كتبت - مريم البلوشية

تصوير: فيصل البلوشي

وقعت وزارة الثقافة والرياضة والشباب اتفاقية مع مركز عمان للحوكمة والاستدامة من أجل إعداد حوكمة ممنهجة من الناحية العلمية والعملية لتأطير وتنظيم عمل اللجنة الأولمبية العمانية والاتحادات الرياضية العمانية، حيث وقع من جانب الوزارة سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب، بينما وقع من جهة المركز السيد حامد بن سلطان البوسعيدي المدير التنفيذي لمركز عمان للحوكمة والاستدامة، واشتمل البرنامج على توقيع الاتفاقية عرضا عن مركز عمان للحوكمة والاستدامة شمل أهداف المركز ورسالته وقيمه ومفهوم الحوكمة ونشأتها، وحضر توقيع الاتفاقية عدد من ممثلي المركز والوزارة ورؤساء الاتحادات الرياضية.

حوكمة الهيئات الرياضية

وقال هشام بن جمعة السناني مدير عام الرعاية والتطوير الرياضي بوزارة الثقافة والرياضة والشباب: جاءت اتفاقية التعاون بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومركز عمان للحوكمة والاستدامة تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب، التي أكدت على اتخاذ السبل الكفيلة بتطوير آليات العمل في الهيئات الرياضية بما يضمن رفع مستوى أدائها وتجويد مخرجاتها بما يتوافق مع "رؤية عمان 2040"، وتضمنت استراتيجية الرياضة العمانية محورا يعنى بـ"حوكمة الهيئات الرياضية ورفع مستوى أدائها" الذي تم تأكيده من خلال مشروعات وبرامجه المدرجة في الخطة التنفيذية على أهمية مراجعة التشريعات والقوانين المنظمة للقطاع الرياضي وتطويرها بما لا يتعارض مع أنظمة الهيئات والمنظمات الدولية، وبشكل يحدد طبيعة العلاقة بين الوزارة واللجنة الأولمبية العمانية والاتحادات الرياضية وكذلك وضوح الأدوار والاختصاصات بين مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والجمعية العمومية لكل هيئة إلى جانب وضع دليل سياسات لمبادئ الحوكمة ومراجعة وتحديث النظم واللوائح الإدارية والمالية والفنية لهذه الهيئات، كما أن الخطة التنفيذية الاستراتيجية الرياضية العمانية تحوي كذلك العديد من المشروعات والبرامج النوعية التي روعي فيها توافقها مع أولويات ومتطلبات المرحلة القادمة وتم تحديدها وإعدادها بالتنسيق مع مختلف الشركاء في القطاع الرياضي من اتحادات ولجان وأندية رياضية وعدد من المؤسسات الحكومية والتعليمية والجامعية ووسائل الإعلام وغيرها من الجهات الشريكة.

وأضاف السناني: تحقيق مستهدفات "رؤية عمان 2040" التي حددت الهدف الاستراتيجي للرياضة العمانية "بيئة وأنظمة محفزة لرياضة مساهمة اقتصاديا ومنافسة عالميا"، يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف والشركاء ضمن منظومة الرياضة العمانية وتعاونهم في سبيل توفير كافة الممكنات لشبابنا للمنافسة واعتلاء منصات التتويج إقليميا وعالميا والتي بلا شك سترتفع حصيلتها مع تطوير وتحديث الأنظمة واللوائح بالهيئات الرياضية الوطنية.

تعريف الحوكمة

قدمت مروى الناصرية أخصائية حوكمة بالمركز مفهوما عن الحوكمة ونشأته ورسالة وقيم المركز، وتطرقت الناصرية في عرضها لمفهوم الحوكمة حيث تعرف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الحوكمة أنها النظام الذي يوجه ويضبط أعمال المؤسسة أو الوحدة، حيث يصف ويوزع الحقوق والواجبات بين مختلف الأطراف في المؤسسة أوالوحدة مثل (مجلس الإدارة – الموظفون- المساهمون وذوو العلاقة) ويضع القواعد والإجراءات اللازمة لاتخاذ القرارات الخاصة بشؤون المؤسسة كما يضع الأهداف والاستراتيجيات اللازمة لتحقيقها وأسس المتابعة لتقييم ومراقبة الأداء، كما تطرقت الناصرية للحديث حول أهمية وفوائد الحوكمة المتمثلة في تحسين بيئة عمل المؤسسات من خلال توزيع الأدوار والمسؤوليات والصلاحيات مما يساعد في عملية اتخاذ القرار وجودته، ورفع كفاءة الأداء وزيادة الإنتاجية، وإدارة التمويل (قروض/ اكتتابات) وزيادة رأس المال، ومن بين الفوائد أيضا تغيير العلاقات بين مجتمع الأعمال والدولة عن طريق الشفافية التي تساعد في القضاء على المحسوبية والمحاباة، وتضييق الخناق على الفساد الإداري والمالي، وكذلك تحقيق العدالة والمعاملة النزيهة لجميع الأطراف.

