يمانيون:
2025-10-21@02:29:35 GMT

المفاجأة اليمنية

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

المفاجأة اليمنية

أحمد يحيى الديلمي

الحقيقة أننا وصلنا إلى زمن يصعب الحديث عنه خاصة في ما يتعلق بالخيانات والانتكاسات البشرية التي حولت ما حدث في الجانب التكنولوجي والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى كوابيس قاتلة يصعب احتمالها أو التعاطي معها .
تحدث دبلوماسي أمريكي سابق عن هذه النكبات وهو يُشير إلى ما يجري في البحر الأحمر، فقال : لقد كان موقف اليمن مفاجأة كبيرة بالذات لأمريكا التي اعتقدت لفترة من الزمن أنها مهدت الطريق لدولة الكيان الصهيوني أن تتصرف بالشعب الفلسطيني كيفما تشاء بعدما دجنت كل القيادات العربية وحولتها إلى مطايا يسهل السيطرة عليها وتوجيه إراداتها ، لكن ما حدث كان بالنسبة لأمريكا بالذات مفاجأة كبرى وغير متوقعة ، لبنان كان التوقع قائم، أما اليمن فلقد ظهرت بمظهر كبير جداً والحقيقة أننا في أمريكا متحيرين جداً كيف أن هذه الجماعة تستطيع الحصول على المعلومات وتحقق الأهداف بدقة متناهية ، بينما أمريكا بما تمتلكه من تكنولوجيا وتطور وأجهزة مخابرات عاجزة حتى الآن عن تقدير ما يمتلكه الحوثي من إمكانيات وكيف يتمكن من الحصول على المعلومات أولاً بأول ويرصد حركة البحار ، ومن ثم يتخذ قرار الاستهداف على أساس سليم وبرؤية فنية متناهية ، هذا ما جاء على لسان الدبلوماسي الأمريكي المخضرم .


