على محمد، هو مخرج ومصور عراقي، استطاع أن يحصد المركز الثاني بالدورة الأولى من مسابقة إكسبوجر العالمية للأفلام، من خلال فيلمه القصير "أهوار العراق"، وهو يعتبر من الأفلام الوثائقية التي تتناول منطقة "الأهوار العراقية" وما تعانيه من إشكاليات بسبب التغير المناخي.

وأعلن المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر" عن أسماء الفائزين في النسخة الأولى من "جوائز اكسبوجر العالمية للأفلام" والتي تقام لأول مرة ضمن مهرجان الصور العالمية "اكسبوجر 2024، والذي ينظمة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في دورته الثامنة وقد ضمت المسابقة أربعة فئات هي "الأفلام القصيرة والصور المتحركة"، و"أفضل فيلم وثائقي"، و"الفنون السينمائية"، و"أفضل فيلم رسوم متحركة".

وكان لـ"البوابة نيوز"، هذا اللقاء مع مخرج العرض العراقي "على محمد"، والذي عبر عن سعادته بفوزه بالجائزة، والتي اعتبرها وساما كبيرا استطاع الحصول عليه، خاصة في النسخة الأولى، التي شهدت مشاركة كبيرة من جميع أنحاء العالم، إذ بلغ عدد المتقدمين للجائزة نحو 567 مشاركة، من كل أنحاء العالم.

وبسؤاله عن معرفته بالجائزة؛ أوضح قائلاً: "أنا من متابعي مهرجان الصور العالمية أكسبوجر باعتياري مصور وأهتم بالمشاركة في كل عام، وحينما علمت بإطلاق مسابقة الأفلام العالمية تقدمت بالمشاركة بفيلمي أهوار العراق، وأحمد الله أن الفيلم كان من الأفلام التي رشحت للجائزة، واستطاع أن يحصد على المركز الثاني.

وعن سر اختياره لمنطقة أهوار العراق لتكون الانطلاقة الأولى له في مجال الأفلام الوثائقية؛ قال "على": "لقد اخترت منطقة أهوار العراق لأنها من المناطق التي تأثرت بشكل كبير بالتغيرات المناخية، وتعتبر منطقة "اهوار العراق" من أولى المناطق التي تأثرت بشكل كبير بتلك التغيرات المناخية، ففيها الناس يعيشون بشكل طبيعي منذ آلاف السنين، فحياتهم بسيطة قائمة على العيش وسط المياه، وعلى نفس الأصول التي تربوا عليها منذ الحضارة السومرية القديمة، حتى فوجئوا بالتغيرات المناخية التي أثرت على البيئة الطبيعية، مثل الجفاف وخفوق الحيوانات وموتها، ما أجبرهم على الهجرة إلى المدن والتي لم يستطيعوا التأقلم مع تلك البيئات المغايرة لما نشأوا عليه".

وتابع على محمد: "أن منطقة الأهوار هي منطقة تسير على نظام بيئي منضبط حتى حدثت التغيرات المناخية، والتي أدت إلى تغير تلك البيئة ، كما تعتبر منطقة الأهوار مثال كبير على كيف يمكن أن تؤثر التغيرات المناخية العالمية على البيئات الطبيعية، وتغيير أنماطها". 

وعن شخصيات الفيلم لاسيما الشخصية الأساسية، هذا الرجل العجوز ذو الصوت العذب، قال: "إن بطل الفيلم هو شخصية حقيقة من أبناء منطقة الاهوار عاش فيها منذ زمن طويل هو وعائلته منذ آلاف السنين، واخترت أن يتم حكاية القصة من خلال أهل المنطقة والا يتم الاستعانة بأي عنصر من خارجها، لأنهم هم الأقدر على حكاية الحكاية".

وعن أبرز الإشكاليات التي واجهته خلال تصوير الفيلم في منطقة الأهوار؛ أوضح قائلاً: "إن أصعب المشاكل هي التصوير في وقت الصيف والذي تصل فيه فترة الجفاف إلى أقصى حد لها، وكان هذا بالغ الصعوبة لأن هذه المنطقة من المناطق الحارة جدًا والتي تصل فيها درجة الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية، حتى أن الكاميرات كانت تغلق وحدها بسبب ارتفاع درجة الحرارة، حتى في الساعات المبكرة في اليوم".

كما لفت إلى أن كتابة الأفلام الوثائقية فيها صعوبة بالغة ، إذا أنه يتم كتابتها بعد الانتهاء من التصوير، وهو ما يتم في طريقة كتابه الأفلام الوثائقية حيث تكون الفكرة.