خطوة رائدة

وحول توقيع الاتفاقية قال الدكتور مروان بن جمعة آل جمعة رئيس الاتحاد العماني للهوكي: توقع اتفاقية بين وزارة الثقافة والرياضة والشباب ومركز عمان للحوكمة والاستدامة من الخطوات الرائدة لتعزيز القطاع الرياضي في سلطنة عمان، وتعد هذه الخطوة ضرورية في المرحلة الحالية للنهوض بالعمل المشترك بين المؤسسات الرياضية والهيئات ذات الصلة المشتركة، ولضمان تحقيق العوامل المهمة في الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية العمانية ومن أبرزها الجودة والمسؤولية والسرية والمصداقية والتفاني والشراكة والشفافية، وستسهم هذه الاتفاقية في تفعيل نظام الرقابة الداخلي والخارجي على كافة الاتحادات الرياضية، وضمان جودة أدوات التقييم ومؤشرات الأداء ومراجعة اللوائح الداخلية وضمان تفعيل ميثاق السلوك المهني لأعضاء مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية ومبدأ المسؤولية الاجتماعية والإفصاح عن التقارير بشفافية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وزارة الثقافة والریاضة والشباب الهیئات الریاضیة

إقرأ أيضاً:

دور الحوكمة في تعزيز فعالية نظم اليقظة الاستراتيجية

تُعد الحوكمة إحدى الركائز الأساسية في بناء منظمات قادرة على التكيف مع التغيرات المتسارعة في البيئة الداخلية والخارجية، فهي الإطار الذي يضمن وضوح الأدوار، ودقة اتخاذ القرار، والالتزام بالمعايير الأخلاقية والتنظيمية، بما يعزّز قدرة المؤسسات على مواجهة التحديات واغتنام الفرص، وفي ظل تزايد عدم اليقين وتعاظم المنافسة، برزت أهمية نظم اليقظة الاستراتيجية كآلية فاعلة لرصد مؤشرات التغيير وتحليلها وتوظيفها لدعم صناعة القرار، ومن هنا يتجلى الارتباط الوثيق بين الحوكمة وفعالية نظم اليقظة الاستراتيجية داخل المنظمات.
أولًا: مفهوم الحوكمة وصلتها باليقظة الاستراتيجية
تشير الحوكمة إلى مجموعة المبادئ والقواعد والإجراءات التي تنظّم علاقة الجهات المختلفة داخل المؤسسة، وتضمن الشفافية، والمسؤولية، والمساءلة، أما اليقظة الاستراتيجية فهي النظام الذي يهدف إلى جمع المعلومات، وتحليلها، واستشراف اتجاهات البيئة المحيطة بما يمكّن المؤسسة من الاستجابة للتغيرات بفعالية.
ويظهر التكامل بين المفهومين في كون الحوكمة توفر البيئة التنظيمية الملائمة التي تسمح لوحدات اليقظة بالعمل بكفاءة، سواء من خلال توفير المعلومات، أو دعم اتخاذ القرار، أو ضمان تدفق البيانات بين المستويات الإدارية.
ثانيًا: دور الحوكمة في بناء بيئة داعمة لليقظة الاستراتيجية
تلعب الحوكمة دورًا محوريًا في توفير الأسس التي يحتاجها أي نظام يقظة استراتيجية ليكون فعالًا، ويتمثل ذلك في:
تعزيز الشفافية وتدفق المعلومات
تفرض الحوكمة معايير واضحة لتبادل المعلومات داخل المؤسسة، مما يقلل من الفجوات المعلوماتية ويسهّل على وحدات اليقظة جمع البيانات الدقيقة والحديثة، كما أن الشفافية تمنع احتكار المعلومات، وتدعم نشر ثقافة المشاركة التي تُعد أساسًا لنجاح نظم اليقظة.
تحديد الأدوار والمسؤوليات
تسهم الحوكمة في تنظيم العمل داخل المؤسسة عبر تحديد مسؤوليات الوحدات المختلفة، بما في ذلك وحدة اليقظة الاستراتيجية، فوجود توصيف دقيق للمهام يحدّ من العشوائية، ويضمن انسجام الجهود ويوضح خطوط السلطة والإبلاغ.
دعم عملية اتخاذ القرار
