أصغر مصاب بمرض ألزهايمر في العالم.. لم يتمكن من إنهاء المدرسة الثانوية! صحة
تاريخ النشر: 23rd, July 2023 GMT
صحة، أصغر مصاب بمرض ألزهايمر في العالم لم يتمكن من إنهاء المدرسة الثانوية!،قام أطباء الأعصاب في عيادة الذاكرة في الصين، بتشخيص إصابة شاب يبلغ من العمر 19 عاما بما .،عبر صحافة لبنان، حيث يهتم الكثير من الناس بمشاهدة ومتابعه الاخبار، وتصدر خبر أصغر مصاب بمرض ألزهايمر في العالم.. لم يتمكن من إنهاء المدرسة الثانوية!، محركات البحث العالمية و نتابع معكم تفاصيل ومعلوماته كما وردت الينا والان إلى التفاصيل.
قام أطباء الأعصاب في عيادة الذاكرة في الصين، بتشخيص إصابة شاب يبلغ من العمر 19 عاما بما يعتقدون أنه مرض الزهايمر، ما يجعله أصغر شخص يتم تشخيص حالته في العالم. وقبل عامين من إحالته إلى عيادة الذاكرة، بدأ المريض المراهق يكافح من أجل التركيز في الفصل. وأصبحت القراءة صعبة أيضا وتراجعت ذاكرته القصيرة المدى. وفي كثير من الأحيان، لم يكن يتذكر أحداث اليوم السابق، وكان دائما يضع معلقاته في غير محلها. وفي النهاية، أصبح التدهور المعرفي شديدا للغاية، ولم يتمكن الشاب من إنهاء المدرسة الثانوية، على الرغم من أنه لا يزال بإمكانه العيش بشكل مستقل وبدون مساعدة.
وبعد عام من إحالته إلى عيادة الذاكرة، أظهر خسائر في الاستدعاء الفوري، والتأخير القصير في الاستدعاء بعد ثلاث دقائق، واستدعاء التأخير الطويل بعد 30 دقيقة.
وكانت درجة الذاكرة الكاملة للمريض أقل بنسبة 82% من نظرائه في سنه، في حين أن درجة ذاكرته الفورية كانت أقل بنسبة 87%.
وهناك حاجة إلى متابعة طويلة الأمد لدعم تشخيص الشاب، لكن فريقه الطبي قال إن المريض "يغير فهمنا للسن النموذجية لظهور مرض الزهايمر".
وكتب طبيب الأعصاب جيانبينغ جيا وزملاؤه في دراستهم: "كان لدى المريض بداية مبكرة جدا في مرض الزهايمر مع عدم وجود طفرات مرضية واضحة"، ما يشير إلى أنه لا يزال من الضروري استكشاف أسباب مرضه.
وتظهر دراسة الحالة التي نُشرت في شباط أن مرض الزهايمر لا يتبع مسارا واحدا، وأنه أكثر تعقيدا مما كنا نظن، حيث يظهر عبر العديد من الطرق ذات التأثيرات المتفاوتة. وفي تصريح لـSouth China Morning Post، جادل أطباء الأعصاب الذين وصفوا حالة المريض بأن الدراسات المستقبلية يجب أن تركز على الحالات المبكرة لتحسين فهمنا لفقدان الذاكرة.ويتوقعون أن "استكشاف ألغاز الشباب المصابين بمرض الزهايمر قد يصبح أحد أصعب الأسئلة العلمية في المستقبل".
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس مرض الزهایمر
إقرأ أيضاً:
تُنسى وتَنسى: عن الذاكرة في المعتقل
"في البدءِ خشيتُ أن ينساني الناس، ثم صرتُ أخشى أن أنساهم، وبعدها صرتُ أخشى أن أنساني"لم أعرف بعض أهلي حين زاروني في المعتقل، كان الاكتئاب وصحبه قد أهلّوا عليّ قسرا -وما زالوا- وأصاب الذاكرة شيءٌ من صدئهما، فانحجب عني الكثير من الوجوه والأسماء والأحداث والأصوات، أدركتُ حينها أنّ شيئا مخيفا يحدث. الذهن هو ساحة الصراع، هكذا ردّدتُ على نفسي ورفاقي في كلّ مناسبة، ويبدو أنّ خللا أصابه هو الآخر، البقاء في زنزانة انفراديّة لسبع سنين ونصف، بما فيها من تعذيب وتنكيلٍ ومنعٍ وفقد، يفعل ما هو أفظع.
