على منصة “Film Stage”

ناقش 4 خبراء تقنيين في علوم الحاسوب والتكنولوجيا المتقدمة وصناعة الأفلام مستقبل صناعة السينما والمقاطع المصورة بشكل عام، في عالم ما وراء الواقع والواقع المعزز والممتد، وما يمكن أن يخلقه الذكاء الاصطناعي من إمكانات رهيبة.

جاء ذلك خلال جلسة نقاشية استضافتها منصة الأفلام ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير اكسبوجر 2024، تحدث خلالها كل من  المخرج سراج جافيري، وأوليفير غيسن المتخصص في تقنيات الواقع الممتدد XR، وبارتوش يانكوفسكي صاحب شركة Behind the Stage، المتخصصة في استشارات الإنتاج الافتراضي، وبورا باتور الخبير في مجال الإعلانات والأفلام، وصاحب شركة “بورا باتور للإنتاج والتصميم”.

معلومات أساسية ضرورية

يرى سراج جافيري مخرج العديد من الإعلانات لعلامات تجارية عالمية أن الحديث عن مستقبل الإنتاج السينمائي في زمن التقنيات الحديثة لن يكون مفهوماً من قبل الجمهور غير المتخصص إلا بمشاركة بعض المعلومات الأساسية.

لذلك شارك جافيري جمهور اكسبوجر 2024 الفروقات بين ما يسمى الواقع المعزز AR، والواقع الافتراضي VR، والواقع الممتد XR، قائلاً: “الواقع المعزز هو تقنية نستخدمها لمزج العناصر المرئية الرقمية في العالم الحقيقي للعمل على تحسينه، بينما العالم الافتراضي هو عالم رقمي بالكامل، يعزل المستخدم عن العالم الحقيقي، ويتطلب سماعات أو نظارات مصممة لهذا الغرض، أما الواقع الممتد فهو خليط بين النوعين السابقين”.

آفاق ابتكارية لا حدود لها

من جانبهما تحدث كلٌّ من أوليفير غيسن المتخصص في تقنيات الواقع الممتدد XR، وبارتوش يانكوفسكي صاحب شركة Behind the Stage، المتخصصة في استشارات الإنتاج الافتراضي حول الإمكانات الكبيرة التي يتيحها الإنتاج الافتراضي أمام المهتمين بالسينما والإعلانات المصورة والتصوير الفوتوغرافي.

يقول غيسن: “الإنتاج الافتراضي (Visual Production) خلق فرصاً كثيرة أمامنا نحن المهتمين بهذه الصناعات الإبداعية، ومكننا من فعل أمور كانت مستحيلة في السابق، فبمقدورنا اليوم أن نروي قصة تدور أحداثها على أحد الكواكب البعيدة، ونخلق عوالم أكثر جمالاً ودهشةً، وبإمكاننا دخول أماكن لا يمكن دخولها، وكل ذلك عن طريق تجهيز مواقع تحاكي هذه الأماكن بالتقينات الحديثة”.

كلفة أقل.. إبداع كثير

وللإنتاج الافتراضي ميزات عديدة من وجهة نظر بارتوش يانكوفسكي، إذ يقول: “حين نقوم بإنتاج محتوى افتراضي، نستطيع وقتها تغيير مواقع التصوير بسرعة كبيرة، يمكن أن نصور في الصحراء، وبعدها مباشرة نكون في البحر، دون أن نسافر أو نتحرك، وهذا بالطبع سيجعل كلفة الإنتاج أقل، ويجعلنا منفتحين على أفكار إبداعية لا حصر لها، لكن يجب التخطيط قبل فعل أي شيء، ولابد من تعاون الفريق معاً، والعمل ضمن فلسفة ورؤية محددة”.

خطواتك لتصبح منتجاً افتراضياً

يستعرض كلٌّ من بورا باتور الخبير في مجال الإعلانات والأفلام، وصاحب شركة “بورا باتور للإنتاج والتصميم”، وسيراج جافيري جمهور Film Stage كواليس الإنتاج الافتراضي، حتى يتعرف الجمهور على الخطوات الأساسية إذا أرادوا الولوج لهذا العالم.

يقول بورا: “للنجاح في الإنتاج الافتراضي، فإنه من المهم النظر في نوع المحتوى الذي نرغب في إنشائه، بدايةً من النص المكتوب، ومن الضروري الإجابة على سؤال: هل يمكن تحويل النص لمنتج افتراضي أم لا، ثم بعد ذلك النظر في مستوى جودة الإنتاج والميزانية، واختيار المعدات وبرامج الحاسوب المناسبة التي ستستخدم في عملية الإنتاج”.

