يفصلنا عدة أيام عن حلول شهر رمضان المبارك حيث قامت دار الإفتاء المصرية الإعلان بتحديد موعد استطلاع هلال 1445 هجريا، يوافق يوم الأحد 29 من شهر شعبان 1445 هجريا الموافق يوم 10 من شهر مارس عام 2024، وأوضحت دار الإفتاء إن الإعلان عن رؤية هلال رمضان سوف يكون خلال بث مباشر على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، ويتسائل الكثير من الأشخاص عن أفضل وأحب الأعمال التي نبدأ بها الشهر الكريم توجهنا من خلال جريدة الفجربطرح هذا التساؤل  إلي أ.

د/ فتحي عثمان أستاذ الفقة المتفرغ بكلية الشرعية والقانون  جامعة الأزهر الشريف لمعرفة ذلك وجاء حديثه كالاتي:-

صيام شهر رمضان فريضة، ويعتبر ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، فرضها الله تبارك وتعالى على عباده ليختبرهم بها فيما مدى قوة إيمانهم ومراقبتهم لله تبارك وتعالى. فعبادة الصيام هي العبادة الوحيدة التي يتمثل فيها مدى تقوى الله تبارك وتعالى والإخلاص له، فلا يتأتى فيها الرياء، بل هي تمثل قوة إيمان المسلم ومدى مراقبته لله تبارك وتعالى.

عبادة الصيام على خلاف أركان الإسلام الأخرى، فهي عبادة غير مذكرة بنفسها. فالحج يذكر بنفسه بمعنى لبس الإحرام شبيه باللبس الكفن يذكر بنفسه معنى ذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يتسامح فيه بالنسيان. فلو اهتز ركن من أركان الحج، أو واجب من واجبات الحج، يجب جبرها بالدم، وركن الحج لو اهتز أو اختل يفسد الحج ولا يتسامح فيه الله سبحانه وتعالى، لأنه يذكر به. أما الصلاة، فإذا حدث فيها خلل، يجبر بسجود السهو لأن هيئتها مذكرة. أما الصيام فهيئتها لا تذكر بها، فـ يوم 30 شعبان أو 29 شعبان لا يختلف عن يوم 1 رمضان.

ومعظم انتصارات المسلمين، أو كلها كانت في رمضان، وقلة الأعمال الصالحة أو الطيبة تكون في رمضان. الحسنة بعشر أمثالها، ومن صل فيه فريضة كمن صل فريضة في 70 في غير رمضان كما نص على ذلك النبي "صلى الله عليه وسلم".

إذًا، نحن ندخل إلى هذه العبادة، ونريد أن نستزيد من الحسنات فيها قبل أن نبدأ في صيام رمضان. أدخل صيام رمضان  وأنا أريد أن أحصل ثوابًا كثيرًا عظيمًا منه، الذي تصفد فيه الشياطين، وتفتح فيه أبواب الجنان، والحسنة بعشر أمثالها إلى 700 ضعف الصوم لي وأنا أجزي به.

 كل عبادة هي لله تبارك وتعالى، فلماذا الصوم لي وأنا أجزي به لأنه لا يصلح فيه ولا يجوز فيه ولا يتأتى فيه الرياء. فقبل أن ندخل فيه لا بد أن نطهر قلوبنا من كل الآثام والذنوب. 

والذي يسميه البعض “التخليه قبل التحليه” بمعنى لو لديك كوب به مشروب الشاي وترد أن تشرب شئ أخر فهل تضيف ما تريد ان تشربه على بقايا الشاي أم تطهره وتغسله، فكذلك قلب المسلم يريد أن يدخل هذا الشهر ويحصل فيه كثير من الثواب فلا بد أن يطهر قلبه، من الغل، والحقد، والحسد، والخصومات. يجب على المسلم أن يعمل على تصحيح علاقاته مع الآخرين ويُرد المظالم إلى أصحابها قبل بدء شهر رمضان. فالظلم ظلمات يوم القيامة، ومن كان عنده مظلمة عند أخيه فليتحللها منه اليوم قبل ألا  يكون دينارًا أو درهمًا.

وصوم شهر رمضان فرصة عظيمة لتطهر القلوب من الأضران والأحقاد والذنوب حتى يدخل هذا الشهر وهو على إيمان نرجوا من الله أن يكون كاملا يجب أيضًا أن يتجهز المسلم لشهر رمضان بالتوبة والاستغفار والتصالح مع الله سبحانه وتعالى، حتى يخرج منه وهو أحسن مما دخل فيه.

وبذلك يكون قد قبل صيامه، فإذا أردت أن تعرف هل قبل عبادتك هل قبل صيامك عند الله، أنت صمت ولكن هل قبل عند الله  لأن هناك فرق بين إجزاء العبادة وقبوله عند الله تبارك وتعالى فإجزاء العباده أنت أديت الصلاة، الزكاة، الحج، صومت رمضان " لكن هل في الحج خرجت من ذنوبك كيوم ولدتك أمك، والصيام فيه التقوى وتخرج منه وأنت أحسن ممن دخلت فيه يكون قد قبل أما إذا خرجت فيه على الوضع  بنفس الوضع الذي كنت فيه قبل الصيام  من ظلم الناس وأكل حقوقهم ونمية والغيبة وتضيع حقوق الناس كما دخلت رمضان بهذه الذنوب ولم تتطهر منها قبل الدخول للصيام  وخرجت من الشهر الكريم بها فكيف يقبل منك الصيام، يأتي أحدكم أشعس أغبر يمد يده إلى السماء ومطعمه حرام وملبسه حرام ومشربه حرام فإنا يستجاب له، طهر نفسك قبل أن تنقل هذه العبادة من كل هذه المعاصي وأبدأ صفحة جديدة وتصالح مع تبارك وتعالى حتى تخرج من صيامك هذا أحسن مما دخلت فيه، أهم شئ وأفضل الأعمال التي تتقرب بها وتبدأ بها هى أن تتخلص وتبرأ ذمتك من حقوق العباد أما حقوق الله سبحانه وتعالى فمبنيه على الغفران والمسامحه أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء أما حقوق العباد فلا يمكن ان يغفرها الله تبارك وتعالى ولو صومت إلا أن تلقى الله تبارك وتعالى ولا بد من أدائها، فإدي ما عليك من حقوق للعباد رد المظالم إلى أهلها تحلل من المعاصي التي أرتكبتها في حق خلق الله تحلل منهم قبل أن تدخل شهر رمضان من أغتبت أذهب إليه إذا امنت الفتنة وقل له أطلب منه أن يسامحك ويعفوا عنك ومن أغتبته وخضت في عرضه إذهب إليه إذا أمنت الفتنة وأطلب منه أن يسامحك تحلل اليوم قبل إلا يكون دينار ولا درهم، هذه أفضل الأعمال أن نطهر أنفسنا من الذنوب والمعاصي والأثام قبل أن ندخل في صيام رمضان حتى نخرج منه ونحن أحسن حالة مما دخلنا فيه.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: شهر رمضان أستاذ الفقه فتحي عثمان صيام رمضان دار الافتاء الله سبحانه وتعالى الله تبارک وتعالى شهر رمضان قبل أن

إقرأ أيضاً:

أستاذ بالأزهر: محاولات تحويل الغضب العالمي من إسرائيل إلى مصر وقاحة غير مسبوقة

استنكر الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر، ما وصفه بالمحاولات الجريئة والمكشوفة لتحويل الغضب الشعبي العالمي، ليس فقط في مصر بل في العالم كله، من جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد أهلنا في غزة، إلى الدولة المصرية وسفاراتها، من خلال دعوات تحريضية للتظاهر ضد مصر بدلًا من العدو الحقيقي، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يمثل انقلابًا على الحقائق وتزييفًا مفضوحًا للواقع.

أستاذ اقتصاد: لقاء نيويورك يعكس إصرار مصر على كشف جرائم التجويع في غزةربيع الغفير: مصر ستظل حجر عثرة أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية

وأكد الغفير، خلال تصريح، أن ما يجري هو نموذج فجّ لمقولة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى"، مضيفًا: "لم نرَ في تاريخنا كله مثل هذا التبجح، ولا مثل هذا التلاعب المقيت بالوعي العام، حيث يُراد لنا أن نربت على كتف المظلوم كي يحني ظهره لمزيد من الظلم، بدلًا من الوقوف بجانبه ورفع الحيف عنه".

وأوضح أن من يقف وراء هذه الفتنة "مجموعة من الجماعات الهاربة، وبعض المنتفعين، وحتى بعض من ينتسبون إلى الدولة المصرية، ممن يضمرون كراهية لهذا الوطن، أو يتحينون الفرص لخلخلة بنيانه، وزلزلة وحدته وتماسكه"، مشيرًا إلى أن كل من يضيق صدره من بقاء مصر شامخة، لا بد أن يكون له سهم في هذه الحملة المسمومة.

وتابع أن مصر، رغم هذه الحملات، ستظل محفوظة، لا بحفظ أهلها فقط، بل بحفظ الله عز وجل، مشيرًا إلى أن هذا البلد ذُكر في القرآن الكريم تصريحًا وتلميحًا، وخصّه النبي محمد ﷺ بالوصية، وقد مرّ عبر تاريخه بمحَن عظيمة، لكنه ظل يخرج منها مرفوع الرأس.

وأشار إلى أن مصر هي "قلب العروبة النابض"، الذي يحمل هموم الأمة وآمالها وتطلعاتها، واستدل على ذلك بمشهد تاريخي بالغ الرمزية حين اجتاح التتار العالم الإسلامي، وأسقطوا الشام وبغداد، وارتكبوا فيها أبشع المجازر، حتى ألقوا كتب دار الحكمة في نهر دجلة، فاسود ماؤه من الحبر، لكن حين قرروا التوجه إلى مصر، كانت نهايتهم هناك.

وقال الغفير: "أرسل التتار رسائل مرعبة إلى مصر يزعمون فيها أنهم جند الله وسخطه في الأرض، لكنهم سقطوا على أبوابها، وكانت مصر هي المحطة التي انتهت عندها أطماعهم، وستبقى بإذن الله كذلك، الحصن المنيع الذي تنكسر عنده كل الهجمات، قديمها وحديثها".

وأضاف: "مصر لا تُساق ولا تُستدرج، ومواقفها من القضية الفلسطينية ستبقى ثابتة، فهي التي تفتح أبوابها وتبذل دماء جنودها وتتحمل مسؤولياتها، رغم محاولات التشويه والتشغيب، وستظل بإذن الله كما كانت على مدار التاريخ: محفوظة، شامخة، عصيّة على السقوط".
 

طباعة شارك ربيع الغفير الأزهر غزة مصر إسرائيل

مقالات مشابهة

  • كيف تواجه مصر المؤامرات والمخططات ضدها؟ أستاذ علوم سياسية يجيب
  • ما حكم الوضوء والصلاة لمن يعانى من سلس البول أو الريح؟.. أمين الفتوى يجيب
  • لامين يامال أم ليونيل ميسي؟.. رئيس برشلونة يجيب
  • ما الفرق بين الخطأ والخطيئة وكيف نتجاوزهما؟.. علي جمعة يجيب
  • هل تتأثر مصر بالزلازل التي تقع في روسيا؟.. البحوث الفلكية يجيب
  • أمين ريادة الأعمال بالجبهة الوطنية: نعمل على تمكين الشباب وإرشادهم لمستقبل أفضل
  • ‎الأمير تركي الفيصل: قادة حماس لم يسمعوا توجيهات الله سبحانه وتعالى فهل سيسمعوا كلامي.. فيديو
  • أستاذ بالأزهر: محاولات تحويل الغضب العالمي من إسرائيل إلى مصر وقاحة غير مسبوقة
  • هل نسيان البسملة في الفاتحة يبطل الصلاة؟.. الأزهر يجيب
  • بدور القاسمي تحصل على أول لقب "أستاذ فخري" تمنحه جامعة ليستر البريطانية