بوابة الوفد:
2025-12-09@09:14:15 GMT

معهد ثربانتس يفتتح معرض "زمن الاسترداد"

تاريخ النشر: 10th, March 2024 GMT

افتتح معهد ثربانتس بالقاهرة، بالتعاون مع سفارة المكسيك بجمهورية مصر العربية، الثلاثاء 5 مارس، معرض "زمن الاسترداد" الذي يستعرض مخطوطات تراثية من حضارة المايا  ويسلط الضوء على عمليات نهب الأصول الثقافية والأثرية التي عانت منها العديد من الأمم. بحضور المؤلف خوسيه إيباراجيري، وعلي محمد عبد اللطيف، الأستاذ بقسم اللغة الإسبانية بجامعة المنيا.


شهد الافتتاح حضوراً دبلوماسياً بارزاً على رأسه السيدة ليونورا رويدا، سفيرة المكسيك في مصر، وإدواردو فراجوسو، الملحق الثقافي المكسيكي، فضلاً عن وفد رفيع المستوى من السفارة الإسبانية وسفارات دول أمريكا اللاتينية بالقاهرة وأعضاء المركز الثقافي الإسباني (معهد ثربانتس).
تضمنت الفعالية عرضاً لكتاب "زمن الاسترداد - Tiempo de restitución"، الصادر عام 2023 بحضور المؤلف خوسيه إيباراجيري، وعلي محمد عبد اللطيف، الأستاذ بقسم اللغة الإسبانية بجامعة المنيا. ويتتبع الكتاب رحلة أحد المخطوطات التراثية لحضارة المايا القديمة - التي استمرت نحو 3000 عام على الأراضي الحالية لمنطقة وسط أمريكا - والمعروف باسم «مخطوط درسدن» والذي انتقل من موطنه بغابات يوكاتان، في المكسيك ليمر بأنحاء البلاط الإمبراطوري الإسباني عبر فرنسا، وبلجيكا، والنمسا، وإيطاليا، ليصل أخيرًا إلى ألمانيا حيث ينجو من دمار الحرب العالمية الثانية. ذلك فضلاً عن مناقشة ضرورة تحديات العمل على استعادة الأصول الثقافية للبلاد -والذي يعد قضية ملحة للعديد من الدول من بينها المكسيك ومصر.

 أعربت ليونورا رويدا، سفيرة المكسيك في مصر، عن اعتزازها بالتعاون بين معهد ثربانتس -الذي يستضيف المعرض، في إطار تعاونه الوثيق مع سفارات البلدان الناطقة بالإسبانية في مصر، وأكدت على ضرورة جهود استعادة الآثار المختلفة للأمم والتي جرى تهريبها على مر السنين لتظهر بأماكن أخرى بالعالم، مشيدة بمختلف الجهود التي تدعم استعادة التراث الثقافي للحضارات التي نشأت على أرض المكسيك. كما أكدت على أن استعادة تلك الأصول هو هم تتشارك فيه كل من مصر والمكسيك.
يشار إلى أن المعرض يستمر حتى نهاية مارس الجاري، ويستقبل الجمهور مجاناً من الساعة 10 صباحا إلى 4 مساء يومياً، عدا الإجازات الرسمية وأيام.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: معهد ثربانتس

إقرأ أيضاً:

المشروع الإسلامي وتحديات العصر الحديث: استعادة الذات والهوية

أولا: مدخل فلسفي إلى سؤال المشروع الإسلامي

لسنا أمام سؤال فقهيّ جزئي، ولا أمام معركة هوية فحسب، بل أمام قلقٍ معرفي عميق: هل المشروع الإسلامي اليوم فكرة حيّة قادرة على تشكيل المستقبل؟ أم مجرّد حنين معلَّق بين كتب التراث وشعارات الحركات؟

هل أزمتنا أزمة نص؟ أم أزمة تطبيق؟ أم أعمق من ذلك: أزمة وعي فقد القدرة على رؤية الإسلام بما هو أكثر من "هوية دفاعية" أو "برنامج حزب"؟

ويُطرَح كثيرا -وبطريقة تُضلّل أحيانا- سؤال حول طبيعة المشروع الإسلامي: هل هو دولة؟ أم حضارة؟ أم حركة تحرّر طويلة المدى؟

المشكلة ليست في الإجابة، بل في السؤال نفسه؛ فالعقل الذي يصنع السؤال هو الذي يحدد مسار التفكير. كثيرٌ من الأسئلة المفروضة على الحركات الفكرية ليست نابعة من صميم تجربتها، بل من تصوّرات خارجية تريد حصرها في قوالب ضيّقة، وحين تُحبس الفكرة داخل سؤال غير منسجم مع واقعها، تفقد قدرتها على الحياة.

عندما نتحدث عن "المشروع الإسلامي" نخلط -من حيث لا نشعر- بين ثلاثة مستويات متمايزة:

1. الإسلام كدين: إيمان، وعبادة، وأخلاق، وعلاقة بالله، ومعنى للوجود.

2. الإسلام السياسي: تجربة حديثة لحركات وتنظيمات وبرامج انتخابية تعاملت -بدرجات متفاوتة- مع صدمة الدولة الحديثة والاستعمار والعلمنة.

3. المشروع الإسلامي: أفق حضاري طويل المدى، ورؤية للإنسان والمجتمع والعدل والمعرفة والزمن، ولعلاقة الأمة بالعالم.

الإشكال أنّ جزءا كبيرا من خطابنا المعاصر اختزل الإسلام في شعار دعوي يعد بكل شيء دون أن يغيّر شيئا في البنية العميقة للمجتمع، بينما نحن بحاجة إلى دمج سليم وواعٍ بين الإسلام كهوية شعورية: "أنا مسلم"، والإسلام كمنظومة قيم: العدل، الأمانة، الحرية، التكافل، والإسلام كإطار حضاري يرى العالم من زاوية مختلفة عن الرأسمالية المتوحشة أو القومية المنغلقة.

بدون هذا الدمج، وداخل مشروع إيجابي واقعي، يتحول "المشروع الإسلامي" إلى كلمة جميلة تُستعمل في كل اتجاه دون مضمون حقيقي.

التجارب الكبرى في التاريخ لم تولد من الشعارات، بل من الأزمات: القومية من جرح الهزيمة، والاشتراكية من الفقر والظلم، والليبرالية من الاستبداد، والوجودية من اغتراب الإنسان.

والمشروع الإسلامي لن يُبعث من جديد إلا إذا التقط أزمة الانسان اليوم. كل مشروع حضاري يمكن أن يتحول إلى بنية جامدة إذا جمد الزمن داخله، فالعالم -رغم أزماته- يطور أفكاره باستمرار، بينما يخشى كثير من الإسلاميين الزمن، وكأن دخوله خطر على الدين نفسه.

لذلك تصبح استعادة حرية السؤال شرطا لبقاء المشروع: كسر الثنائية الزائفة بين "الأسئلة المقبولة" و"الاتهام بالخروج عن الإجماع".

الحضارة هي الإنسان حين يتفاعل مع العالم بكل أبعاده: والفكر، والروح، والمادة، والواقع. وبدون هذا التفاعل، تصبح الفكرة مجرد ذكرى جميلة.. لا تصنع حياة.

فحياة الحضارة أو موتها مرهونان بمدى تفاعلنا معها فعلا لا وصفا: قولا وعملا، كتابة وتطبيقا، نقدا وتجريبا. كل ما نعرفه عن الفلاسفة وعلماء الاجتماع والسياسة جاء من محاولات تطبيق وتطوير أفكارهم بما يناسب مجتمعاتهم.

هنا نصل إلى جوهرٍ بالغ الأهمية: الفكرة لا تموت حين تُهزم سياسيا، بل حين تفقد القدرة على أن تسأل، والمشروع الإسلامي لا يحتاج إلى مزيد من الشعارات، بل إلى أن يستعيد حقه الطبيعي في أن يسأل، ويتفاعل، ويدخل العصر دون خوف من العصر. فالفكرة التي تخاف العالم لا يمكن أن تغيّره.

ثانيا: سياق القرن.. من الجغرافيا الممزقة إلى الترامبية الإمبراطورية

لإقامة مشروع حضاري لا يكفي أن نملك الفكرة والوعي والطاقة الأخلاقية، لا بد من دولة تحمي هذا المشروع وتمنحه أدوات القوة؛ لا لتحتكرها، بل لتحرس الفضاء الذي ينمو فيه.

الغرب لم يقم دولا قومية فقط، بل نسج حولها منظومة حضارية واحدة: الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كتلتان للأمن والاقتصاد والقيم الليبرالية، وخطاب عالمي عن الحرية وحقوق الإنسان. تعمل هذه المنظومة كـ"دولة حضارية موسعة" تحرس مشروعا واحدا: استدامة التفوق الغربي.

في المقابل يُطلب من المشروع الإسلامي أن يعيش بلا وحدة وطنية حقيقية، بلا دولة تحمي استقلال القرار، بلا كتلة حضارية متكاملة.. ثم يُحاسَب على عجزه عن النهوض. الدولة هنا ليست النهاية، بل محطةٌ في طريق طويل.

من 1900 إلى 2025 تحرك المشروع الإسلامي فوق أرض تتشقّق بلا توقف: استعمار، إسقاط الخلافة، الدول القُطرية، الهزائم، صعود الأنظمة الشمولية، الانقلابات، النيوليبرالية، الربيع العربي، الثورات المضادة، وحروب لا تنتهي.. وصولا إلى اللحظة الراهنة التي تكتنفها ترامبية عالمية تُكرّس القوة الفجّة وتكشف هشاشة القانون الدولي.

هذا ليس سردا تاريخيا، بل تعريفٌ للسياق الذي يتحرك فيه المشروع الإسلامي: داخل شبكة معقّدة من القوى والفرص والتهديدات. فهناك قوى هائلة أعادت تشكيل معنى الدين، وموقع الإنسان، وحدود الممكن السياسي. وفي هذا العالم لم يعد الدين مجرد عقيدة، بل أصبح هوية ورمزا ومساحةَ انتماء نفسي، وأحيانا وسيلة للنجاة من التيه.

في عالم سريع ومفتوح، يتحول الإيمان عند كثير من الشباب من يقين إلى سؤال، ومن سؤال إلى تيه، ومن تيه إلى بحث جديد. يكاد التحول الديني اليوم يكون مرآة دقيقة لقلق الإنسان المعاصر.

وأكثر ما يكشف عمق الأزمة هو لغة الشباب أنفسهم: لغة مباشرة، بلا تكلّف، تُظهر تداخل المفاهيم وغياب المرجعية: "أنا مسلم ثقافيا، لكن مش متأكد إني أؤمن بالله".. "أحاول أكون إنسانا جيدا.. مش مهم شوية آكل خنزير".. "فقدت إيماني في الصف الثالث لما اكتشفت أن حصة الدين كانت عن دين واحد فقط".

هذا ليس فقط ضعف إيمان، بل تحول عميق في علاقة الأجيال بالدين: الإسلام كاسم، كهويّة عائلية، كأخلاق عامة منزوعة المرجعية.. ومشروع إسلامي شبه غائب عن المخيلة.

هكذا نجد أنماطا جديدة لهذه العلاقة: التدين الانتقائي، الإلحاد الدفاعي، اللاأدرية، الروحانية الفردانية، وفصل الدين عن المجال العام. هذا في الغرب بشكل كبير، أما في عالمنا العربي فتنشأ صراعات أخرى: دعوات لفصل السياسة عن الدين تجعل الدين بلا سلطة، بلا مشروع.. لنجد أنفسنا أمام عقلية سجالية تحكم المشهد الإسلامي ما بين: سلفية تلغي إعمال العقل، واتّباع منبهر بالغرب يجعل العقل إلها، وبين التأليه والتعطيل يُجمد الفكر، ويُتم وأد العقل النقدي الذي يملك أن يقترح مشروعا معاصرا بلا خوف أو عقدة نقص.

أزمة الخطاب الديني في عصر الشبكات:

يتراجع الخطاب الوعظي التقليدي لأنه يتحدث بلغة الماضي إلى إنسان يعيش في زمن آخر.. شاب يقاتل اكتئابا لا تفيده خطبة عن الصبر.. فتاة تواجه عالم الصورة والجسد فلا تكفيها قائمة محاذير.. جيل يعيش في فضاء مفتوح يسبق فيه السؤال كل إجابة جاهزة.

السؤال اليوم ليس: هل نحتاج خطابا دينيا؟ بل: أي خطاب نحتاج؟ هل نحتاج خطابا يجلد الأسئلة، أم يحتضنها؟ خطابا يطارد الشك، أم يحوله إلى بداية بحث؟ خطابا يهرب من العصر، أم يدخل إليه ليطهّره لا ليستسلم له؟

وختاما:

بدون تجديد جذري، سيظل المشروع الإسلامي هشّا، غامضا، عاطفيا.. لا مشروعا حضاريا يشارك الأجيال بناء الغد.

مقالات مشابهة

  • ترامب يهدد المكسيك بزيادة الرسوم 5%.. فما السبب؟
  • ترامب يهدد المكسيك برسوم جمركية جديدة بسبب نزاع على المياه
  • كيف تستثمر مدخراتك من بين 4 صناديق استثمارية .. بنك مصر يجيب
  • بنك مصر يعزّز فرص الاستثمار لعملائه ويقدّم مزايا تنافسية عبر صناديق الاستثمار في الأسهم
  • المشروع الإسلامي وتحديات العصر الحديث: استعادة الذات والهوية
  • مركز جديد لاستعادة حسابات فيسبوك المخترقة
  • محافظ كفر الشيخ يفتتح معرض «مشروعك» دعمًا للمشروعات الصغيرة والأسر المنتجة بنادي الخالدين
  • محافظ كفر الشيخ يفتتح معرض «مشروعك» للحرف اليدوية والصناعات التراثية
  • محافظ كفرالشيخ يفتتح معرض «مشروعك» دعمًا للحرف اليدوية والتراثية | صور
  • ترامب يعقد لقاءً ثلاثياً مع رئيس وزراء كندا ورئيسة المكسيك