يمانيون:
2025-12-13@00:37:28 GMT

المفاجأة اليمنية

تاريخ النشر: 7th, March 2024 GMT

المفاجأة اليمنية

أحمد يحيى الديلمي

الحقيقة أننا وصلنا إلى زمن يصعب الحديث عنه خاصة في ما يتعلق بالخيانات والانتكاسات البشرية التي حولت ما حدث في الجانب التكنولوجي والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية إلى كوابيس قاتلة يصعب احتمالها أو التعاطي معها .
تحدث دبلوماسي أمريكي سابق عن هذه النكبات وهو يُشير إلى ما يجري في البحر الأحمر، فقال : لقد كان موقف اليمن مفاجأة كبيرة بالذات لأمريكا التي اعتقدت لفترة من الزمن أنها مهدت الطريق لدولة الكيان الصهيوني أن تتصرف بالشعب الفلسطيني كيفما تشاء بعدما دجنت كل القيادات العربية وحولتها إلى مطايا يسهل السيطرة عليها وتوجيه إراداتها ، لكن ما حدث كان بالنسبة لأمريكا بالذات مفاجأة كبرى وغير متوقعة ، لبنان كان التوقع قائم، أما اليمن فلقد ظهرت بمظهر كبير جداً والحقيقة أننا في أمريكا متحيرين جداً كيف أن هذه الجماعة تستطيع الحصول على المعلومات وتحقق الأهداف بدقة متناهية ، بينما أمريكا بما تمتلكه من تكنولوجيا وتطور وأجهزة مخابرات عاجزة حتى الآن عن تقدير ما يمتلكه الحوثي من إمكانيات وكيف يتمكن من الحصول على المعلومات أولاً بأول ويرصد حركة البحار ، ومن ثم يتخذ قرار الاستهداف على أساس سليم وبرؤية فنية متناهية ، هذا ما جاء على لسان الدبلوماسي الأمريكي المخضرم .


ليت العملاء والخونة والمرتزقة الذين لا يزالون ينفخون في أبواق فارغة، ليتهم يفهمون مثل هذا الكلام ويدركون مدى التغيير الذي أحدثه تدخل القوات المسلحة اليمنية ومناصرتها الجدية لمظلومية الشعب الفلسطيني ليبتعدوا قليلاً عن إيران وأسطوانة إيران المشروخة ويدركوا أن هذا الشعب بالفعل تحرر من التبعية واستطاع أن يصل إلى مرحلة التصنيع العسكري المتطور بجدارة وبقدرة فائقة ، وبسرية تامة عجزت أمريكا والمخابرات الأجنبية بشكل عام عن أن تصل إلى أبسط المعلومات في هذا الجانب ، وهذا ما يُقلق دوائر صنع القرار في واشنطن ولندن وغيرهما من العواصم الغربية المشاركة في العدوان أو التي أصبحت شريكاً فعلياً في الدفاع عن دولة الكيان الصهيوني بما تقوم به من أعمال في البحرين الأحمر والعربي بقصد الدفاع عن هذه الدولة وضمان وصول الإمدادات إليها .
على مدى شهور والناطق العسكري الرسمي العميد يحيى سريع يُلحق كل بيان بعبارات مفصلية واضحة تقول أن أمد العمليات العسكرية محدود يتوقف على إيقاف المجازر في غزة ورفع الحصار والسماح بدخول الغذاء والماء والدواء وكل مقومات الحياة إلى المظلومين من أبناء غزة ، هذه العبارة الواضحة يبدو أن الجميع عجز عن فهمها ، وها هي أمريكا وبريطانيا تتورطان في العدوان المباشر على اليمن بدعوى الدفاع عن النفس ، لا أدري أي نفس يدافعون عنها ؟! رغم أنها تبعد عن أقرب ولاية أمريكية عشرات الآلاف من الأميال ، فكيف وصل صدى هذه النفس الخبيثة إلى شواطئ وموانئ اليمن؟! إنه شيء غريب أن تتحول هذه النفس إلى أخطبوط يتشعب في كل مضيق وكل بحر من البحار ، وإلا ما سبب عسكرة البحرين الأحمر والعربي ولما حضرت كل هذه البوارج والمدمرات من أمريكا وأوروبا؟! وهنا لا بد أن نهمس في أذن الأوروبيين ، إذا أرادوا أن تتعرض مصالحهم للاستهداف المباشر فألحقوا بأمريكا وبريطانيا وإلا فإن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي آمنة ومحروسة بإرادة الله وبقدرة الأبطال الميامين من أبناء اليمن الميمون ، وهذا ما هو قائم إلا إذا عكرته أمريكا أو بريطانيا لكي تثبت العكس ، ومثل هذه الأقوال والخزعبلات لا شك أنها ستنكشف في يوم ما ويعرف العالم مدى صلافة وغرور أبناء العم سام ، فها هو بايدن بجلالة قدرة- إن كان له قدر وجلال- يتحول إلى مجرد مروج للإشاعات والأخبار الزائفة التي تصدر عن الكيان الصهيوني مثل حالات الاغتصاب المزعومة، وأخيراً ها هو يحاول التخفيف من الضغط الشعبي في أمريكا وفي الأراضي المحتلة بقولة إن أمريكا أعدت خطة للهدنة المزعومة وأن الكرة في ملعب حماس ، كل ذلك ليشعر الشعب الأمريكي بمدى حرصه على إنهاء المجازر البشرية البشعة في فلسطين المحتلة ، هذا آخر ما تفتق عنه ذهن هذا الرئيس العجوز وهو يسبح في تيار الانتخابات ويحاول العودة إلى البيت الأبيض ولو على حساب جثث الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين المحتلة ، وكم هو محزن أن تجري مثل هذه الأمور والعرب خارج نطاق الخدمة لا يقدمون ولا يؤخرون ، وهذه مأساة تُشير إلى نكبات هذا الزمن الغبي وكيف أنه استعبد الإرادات وحولها إلى مطايا سهلة خاضعة لقوة السلاح وإرادة المال المدنس .
نسأل الله النصر والتمكين لإخواننا في غزة ، ولكل الشعوب العربية المظلومة المكبوتة المغلوبة على أمرها ، والله من وراء القصد.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