وعن فوزه بالجائزة؛ قال:"لم أكن أتوقع الفوز بالجائزة، وسعيد جدًا بفوزي في اكسبوجر العالمية للأفلام في نسختها الأولى وهو ما اعتبره فخر كبير لي وللفيلم، وبالرغم من حصول الفيلم على جائزة أخرى، لكن الفوز بالإكسبو له مذاق خاص".

طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، وعلياء السويدي، مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة خلال تسليم  “جوائز اكسبوجر العالمية للأفلام”  للمخرج على محمد  

أما عن الأفلام الوثائقية في الوطن العربي؛ قال المخرج العراقي "على محمد"، إن السينما الوثائقية في الوطن العربي لم تصل إلى المرحلة التي وصل اليها الأفلام الطويلة أو المسلسلات، على الرغم من أن هناك توجهًا عالميًا لدعم الأفلام الوثائقية وانتشارها عبر العالم، وهناك اهتمام عالمي بالتوثيق والأفلام الوثائقية".

وختم حديثه عن الأحلام التي يتمنى تحقيقها في الفترات المقبلة؛ قائلاً : "أتمنى أن تزيد الأفلام التي تتحدث عن العراق فلدينا الكثير من القصص والحكايات التي لم تروى بعد، واعتقد أن الاكسبو قد فتح المجال للكثير من الأفلام التي سترغب في المشاركة في الدورات المقبلة".

 

 

 

 فيلم "أهوار العراق من الأفلام الوثائقية التي تناولت مشكلة الأهوار العراقية والذي أبرز من خلال أحداثه جمال الأهوار وسحرها بالإضافة إلى طرح المشاكل المناخية التي تعاني منها، وقام بكتابه السيناريو السيناريست "حسن جعفر".

وتضمن الفيلم عرض تاريخ الأهوار في المقدمة وجمالها وأثرها في نفوس سكانها وأهميتها التاريخية والجغرافية بالنسبة للعراقيين وصولاً إلى المشاكل التي تعاني منها مثل شحة المياه ومشكلة الملوحة وقلة الخدمات بالإضافة إلى نفوق الحيوانات، كما أبرز الفيلم وعي سكان الأهوار بمشاكلهم المناخية التي يعانون منها، إظهار الدور البسيط والساحر لحفيدات السومريات "نساء الأهوار".

وحصل الفيلم على المركز الثاني بالنسخة الأولى من مهرجان اكسبوجر العالمية للأفلام، ضمن فئة الأفلام المتحركة والقصيرة، كما حصل على الجائزة الفضية كأفضل فيلم وثائقي  بمهرجان meihodo الدولي للاعلام المرئي في نيويورك.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جوائز اكسبوجر العالمية للأفلام أفضل فيلم رسوم متحركة الأفلام الوثائقیة التغیرات المناخیة أهوار العراق من الأفلام على محمد

إقرأ أيضاً:

كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي

رغم أن من تبقى من الأسرى الإسرائيليين الأحياء لدى المقاومة في غزة هم 22 أسيرا، وهو ما تحاول حكومة الاحتلال تقليل حجم الكارثة على رأيه العام، لكن الحقيقة أن هذه الكارثة أفظع وأشمل مأساة عرفتها الدولة، لأنها ليست مجرد اختطاف تتصاعد منها رائحة خانقة، بل تدميرٌ لصورة الدولة من الأساس، ولن تعود كما كانت أبدا.

عنات ليف-أدلر الكاتبة الإسرائيلية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، ذكرت أن "ما يمر به الإسرائيليون هذه الأيام بخصوص استمرار احتجاز المختطفين لدى حماس في غزة يذكرها برواية "1984" للكاتب الشهير جورج أورويل، التي تُنبئ بالمستقبل بطرق مُرعبة، وتجعل الإسرائيليين يعيشون أجواء كوابيس ومخاوف لا تتوقف، بهدف تحطيم روحهم، لأنه لم يكن يصدق أحدا منهم أن المختطفين سيبقون في الحجز منذ خريف 2023 وحتى صيف 2025".


وأضافت في مقال ترجمته "عربي21"، أن "استمرار كارثة المخطوفين بدون حل هو الكابوس الذي يطارد الغالبية العظمى من الإسرائيليين ليلًا نهارًا، وهم يرون أمام أعينهم كيف تُفكك الدولة، القائمة على قيم المسؤولية المتبادلة، وتُجرد من جوهرها، وعلى مدى قرابة ستمائة يومًا، يتخلّى أصحاب السلطة عن مختطفين أحياء، نجوا بأعجوبة حتى هذه اللحظة، ويرسلون إشارات الحياة من أعماق أنفاق التراب والرطوبة والجوع والظلام والموت".

