مسؤول أممي لـعربي21: دول عربية صعّدت لهجتها ضد إسرائيل دون قطع العلاقات معها
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
أجرت "عربي21" حوار مع ريتشارد غوان، مدير مجموعة الأزمات الدولية في الأمم المتحدة، والذي أكد أن أي عملية عسكرية إسرائيلية لاقتحام رفح ستؤدي لخسائر فادحة في صفوف المدنيين.
وأشار غوان خلال حديثه لـ"عربي21"، إلى أن التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية في رفح قد أزعجت حتى بعض حلفاء إسرائيل سواء في واشنطن أو غيرها من العواصم الموالية لتل أبيب، وقد يؤدي ذلك لانقطاع جوهري في العلاقات.
وحول التناقض في الموقف الأمريكي بين قضية أوكرانيا والحرب على غزة، يرى غوان أن هذا التناقض هو سمة مشتركة بين جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ولا يقتصر فقط على واشنطن.
وتاليا نص الحوار كاملا:
ما رأيك بالتهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح؟
أعتقد أن احتمال شن عملية إسرائيلية في رفح، والتي من المؤكد أنها ستؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف المدنيين، قد أزعج بشدة مسؤولين وسياسيين في الولايات المتحدة وفي عواصم أخرى موالية لإسرائيل، ويمكن أن ينطوي هذا الهجوم على مستوى من الموت والدمار أسوأ مما شهدناه حتى الآن في غزة.
لذا يبدو أن الكثير من الدبلوماسية الأمريكية في الأسابيع الأخيرة ركزت على تجنب الهجوم على رفح، وأعتقد أنه إذا شنت إسرائيل عملية توغل واسعة النطاق في رفح الآن، فإن ذلك من شأنه أن يتسبب في انقطاع جوهري في العلاقات مع الولايات المتحدة، حيث أوضحت واشنطن مخاوفها بشكل واضح للغاية.
هل تعتقد أن المجتمع الدولي والمنظمات الدولية قاموا بما يلزم لحماية المدنيين؟
لا أعتقد أن الأمم المتحدة كانت في وضع جيد للدفاع عن المدنيين في غزة، على الرغم من أن دورها الإنساني لا يزال مهماً، أيضا كان استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن أمراً متوقعاً بعد 7 أكتوبر.
وحتى لو لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض، أعتقد أن الإسرائيليين كانوا سيتجاهلون دعوات وقف إطلاق النار الصادرة عن الأمم المتحدة لأطول فترة ممكنة، كما أن الإسرائيليون يعتقدون بأن الأمم المتحدة منحازة ضدهم بشكل أساسي.
ومن المؤسف في نظري أن مجلس الأمن والجمعية العامة لم يتحركا بسرعة في تشرين أول/أكتوبر لإدانة الفظائع التي ارتكبتها حماس، ولو أنهم فعلوا، لكان ذلك أعطى قرارات المجلس والجمعية العامة التي تدعو إلى وقف إطلاق النار تأثيراً أعظم، حيث كانت إسرائيل ستجد صعوبة أكبر في رفض الأمم المتحدة.
كيف ترى التناقض بين دفاع واشنطن عن حق أوكرانيا بالدفاع عن نفسها ضد روسيا، بالمقابل تهاجم وترفض حق الفلسطينيين بالدفاع عن أنفسهم؟
جميع أعضاء الأمم المتحدة يتبعون معايير مزدوجة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الأزمات، فمثلا أدانت روسيا استخدام الولايات المتحدة لحق النقض الفيتو بشأن غزة، ولكنها في ذات الوقت سعيدة للغاية باستخدامه بشأن قضية أوكرانيا.
أيضا استخدمت الصين بهدوء التهديدات باستخدام حق النقض لمنع الأمم المتحدة من القيام بأي شيء جدي بشأن الحرب في ميانمار، لكنها بالمقابل لا تزال تشكو من استخدام الولايات المتحدة حق النقض بشأن غزة، لذا فإن الولايات المتحدة ليست فريدة "وحيدة" من نوعها في اتخاذ مواقف متناقضة بشأن الأزمات المختلفة.
لكن صحيح أن موقف الولايات المتحدة بشأن غزة أضر بقدرتها على حشد الدعم لأوكرانيا في تصويتات الأمم المتحدة المستقبلية، وقد أشار الكثير من أعضاء الأمم المتحدة، بما في ذلك الدول العربية، الذين دعموا أوكرانيا في الجمعية العامة عام 2022، إلى أنهم لن يفعلوا ذلك مرة أخرى قريبًا لأنهم غاضبون بشأن غزة.
هل تعتقد أنه لو كانت كلمة الدول العربية لكانت الحرب على غزة استمرت كل هذه المدة، أم كانت لتنتهي بسرعة؟
كانت المجموعة العربية موحدة إلى حد ما في الأمم المتحدة بشأن الحرب، على الرغم من وجود انقسامات واضحة إلى حد ما بين بعض الدول العربية التي ترغب في اتباع خط متشدد باستمرار مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول التي تفضل نهجا أكثر تصالحية مع واشنطن.
