في أقل من ثانية.. كيف يخترق الذكاء الاصطناعي شيفرتك السرية؟
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
في ظل التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، باتت الرموز السرية التقليدية المكونة من أربعة أرقام، والتي يعتمد عليها ملايين المستخدمين حول العالم لحماية حساباتهم البنكية والهواتف الذكية وبطاقاتهم الإلكترونية، عُرضة للاختراق خلال أقل من ثانية واحدة.
دراسة بحثية حديثة كشفت أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي أصبحت قادرة على كسر أكثر من 80 بالمئة من الرموز السرية المنتشرة في العالم خلال أقل من ثانية، باستخدام تقنيات تعلم الآلة التي تحلل الأنماط المتكررة والاختيارات الشائعة في إعداد الأرقام السرية.
ويعد هذا تطورا مثيرا للقلق في مجال أمن المعلومات، ويطرح علامات استفهام حول مدى فاعلية الأنظمة التقليدية في حماية البيانات الشخصية.
ووفقا للدراسة، فإن الشيفرات الأكثر استخدامًا مثل "1234"، "0000"، أو "1111"، هي أول ما يتم استهدافه، حيث تعتمد الخوارزميات على قواعد بيانات ضخمة لأرقام تم تسريبها سابقًا، وتتعلم منها لاكتشاف التكرارات والنمطيات الشائعة بين المستخدمين.
كما أوضحت النتائج أن نحو 27 بالمئة من المستخدمين يختارون أرقامًا يسهل تخمينها، سواء كانت متتالية، أو مستندة إلى تاريخ الميلاد، أو تكرارات رقمية، مما يجعلها أهدافًا سهلة للاختراق.
أين يكمن الخطر؟
في الماضي، كانت محاولات كسر الرقم السري تتم عبر إدخال الأرقام يدويا أو عبر برمجيات بدائية تعتمد على المحاولة والخطأ، وهو ما يستغرق وقتا طويلا، أما اليوم، ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن الخوارزميات يمكنها تجربة آلاف الاحتمالات خلال أجزاء من الثانية فقط، ما يقلص الوقت المطلوب بشكل هائل ويزيد من دقة التوقع.
كيف تحمي نفسك؟
وشدد خبراء أمن المعلومات على أن الاعتماد على الأرقام السرية المكونة من أربع خانات فقط لم يعد كافيًا لضمان الحماية، ويقترحون بعض الخطوات لتعزيز الأمان الرقمي، من أبرزها:
الابتعاد عن الأرقام المتكررة أو المتسلسلة.
استخدام رموز سرية طويلة ومعقدة إذا أمكن، أو الجمع بين أرقام وتواريخ غير متوقعة.
تفعيل خاصية التحقق بخطوتين، حيث يتم طلب رمز إضافي يُرسل إلى الهاتف أو البريد الإلكتروني.
تحديث الرمز السري دوريًا وعدم استخدام نفس الرقم لأكثر من حساب أو جهاز.
تحذير للمؤسسات المالية والتقنية
ويشير المختصون إلى أن هذا التهديد لا يقتصر على الأفراد فقط، بل يطال المؤسسات المالية، وشركات الاتصالات، والبنوك الإلكترونية، التي ما زالت تعتمد على رموز PIN كوسيلة أولى للتحقق من الهوية.
ويطالب الخبراء بتحديث هذه الأنظمة والاعتماد على وسائل تحقق متعددة، تشمل بصمة الإصبع، والتعرف على الوجه، والتحقق الديناميكي.
في النهاية، ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، فإن الحاجة إلى أنظمة حماية أكثر ذكاء وأمانا أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، إذ أن الأمان الرقمي لم يعد خيارا، بل هو ضرورة، خصوصًا في عالم باتت فيه البيانات تُعد من أثمن الموارد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الرقم السري الخصوصية الذكاء الاصطناعي الرقم السري المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ثورة تعيد تشكيل العمران.. مدن المستقبل بهندسة الذكاء الاصطناعي
هل شعرت يوماً وأنت عالق في زحمة مرورية أن هناك طريقة أفضل لتصميم المدينة؟ أو مررت بجانب مبنى ضخم وتساءلت عن حجم استهلاكه للطاقة؟
على مدى عقود، ظل بناء المدن عملية بطيئة ومعقدة، تعتمد غالباً على التخمينات المدروسة والتجارب السابقة. لكن ماذا لو منحنا مخططي المدن «قوى خارقة»؟ ماذا لو استطاعوا التنبؤ بسيناريوهات مستقبلية متعددة قبل أن يبدأ العمل فعلياً على الأرض؟
هذا بالضبط ما يحدث اليوم، والسر يكمن في الذكاء الاصطناعي.
يشرح شاه محمد، قائد ابتكار الذكاء الاصطناعي في شركة «سويكو»، أن الذكاء الاصطناعي يُحدث ثورة في تصميم المدن وتخطيط البنية التحتية عبر تحسين العمليات، وتعزيز اتخاذ القرار، وتحقيق نتائج أكثر استدامة. يتيح الذكاء الاصطناعي لفريقه تحليل كميات ضخمة من البيانات، ومحاكاة سيناريوهات متعددة، وخلق بيئات حضرية أكثر كفاءة ومرونة، وفقاً لموقع «آي أي نيوز» المتخصص في دراسات الذكاء الاصطناعي.
ويؤكد شاه أن الذكاء الاصطناعي يمنح فريقه القدرة على طرح الأسئلة الحاسمة التي تؤثر على حياة السكان: «كيف نبني هذا الحي بأذكى طريقة لتقليل الازدحام والتلوث؟ وكيف نصمم مبنى يحافظ على برودته خلال موجات الحر دون أن ترتفع فواتير الكهرباء؟» حيث يمكن للذكاء الاصطناعي حساب آلاف الاحتمالات لاختيار الحل الأمثل.
لكن الواقع معقد، ويصعب محاكاته بدقة. فالطقس غير المتوقع، والتأخيرات، والفوضى البشرية تمثل تحديات كبيرة.
ويقول شاه: «التحدي الأكبر في تطبيق نماذج البيانات على الواقع يكمن في تعقيد وتغير الظروف البيئية. من الضروري أن تمثل النماذج هذه الظروف بدقة وأن تكون قادرة على التكيف معها».
ولتجاوز هذه العقبات، يبدأ الفريق بتنظيم بياناته وضمان جودتها، موضحاً: «نطبق ممارسات صارمة لإدارة البيانات، نوحد تنسيقاتها، ونستخدم أدوات برمجية قابلة للتشغيل البيني لضمان توافق البيانات عبر المشاريع.»
يضمن هذا التنظيم أن يعمل جميع أعضاء الفريق من مصدر موثوق وموحد، مما يمكّن الذكاء الاصطناعي من أداء مهامه بكفاءة ويعزز التعاون بين الفرق المختلفة.
ومن أبرز الجوانب الواعدة في استخدام الذكاء الاصطناعي دوره البيئي والإنساني. يشير شاه إلى مشروع استخدم فيه الذكاء الاصطناعي للحفاظ على التنوع البيولوجي، عبر تحديد الأنواع المهددة بالانقراض وتزويد الباحثين بالمعلومات اللازمة، ليمنح الطبيعة صوتاً في عمليات التخطيط.
ويقول شاه: «يشبه الأمر وكأن الذكاء الاصطناعي يرفع يده قائلاً: "احذروا، هناك عائلة من الطيور النادرة هنا"، ما يساعدنا على البناء باحترام البيئة المحيطة».
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في مجال الهندسة المعماري
أما المرحلة القادمة، فيرى شاه، فهي تحويل هذه الرؤية المستقبلية إلى دليل حي وواقعي.
ويشرح: «أكبر فرصة للذكاء الاصطناعي في قطاع العمارة والهندسة والبناء تكمن في التحليلات التنبؤية والأتمتة. من خلال توقع الاتجاهات المستقبلية، والكشف المبكر عن المشكلات، وأتمتة المهام الروتينية، يمكن للذكاء الاصطناعي رفع الكفاءة، خفض التكاليف، وتحسين جودة المشاريع.»
هذا يعني جسوراً أكثر أماناً، طرقاً تحتاج إلى صيانة أقل، واضطرابات أقل في حياة الناس. كما يحرر المواهب البشرية من الأعمال الروتينية لتتركز على بناء مدن المستقبل التي تلبي حاجات سكانها.
أسامة عثمان (أبوظبي)