كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة "Human Reproduction Update" عن انخفاض مقلق في متوسط أعداد الحيوانات المنوية لدى الرجال على مستوى العالم، تجاوز 52% خلال العقود الخمسة الماضية، ما يُنذر بأزمة مستقبلية في خصوبة البشر ويطرح تحديات جديّة أمام مستقبل التكاثر البشري.

وبحسب الدراسة، التي استندت إلى تحليل ما يقرب من 3 آلاف دراسة علمية منشورة بين عامي 2014 و2020، فإن أعداد الحيوانات المنوية تنخفض بمعدل سنوي يتجاوز 1%، وهو تراجع متسارع يعكس تحولات بيئية وصحية عميقة قد تؤثر على قدرة الإنسان على الإنجاب في المستقبل القريب، وفق تقرير نشرته شبكة سي إن إن الأمريكية.



ازدهار تجارة التجميد
في ظل هذا التراجع البيولوجي الحاد، يشهد قطاع بنوك الحيوانات المنوية طفرة غير مسبوقة، إذ تُقدر قيمة السوق العالمية لتجميد الحيوانات المنوية بنحو 5.92 مليار دولار عام 2025، مع توقعات بأن يتجاوز 7.04 مليار دولار بحلول عام 2030، مدفوعًا بتنامي الطلب وتطور التكنولوجيا، وفق تقديرات مؤسسة "Mordor Intelligence" الهندية لأبحاث السوق.

ويرجع هذا النمو بالأساس إلى عوامل عدة، أبرزها:

- تصاعد نسب الإصابة بالعقم وضعف الخصوبة بين الرجال.

- ارتفاع حالات تجميد الحيوانات المنوية بين الجنود المعرضين لمخاطر القتال، ومرضى السرطان قبل الخضوع للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي.

- توسع الوعي بخيار التجميد المسبق للرجال الراغبين في تأجيل الإنجاب.


طفرة تكنولوجية 
وقد أسهمت شركات التكنولوجيا الحيوية الناشئة بدور محوري في رفع كفاءة التجميد وتحسين نسب بقاء الحيوانات المنوية بعد الذوبان. فعلى سبيل المثال، تقدم شركة Legacy الأمريكية حلولا متقدمة سمحت بتحقيق معدلات بقاء تصل إلى 86%، مقارنةً بـنحو 60-70% وفق بروتوكولات التجميد البطيء التقليدية.

وتُعد هذه القفزة التقنية عاملاً حاسمًا في خفض التكاليف التشغيلية، حيث توقعت الدراسات تراجعًا في كلفة التشغيل تتراوح بين 40% و60%خلال السنوات المقبلة، ما سيساهم في توسيع الشريحة المستفيدة وجعل الخدمة أكثر إتاحة في البلدان النامية.

وعلى غرار الأسواق المتقدمة في أمريكا الشمالية وآسيا، بدأت المنطقة العربية بدورها تشهد اهتماما متزايدا بإنشاء مراكز تجميد وحفظ الحيوانات المنوية، في ظل ازدياد معدلات العقم وتراجع جودة الخصوبة بين الرجال، خصوصا في ظل التغيرات البيئية ونمط الحياة.

وبدأت بعض الدول الخليجية وشمال إفريقيا خلال العقد الأخير، السماح بإنشاء مراكز طبية متخصصة في تجميد وحفظ النطاف، ضمن سياق طبي وعلاجي يُراعي الجوانب الدينية والأخلاقية، ما يعكس تحولا تدريجيا في الخطاب الصحي في العالم العربي إزاء قضايا الخصوبة والإنجاب.

تحذيرات من أزمة خصوبة عالمية
ورغم التقدم الطبي والتقني، لا تُخفي الأوساط العلمية قلقها من استمرار التراجع في أعداد الحيوانات المنوية، وتدعو إلى اتخاذ إجراءات وقائية للحد من العوامل البيئية والصحية المسببة لهذا التدهور، مثل التلوث، ونمط الغذاء، والتعرض للمواد الكيميائية، والضغط النفسي المزمن.

