مبعوث أميركي في بيروت لبحث سبل التهدئة مع إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
بيروت- يلتقي المبعوث الأميركي أموس هوكستين الاثنين4مارس2024، في بيروت مسؤولين لبنانيين في محاولة لاحتواء التصعيد المستمر فيما أكّد حزب الله أنه لن يوقف عملياته العسكرية ما لم يتوقف "العدوان" على غزة.
والتقى هوكستين رئيس البرلمان نبيه بري، ومن المقرر أن يجتمع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وقائد الجيش جوزيف عون.
ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي بين حزب الله اللبناني، حليف حماس، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل والحركة في غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، كما تعلن فصائل فلسطينية في لبنان مسؤوليتها عن هجمات من حين لآخر.
وفي وقت سابق يوم الاثنين، قال نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم "من أراد أن يكون وسيطاً، عليه أن يتوسط لايقاف العدوان، لا أن يتوسط لمنع المساعدة" من قبل حزب الله.
وأضاف قاسم في كلمة متلفزة خلال مؤتمر حضره عدد من القوى والأحزاب الداعمة لفلسطين "أوقفوا العدوان على غزة، تتوقف الحرب في المنطقة. هذه المعادلة اصبحت واضحة".
لكن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكد في وقت سابق أن إسرائيل لن توقف عملياتها ضد حزب الله حتى لو توصلت لاتفاق هدنة مع حركة حماس في قطاع غزة.
وقال في 29 شباط/فبراير "سنواصل إطلاق النار (على حزب الله)، بغضّ النظر عمّا يحدث في الجنوب، حتى نحقّق هدفنا" المتمثّل في إبعاد حزب الله عن الحدود.
وتتزامن زيارة المبعوث الأميركي إلى بيروت مع جهود وساطة مستمرة في القاهرة للتوصل إلى هدنة بعد أن كثفت الولايات المتحدة، أكبر حلفاء اسرائيل، ضغوطها من أجل تنفيذ وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية المحاصرة.
وفي زيارته الأخيرة إلى بيروت في كانون الثاني/يناير، حضّ هوكستين على ضرورة "إيجاد حل دبلوماسي" ينهي التصعيد على جانبي الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وقال حينذاك "علينا أن نجد حلاً دبلوماسياً يسمح للمواطنين اللبنانيين بالعودة الى منازلهم في جنوب لبنان" ويمكّن كذلك الاسرائيليين "من العودة الى منازلهم" في الشمال.
وفي تشرين الأول/اكتوبر 2022، أبرم لبنان وإسرائيل اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما بعد أشهر من مفاوضات مضنية بوساطة واشنطن وخشية من توتر أمني، وقد سلما الإحداثيات الجغرافية الجديدة للأمم المتحدة بحضور الوسيط الأميركي.
ويزور بيروت منذ أشهر مسؤولون غربيون يحضّون على ضبط النفس والدفع باتجاه إيجاد حلول دبلوماسية.
ودفع التصعيد خلال نحو خمسة أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبي الحدود الى إخلاء منازلهم. وأسفر في لبنان عن مقتل 296 شخصاً على الأقل، بينهم 207 مقاتلين من حزب الله و46 مدنياً، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس.
وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل عشرة جنود وسبعة مدنيين.
وأفاد مسعفون إسرائيليون الإثنين عن مقتل عامل أجنبي وإصابة أشخاص آخرين بجروح في قصف صاروخي بالقرب من الحدود مع لبنان.
وقالت خدمة الطوارئ التابعة لإسعاف نجمة داوود الحمراء في بيان إن صاروخا مضادا للدبابات أصاب "عمالا أجانب كانوا يعملون في مزرعة" ما أدى إلى مقتل أحدهم وإصابة سبعة آخرين على الأقل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الصاروخ أطلق من لبنان إنه رد على مصدر النيران.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يستبعد التطبيع مع إسرائيل
بيروت- استبعد الرئيس اللبناني جوزاف عون الجمعة 11 يوليو 2025، أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، مؤكدا تأييده "حالة اللاحرب" مع الدولة التي ما زالت تحتل جزءا من الأراضي اللبنانية.
وأكد أن "مسألة التطبيع غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة "، في أول رد فعل لبناني رسمي على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الذي قال في 30 حزيران/يونيو إن إسرائيل "مهتمة" بتطبيع العلاقات مع سوريا ولبنان.
وميّز عون بحسب بيان لرئاسة الجمهورية اللبنانية بين السلام والتطبيع، بقوله خلال استقباله وفد مجلس العلاقات العربية والدولية "السلام هو حالة اللاحرب وهذا ما يهمنا في لبنان في الوقت الراهن. اما مسألة التطبيع فهي غير واردة في السياسة اللبنانية الخارجية الراهنة".
ما زالت سوريا ولبنان رسميا في حالة حرب مع إسرائيل مذ عام 1948.
ووصفت دمشق في وقت سابق محادثات التطبيق بأنها "سابقة لأوانها".
ودعا عون إسرائيل إلى الانسحاب من خمسة مواقع ما زالت تحتلها في جنوب لبنان.
ويسري في لبنان منذ تشرين الثاني/نوفمبر، اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، تحوّل الى مواجهة مفتوحة اعتبارا من أيلول/سبتمبر. ورغم ذلك، تشنّ الدولة العبرية باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب، تقول غالبا إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له.
ونصّ وقف إطلاق النار على انسحاب حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل من الجهة الجنوبية) وتفكيك بناه العسكرية فيها، مقابل تعزيز انتشار الجيش وقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام (يونيفيل).
كذلك، نصّ على انسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق تقدمت إليها خلال الحرب، لكن اسرائيل أبقت على وجودها في خمسة مرتفعات استراتيجية، يطالبها لبنان بالانسحاب منها.
وقال عون متحدثا عن إسرائيل "(إنهم) يعرقلون حتى الساعة استكمال انتشار الجيش حتى الحدود المعترف بها دوليا".
طالبت واشنطن بنزع سلاح حزب الله بشكل كامل، وردّ لبنان على مقترح واشنطن هذا الأسبوع بدون الإفصاح عن مضمون الرد، لكن عون قال إن بيروت عازمة على "حصر السلاح" بيد الدولة، مشدّدا على ضرورة معالجة الملف "برويّة ومسؤولية لأن هذا الموضوع حسّاس ودقيق وأساسي للحفاظ على السلم الأهلي"، في إشارة إلى أنه لا يودّ نزع سلاح حزب الله بالقوة.
ويعتبر حزب الله القوة السياسية النافذة في لبنان، والجهة الوحيدة التي احتفظت بسلاحها رسميا بعد انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية عام 1990، حين كانت أجزاء من جنوب لبنان تحت الاحتلال الإسرائيلي.