ليت العملاء والخونة والمرتزقة الذين لا يزالون ينفخون في أبواق فارغة، ليتهم يفهمون مثل هذا الكلام ويدركون مدى التغيير الذي أحدثه تدخل القوات المسلحة اليمنية ومناصرتها الجدية لمظلومية الشعب الفلسطيني ليبتعدوا قليلاً عن إيران وأسطوانة إيران المشروخة ويدركوا أن هذا الشعب بالفعل تحرر من التبعية واستطاع أن يصل إلى مرحلة التصنيع العسكري المتطور بجدارة وبقدرة فائقة ، وبسرية تامة عجزت أمريكا والمخابرات الأجنبية بشكل عام عن أن تصل إلى أبسط المعلومات في هذا الجانب ، وهذا ما يُقلق دوائر صنع القرار في واشنطن ولندن وغيرهما من العواصم الغربية المشاركة في العدوان أو التي أصبحت شريكاً فعلياً في الدفاع عن دولة الكيان الصهيوني بما تقوم به من أعمال في البحرين الأحمر والعربي بقصد الدفاع عن هذه الدولة وضمان وصول الإمدادات إليها .
على مدى شهور والناطق العسكري الرسمي العميد يحيى سريع يُلحق كل بيان بعبارات مفصلية واضحة تقول أن أمد العمليات العسكرية محدود يتوقف على إيقاف المجازر في غزة ورفع الحصار والسماح بدخول الغذاء والماء والدواء وكل مقومات الحياة إلى المظلومين من أبناء غزة ، هذه العبارة الواضحة يبدو أن الجميع عجز عن فهمها ، وها هي أمريكا وبريطانيا تتورطان في العدوان المباشر على اليمن بدعوى الدفاع عن النفس ، لا أدري أي نفس يدافعون عنها ؟! رغم أنها تبعد عن أقرب ولاية أمريكية عشرات الآلاف من الأميال ، فكيف وصل صدى هذه النفس الخبيثة إلى شواطئ وموانئ اليمن؟! إنه شيء غريب أن تتحول هذه النفس إلى أخطبوط يتشعب في كل مضيق وكل بحر من البحار ، وإلا ما سبب عسكرة البحرين الأحمر والعربي ولما حضرت كل هذه البوارج والمدمرات من أمريكا وأوروبا؟! وهنا لا بد أن نهمس في أذن الأوروبيين ، إذا أرادوا أن تتعرض مصالحهم للاستهداف المباشر فألحقوا بأمريكا وبريطانيا وإلا فإن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي آمنة ومحروسة بإرادة الله وبقدرة الأبطال الميامين من أبناء اليمن الميمون ، وهذا ما هو قائم إلا إذا عكرته أمريكا أو بريطانيا لكي تثبت العكس ، ومثل هذه الأقوال والخزعبلات لا شك أنها ستنكشف في يوم ما ويعرف العالم مدى صلافة وغرور أبناء العم سام ، فها هو بايدن بجلالة قدرة- إن كان له قدر وجلال- يتحول إلى مجرد مروج للإشاعات والأخبار الزائفة التي تصدر عن الكيان الصهيوني مثل حالات الاغتصاب المزعومة، وأخيراً ها هو يحاول التخفيف من الضغط الشعبي في أمريكا وفي الأراضي المحتلة بقولة إن أمريكا أعدت خطة للهدنة المزعومة وأن الكرة في ملعب حماس ، كل ذلك ليشعر الشعب الأمريكي بمدى حرصه على إنهاء المجازر البشرية البشعة في فلسطين المحتلة ، هذا آخر ما تفتق عنه ذهن هذا الرئيس العجوز وهو يسبح في تيار الانتخابات ويحاول العودة إلى البيت الأبيض ولو على حساب جثث الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين المحتلة ، وكم هو محزن أن تجري مثل هذه الأمور والعرب خارج نطاق الخدمة لا يقدمون ولا يؤخرون ، وهذه مأساة تُشير إلى نكبات هذا الزمن الغبي وكيف أنه استعبد الإرادات وحولها إلى مطايا سهلة خاضعة لقوة السلاح وإرادة المال المدنس .
نسأل الله النصر والتمكين لإخواننا في غزة ، ولكل الشعوب العربية المظلومة المكبوتة المغلوبة على أمرها ، والله من وراء القصد.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الأقمار الصناعية تكشف عن مشروع جديد لمهبط طائرات في جزيرة زقر قبالة اليمن.. ما علاقة الإمارات؟

تُظهر صور الأقمار الصناعية الصادرة عن شركة "بلانيت لابز" PBC إنشاء مدرج طيران يبلغ طوله نحو 2000 متر في جزيرة زقر، الواقعة على بعد نحو 90 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيون). اعلان

تكشف صور الأقمار الصناعية عن إنشاء مهبط طائرات جديد على جزيرة بركانية في البحر الأحمر قبالة السواحل اليمنية، يُرجَّح أنه أحدث مشروع تنفذه القوات المتحالفة مع الأطراف المناهضة للحوثيين.

وتُظهر الصور الصادرة عن شركة "بلانيت لابز" إنشاء مدرج طيران يبلغ طوله نحو 2000 متر في جزيرة زقر، الواقعة على بعد قرابة 90 كيلومترًا جنوب شرق مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، والتي تُعد مركزًا رئيسيًا للشحن.

تشير الصور إلى أن العمل على بناء رصيف في الجزيرة بدأ في نيسان/أبريل، تلاه تجريف الأرض على امتداد موقع المدرج.

وبحلول أواخر آب/أغسطس، بدا أن طبقة من الأسفلت قد وُضعت على امتداد المدرج. أما صور تشرين الأول/أكتوبر، فتُظهر تواصل أعمال الإنشاء، وقد بدت حدود المدرج تظهر بشكل أوضح في منتصف الشهر.

لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن أعمال البناء، غير أن بيانات تتبع السفن التي حلّلتها وكالة "أسوشييتد برس" تُظهر أن سفينة الشحن "باتسا"، التي ترفع علم توغو والمسجّلة باسم شركة بحرية مقرها دبي، أمضت نحو أسبوع إلى جانب الرصيف الجديد في جزيرة زقر بعد وصولها من بربرة في الصومال، حيث تدير "موانئ دبي العالمية" ميناءً هناك. وقد رفضت الشركة الإدلاء بأي تعليق.

وقد أقرت شركة "سيف للملاحة والخدمات البحرية"، التي تتخذ من دبي مقرًا لها، بأنها تلقت طلبًا لنقل شحنة من الأسفلت إلى الجزيرة، يُرجَّح أنه استُخدم في بناء الرصيف لصالح شركات أخرى مقرها الإمارات.

تُظهر صورة الأقمار الصناعية هذه، الملتقطة في 19 أكتوبر 2025 من شركة "بلانيت لابز PBC"، مهبط الطائرات في جزيرة زقر. AP Photo

ارتبطت شركات بحرية أخرى مقرها الإمارات بمشاريع إنشاء مهابط طائرات في اليمن، اتضح لاحقًا ارتباطها بجهات إماراتية.

في مدينة المخا على البحر الأحمر، يتيح مشروع توسعة المطار هناك هبوط طائرات أكبر حجمًا بكثير، كما بات يوجد مدرج آخر في منطقة ذباب القريبة.

كما يوجد مدرج آخر في جزيرة عبد الكوري بالمحيط الهندي، قرب مدخل خليج عدن.

وفي مضيق باب المندب نفسه، يوجد مدرج آخر بناه اتحاد دول مجلس التعاون الخليجي في جزيرة ميون.

ويسيطر الحوثيون، وهي جماعة إسلامية متشددة تقف وراء التمرد الذي أطاح بحكومة البلاد المعترف بها دولياً، على معظم مناطق غرب اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء.

فيما تُسيطر على الجزيرة قوة انفصالية يمنية تُعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وهي مناهضة للحوثيين، وقد أقرت بدور الإمارات في تشييد المطار.

مقاتلون حوثيون خلال مسيرة دعمًا للفلسطينيين في غزة واحتجاجًا على الضربات الأمريكية في اليمن، 22 يناير 2024. AP Photo

يشكّل مهبط الطائرات في جزيرة زقر حلقة وصل إضافية ضمن شبكة من القواعد البحرية الواقعة في منطقة حيوية للملاحة الدولية، شهدت تنفيذ الحوثيين أكثر من مئة هجوم استهدف السفن، ما أسفر عن إغراق أربع منها ومقتل ما لا يقل عن تسعة بحّارة، في خضم الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقد تمنح هذه القوة العسكرية القدرة على تنفيذ عمليات مراقبة جوية فوق البحر الأحمر وخليج عدن، إضافةً إلى مضيق باب المندب الاستراتيجي الضيق الذي يربط الممرين المائيين قبالة سواحل شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

تمكنت القوات المناهضة للحوثيين خلال الأشهر الأخيرة من اعتراض عدد متزايد من الشحنات المتجهة إليهم، وهو ما قد يسهم فيه الوجود العسكري في جزيرة زقر.

في هذا السياق، تقول إليونورا أردماني، الباحثة والمحللة المتخصصة في الشأن اليمني لدى المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، إنّه "لا يمكن استبعاد احتمال شنّ هجوم يمني جديد ضد الحوثيين بدعم من التحالف الذي تقوده السعودية، رغم أنني لا أعتقد أن ذلك سيحدث قريبًا".

وتُضيف: "أرى أن النقطة الأهم في ما يتعلق بالتعزيزات في جزيرة زقر هي مكافحة أنشطة التهريب التي ينفذها الحوثيون، ولا سيما تلك المرتبطة بالأسلحة".

تصاعد الدخان عقب الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على أهداف في صنعاء، 25 فبراير 2024. AP Photo استهداف شحنات الحوثيين

تشكّل جزيرة زقر موقعًا استراتيجيًا في البحر الأحمر. وقد استولت إريتريا عليها عام 1995 بعد اشتباكات مع القوات اليمنية، قبل أن تُقرّ محكمة دولية عام 1998 تبعيتها رسميًا لليمن.