وتأتي هذه التحذيرات في وقت يُسجل فيه تضاؤل الخصوبة كأحد أبرز التحديات الديموغرافية التي تواجه البشرية، والتي قد تُفضي إلى تراجع معدلات النمو السكاني في عدد من الدول، وتحولات اقتصادية واجتماعية عميقة في العقود القادمة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الحيوانات المنوية التجميد الخصوبة العقم الخصوبة العقم التجميد الحيوانات المنوية المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أعداد الحیوانات المنویة

إقرأ أيضاً:

بحث التعاون بين سلطة العقبة وغرفة تجارة العقبة لتعزيز الاستثمار وتنشيط الحركة التجارية

صراحة نيوز- بحث مفوض الشؤون الاقتصادية والاستثمار في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، الدكتور محمد أبو عمر، خلال لقائه رئيس غرفة تجارة العقبة نائل الكباريتي، أوجه التعاون المشترك بين الجانبين، بحضور مدير الاستثمار في السلطة صابر عليوه، ومدير ترويج الاستثمار المهندس محمد الحسنات، وأعضاء مجلس إدارة الغرفة.

وجرى خلال الاجتماع مناقشة سبل تسهيل الإجراءات وتسريع عملية الاستثمار في العقبة بما يعزز جاذبية المنطقة أمام المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين، إضافة إلى بحث آليات تنشيط الحركة التجارية ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للقطاع التجاري.

كما تناول الجانبان فرص الشراكة في عمليات التسويق والترويج للاستثمار داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة، بهدف استقطاب استثمارات نوعية في القطاعات التجارية والصناعية والسياحية والخدمية.

وأكد الدكتور أبو عمر أن سلطة العقبة تولي أهمية كبيرة لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص، لافتًا إلى أن غرفة تجارة العقبة تُعد شريكًا رئيسيًا في دعم بيئة الأعمال، قائلاً:

“نعمل حالياً على مراجعة وتحديث إجراءات الاستثمار لضمان سهولتها ووضوحها، وبما ينعكس مباشرة على سرعة إنجاز معاملات المستثمرين ضمن معايير عالية من الكفاءة والشفافية”.

وأضاف أن السلطة تتجه نحو خطة ترويجية أكثر تكاملًا خلال العام المقبل، موضحًا:

“نسعى بالتعاون مع غرفة تجارة العقبة إلى إطلاق برامج مشتركة للتسويق والترويج، تستهدف التعريف بالفرص الاستثمارية الواعدة وتعزيز مكانة العقبة كمركز اقتصادي وتجاري إقليمي”.

من جهته، أكد نائل الكباريتي أهمية تعزيز التنسيق المؤسسي بين الجانبين، مشيدًا بخطوات سلطة العقبة في تطوير منظومة الاستثمار، وقال إن القطاع التجاري يتطلع إلى بيئة أكثر سلاسة ومرونة في الإجراءات، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على الحركة الاقتصادية ويعزز تنافسية المنطقة.

وأضاف الكباريتي أن الغرفة ستواصل دعم جهود الترويج، مؤكداً:

“نحن مستعدون للتعاون الكامل مع سلطة العقبة في تنفيذ حملات ترويجية مشتركة، وتقديم ما يلزم من خبرات وشراكات محلية ودولية لجذب المزيد من الاستثمارات النوعية التي تخدم الاقتصاد الوطني”

مقالات مشابهة

  • استشاري نوم تكشف أسباب ارتفاع معدلات الأرق بين النساء
  • بحث التعاون بين سلطة العقبة وغرفة تجارة العقبة لتعزيز الاستثمار وتنشيط الحركة التجارية
  • الذهب يستقر محليًا رغم تراجع الأوقية عالميًا بعد خفض الفيدرالي للفائدة
  • الذهب يستقر محليًا رغم تراجع الأوقية عالميًا بعد خفض الفيدرالي الأمريكي للفائدة
  • إقبال متوسط للناخبين في اليوم الأخير بالدائرة الثالثه مع فتح لجان الاقتراع بالفيوم
  • نصائح لتحسين الخصوبة عند الرجال.. طبيب يوضح
  • رئيس الوزراء يكشف أسباب انخفاض معدلات التضخم وارتفاع احتياطي النقد الأجنبي
  • عاجل | تراجع سعر الذهب عالميًا ومحليًا قرب صدور قرار الفيدرالي الأمريكي
  • برلمانية: تراجع التضخم ينعش القطاعات الإنتاجية ويفتح الطريق لخفض تكاليف الصناعة
  • دبي تتصدّر تجارة الغذاء عالميًا مع توسّع «جلفود 2026» بنسبة 100% في الفعاليات والمورّدين