"فلأستعِن بالخيال".. قلتُ لنفسي، وكثّفتُ طقوس التخيّل والتخليق، حتى فوجئتُ ذاتَ ليلة بأنّ الخيال انحجب هو الآخر، لا أستطيعُ استكمال مشهدٍ أضعُ نفسي فيه أو أحبّ الوجود جزءا منه، كانت هذه الصدمة الأشدّ، لعلّها واحدة من المرّات النادرة التي خفتُ فيها -بحسب تصوّري المتشدّد عن الخوف- وحينَ صحوتُ فزِعا من نومي القلق أصلا، على صوت أبي يناديني، صوت حيّ لا لبس فيه وبقي صداهُ يتردّدُ في الزنزانة بعدما استفقتُ، ظللتُ لأسابيع بعدها أجتهد كي لا أنام، أفتحُ عينيَّ غصبا وإن سقط ذهني في حفرة النوم، علّ صوته يعود ويُحضرُ معه شيئا مما أسقطته الذاكرة غصبا، كأثرٍ جانبيٍّ للمعتقل.
المقاومة الحقّة -في هذا الموضع- تكمن في استعادة الذاكرة، في التشبث بكل تفصيل مهدّد، في إعادة سرد ما حدث وكأن الرواية ذاتها سلاحٌ في المعركة ضد التشويه والمحو
ما الذي أفعله حين تخلو ذاكرتي؟ من أنا بغير هذه الذاكرة؟ لا أحد، أو في أهون الظروف آخر غيري لا أعرفه ولم أختره، وربّما لا أريده.
* * *
ليست الأزمةُ هنا ضعفا في الذاكرة، إنّما تهديد هويّة، فزعٌ من أن تمحى، ألا تعود موجودا، أن تتحوّل لأثرٍ بعد عين -حرفيّا- فالقمع ليس مجرد ممارسة للعنف، بل استراتيجية لإلغاء المعنى ذاته، إذ لا يكتفي بسلب الحاضر، بل يمدّ يده إلى الماضي ليعيد تشكيله وفق إرادته وتصوّره، ثم يمضي نحو المستقبل ليحشوه بروايته الملفّقة.
والمعتقل ليس فقط مكانا للتحييد أو الحجب، بل ماكينة لإنتاج النسيان، حيث يُمحى الشخص، تُشوَّه السرديّة، ويُعاد تشكيلك وواقعك بحيث تُمسي شبحا بلا ماضٍ موثّق، بلا أثر يُستدعى، وبلا رواية تُسمع، لكن المقاومة الحقّة -في هذا الموضع- تكمن في استعادة الذاكرة، في التشبث بكل تفصيل مهدّد، في إعادة سرد ما حدث وكأن الرواية ذاتها سلاحٌ في المعركة ضد التشويه والمحو.
أن تَتذكّر يعني أن ترفض الإلغاء، أن تنحت أثرا على الجدار الذي يرادُ له أن يكون بلا علامات، أن تُبقي التاريخ حيّا رغم محاولات سحقه. في هذه المواجهة، تصير الذاكرة أكثر من مجرّد استرجاع للأحداث، إنها فعلٌ يعيد تعريف الوجود ذاته، إثباتٌ أنّك لم تكن مجرد رقم، بل إنسانٌ حمل معنى لا يمكن لمقصلة النسيان أن تبتره.
* * *
النسيانُ يؤلم أكثر من الغياب، فالغائب سيعود يوما، أما المنسيّ فقد انتهى أمره. والمرعب هنا أنّ هذا لن يكون فعلا عدائيّا بل عمليّة طبيعيّة، تبهت شيئا فشيئا على الألسنة، والجدران، والمقالات ووسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأذهان كذلك. ما توقّف كان عالمك أنت، أمّا العالم فيكمل مساره، ربّما بشيءٍ من الثقل في حيوات أحبابك، وبعد قليل يكمل مساره تماما بلا اكتراثٍ، إلا بعض مصمصةٍ للشفاة في مناسبةٍ سنويّة، فالذهنُ جهازٌ يعمل لصالحه هو، لا لصالح صاحبه أو انطلاقا من إرادته، فيحذف ما يُرهقه أو يمثّل ضغطا عليه، وفي لحظةٍ ما ستصبح أنت هذا الضغط؛ فيحذفك لينجو.
وهو -النسيان- لا تسبقه نيّة أو تحرّكه إرادة، بل محض آليّة بقاء لن تدركها حتى تفقد ما قد لا يعود ثانية، أو تُفقدَ أنتَ شخصيّا. يعجزُ الذهن عن تحمّل ما يثقله، يصير استدعاء الماضي عمليّة مرهقة تهدد بالسقوط أو الانهيار، يلجأ -الذهن- لتقليص نفسه شيئا فشيئا حفاظا على التماسك، وعلى بقاء ما سيُبقيه بأمان وكفاءة، فيتخلّص من العبء، لا خيانة لك، إنّما محاولة نجاة، ولأنّه ليس أداة وفاءٍ بالأساس، فإنّه يتخلّص من كلّ ما يُثقله ويهددُ كفاءته أو -بالأحرى- بقاءه.
ولعلّه بهذا أخطرُ من الاغتيال، فهذا يقتلك أمام الجميع، يتركُ دما يقول ما جرى، يتركُ جثمانا يُستدَلُّ به عليك، يُحدثُ صدمة تخلّف ضجيجا، يتركُ حقّك في الرواية، يبقيكَ في الأذهان وفي الأخبار و-ربّما- في الكتب، أما النسيان فهو يفتكُ بك بغير دمٍ ولا أثرٍ ولا جثمان، لا شيء يُستدلّ به على أنّك كنت هنا، يحوّلك مِن "كان فلان" إلى "لم يكن أصلا" ثمّ "لا شيء". في الموتِ تنجو ذكرى، وفي النسيان لا ذكرى ولا نجاة، ولهذا هو الأبشع، كمحوٍ مطلق، ونهايةٍ لا يعرفها أحد ولا يحكيها أحد. وهذا مكمن الرعب الحقيقيّ في النسيان: أنّه لا يلزمه قرار؛ إذ لن تتعمّد أن تَنسى، ولا أن تُنسى، لكنّ ذلك سيحدثُ لا محالة.
الكتابةُ إذا ليست ترفا، ولا طقس تأمّلٍ، ولا حتى "أكل عيش" لمثلي ممّن ليس لهم مصدرُ دخلٍ سواها، إنّما دليلُ وجود، وطوق نجاة من الفقد والانمحاء، والتحوّل من إنسانٍ وحكاية، إلى رقمٍ باهتٍ في ملفٍّ أمنيّ. لذا لا أكتب لأخلّد، بل لأوجد، لأتذكّر ما جرى، وأذكّر به، وهذا وحده يكفي
وهكذا، يتحوّل المعتقل إلى اختبار مزدوج: هل يمكنك أن تظلّ حيّا في ذاكرة مَن بالخارج؟ وهل يمكنك أن تظلّ حيّا في ذاكرتك أنت؟ إنها ليست معركة ضد النسيان فقط، بل ضد محو المعنى ذاته، ضد أن تفقد مرجعيتك لنفسك، أن تصبح بلا وجود، بلا ماضٍ يُستدعى، وبلا حاضر يُوثق.
* * *
ذاكرتي ليست كاملة، لا أملكُ الآن كلّ ما كان فيها، لكنّي أملك أثر فقدها وبه أعيش. ما زلتُ أدوّن وأستدعي وألتقط ما تساقط، لا لأنّ الذكرى فِرْدوسا، بل لأنّ النسيان جحيم، لأن ما لا أقدرُ على تذكّره، ومن ثمّ روايته، هو لم يحدث إذا، ومكانه فراغٌ أو عدم. الكتابةُ إذا ليست ترفا، ولا طقس تأمّلٍ، ولا حتى "أكل عيش" لمثلي ممّن ليس لهم مصدرُ دخلٍ سواها، إنّما دليلُ وجود، وطوق نجاة من الفقد والانمحاء، والتحوّل من إنسانٍ وحكاية، إلى رقمٍ باهتٍ في ملفٍّ أمنيّ. لذا لا أكتب لأخلّد، بل لأوجد، لأتذكّر ما جرى، وأذكّر به، وهذا وحده يكفي.
"هُزمنا على الأرضِ.. وما زلنا
نُسحقُ؛ لينتفي وجودنا-مطلقا: تشويشا.. كي لا نُرى بوضوح، حجبا.. لا يمكنُ التحقّق، تشويها.. لتحلّ نسخَتُهم الشوهاءُ، ثم نفيا تاما
من الماضي: خَلقوا روايتهم المدّعاةُ ويصبّونها في الآذانِ والأذهانِ وصفحات الكتب.
منَ الحاضرِ: يشغلونَ الكلّ بتجنّبِ مصيرٍ مشابهٍ، ومن المستقبلِ: هو خلاصةُ ما سَبَقَه.
أن تَنسى: مَنْ غيرُكَ سيروي ما وقَع؟ أن تُنسى: مَن سيُنصِتُ لـ لا أحد؟
الذاكرةُ، إذا ساحةُ المعركة الدائرة، ومحدّدُ الانتقال معَ الزمنِ لـلحظةِ القادمة.
أن نبقى قادرينَ على التذكّرِ والحكيِ..
أن تبقى روايتنا، بأذهاننا..
أن نبقى..
تلكَ، الآنَ هي المسألة!"
(من كتاب "يُشبه الهُتاف، يُشبه الأنين" للكاتب)