لكن الجزيرة وجدت نفسها مجددًا في قلب النزاع، بعدما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء عام 2014 وبدأوا زحفهم جنوبًا، لتسقط زقر في أيدي المتمردين.

أنصار الحوثيين يرفعون المدافع الرشاشة والأعلام الفلسطينية ويهتفون خلال مسيرة احتجاجية على الضربات التي تقودها الولايات المتحدة ضد اليمن، 17 مايو 2024. AP Photo

دخلت السعودية والإمارات الحرب عام 2015 دعمًا لحكومة اليمن في المنفى، ونجحتا في وقف تقدّم الحوثيين. كما تمكنتا من دحرهم من جزيرة زقر واستعادة السيطرة عليها، لتتحول الجزيرة إلى قاعدة انطلاق للقوات البحرية الموالية لطارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح.

وكان صالح الأصغر سناً، الذي كان حليفاً للحوثيين قبل أن يغيّر عمه موقفه ويقتله المتمردون في عام 2017، مدعوماً من الإمارات. ومنذ ذلك الحين، ظلت الخطوط الأمامية للحرب ثابتة لسنوات. وما تغيّر هو انتقال الحوثيين بحملتهم إلى الساحة الدولية عبر شنّ هجمات استهدفت السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

واستمرت تلك الهجمات رغم الحملة الجوية المكثفة التي استمرت أسابيع، والمعروفة باسم "عملية الراكب الخشن"، التي أطلقتها الولايات المتحدة، إلى جانب الضربات الإسرائيلية المتواصلة، والتي يبدو أنها تقترب من القيادة العليا للحوثيين رغم طبيعتهم السرّية.

كتب غريغوري د. جونسون، الخبير في الشأن اليمني، في حزيران/يونيو قائلاً: "الحوثيون، كأي جماعة متمردة، ينتصرون بعدم الهزيمة. بهذه الطريقة نجت الجماعة وازدهرت بعد كل حرب خاضتها".

ورغم وجود اتحاد كونفدرالي فضفاض يضم الجماعات المناهضة للحوثيين، فإنه لا يزال منقسمًا ولم يشن أي هجمات خلال الغارات الجوية الأمريكية.

غير أن الشبكة المتنامية من القواعد الجوية المحيطة باليمن تتزامن مع تنفيذ القوات المناهضة للحوثيين سلسلة من عمليات الاستيلاء الكبرى على شحنات أسلحة يُرجَّح أنها كانت في طريقها إلى لجماعة أنصار الله، من بينها ضبط كمية كبيرة وصفتها القيادة المركزية للجيش الأمريكي بـ"غنيمة مهمة".

المصادر الإضافية • AP

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • أمريكا تفقد السيطرة واليمن يرسم المعادلة الجديدة
  • الأقمار الصناعية تكشف عن مشروع جديد لمهبط طائرات في جزيرة زقر قبالة اليمن.. ما علاقة الإمارات؟
  • أسبيدس تنشر أول صورة لناقلة الغاز المسال "فالكون" التي تعرضت لهجوم قبالة سواحل أبين في اليمن
  • مفتي الديار اليمنية: المتعاونون مع العدو الصهيوني مرتدّون ويجب الإبلاغ عنهم
  • الحوثيون ينفون تورطهم في انفجار ناقلة النفط قبالة السواحل اليمنية
  • أسبيدس: تحذر من خطر انفجار إضافي للسفينة "فالكون" التي تعرضت لحادث قبالة سواحل اليمن
  • اشتعال النيران في سفينة بعد استهدافها قبالة سواحل اليمن
  • الصليب الأحمر يحذر: الألغام تحصد أرواح المدنيين وتعيق عودة السكان في اليمن
  • “الأورومتوسطي” يطالب بفتح تحقيق حول الأصول الأوروبية التي دمرها الكيان الصهيوني في غزة
  • العدو الصهيوني يُعلن التعرف على جثة الأسير “إلياهو مرغليت”