أوکرانیا على

إقرأ أيضاً:

شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تتحد معا لمواجهة قيود الولايات المتحدة

أعلنت الشركات الصينية العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي عن تأسيس تحالفين جديدين من أجل مواجهة القيود التي تضعها حكومة الولايات المتحدة عليهم وبناء منظومة ذكاء اصطناعي محلية متجانسة، وفق ما جاء في تقرير "رويترز".

وجاء الإعلان عن هذه التحالفات الجديدة ضمن فعاليات مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي المقام في شنغهاي، وتضمّن الكشف عن مجموعة ابتكارات جديدة متعلقة بالذكاء الاصطناعي، مثل منظومة هواوي للذكاء الاصطناعي.

ويشير التقرير إلى أن المؤتمر ضم العديد من الابتكارات الجديدة، ومن بينها تقنية النسخ التي طورتها "بايدو"، وأصبحت قادرة على نسخ البشر وإعادة إنتاج أصواتهم وحركاتهم رقميا باستخدام مقطع فيديو مدته 10 دقائق فقط.

ويأتي التحالف الأول -وهو تحالف ابتكار نظام بيئي للنماذج والرقائق- من أجل التقريب بين الشركات العاملة في تطوير الشرائح والشركات التي تطور نماذج اللغة العميقة من أجل تعزيز التوافق بين طرفي معادلة الذكاء الاصطناعي، وذلك وفق ما نقله التقرير على لسان تشاو ليدونغ الرئيس التنفيذي لشركة "إنفليم" (Enflame) المصنعة للشرائح والمشاركة في التحالف.

ويضم هذا التحالف مجموعة من أبرز مصنعي الشرائح في الصين، بما فيهم "هواوي" و"بيرين" (Biren) وغيرهم من مصنعي الشرائح الذين تعرضوا للعقوبات الأميركية، فضلا عن شركات الذكاء الاصطناعي مثل "ستيب فان" (Stepfun) التي أعلنت عن التحالف، وفق التقرير.

ويهدف التحالف الثاني -الذي يدعى "لجنة الذكاء الاصطناعي بغرفة التجارة العامة في شنغهاي"- إلى توطيد العلاقة بين شركات الذكاء الاصطناعي والشركات الصناعية، وذلك من أجل دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصناعات المختلفة.

ويضم التحالف العديد من الشركات العاملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، من بينها "سينس تايم"، و"ستيب فان"، و"ميني ماكس"، وفق ما جاء في التقرير.

إعلان

وبينما لم يكشف الإعلان الأولي عن مخططات هذه التحالفات أو آلية عملها فإن التقرير يشير إلى محاولة هذه التحالفات للتقريب بين الشركات المصنعة والشركات التي تستخدم التقنيات في محاولة لتخطي التقنيات الأميركية.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا متورطة.. الكرملين: موسكو ملتزمة بعملية السلام لتسوية الصراع في أوكرانيا
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
  • ترامب: بوتين أمامه مهلة 10 أيام لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يقلص مهلته لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يدرس تقليص مهلة التوصل لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • شركات الذكاء الاصطناعي الصينية تتحد معا لمواجهة قيود الولايات المتحدة
  • بوتين يعلن إعادة هيكلة وتعزيز تسليح البحرية الروسية عقب مناورات واسعة
  • مناورات «عاصفة يوليو».. بوتين يعلن إعادة هيكلة شاملة وتعزيز تسليح البحرية الروسية
  • بوتين يعلن إعادة هيكلة البحرية الروسية وتعزيز تسليحها
  • أكدت أن مفاوضات التسوية لم تكن يوماً أولوية للغرب.. موسكو تشترط وقف تدفق الأسلحة لوقف الحرب