تقرير أميركي: انتعاش النفط الليبي بين الواقع والطموح
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
تقرير أميركي: هل يشهد قطاع النفط الليبي انتعاشًا حقيقيًا أم مجرد موجة عابرة؟
ليبيا – تساءل تقرير تحليلي نشرته مجلة “إنيرجي بوليسي” الأميركية عمّا إذا كانت ليبيا تمر بمرحلة إحياء حقيقي لقطاع النفط، أم أن المؤشرات الحالية تعكس انتعاشًا ظرفيًا لا يزال مرهونًا بعوامل سياسية واقتصادية حساسة.
جولة التراخيص وإمكانية عودة ليبيا كلاعب رئيسي
التقرير الذي تابعته وترجمت أهم ما ورد فيه صحيفة المرصد أوضح أن جولة التراخيص الجديدة لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز تسلط الضوء على فرصة قوية لانتعاش القطاع، وعلى تجدد اهتمام الشركات العالمية بالبلاد رغم المخاطر المعقدة.
أهداف 2030 ودور ليبيا داخل “أوبك+”
ووفقًا للتقرير، فإن نمو الإنتاج الليبي يشكل عنصرًا محوريًا في تحقيق هدف العام 2030 بالوصول إلى مليوني برميل يوميًا، وهو هدف يرتبط مباشرة بمكانة ليبيا داخل منظمة “أوبك+”. وذكّر التقرير بالدور التاريخي للنفط الليبي في الأسواق العالمية، بعد أن ساهم خام البلاد الخفيف الحلو في خلق فائض عالمي بالستينيات جعل منها لبرهة سادس أكبر منتج عالمي.
الانتعاش الحالي وحدوده الواقعية
وأشار التقرير إلى أن ليبيا تراجعت بشكل كبير بعد أحداث 2011، إلا أنها قد تسجل هذا العام متوسط إنتاج يصل إلى 1.4 مليون برميل يوميًا، وهو أداء يُعد الأفضل منذ سنوات. وأكد أن هذا الانتعاش قائم بالكامل تقريبًا على الأصول القائمة، فيما يبقى نجاح المشاريع الجديدة عاملًا حاسمًا في تحديد المسار المستقبلي.
تحديات النمو وسرعة الاستكشاف
وبيّن التقرير أن عمليات الاستكشاف في الجولة الجديدة قد لا تتقدم بالسرعة الكافية لإحداث تأثير جوهري قبل 2030، ما يجعل تحقيق هدف المليوني برميل يوميًا مرهونًا بتطوير الاكتشافات الحالية، ومعالجة الأعطال الفنية، وتعزيز الحقول الناضجة، وإصلاح مشكلات البنية التحتية والطاقة.
تحولات الشركات الدولية وشروط ليبيا التعاقدية
وأرجع التقرير الزخم الجديد إلى تداخل عوامل دولية، من بينها توجه شركات النفط العالمية للبحث عن استثمارات خارج الولايات المتحدة بعد نضوج قطاع النفط الصخري، وعودة شركات أوروبية كبرى مثل “شل” و”بريتيش بتروليوم” إلى تطوير النفط والغاز بعد أن كانت تميل نحو مشاريع غير هيدروكربونية. كما أشار إلى تحسن شروط ليبيا التعاقدية التي كانت في السابق غير جاذبة، حيث اعتمدت نماذج تشبه ما هو متبع في العراق.
مخاطر السياسة واستقرار الاستثمار
وتطرق التقرير إلى قدرة ليبيا على زيادة الإنتاج دون إشعال حرب أسعار، رغم إدراك الشركات لتعقيدات الوضع السياسي. وخلص إلى أن نجاح الجولة الحالية مرتبط بتقدير الشركات لاحتمالات التقارب بين طرابلس وبنغازي، وبمدى فعالية الوساطة الخارجية، لا سيما التركية، في خلق بيئة مستقرة نسبيًا للاستثمار والعمل.
ترجمة المرصد – خاص
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
إكسون موبيل ترفع توقعاتها للتدفقات النقدية حتى 2030
رفعت شركة النفط والغاز الطبيعي الأميركية إكسون موبيل توقعاتها للأرباح والتدفقات النقدية المستقبلية، نتيجةً لنمو الأصول الرئيسية في حوض برميان في الولايات المتحدة وجويانا ومنشآت الغاز الطبيعي المسال، وخفض الاستثمارات منخفضة منذ عام، دون أي تغييرات في الإنفاق الرأسمالي، وفقًا لما ذكرته الشركة، التي تتخذ من مدينة سبرينج بولاية تكساس مقرا لها، في بيان.
وتتوقع الشركة استثمارا منخفض الكربون بقيمة 20 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، مقابل 30 مليار دولار في العام الماضي، بعد أن حذر الرئيس التنفيذي دارين وودز من تراجع طلب العملاء على الوقود الأخضر مثل الهيدروجين.
ونقلت وكالة بلومبرغ نيوز الأميركية عن أرون جايارام، المحلل في بنك جيه.بي مورغان تشيس، في مذكرة: "نتوقع رد فعل إيجابي طفيف على التوقعات المُحدثة"، مضيفا "الأهم من ذلك، أن توقعات الإنفاق الرأسمالي كانت متوافقة"، وأن إنتاج العام المقبل سيكون "أقل قليلا" مقارنة بالتوقعات.
وتساعد الاستثمارات الكبيرة في الأصول منخفضة التكلفة في حوض برميان وجويانا، وكلاهما مربح حيث تقل تكلفة استخراج برميل النفط فيها عن 35 دولارا، على زيادة إنتاجها وتحقيق الأرباح حتى في الوقت الذي يكافح فيه منافسوها للتكيف مع أسعار النفط الخام التي تقارب أدنى مستوياتها في أربع سنوات.
يعتقد الرئيس التنفيذي للشركة الأميركية العملاقة دارين وودز أن استثماراتها في الوقود الأحفوري على مدى العقد الماضي - حتى خلال جائحة فيروس كورونا المستجد وموجة الاستثمارات الملتزمة بمعايير الحوكمة البيئية والاجتماعية قد هيأت الشركة للازدهار، أيا كان مسار التحول في مجال الطاقة في المستقبل.
وأضاف وودز في بيان: "يساعد تحولنا على ضمان أن يكون لشركة إكسون موبيل، في أي بيئة مستقبلية، ولعقود قادمة، دور مهم، وأن تحقق قيمة كبيرة للمساهمين".
وتتوقع إكسون إنتاج 5.5 مليون برميل من مكافئ النفط يوميا في عام 2030، بزيادة نسبتها 17 بالمئة عن المستويات الحالية، وبزيادة قدرها 100 ألف برميل يوميا عن توقعاتها قبل عام.
وأضافت أن هذه الزيادة "مدعومة بالتقدم التكنولوجي"، لا سيما في حوض برميان. و
لا يستعيد المنتجون الأميركيون حاليا سوى ما بين 8 بالمئة و10 بالمئة من النفط الموجود في الصخر الزيتي نظرا لكثافته العالية، لكن إكسون موبيل تعتقد أن لديها مجموعة من التقنيات الخاصة التي يمكنها استخراج المزيد من هذا النفط الخام.