هيئة الآثار تنشر القائمة الـ30 بالآثار اليمنية المنهوبة

وأوضح بيان الهيئة أن القطع المنهوبة بلغت 26 قطعة أثرية يمنية، يجري تداولها في مزادات عالمية ومتاحف خارجية ومجموعات خاصة، مشيرًا إلى أن سبع قطع منها عُرضت للبيع خلال ديسمبر الحالي.

وأضافت أن القائمة تضم قطعة كانت ضمن مقتنيات دبلوماسي ووزير فرنسي سابق، في تأكيد على حجم الاستهداف للتراث اليمني من قبل المنظومة الغربية.

وأكدت الهيئة أن هذه القائمة تمثل الإصدار الثلاثين الذي يصدر لرصد وتتبع القطع اليمنية المنهوبة على الصعيد الدولي.

وجددت الهيئة مطالبتها للجهات الدولية المعنية بوقف المزادات غير القانونية وإعادة الحقوق لأصحابها، محذرة من أن استمرار هذه الممارسات يشكل استمرارًا لمسلسل تجريف التراث اليمني ونهب المكاسب الوطنية، في سياق يوازي استهداف العدوان لأرض اليمن وثرواته ومكتسباته الحضارية والسياسية.

كما دعت الهيئة المواطنين وكل من يمتلك معلومات عن المواقع أو القطع المنهوبة إلى المبادرة بالتواصل عبر النموذج المخصص على موقع الهيئة أو من خلال الصفحات الرسمية لها على منصات التواصل الاجتماعي.

ويأتي هذا البيان في وقت يتعرض فيه التراث اليمني لضغوط مستمرة بفعل العدوان وأدواته التي سعت إلى تقويض الهوية الوطنية، وإضعاف قدرة اليمن على حماية ثرواته المادية والثقافية عبر مسارات تهريب ممنهجة تديرها أمريكا وبريطانيا اللتان شهدتا عرض قطع في متاحفهما تعود لليمن.

مقالات مشابهة

  • هيئة الآثار تنشر القائمة الـ30 بالآثار اليمنية المنهوبة
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • عمق الأزمة اليمنية في حضرموت والمهرة
  • البحر الأحمر يكشف المستور.. لماذا شيطن الغرب العمليات اليمنية المساندة لغزة؟
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • مجلة أمريكية تكشف تداعيات انقلاب الإنتقالي شرق اليمن على أمن البحر الأحمر
  • مجلة أمريكية: ما يجري في شرق اليمن يؤثر على الأمن البحري في البحر الأحمر
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • الأحداث الأخيرة في حضرموت والمهرة.. ومصير الوحدة اليمنية