لاكروا الفرنسية: يبقى الإجهاض أبغض الحلول
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
إعداد: محجوبة كرم
في الصحف اليوم: الوضع الإنساني الكارثي في غزة وجهود حثيثة في القاهرة لأجل التوصل إلى حل لوقف إطلاق النار. ألمانيا تعيش على وقع فضيحة بعد تسريب الإعلام الروسي لمكالمة هاتفية بين ضباط ألمان كبار حول تقديم مساعدات لأوكرانيا. وفي فرنسا: اجتماع البرلمان بغرفتيه لأجل إدراج حق الإجهاض في الدستور الفرنسي.
© 2024 فرانس 24 - جميع الحقوق محفوظة. لا تتحمل فرانس 24 مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى. عدد الزيارات معتمد من .ACPMACPM
الرئيسية البرامج مباشر الأخبار الأخبار القائمة القائمة الصفحة غير متوفرةالمحتوى الذي تريدون تصفحه لم يعد في الخدمة أو غير متوفر حاليا.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا الانتخابات الرئاسية الأمريكية ريبورتاج حصار غزة الحرب بين حماس وإسرائيل مفاوضات هدنة مجاعة ألمانيا وزير دفاع روسيا أوكرانيا فرنسا الإجهاض دستور الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة فلسطين حصار غزة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فرانس 24
إقرأ أيضاً:
خالد عمر يوسف يكتب: لهذه الأسباب يتخوفون من الحلول التفاوضية
خالد عمر يوسف يكتب: لهذه الأسباب يتخوفون من الحلول التفاوضية
اتفقت الهند وباكستان اليوم على وقف لإطلاق النار ليقوما باحتواء الأزمة التي تفجرت بينهما عقب أحداث كشمير الأخيرة التي قادت البلدين لنذر حرب نحمد الله أنهم قد غلبا صوت الحكمة سريعاً للرجوع عنها. سبق ذلك الاتفاق الذي قامت به الإدارة الأمريكية مع الحوثيين لوقف إطلاق النار بالتزامن مع مفاوضاتها مع إيران حول الملف النووي. توصلت أيضاً الحكومة الكونغولية وحركة “M23” لوقف فوري لإطلاق النار بعد محادثات في الدوحة برعاية قطرية، بالإضافة للجهود الأمريكية والقطرية التي قادت للتهدئة بين الكونغو ورواندا. إضافة لذلك فقد توصل الرئيس السوري أحمد الشرع لاتفاق السويداء مع الدروز واتفاق سبقه مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تنشط في مناطق الأكراد شمال شرقي سوريا. تتسابق أيضاً الجهود الدولية للوصول لوقف إطلاق نار بين روسيا وأوكرانيا واتفاق في غزة لتوصيل العون الإنساني ولإنهاء الهجوم الإسرائيلي عليها وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وما يتبعها عقب ذلك من خطوات لازمة لإحلال السلام الدائم.
الناظر في هذا المشهد الدولي والإقليمي من حولنا يجد نشاطاً غير مسبوق في إخماد حرائق الحروب، والسعي نحو معادلات جديدة يسود فيها السلام وتعلو لغة المصالح المتبادلة عوضاً عن الدمار والخراب. بكل أسف فإن بلادنا الغالية لم تدخل بعد في هذه الدائرة، إذ أن بنيها يصمون الآذان عن كل قول أو فعل قد يقود للسلام. تجاوزت حرب السودان العامين وإن أثبتت حقيقة واحدة، فقد برهنت على صعوبة بلوغ أي طرف لغاية الحسم العسكري الكامل، بل على العكس فإن كل يومٍ يمضي تتعقد فيه القضايا بصورة أكبر وتشمل عوامل جديدة تصعب الحلول وتباعد الطرق نحوها.
وقف الحرب في السودان هو قرار بيد السودانيين متى ما صدقت إرادتهم في هذا الاتجاه، مع التأكيد بأن العامل الخارجي مهم ولا يمكن إسقاطه أو الغفلة عنه، ولكن السلام الدائم سيأتي حين يتفق أهل السودان على مشروع وطني ينهي دوامة العنف وعدم الاستقرار، والظرف الدولي من حولنا مواتٍ للتفاعل معه ايجاباً واغتنام فرصة رياح السلام التي غمرت العديد من مناطق النزاعات من حولنا.
يتخوف البعض من الحلول التفاوضية ظناً منهم أنها ستقود لتثبيت ركائز أوضاع شائهة لا يمكن التعايش معها، وهو تخوف مفهوم ولكنه يفارق جوهر السعي الحقيقي نحو إحلال السلام الدائم الذي لا يعني بأي حال من الأحوال العودة لماضي مليء بالخطايا ولو كان فيه من خير ٍلما بلغنا حالنا الذي نعيشه الآن، ولا يعني كذلك التعايش مع الحاضر البغيض الذي نرزح تحت وطأته اليوم.
السلام هو النظر نحو مستقبل جديد نعالج فيه بالحوار إشكالات الماضي جميعها ونضع أسساً جديدة لواقع مختلف يحفظ وحدة البلاد وسيادتها على أساس عقد اجتماعي طوعي متراضى عليه بين كافة أقوام السودان، ويحكم فيه كل إقليم نفسه بنفسه وينمو من ثرواته في إطار سودان موحد بنظام فيدرالي حقيقي ينهي دوامة التهميش وسلب الحقوق، ويكون فيه جيش واحد مهني وقومي لا علاقة له بالسياسة او الاقتصاد، ويختار فيه الناس من يحكمهم ويخضعونه للمحاسبة والمساءلة سلماً لا عنفاً، وتوضع فيه أسس للعدالة تنصف كل صاحب ضيم وتحاسب كل معتدي.
بلوغ هذه الغايات ممكن عبر الحوار لا فوهات البنادق، ولا يقف بيننا وبين الوصول لذلك سوى من يتكسبون من هذا الدمار ويستغلونه لمصالحهم السلطوية الضيقة التي لا تضع بالاً لمعاناة الملايين من الناس. عليه فلنعلي من صوت التعقل الآن ولنواجه خطابات الحرب والكراهية بحزم، فهي لن تورث بلادنا سوى الخراب.
#لا_للحرب
الوسومالحرب الحلول التفاوضية السلام السودان الهند باكستان خالد عمر يوسف