تربط الحوكمة بين المعلومات التي توفرها اليقظة الاستراتيجية وصنّاع القرار، من خلال آليات واضحة لرفع التقارير، هذا الارتباط يضمن أن المعلومات المستخرجة من بيئة المؤسسة يتم استخدامها بشكل فعّال في تشكيل الاستراتيجيات، وليس مجرد بيانات مهملة.
تعزيز ثقافة المساءلة والانضباط التنظيمي
تدفع الحوكمة المؤسسات لتعزيز ثقافة المساءلة، ما يشجّع العاملين على الالتزام بجودة المعلومات التي يقدمونها لوحدة اليقظة، كما يضمن الانضباط التنظيمي تبني إجراءات معيارية تقلل الأخطاء في تحليل البيانات وصياغة التوقعات.
ثالثًا: دور الحوكمة في رفع جودة مخرجات اليقظة الاستراتيجية
لا تقتصر الحوكمة على الجوانب الإجرائية، بل تمارس تأثيرًا مباشرًا على جودة مخرجات اليقظة الاستراتيجية من خلال:
تحسين جودة المعلومات وتحليلها
تُرسي الحوكمة قواعد للتحقق من صحة البيانات ومصداقيتها، ما يضمن أن التحليلات المستندة إليها تكون أكثر دقة وموضوعية، كما يشجع نظام الحوكمة على استخدام أدوات وتقنيات متقدمة لرصد بيئة الأعمال.
دعم التكامل بين وحدات المؤسسة
تشجع الحوكمة على التكامل بين وحدات المؤسسة المختلفة، بما فيها التسويق والموارد البشرية، والتخطيط وهو ما يعزز قدرة نظام اليقظة على بناء صورة متكاملة عن البيئة الداخلية والخارجية.
تعزيز الاستجابة الاستراتيجية الفعالة
تساعد الحوكمة في تحويل مخرجات اليقظة إلى قرارات قابلة للتطبيق عبر وجود لجان واستراتيجيات واضحة للتعامل مع المخاطر والفرص، والقرار للمؤسسة حتى تصبح مبنية على معطيات دقيقة، ما يعزز قدرتها على المنافسة، وتجنب التهديدات.
رابعًا: أثر الحوكمة على استدامة نظم اليقظة الاستراتيجية
من خلال وضع سياسات رقابية، وتشجيع الابتكار، وتوفير الموارد، تسهم الحوكمة في ضمان استمرارية نظم اليقظة الاستراتيجية، مما يجعلها تساهم في توفير الموارد اللازمة من تكنولوجيا معلومات، وخبرات بشرية، وتعزيز الالتزام المؤسسي تجاه تطبيق نظام اليقظة، وعدم اعتباره مجرد مشروع مؤقت، وصولًا إلى دعم التطوير المستمر عبر تقييم أداء النظام وتحديث أدواته وآلياته.
ومن هذا المنطلق، أود أن أبرز أن الحوكمة ليست مجرد إطار تنظيمي، بل هي عنصر استراتيجي يدعم نظم اليقظة ويضمن فعاليتها، فهي توفر البيئة التي تُبنى فيها المعلومات الدقيقة، وتُحلّل بموضوعية، وتُحوّل إلى قرارات تضمن للمؤسسة الاستدامة والتفوق، فإن تعزيز الحوكمة داخل المؤسسات يُعد شرطًا أساسيًا لنجاح نظم اليقظة الاستراتيجية، وقدرتها على تحقيق ميزة تنافسية طويلة الأمد.

مقالات مشابهة

  • أبوظبي توقع اتفاقية تعاون مع مجلس الشركات العائلية الخليجية
  • "الثقافة" توقع مذكرة تفاهم مع مركز الملك فيصل لتعزيز التعاون العلمي والثقافي
  • أوكيو توقع 11 اتفاقية لتطوير مشروعات جديدة ضمن برنامج لدائن للصناعات البلاستيكية
  • وزارة الثقافة توقّع مذكرة تفاهم مع مركز الملك فيصل لتعزيز التعاون العلمي والثقافي
  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوقّع اتفاقية تعاون مشترك لتوزيع الكسوة الشتوية “كنف” في اليمن
  • مركز الثقافة السينمائية يعقد مسابقة “عميد الأدب العربي” بمناسبة اليوم العالمي لذوي الهمم
  • الإمارات.. نموذج للحوكمة الإعلامية الحديثة
  • «موانئ» توقع عقدًا مع «أراسكو» لإنشاء مركز لوجستي للتخزين والتوزيع بميناء الملك عبدالعزيز بالدمام
  • دور الحوكمة في تعزيز فعالية نظم اليقظة الاستراتيجية
  • مركز الثقافة السينمائية يعرض "خط في دايرة" و"نجيب محفوظ .. ضمير عصره" بذكرى ميلاده