وأشارت إلى أن "هذه المأساة الشخصية لا تقتصر فقط على 22 عائلة إسرائيلية، كما صرّح أحد عرّابي النظام الحاكم، بل هي أفظع وأشمل مأساة وطنية عرفناها، لم تنبعث منها فقط رائحة كريهة وخبيثة تُخنق الأرواح، بل دمارٌ لصورة الدولة كما عرفناها، وتربينا عليها، لكنها لن تعود كما كانت أبدًا، دولة نشك في قدرتنا على مواصلة الانتماء إليها، حين نستيقظ على ذلك الصباح الأسود الذي ستُعلّق فيه علامات العار على أحزمتنا وأرواحنا، نتيجةً لاقتحام الأرض الذي بدأ فجر السابع من أكتوبر".

وأوضحت أن "احتمالية اجتياح قطاع غزة بين حين وآخر قد يُسفر، بنسبةٍ عاليةٍ جدًا، عن مقتل المخطوفين، الذين سيُدركون في لحظاتهم الأخيرة من الرعب والألم أن الدولة لم تبذل كل ما بوسعها لإنقاذهم، وستبقى علامات العار تتردد في آذانهم منذ عام ونصف وإلى الأبد، وهم يعانون خطر الموت الوشيك، رغم أن الحكومة تدرك أن المختطفين الأحياء في خطر داهم، وسياستها الحالية تقضي عليهم، وكل قصف في غزة، وكل تأخير في إطلاق سراحهم يزيد من هذا الخطر".


ولفت إلى أنه "وفقًا لشهادات ناجين من الأسر، كلما اقتربت المعارك من مناطق احتجاز الرهائن، ازداد شعور الخاطفين بالتهديد، وزادت ردود أفعالهم الاندفاعية وغير العقلانية، كما يُبدّد النشاط العسكري فرصة إعادة الجثامين المحتجزة، الذين قد يختفون للأبد بسبب صعوبة تحديد أماكنهم، والتعرف عليهم، وانهيار الأنفاق، وتغيرات التضاريس، وتفكك التسلسل القيادي في حماس، ونقص المعلومات الاستخبارية المُحدثة، وهذا ما كتبته قيادة عائلات الرهائن في وثيقة موقف أرسلتها للحكومة والجيش".

وأكدت أنه "حان الوقت للاختيار بين إنقاذ المختطفين في غزة، أو التخلي عنهم، لأن الدولة التي لا تُعيد رهائنها من الجحيم ليست وطني، لأنها فشلت باتخاذ الإجراء الإنساني والأخلاقي واليهودي والإسرائيلي المطلوب لمدة ستمائة يومًا، ولم تُعِد رهائنها في صفقة شاملة واحدة؛ بل تعيد للمعركة جنودا يعلنون أن قوتهم قد استنفدت، وبعد جولات متزايدة من مئات الأيام في كل منها، يهددهم قادتهم بإرسالهم للسجن إذا لم يظهروا للدفاع عن استمرار ولاية الحكومة الخبيثة، التي باتت تسحق كل مبادئ الدولة تحت وطأة أدواتها التدميرية".

مقالات مشابهة

  • يوم حقلي لوزارة الزراعة في قرحتا… الوزير بدر: ضرورة التركيز على استنباط محاصيل متكيفة مع التغيرات المناخية
  • في عيد ميلاد المخرج عمر عبد العزيز.. صاحب يا رب ولد يحتفل بمسيرة من البهجة
  • بتمويل إيطالي.. مشروع تجريبي بأسيوط لمواجهة التغيرات المناخية عبر وحدات بايوجاز
  • أول ظهور للمخرج أشرف فايق بعد الوعكة الصحية بمهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية
  • وفاة مخرج الأفلام الوثائقية الفرنسي الشهير مارسيل أوفولس عن 97 عاما
  • البيئة تنفي وجود حريق في محمية سالوجا وغزال الطبيعية بأسوان
  • الزراعة تحذر من تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل في الربيع
  • وزيرة البيئة: إطلاق حوار داعم عن العدالة المناخية وربطها بالمياه والغذاء
  • كاتبة إسرائيلية: الدولة التي تتخلى عن مختطفيها لدى حماس ليست بلدي
  • مخرج إيراني معارض للنظام يفوز بجائزة ذهبية في مهرجان كان السينمائي