أطفال غزة يموتون جوعا.. والصمت جريمة
تاريخ النشر: 6th, March 2024 GMT
تخشى الولايات المتحدة والكثير من الدول الأوروبية أن يتحول الموقف الشعبي العربي الداعم للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية إلى عداء بيّن لها وتحريض عليها وعلى مصالحها في الدول العربية والإسلامية أو حتى في عقر دارها عبر ملايين اللاجئين العرب والمسلمين الذين يعيشون أوضاعا صعبة لا تخلو من المهانة والعنصرية في بعض الأحيان.
وبعد الحماية التي قدمتها الولايات المتحدة لإسرائيل باستخدام «الفيتو» الظالم بات العالم يدرك تماما أنها شريك رئيسي في كل ما تقوم به دولة الاحتلال الصهيوني، أما رميها للوجبات الغذائية من الجو فهو دليل على ضعف إدارتها لا دليل على إنسانيتها المفقودة.
إن العالم الذي يشاهد موت آلاف الأطفال جوعا في شمال غزة ووسطها دون أن يتحرك بشكل عملي بطريقة توقف إسرائيل عند حدها وتقدم حماية للأبرياء، خاصة إن كان قادرا على ذلك، هو شريك أساسي في الجريمة التي لا يمكن أن تُنسى أبدا؛ فمشاهد الصور المؤلمة التي تبثها وكالات الأنباء للأطفال الذين يتضورون جوعا تبقى راسخة في الأذهان، فلا يمكن أن يتذكر أحد إسرائيل في يوم من الأيام في معزل عن هذه الصور، وفي معزل عن كل الجرائم والمجازر المروعة التي ارتكبتها في قطاع غزة خلال الأشهر الخمسة الماضية. ولا يمكن أن يتذكر أحد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلا ويستذكر مقولته الداعمة لما تقوم به إسرائيل من جرائم: «ليس عليك أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا، وأنا صهيوني»، ولا يمكن أن يتذكر أحد أمريكا إلا ويتذكر صورة يد ممثلتها في مجلس الأمن وهي ترفع يدها مستخدمة حق «الفيتو» في إشارة لا تخفى رمزيتها إذا ما قورنت باليد المرفوعة في تمثال الحرية.
ليكن بايدن ما شاء أن يكون، يهوديا أو صهيونيا أو إنجيليا يمينيا متشددا، ولكنّ الدولة التي يرأسها تقدم نفسها بأنها دولة «ليبرالية» وكانت قوتها الناعمة تتمثل في ثقافتها وقيمها الديمقراطية والليبرالية، اتفقنا معها أم اختلفنا، ولكنها عندما يتعلق الأمر بإسرائيل فإنها نسفت كل تلك القيم التي ينص عليها الدستور، والتي تأسست عليها أمريكا، بما في ذلك قيم حقوق الإنسان، وهي تقف عاجزة، رغم أنها تقدم نفسها قائدة للعالم، عن وقف المجازر والجرائم المخزية لأي قيمة إنسانية التي ترتكبها إسرائيل في غزة وفي مقدمتها تجويع الأطفال حتى الموت ناهيك عن قتلهم وتمزيقهم إلى أشلاء.
وإذا كانت أمريكا ترى أن موت المدنيين «مفهوم» من وجهة نظرها في ظل حرب مثل هذه الحرب، فكيف تستطيع أن تقنع أحدا أن «التجويع»، أيضا، مفهوم في هذه الحرب! إنها بذلك تؤكد أن كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم غير مفهوم أبدا، وهي ليست جرائم عرضية على هامش حرب، إنها المتن الحقيقي للحرب كلها؛ فقتل المدنيين بالطريقة التي رآها العالم طوال الأشهر الماضية هو متن الحرب وليس هامشها، وعملية التجويع هي متن الحرب وليس هامشها، وكل جريمة ارتكبت في غزة هي المتن وليست الهامش. فهل سيخجل العالم من نفسه وهو يرى كل قيمه ومبادئه تنهار وتداس بالدبابات والمجنزرات من أجل مجموعة مجرمين وصهاينة يمينيين متشددين يحكمون إسرائيل، وكل جرائمهم التي ارتكبوها حتى الآن لا تخدم مشروع إسرائيل نفسه، رغم أنه مشروع واهم، إنما تخدم مصالحهم السياسية الفردية وتؤجل وقوفهم خلف القضبان إلى حين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
كشف الدكتور خالد حنفي أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال افتتاح أعمال المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر، الذي عقد بعنوان: "نحو تعاون أوثق – الانشاءات والطاقة"، في أثينا – اليونان، بمشاركة وفود من 17 دولة عربية تمثل رؤساء شركات ورجال اعمال ومسؤولين، بالإضافة إلى حضور 180 رجل أعمال يوناني يمثلون رؤساء شركات ومسؤولين، إلى جانب حضور عدد من السفراء العرب المعتمدين في اليونان، بالإضافة إلى رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع، عن إطلاق اتحاد الغرف العربية أربعة مبادرات للتعاون بين العالم العربي واليونان "المبادرة الأولى تقوم على بناء جسور بين العالم العربي واليونان من أجل التعاون في مجال إعادة الإعمار، حيث هناك مبالغ مرصودة تقدّر بنحو 450 إلى 500 مليار دولار للدول العربية التي تحتاج إلى إعادة إعمار".
وتابع: "أما المبادرة الثانية فتقوم على إنشاء ممر للهيدروجين الأخضر والطاقة النظيفة، من خلال التشبيك بين الشركات الموجودة في العالم العربي واليونان، وذلك عبر التنسيق والتشاور بين القطاع الخاص من كلا الجانبين ولا يسما بين اتحاد الغرف العربية والغرفة العربية اليونانية".
وتقوم المبادرة الثالثة وفق أمين عام اتحاد الغرف العربية على إنشاء مركز للذكاء الاصطناعي في الطاقة والمياه، حيث أنّ الدراسات تشير إلى أنّ الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يساهم في خفض نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 30 في المئة، وفي حال نجحنا في إدارة هذا الملف بالشكل المطلوب فإننا سنتمكّن من تحقيق النجاح المطلوب في ملف إعادة الإعمار.
أما المبادرة الرابعة والأخيرة المقترحة من جانب اتحاد الغرف العربية، بحسب الدكتور خالد حنفي، فتقوم على تحالف لوجستي وإنشاء موانئ محورية تقوم على مبدأ التعاون لا التنافس وذلك ضمن منظومة متناغمة تكون اليونان محطة محورية فيها بالشراكة مع الموانئ المحورية المتواجدة في العالم العربي، ومنها قناة السويس التي تقوم من خلال رئيس هيئة القناة الفريق أسامة ربيع بجهود جبارة وقد تجلى ذلك في الفترة الأخيرة من خلال الأزمة التي شهدها البحر الأحمر، مما ساهم في القاء ربط مصر والعالم العربي بجميع دول العالم.
وتابع: "إننا في ظل ما يواجهه العالم من تحديات اقتصادية ومناخية متزايدة، نحتاج إلى شراكة مبنية على الابتكار والمسؤولية المشتركة، تضع الإنسان والبيئة في صميم المعادلة الاقتصادية، وتُحوّل التحديات إلى فرص نمو مشتركة".
وخلال كلمة لأمين عام الاتحاد، بصفته منسّقا ومديرا لجلسة بعنوان: "الطاقة والبناء في عصر الذكاء الاصطناعي"، ضمن فعاليات المنتدى الاقتصادي العربي-اليوناني الرابع عشر"، شدد على "أننا نحن نجتمع اليوم في لحظة مفصلية، حيث تتلاقى ثلاث قوى تشكل مستقبل الاقتصاد: الطاقة والبناء والتحوّل الرقمي من خلال الذكاء الاصطناعي، ومن المتوقع أن تشهد الاستثمارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط نموًا بنسبة كبيرة، حيث تأتي المنطقة في طليعة الاستفادة من هذه التقنيات، خصوصا وأنّ التبني الاستراتيجي للذكاء الاصطناعي مع تعزيز المرونة المناخية قد يضيف ما يصل إلى232 مليار دولار إلى الناتج المحلي لمنطقة الشرق الأوسط بحلول عام 2035.
وهناك شركات كبرى في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط بدأت فعليًا في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وذلك في ظل القلق المتزايد من الاستهلاك المتنامي للطاقة نتيجة للنمو السريع في مراكز البيانات، وهو ما يُلقي بظلاله على الطلب الكهربي مستقبلا".
وأضاف: "أما في قطاع البناء، فيمكن للذكاء الاصطناعي أن يعيد تشكيل تصميم المباني، التكلفة، الصيانة، وحتى استهلاك الطاقة. كما أن التحول الرقمي في البناء من خلال الذكاء الاصطناعي يفتح فرصًا للشراكة بين القطاعين العربي واليوناني، سواء في البنية التحتية أو في بناء المدن الذكية ومستدامة".
ودعا إلى أهمية الاستفادة من خبرات اليونان، وكذلك من قدرات الدول العربية، لبناء نموذج تعاون مستقبلي يُسهم في التنمية الخضراء والرقمنة.
ومن هذا المنطلق على القطاعين العام والخاص في اليونان والعالم العربي، التفكير في إطلاق مبادرات ملموسة ومشاريع تجريبية في مجالات الطاقة والبناء الذكية، بما يرفع من مستوى العلاقة القائمة بين الجانبين العربي واليوناني من إطارها التقليدي القائم على التبادل التجاري، إلى الشراكة الاستراتيجية بما يساهم في تحقيق التطلعات المشتركة.