مع كل انتخابات تشهدها الولايات المتحدة الأمريكية يتجدد الحديث عن ملف الهجرة ومصير المهاجرين، إما وعيد بترحيلهم أو سن تشريعات صارمة تقنن وجودهم داخل أمريكا، إذ تحدث دونالد ترامب، الرئيس السابق والمرشح الأوفر حظًا للحزب الجمهوري، خلال حملته الإنتخابية عن الوجود غير الشرعي للمهاجرين في بلاده ورغبته في إخراجهم باعتبارهم يدمرون الولايات المتحدة ويفسدون دماء أبناها، بحد وصفه.


وأصبحت الهجرة أزمة إنسانية دائمة؛ فعلاوة على الآثار الناجمة عن الحواجز الإدارية والعنف المنتشر في المنطقة، يواجه المهاجرون قيودًا متعددة تحول دون تمكنهم من الحصول على الخدمات الأساسية كالطعام والملبس والمأوى والصحة والتعليم. 
وقبيل الموعد المحدد للانتخابات في نوفمبر القادم، أثارت قضية الهجرة انقاسامات بين الجمهوريين والديمقراطيين الذين ينظرون إلى تصريحات "ترامب" باعتبارها نوع من الفاشية، لا سيما وعوده بمنع دخول القادمين من آسيا وأفريقيا إلى الولايات المتحدة، إضافة إلى تخصيص مبالغ كبيرة من الميزانية المخصصة لتنفيذ القوانين الفيدرالية ومكافحة المخدرات ومكتب التحقيقات ووزارة الأمن الداخلي؛ لتعزيز قوات إنفاذ القانون على الحدود الأمريكية، وبناء مراكز احتجاز للمهاجرين غير الشرعيين.
فيما رد البيت الأبيض وحملة الرئيس الحالي جو بايدن، على تصريحات نظيره "ترامب" بأنه يشبه "هتلر"، ويعتقد المحللون أنه من الممكن أن ملف الهجرة سيكلف الحزب الجمهوري خسارة بعض الأصوات، بينما تظهر استطلاعات للرأي أن ترامب يتمتع بثقة الشارع الأمريكي في ملف الأمن الحدودي والهجرة.
وفي هذا الصدد، تقول أمل مختار، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، إن قضية المهاجرين في الولايات المتحدة تعتبر ورقة عمل واضحة بالنسبة للجمهوريين، حيث إنها قضية مهمة لدى القاعدة الانتخابية لهم؛ وهي قاعدة تتصف مبدئياً بمعاداتها للتنوع، وتقبلها بسهولة لما يتردد عن "خطر المهاجرين" على الأمن والاستقرار والهوية الأمريكية، وعلى النقيض، نجد أن أنصار الحزب الديمقراطي وهم في أغلبهم من الأمريكيين الأوفر حظاً في التعليم ومن ثم في ثقافة قبول الآخر، لا يمثل ملف المهاجرين أولوية لديهم.
وبحسب دراسة بعنوان " تأثير تدفق المهاجرين عبر المكسيك في انتخابات الرئاسة الأمريكية"، نشر بمركز المستقبل للدراسات السياسية، تعتقد "مختار" أن تصاعد أزمة المهاجرين على الحدود مع المكسيك قد يضر بفرص الديمقراطيين في الانتخابات القادمة، إذ أدّت الموجة الأخيرة من المهاجرين إلى إجهاد الخدمات الحكومية بشدة في أجزاء من أريزونا، وهي الولاية التي فاز فيها بايدن على ترامب بفارق بسيط في الانتخابات الأخيرة، وبالتالي من الممكن أن تؤثر أزمة المهاجرين في نتيجة هذه الولاية أو غيرها من الولايات والمدن الأمريكية المُتضررة.
وأضافت أن ملف المهاجرين غير النظاميين واللاجئين يظل على درجة كبيرة من الأهمية في زمن أصبح يشهد موجات كبيرة من النزوح العالمي لأسباب أمنية واقتصادية وبيئية، وأن تزامن هذه التدفقات البشرية مع فترات الانتخابات يزيد من وطأة التعامل مع هذا الملف، لأنه يصبح ورقة للتنافس بين المرشحين، وفي خضم كل ذلك، يغيب التنسيق الإقليمي لحل مشكلات الهجرة غير النظامية وفتح القنوات القانونية الرسمية لتنظيم إجراءات الهجرة واللجوء، إلى جانب المساعدة في حل المشكلات الاقتصادية والأمنية داخل دول المصدر، وتخفيف الأعباء الإنسانية والمادية على دول المعبر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دونالد ترامب الهجرة جو بايدن انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2024 الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، إن قاضى المحاكمة منع أحد الشهود من الإدلاء بشهادته والأمر ذو أبعاد سياسية ولا علاقة له بالقضية، مضيفا أن بايدن هو أسوأ رئيس فى تاريخ الولايات المتحدة والأقل كفاءة.

وأضاف ترامب خلال مؤتمر صحفى نقلته قناة القاهرة الإخبارية، أن المحاكمات التى أتعرض لها تستهدف منعى من استكمال الحملة الانتخابية، لافتا إلى أنه دفع الأموال لأحد الأشخاص وفقا لاتفاقية قانونية ولم يرتكب أى جريمة.
وتابع أن بعض الأشخاص يتسببون فى إحداث مشاكل لمنعى من استكمال الانتخابات.

مقالات مشابهة

  • العواودة يوضح المرحلة غير الشرعية في هجرة الشباب إلى أمريكا
  • لأول مرة.. العمال البريطاني يتعهد بخفض عدد المهاجرين ووقف خطة رواندا
  • بريطانيا.. "حزب العمال" يتعهد بخفض عدد المهاجرين حال تسلمه مفاتيح "داونينغ ستريت"
  • "ترامب ليس الأول".. من هو المرشح الرئاسي الذي كاد أن يحكم الولايات المتحدة من السجن؟
  • بايدن يدعو إسرائيل وحماس لقبول اتفاق وقف إطلاق النار تحت رعاية مصر وقطر وأمريكا
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
  • ترامب: محاكمتي لم تكن عادلة ولم يسمح لي باستخدام خبير انتخابي
  • إيطاليا تنفي موافقتها على استقبال لاجئين من أمريكا الجنوبية ترسلهم الولايات المتحدة
  • التباوي: المساعي الرامية لتوطين المهاجرين بشكل مباشر أو مبطن مرفوضة من جميع الجهات
  • بايدن وترامب والهجرة.. سياسات مختلفة قد تؤثر على الأسواق