رأس الحكمة وتعويم الدولار.. كيف تبيع الحكومة الوهم للمصريين؟!
تاريخ النشر: 9th, March 2024 GMT
أعلن البنك المركزي المصري قبل يومين تحرير سعر صرف الجنيه بعدما رفع أسعار الفائدة 6 في المئة بشكل مفاجئ، وهو ما أثار حفيظة كثير من المصريين، للآثار المترتبة على قرار التعويم الذي بدوره سينعكس سلبا على أسعار السلع في البلاد، إلا أن المتابع للشأن الاقتصادي في مصر قد لا يفاجئه قرار البنك المركزي بل أجزم بأنه قد يسأل نفسه لماذا تأخروا في ذلك!
فقبل شهر تقريبا أعلن السيسي عن قرارات ما قبل التعويم، والتي شملت رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة أجور العاملين في الدولة، فضلا عن إعلان بنوك مصرية عن شهادات ادخار جديدة بعائد كبير؛ في خطوة وصفها الكثيرون آنذاك بأنها تمهد للتعويم بشكل كبير، وهو ما نفته الحكومة بشكل قاطع بعدما استنفرت كافة متحديثها والإعلاميين المقربين منها للتأكيد على أن القرارات ليس لها علاقة بالتعويم، قبل أن يفاجئهم البنك المركزي المصري بقرار التعويم.
ومنذ إعلان القرار تابعت كغيري ردود الفعل التي امتلأت بها مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر ما استوقفني من ردود فعل كانت تلك التي كتبها أحد الأصدقاء سائلا أو مستنكرا: "طب وفلوس رأس الحكمة؟"، وأتبعها بسؤال: لماذا التعويم الآن؟! أليست الحكومة هي من كانت تؤكد الأيام الماضية بأن العائد المالي للصفقة سيكون له أثره البالغ على الاقتصاد المصري في وقت لا يخفي حاله عن الجميع؟ لماذا تصر الحكومة على بيع الوهم للمصريين مرة تلو مرة بأن الأزمة الاقتصادية قد قاربت على الانتهاء وأن البلاد في مرحلة الخروج من عنق الزجاجة، ثم تصدمهم بواقع مختلف تماما عن ذلك الذي كانت تسوقه لهم؟ ولعل الإجابة هنا يمكن اختزالها في غياب الشفافية والإصرار على بيع الوهم للمصريين، ولطالما ارتبط غياب الشفافية وسياسة بيع الوهم بحكم الأنظمة العسكرية التي تبنى أسس حكمها على مبادئ السيطرة والتحكم في المعلومة، وهو ما يعد عملا مستحيلا هذه الأيام لسهولة الحصول على المعلومة حتي وإن كانت على غير رغبة الحاكم الذي لا يترك فرصه لشعبه إلا وأخبرهم فيها "متسمعوش كلام حد غيري".
ولكن السؤال الأهم الذي يجب طرحه هنا.. لماذا تصر الحكومة على بيع الوهم للمصريين مرة تلو مرة بأن الأزمة الاقتصادية قد قاربت على الانتهاء وأن البلاد في مرحلة الخروج من عنق الزجاجة، ثم تصدمهم بواقع مختلف تماما عن ذلك الذي كانت تسوقه لهم؟ وقبل الإجابة على السؤال يجب أن تلاحظ أن قطاعا واسعا من المصريين باتت لديهم حالة يأس من تحسن الواقع الاقتصادي الحالي، ولكنهم يغالبون أنفسهم ويتعلقون بأقل القليل من الأمل الذي تصدره الحكومة يوميا حتى ولو كان كاذبا، كعادة الكثير من أهل مصر الذين لا تخلو ألسنتهم من "إن شاء الله الأمور تتحسن".
شعبيا.. في مصر اليوم ما يؤرق المصريين هو ارتفاع أسعار السلع بشكل كبير مع تراجع القوة الشرائية للجنية بعد قرار التعويم، والذي سيفقد غالبيتهم ممن يعيشون على حد الكفاف القدرة على تلبية متطلباتهم اليومية، فضلا عن تأثير القرار على الأزمات التي تشهدها بعض السلع الغذائية كالسكر؛ الذي أصبح من النادر أن تجده على رفوف البقالات في مصر وإذا وجدته كان بأسعار في متناول المواطن الثري وليس المتوسط، الأزمة الاقتصادية في مصر منذ البداية لم تكن محصورة في سعر صرف العملة لأن هذا عرض للمرض، ولكن جوهر الأزمة يكمن في الاستبداد بالقرار وغياب الرقابة والشفافية وانتشار الفساد وسوء التخطيط، وقد بدا اليوم للجميع إلى أي مدى يمكن للسلطة أن تستخدم إعلامها وصحفها ولجانها الالكترونية كمنصات للتضليل والخداعوإذا كنت من عامة الشعب كحال كاتب هذه السطور فينبغي عليك أن تقف في طوابير طويلة أمام أحد المعارض التي تنظمها الدولة وتضع عليها لافتات تأييد للزعيم صاحب الإنجازات التي لا تحصى.
أما نخبويا فالأمر أعقد من ذلك، فالأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد ليست وليدة اللحظة بل هي نتاج لسياسات خاطئة بدأها السيسي منذ سنوات في بداية حكمه؛ حينما استنفر كل مؤسسات الدولة المالية وسخّر من أرصدتها من أجل شق تفريعة جديدة لقناة السويس (أنفق فيها 64 مليار جنية مصري، كان سعر الصرف آنذاك 6 جنية أي 8.4 مليار دولار أمريكي)..
باع السيسي الوهم للمصريين حينها بأن القناة الجديدة سوف تجلب لهم الرخاء، ليخرج لاحقا بعدما نجحت تفريعته الجديدة في تغيير واقع المصريين من السيئ للأسوأ عقب قرار التعويم الذي اتخذه البنك المركزي في ذلك الوقت؛ ليقول إن شق القناة كان ضروريا من أجل رفع حالة الروح المعنوية للمصريين.
وهنا يجب التأكيد على أن هناك من يتصور أن الأزمة الاقتصادية في مصر منذ البداية لم تكن محصورة في سعر صرف العملة لأن هذا عرض للمرض، ولكن جوهر الأزمة يكمن في الاستبداد بالقرار وغياب الرقابة والشفافية وانتشار الفساد وسوء التخطيط، وقد بدا اليوم للجميع إلى أي مدى يمكن للسلطة أن تستخدم إعلامها وصحفها ولجانها الالكترونية كمنصات للتضليل والخداع، فكل ما روجوه طوال الأسابيع الماضية كان ضد ما أعلنوه مؤخرا، وهو ما يفسر انهيار الثقة لدي عموم المصريين في نظام الحكم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصري الجنيه الاقتصادي الأزمات مصر اقتصاد الجنيه أزمات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأزمة الاقتصادیة البنک المرکزی قرار التعویم بیع الوهم وهو ما فی مصر
إقرأ أيضاً:
الزلزال في القرآن والسنة.. ماذا قال النبي عن الحكمة من وقوعها؟
الزلزال في القرآن والسنة .. يتساءل البعض عن ما الحكمة من وراء الكوارث الطبيعية والزلازل حيث تتردد الأسئلة في أذهان الناس: لماذا تحدث الزلازل؟ وهل لها دلالة على غضب الله؟ ولكن جاء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يغفلا هذا الحدث العظيم، بل ذكرا الزلازل في سياقات عدة، منها ما يصف هول يوم القيامة، ومنها ما يربط الظواهر الكونية بسنن إلهية تهدف إلى التذكير والعظة.
صلاة الزلزال والهزات الأرضية.. دار الإفتاء توضح كيف تؤديها وحكمها
هل الزلزال جند من جنود الله؟.. 10 أسرار لا يعرفها كثيرون
هل الزلزال غضب من الله؟ استعن بهذا الدعاء و9 وصايا نبوية عند حدوث الهزات الأرضية
دعاء الزلزال.. 10 كلمات تنجيك من غضب الله والهلاك بعذابه
جاءت سورة كاملة في القرآن الكريم باسم الزلزلة لتخبرنا آياتها عن مشهد القيامة حين تضطرب الأرض اضطرابا شديدا، وترتجف الأرض الثابتة ارتجافا، وتزلزل زلزالا، وتنفض ما في جوفها نفضا، وتخرج ما يثقلها.
كما ذُكر الزلزال في القرآن الكريم في قول الله تعالى "يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم"، وجاء الخطاب في الآية الكريمة موجهًا للناس أجمعين بأن يتقوا ربهم، كما ورد التحذير من زلزلة الساعة بأنها شيء عظيم وهي من أهوال يوم القيامة.
ماذا قال النبي عن الحكمة من وقوعها؟وفي السياق، بيّن مجمع البحوث الإسلامية، الحكمة الإلهية من حدوث الزلازل، مشيرا إلى الحديث النبوي الذي ورد عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَذِهِ الآيَاتُ الَّتِي يُرْسِلُ الله لاَ تَكُونُ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَافْزَعُوا إِلَى ذِكْرِهِ وَدُعَائِهِ وَاسْتِغْفَارِهِ".
ووضّح مجمع البحوث أن الزلازل وغيرها من الظواهر الطبيعية إنما من آيات الله التي يرسلها ليخوف بها عباده، كما أوصى النبي جموع المسلمين بذكر الله والصلاة والدعاء في هذه الأوقات.
كيفية أداء صلاة الزلازل والهزات الأرضيةقالت دار الإفتاء المصرية، يُستحبُّ عند حدوث زلزالٍ أو شعور الإنسان به أن يَتَضَرَّع إلى الله بالدعاء الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خصوص الريح: "اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ" أو نحو ذلك من الأدعية.
وأوضحت دار الإفتاء في فتور لها منشورة على موقعها، كيفية أداء صلاة الزلزال، مشيرة إلى أنه على المؤمن أن يَفْزَعَ لصلاة ركعتين عند حدوث الزلزال؛ لئلَّا يكون غافلًا عن الله الذي يُفرّج الكروب، وبفضله ورحمته تهون الخطوب.
وأشارت الإفتاء إلى أن فقهاء المذاهب اتفقوا على استحباب الالتجاء إلى الله تعالى عند وقوع الزلزال بالصلاة؛ فقد نصُّوا على أن الفزع إلى الصلاة من وسائل التضرع لله رب العالمين عند حدوث مثل هذه الظاهرة، ومنهم من يرى أنها صلاةٌ مطلقة؛ أي: أن يصلي الإنسان ركعتين أو أكثر كصلاة الحاجة، ومنهم من يرى أنها مثل صلاة الكسوف والخسوف.
ما هو الدعاء الذي يقال عند الزلازل والهزات الأرضية؟وكان الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، قال إن أول ما حصل لـ آدم عليه السلام في الأرض كان "التعليم"، ومن هنا نتعلم أن الحياة بكل تفاصيلها مدرسة نتعلم فيها باستمرار.
وأوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الظواهر الطبيعية مثل الزلازل والفيضانات والعواصف ليست غضباً أعمى، بل هي خطاب إلهي يوقظ القلوب، فهي آيات تخاطب وجدان الإنسان وتدفعه للعودة إلى الله سبحانه وتعالى.
وأشار إلى أن سنة الله في الكون تدعو إلى اليقظة لا إلى الفزع، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عند الخسوف: "فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره"، فهذه دعوة للتوجه إلى الله بالذكر والدعاء والاستغفار كوسيلة للتأمل والتصالح مع حدوث الظواهر.
دعاء الزلازل والهزات الأرضيةومن أفضل ما يقوله المؤمن من دعاء الزلازل والهزات الأرضية هي الأدعية التالية :
اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك.اللهم ادفع عنا البلاء والبراكين والزلازل والمحن وجميع الفتن ما ظهر منها وما بطن.اللهم إني أستودعك جميع المسلمين والمسلمات في بلاد المسلمين، واجعل ما أصابهم خيرا ونعمة عليهم، اللهم احفظهم وأنت خير الحافظين.