ولا أعتقد أن المجموعة العربية كانت لديها استراتيجية بديلة في الأمم المتحدة كان من الممكن أن تنهي الحرب بشكل أسرع، لكن من الجدير بالملاحظة أن بعض الدول العربية التي تدين إسرائيل في نيويورك وجنيف لا تزال تحتفظ بعلاقات دبلوماسية ثنائية مع إسرائيل، وفي بعض الأحيان تستخدم الدول التصريحات الغاضبة في الأمم المتحدة كذريعة لاتخاذ إجراءات حاسمة حقا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات رفح غزة امريكا فلسطين غزة الاحتلال رفح المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی الأمم المتحدة الدول العربیة أعتقد أن بشأن غزة حق النقض
إقرأ أيضاً:
لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين
بدأ مسؤولون أمريكيون وصينيون الثلاثاء يومًا ثانيًا من المحادثات في العاصمة السويدية ستوكهولم لحل النزاعات الاقتصادية القائمة منذ فترة طويلة، وتهدئة الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، مع تزايد التوتر بشأن الرسوم الجمركية التي يهدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اعلان
قد لا تُسفر الاجتماعات عن اختراقات كبيرة فورية، لكن الجانبين قد يتفقان على تمديد آخر لمدة 90 يومًا لهدنة الرسوم الجمركية التي تم التوصل إليها في منتصف مايو/ أيار، بحسب وكالة "رويترز". وقد يُمهد ذلك الطريق أيضًا لاجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من العام، على الرغم من أن ترامب نفى يوم الثلاثاء بذل أي جهد من جانبه للسعي إلى عقد مثل هذا الاجتماع.
اجتماعات ستوكلهم
اجتمع الوفدان لأكثر من خمس ساعات يوم الاثنين في روزنباد، مكتب رئيس الوزراء السويدي في وسط ستوكهولم. ولم يُدلِ أي من الجانبين بتصريحات بعد اليوم الأول من المحادثات.
شوهد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وهو يصل إلى روزنباد صباح الثلاثاء بعد اجتماع منفصل مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون. كما وصل نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ إلى مكان الاجتماع.
تواجه الصين مهلة نهائية في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن التعريفات الجمركية مع إدارة ترامب، بعد التوصل إلى اتفاقيات أولية في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران لإنهاء أسابيع من تصاعد التعريفات الجمركية المتبادلة وقطع إمدادات المعادن الأرضية النادرة.
بدون اتفاق، قد تواجه سلاسل التوريد العالمية اضطرابات متجددة نتيجة عودة الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما قد يرقى إلى حظر تجاري ثنائي.
اتفاقات ترامب الجمركية
تأتي محادثات ستوكهولم في أعقاب أكبر صفقة تجارية لترامب حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، والتي تضمنت فرض تعريفات جمركية بنسبة 15% على معظم صادرات سلع الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، واتفاقًا مع اليابان.
أثار هذا الاتفاق بعض الارتياح لدى الاتحاد الأوروبي، ولكنه أثار أيضًا شعورًا بالإحباط والغضب، حيث نددت فرنسا بالاتفاق ووصفته بأنه "خضوع"، وحذرت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من أضرار "كبيرة".
Related ترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولمترامب يُكذّب الأنباء عن قمة مع الرئيس الصيني ويشترط دعوة رسمية لزيارة بكينترامب ولقاء شي
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الاثنين أن الولايات المتحدة علّقت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب تعطيل محادثات التجارة مع بكين ودعم جهود ترامب لعقد اجتماع مع شي هذا العام.
نفى ترامب التلميحات بأنه يسعى لعقد اجتماع مع شي. وقال: "هذا غير صحيح، أنا لا أسعى لأي شيء! قد أذهب إلى الصين، ولكن ذلك سيكون فقط بناءً على دعوة من الرئيس شي، والتي تم تقديمها. وإلا، فلا فائدة!" كتب على موقع "تروث سوشيال" يوم الثلاثاء.
محادثات لخفض الرسوم
ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران على خفض الرسوم الجمركية الانتقامية بين الولايات المتحدة والصين من مستوياتها، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة التي أوقفتها الصين، بالإضافة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي من إنتاج شركة إنفيديا (NVDA.O)، وغيرها من السلع التي أوقفتها الولايات المتحدة.
من بين القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقًا، تشكو واشنطن من أن نموذج الصين الذي تقوده الدولة ويعتمد على التصدير يُغرق الأسواق العالمية بسلع رخيصة، بينما تقول بكين إن ضوابط تصدير الأمن القومي الأمريكية للسلع التقنية تسعى إلى إعاقة النمو الصيني.
وقد أشار وزير الخزانة الأمريكي بالفعل إلى تمديد الموعد النهائي، وقال إنه يريد من الصين إعادة التوازن لاقتصادها بعيدًا عن الصادرات إلى مزيد من الاستهلاك المحلي - وهو هدفٌ لصانعي السياسات الأمريكيين منذ عقود.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوه جياكون: "نأمل من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الصين، أن تعزز التوافق من خلال الحوار والتواصل، وتحد من سوء التفاهم وترسخ التعاون وتشجع تطوير العلاقات الصينية الأميركية بصورة مستقرة وسليمة ومستدامة".
وتهدف المحادثات في ستوكهولم إلى تمديد الهدنة الممتدة على 90 يوما والتي تم التوصل إليها في جنيف في مايو/ أيار، ما وضع حدا لإجراءات الرد المتبادلة في مجال الرسوم الجمركية.
وأفسحت هذه الهدنة المجال في خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية والصينية من 125% و145% على التوالي إلى مستويات أقل بكثير بلغت 10% و30%. وتُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى تلك التي كانت مفروضة على عدد من المنتجات قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر يناير/ كانون الثاني.
وتأتي المحادثات في السويد في مطلع أسبوع حاسم لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تشهد الرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في الأول من أغسطس/ آب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة