فتوى حول جسر الإمداد البري للكيان الصهيوني
تاريخ النشر: 4th, March 2024 GMT
#سواليف
اصدر #مجلس_علماء_الشريعة لدى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن #فتوى حول #جسر_الإمداد_البري للكيان الصهيوني
وطالب المجلس السلطات الأردنية ضرورة وقف هذا الجسر وقد حصل سواليف على نسخة من الفتوى :-
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
مقالات ذات صلة القسام تفجر آليات وتقنص جنديين وقوة متحصنة داخل منزل / تفاصيل 2024/03/04فإن الأثر البالغ للمقاطعة الاقتصادية على مواقف الدول واتجاهاتها، وعلى سلوك الشركات والتجار وتصرفاتهم لا يخفى على أحد في هذا الزمان؛ فقد أضحت المقاطعة الاقتصادية سلاحا بالغ الأهمية يمكن من خلاله الضغط على الدول والشركات والتجار والتأثير عليهم، ويُعد منع وصول البضائع للأعداء الصهاينة المحتلين المعتدين من أوجب الواجبات الشرعية على المسلمين وذلك منذ احتلالهم لفلسطين إلى أن يسقط احتلالهم، ومقاطعتهم اقتصاديا ومنع وصول البضائع إليهم وتعطيل وصولها إليهم بأية وسيلة من الوسائل هو من الجهاد المفروض عيناً على كل مسلم، فالمقاطعة الاقتصادية ما هي إلا نوع من أنواع الجهاد بالمال في سبيل الله، وإنّ المتابع لمجريات الأحداث يلمس ما لهذه المقاطعة من آثار كبيرة تدفع بعض الشركات إلى التبرؤ من دعم الكيان الصهيوني.
طلبه لعير أبي سفيان.
هذا وقد علم القاصي والداني بجسر الإمداد الجوي المحمل بالبضائع والسلع والمواد الغذائية من الفواكه والخضراوات والذي يمر عبر الأراضي الأردنية، بالإضافة إلى ما تأكد من إمداد بعض التجار الأردنيين الخائنين لدينهم وأمتهم للخضروات للكيان الصهيوني المجرم، وعليه فإننا نقول: إن هذه الأفعال تعد من أعظم الكبائر، وإذا كانت مقرونة بالولاء للصهاينة ومحبتهم ومحبة انتصارهم على المجاهدين، فهذا مخرج من الملة باتفاق علماء الأمة، ولا يجوز السماح للشاحنات المحملة بالبضائع للكيان الصهيوني بأن تمر بالأردن، وأن يُتاح لها نقل ما يحتاجونه؛ مما يقويهم ويثبتهم، ويجعلهم يستمرون في حربهم على إخواننا في غزة وعموم فلسطين، فيجب شرعًا منع هذه الشاحنات، واعتراضها بكل وسيلة ممكنة، وعلى كل مسلم قادر على منع وصولها أن يقوم بذلك،
ولو كان بالوقوف في سلاسل بشرية في وجه هذه الشاحنات. وإنّ السلطات الأردنية تتحمل هي وكل الدول التي تسهل استقبال البضائع والمرور بأراضيها الإثم والوزر على ذلك، وتعتبر شريكة في تقوية الأعداء على المسلمين. وإنه ليجب فضح التجار الذين يرسلون البضائع إلى الكيان الصهيوني وكشفهم والتشهير بهم، ويجب على كل مسلم مقاطعتهم ونبذهم، قال الله تعالى: (إِنَّمَا يَنْهَنَكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). فقد نهانا ربنا عز وجل عن موالاة الذين قاتلونا وأخرجونا من ديارنا، ومن موالاتهم إمدادهم بما يحتاجونه تقوية لهم. وقال سبحانه: (وَلَا يَطُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُقٍ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِح ) ، وفي قطع إمداد الصهاينة بهذه السلع إغاظة لهم، وبالتالي فمنع وصول هذه الإمدادات لهم من الجهاد المبارك المبرور، والسماح لها بالوصول إليهم من التعاون على الإثم والعدوان. وفي السماح بوصول تلك الإمدادات للكيان المجرم نصرة له وخذلان للمسلمين المحاصرين في غزة العزة، الذين يمنع عنهم العدو كل شيء، حتى وصلوا إلى مرحلة الموت جوعاً، وقد قال رسول الله : “ما من امرئٍ يَخْذُلُ مسلمًا في موطن ينتقص فيه من عرضه ويُنْتَهَك فيه من حرمتِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللهُ في موطن يُحِبُّ فيه نُصْرَتَهُ”.
إن مجلس علماء الشريعة في الجماعة يطالب السلطات الأردنية بوقف هذا الجسر البري، ومنع مرور هذه الشاحنات، ويطالب الشعب الأردني الأبي اعتراض هذه الشاحنات ومنعها بكل وسيلة
ممكنة، وعدم القبول بهذه الجريمة الأئمة.
هذا والله تعالى أعلم
مجلس علماء الشريعة عمان تحريراً في :
1445/7/22هـ
الموافق 2024/3/3م
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف مجلس علماء الشريعة فتوى جسر الإمداد البري للکیان الصهیونی هذه الشاحنات على کل مسلم ل مسلم
إقرأ أيضاً:
حين يعوِّضُ العدوُّ الصهيوني الهزائمَ بالجرائم
د. شعفل علي عمير
يستخدم جيشُ الاحتلال الإسرائيلي الجرائم والإبادة الجماعية والممارسات اللاإنسانية كالحصار وسيلةً لتعويض هزائمه المتكرّرة على أرض المعركة، خَاصَّة أمام شجاعة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
إن هذه الهمجية ليست مُجَـرّد أفعال عسكرية، بل تعكسُ أمراضًا نفسيةً عميقة تبين خوفهم ورعبهم من مواجهة أبطال المقاومة.
وبينما يستمرُّ العدوُّ الصهيوني في ارتكاب جرائمِه دون أيِّ رادع، نجدُ العالَمَ العربي والإسلامي يرزح تحتَ صمت مخزٍ ومعيب! هذا الصمت الذي لا نجد له تفسيرًا غير أنه يعود لتراكمات سياسية واقتصادية واجتماعية جعلت الإنسان العربي فاقدًا للهُوية الدينية متماهيًا مع جرائم الكيان الصهيوني وكأنه واقع لا يمكن تغييره، إنها نتيجة التدجين الثقافي الذي دأبت على ترسيخه بعض الأنظمة العربية، هذا الخنوع كان النتيجة المتوقعة من أي مجتمع لا يمتلك مشروعًا أَو هدفًا؛ مما جعله هدفًا للأعداء.
وبنظرة بسيطة لمن يمتلكُ مشروعًا كحركات المقاومة الفلسطينية رغم إمْكَاناتها المادية المحدودة مقارنة بما يمتلكه الكيان الصهيوني من أسلحة ودعم أمريكي وغربي غير محدود نجده عاجزًا ومهزومًا أمام المقاومة التي تمتلك مشروعًا يستمد قوته من الشريعة الإسلامية فعلى مر السنين، حاول الجيش الإسرائيلي مرارًا إنهاء مقاومة غزة، ولكن رغم تفوقه العسكري وتقنياته المتطورة، لم يتمكّن من تحقيق أية نتائج ملحوظة.
يظهر جيش الاحتلال كأحد أجبن الجيوش عالميًّا عندما يتعلق الأمر بالمواجهة المباشرة؛ مما اضطره إلى الاعتماد على القصف الجوي والقوة المفرطة ضد المدنيين الأبرياء كوسيلة للضغط النفسي والسياسي على المقاومة؛ سعيًا لتحقيق أهدافه، وتوضح الهزائم المتكرّرة الفشل الذريع لجيش الكيان الصهيوني في المعارك؛ مما يجعله يلجأ للعنف كرد فعل على هذا الفشل، الأمر الذي ترك أثرًا بالغًا على الوضع النفسي لجيش العدوّ الصهيوني، حَيثُ تشير التقارير النفسية إلى ارتفاع مستويات التوتر والاضطرابات النفسية لدى الجنود الإسرائيليين بعد مواجهاتهم مع الشعب الفلسطيني.
وتتفاقم مشاعر القلق والاكتئاب في نفوسهم، وكأن لديهم معرفة في أعماقهم بأن أفعالهم غير أخلاقية وغير شرعية وهو ما يعكس حالة العداء والعزلة النفسية بين الجنود؛ نتيجة مخاوفهم وقلقهم من مواجهة مقاومة فلسطينية تتمسك بعقيدتها وقضيتها العادلة؛ مما يؤثر سلبًا على أدائهم ويفضي إلى المزيد من الفشل والهزائم في الميدان.
الخوفُ الذي ينتاب الجنود الإسرائيليين من مواجهة المجاهدين في غزة يعكس حجم رعبهم أمام من يحمل عقيدة وإصرارًا وليس ذلك مُجَـرّد خوف من الموت، بل هو أَيْـضًا خوف من الفشل في كسر عزيمة المقاومة، التي تبقى صامدةً رغم محاولات إبادتهم.
هذا الخوف واضح في ساحات القتال، حَيثُ يجد الجيش الإسرائيلي صعوبة بالغة في مواجهة عدو غير تقليدي لا يعرف الخوف.
إن محاولات (إسرائيل) تعويضَ هزائمها العسكرية عبر ارتكاب جرائم ضد الإنسانية تمثل انعكاسًا لعُقدة نفسية تجعلها تعاني من فقدانها للأمن، ورغم الفجوة الكبيرة في القوة، أثبتت المقاومة الفلسطينية أن عقيدةَ الإنسان وحقه في الدفاع عن أرضه تعززان الثبات والانتصار والدروس الأهم من هذه المعادلة الذي يجب أن نتعلمها هو أن القوة الغاشمة مهما بلغت من جبروت فَــإنَّ حالة الخوف والجبن ترافقها في كُـلّ ميدان ومعركة.