ويضيف جافيري: “الإضاءة تعتبر من أكثر الجوانب أهميةً في عملية الإنتاج الافتراضي، وجدار LED في الخلفية يعد أحد أهم عناصر استوديو الإنتاج الافتراضي، ولابد من ضبط مستويات الإضاءة حسب الحاجة، عن طريق استخدام مفتاح باهت أو عن طريق تحريك الأضواء بالقرب من الهدف أو بعيداً عنه”.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الرضيع “يحيى النجار”.. قتلته إسرائيل بالتجويع في “حرب العالم المتحضّر ضد الوحشية”

#سواليف

كان من المفترض أنّ يكون قدومه إلى هذا العالم عيدًا لوالديه وبهجة لعائلته التي انتظرت بلهفة احتضانه وتزيين حياتهم به، ومنّوا أنفسهم بتوفير احتياجاته كاملة لكي ينمو نموًا سليمًا تمامًا مثل أقرانه في أي مكان على هذه الأرض. جاء الرضيع_يحيى_النجار إلى هذه الدنيا ولكنّه ولد في #غزة_المنكوبة. كان قدومه سببًا يدعو للبهجة وسط المأساة، لكنّه شكّل أيضًا بدء سلسة من #المعاناة المتواصلة لتأمين أبسط احتياجاته وسط هذه الظروف القاتلة.

ولد “يحيى” في المدينة التي تحاصرها إسرائيل منذ أكثر من 19 عامًا، وشدّدت حصارها بالتزامن مع تنفيذها #إبادة_جماعية فيها منذ أكتوبر/ تشرين أول 2023، حيث استخدمت إسرائيل سياسة التجويع المنهجية ضد السكان المدنيين، ولم تسمح سوى مرات نادرة بإدخال كميات قليلة من الطعام لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تلبي الاحتياجات الهائلة للسكان المُجوّعين في قطاع #غزة.

اصطدمت والدة “يحيى” بهذا الواقع المميت، وأصاب رضيعها ما أصاب معظم سكان المدينة من الهزال بسبب #الجوع_الشديد، فهرعت -وهي التي أنهكها الجوع- به إلى مستشفى “ناصر” في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، حيث كان يعاني من إعياء شديد بسبب الإسهال الملازم له منذ أيام، لكنّها ووالده اكتشفا أنّ “يحيى” يعاني من سوء التغذية الحاد، وأخبرهم الطبيب بضرورة أن يبقى تحت الملاحظة في وحدة العناية المركزة.

مقالات ذات صلة مصدر إسرائيلي يؤكد: لم يتبق لدى حماس أكثر من 20 رهينة على قيد الحياة 2025/07/28

في حقيقة الأمر، وصل “يحيى” لهذه #الحالة_الخطرة لأنّه لم يتناول شيئاً منذ أربعة أيام سوى “اليانسون” الخالي من أي مادة مغذية لرضيع يبلغ من العمر أربعة أشهر فقط. لم يجع “يحيى” صدفة أو إهمالًا، فوالداه طرقا كل أبواب المدينة بحثًا عن حليب أو أي مكملات أو مدعمات غذائية ولم يجدا شيئًا بسبب الحصار الإسرائيلي المشدد، حيث تمنع إسرائيل إدخال حتى الحد الأدنى من أبسط الاحتياجات الغذائية سواء للأطفال أو البالغين وتتركهم ليموتوا جوعًا، على مرأى ومسمع من العالم الذي يشاهد هذه الفظاعات ولا يحرك ساكنًا.

لم يمهل الجوع “يحيى” كثيرًا، ولم يستطع جسده النحيل الصغير الصمود كثيرًا، وتوفيبعد أربعة أشهر فقط من حياة لم يعرف منها سوى المعاناة والألم، وما كان خيالًا مستبعدًا أصبح حقيقة واقعة: لقد توفي بسبب الجوع.

يصف والد الطفل الرضيع “يحيى النجار” جسد طفله ويقول: “ما ذنب طفلي أن يموت من الجوع ومن قلة المواد الخاصة بالأطفال في قطاع غزة؟ ما ذنبه؟! انظر كيف نحل جسده.انظر كيف التصق جلده بعظمه!”

وبقلب يعتصره القهر والحسرة والألم، يحمل والد “يحيى” جثمان طفله ويصرخ: “نطالب كل العالم وأي إنسان لديه ضمير حيّ ورحمة وإنسانية أن ينظروا لما آل إليه مصير أطفالنا بسبب عدم وجود الحليب والطعام”.

أما والدته فتبكي بحرقة وتقول: “لم يتناول شيئاً منذ أربعة أيام سوى “اليانسون” والمياه لعدم توفر الحليب الطبيعي أو الصناعي. كان طوال الوقت يضع يده في فمه من شدة الجوع”.

تجتمع العائلة المكلومة حول جثمان “يحيى” المسجى على السرير بلا لون وبعظام بارزة وجلد مجعد، ويبكون انقلاب فرحتهم إلى فاجعة بسبب ظروف قاهرة كانت أقوى من أن يستطيعوا تغييرها أو تحسينها.

لم يكن “يحيى” الطفل الأول أو الوحيد الذي يفقد حياته في غزة بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية المنهجية، فسبقه أكثر من 110 مُجوَّعين معظمهم من الأطفال، توفوا بسبب المجاعة وسوء التغذية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

منذ شهر مارس/آذار الماضي، بعد إعادة فرض إسرائيل حصارها المطبق على القطاع،توفي نحو 90 طفلًا بسبب المجاعة التي تتفاقم مع مرور الوقت، وتزايدت أعداد الأشخاص -من مختلف الفئات العمرية- الذين يصلون المستشفيات بحالة إعياء وتعب شديد، وقد وصل الحال ببعضهم إلى الانهيار من شدة الجوع وسوء التغذية الحاد.

خلال جريمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في أكثر من مناسبة أنّ هذه ليست حرب إسرائيل فقط، بل هي حرب الحضارة والعالم المتحضر ضد الوحشية، وتمتد إلى ما هو أبعد من مكافحة الإرهاب، على حد وصفه. فهل من صفات “العالم المتحضر” أن يقتل الأطفال والبالغين جوعًا؟ أو حتى أن يكون سببًا في ذلك من خلال غض الطرف عن الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة، بل ومدّها بجميع أسباب الاستمرار في تلك الأفعال؟ وهل هؤلاء الضعفاء الذين يقضون جوعًا متوحشون وينبغي محوهم من الوجود؟

في قطاع غزة المُحاصر، يواجه نحو 650 ألف طفل خطر الموت جوعًا إن لم يتحرك العالم لوقف جريمة الإبادة الجماعية والحصار الخانق المفروض على المدنيين، ويفعّل كل أدواته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد أكثر من 21 شهرًا من الاستهداف الشامل والمنهجي لجميع سبل الحياة في القطاع، وتقصّد إهلاك وإفناء المجتمع برمّته.

لا يمكن أن يصبح الموت جوعًا شيئًا عاديًا بين أروقة المستشفيات وثلاجات الموتى وطرقات المقابر، لكنّ شبحه أصبح ملازمًا للجميع في غزة مع اشتداد المجاعة واستمرار الحصار الذي أحكمت إسرائيل إطباقه على القطاع منذ 2 مارس/ آذار الماضي. ومنذ أواخر مايو/ أيار المنصرم، فرضت إسرائيل بدعم أمريكي آلية مساعدات وهمية، تبيّن فور تشغيلها أنّها مساحة جديدة للقتل ومصيدة للموت، تضع فيها مؤسسة أمريكية صناديق طعام قليلة لآلاف المجوعين في مناطق عسكرية خطيرة، ويتولى الجيش الإسرائيلي مهمة قتلهم بدم بارد خلال توجههم لتلك المناطق، حيث قتل منذ ذلك الوقت أكثر من ألف مُجوّع دون أي ضرورة أو سبب، ودون أي يكلّف نفسه حتى بتبرير هذه الوحشية.

لم يعد يملك الفلسطينيون في قطاع غزة وسيلة للنجاة من كل هذه الظروف التي اجتمعت لإهلاكهم ومحوهم من الوجود، فهم يقفون وحدهم بأمعاء فارغة وأجساد متهالكة في مواجهة ترسانة عسكرية ضخمة مصممة لمقارعة جيوش جرارة لا مدنيين عزل، ولا أحد في هذا العالم يتدخل لوقف هذه المهلكة.

مقالات مشابهة

  • الرضيع “يحيى النجار”.. قتلته إسرائيل بالتجويع في “حرب العالم المتحضّر ضد الوحشية”
  • انطلاق المنتدى السعودي للإعلام ومعرض مستقبل الإعلام فبراير المقبل بمشاركة أكثر من 250 شركة محلية وعالمية
  • رفعًا لمستوى الوعي وتعزيزًا للشفافية.. “أمانة اللجان الزكوية” تنشر مجموعة من مدونات القرارات الصادرة عن اللجان الضريبية لعام 2024
  • “شكشك” يتابع مشاريع شركة الواحة للنفط وملاحظات تقرير الديوان
  • كيميت.. أول تطبيق مصري يعيد إحياء الآثار الفرعونية بتقنيات الواقع الافتراضي و3D
  • شعبة الذهب والمعادن تستعد لصياغة استراتيجية لإحياء صناعة الفضة في مصر
  • بزيادة بلغت  30% مقارنة بعام 2024 “.. السعودية للكهرباء” تحقق قفزة نوعية في تصنيف الاستدامة لعام ٢٠٢٥ بحسب تصنيف ستاندرد آند بورز
  • تفاصيل اتفاق التعاون بين شركة “العمران” ومجموعة “الشمالية” السعودية لتطوير صناعة الإسمنت بسوريا
  • الأمير خالد بن الوليد: شركة “كي بي دبليو” تستثمر في الأردن منذ أكثر من 10 سنوات
  • شاهد بالفيديو.. مطربة سودانية حسناء “تفك” العرش بوصلة رقص فاضحة خلال حفل حضره جمهور غفير بمدينة القضارف