إطلاق المنصة العالمية لإتاحة أدوية سرطان الأطفال | تفاصيل
تاريخ النشر: 11th, March 2024 GMT
قالت منظمة الصحة العالمية ، إن احدث تقديرات المرصد العالمي للسرطان لإقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوس أشارت أن هناك نحو 36000 حالة إصابة جديدة بسرطان الأطفال و16500 وفاة في عام 2022.
وقالت الصحة العالمية أنه قد اجتمع في الأسبوع الماضي خبراءُ من كل بلدٍ وأرضٍ في الإقليم، إلى جانب شركاء دوليين، وزملاء في منظمة الصحة العالمية من المقر الرئيسي ومختلف المكاتب الإقليمية لتسريع وتيرة العمل لمكافحة سرطان الأطفال.
واشارت الصحة العالمية الي أنه قد مرَّت خمسُ سنوات منذ أن أطلقت منظمة الصحة العالمية المبادرة العالمية لسرطان الأطفال، بدعم تقني ومالي من مستشفى سانت جود لبحوث الأطفال، ممفيس، تينيسي، الولايات المتحدة الأمريكية. وهدفت حلقة العمل في المقام الأول إلى تقييم الدروس المستفادة منذ إطلاق المبادرة، وإثراء الفهم، وتوحيد الجهود الرامية إلى إعطاء الأولوية لسرطان الأطفال في جميع أنحاء الإقليم. ويمكن أن تُسهم البُلدان والأراضي، من خلال تنفيذ هذه المبادرة العالمية، على نحو ملحوظٍ في تحقيق الغاية 3-4 من أهداف التنمية المستدامة، المتمثلة في خفض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030.
واوضحت الصحة العالمية أنه يضاف سرطان الأطفال إلى العبء المتزايد الناجم عن الأمراض في صفوف الأطفال في جميع أنحاء العالم، كما أن الأعداد الفعلية للحالات والوفيات أعلى بكثير من التقديرات. وخلافًا للسرطان في مرحلة البلوغ، فإن العوامل التي تُسهم في الإصابة بالسرطان في مرحلة الطفولة لا تُفهَم على نحوٍ جيد، ولا يمكن الوقاية إلا من نسبة ضئيلة من أمراض سرطان الأطفال.
وقد انضمت إلى المبادرة حتى الآن سبعة بلدانٍ وأراضٍ ينصَبُّ عليها التركيز في الإقليم، وهي: مصر، والأردن، ولبنان، والمغرب، والأرض الفلسطينية المحتلة، وباكستان، والجمهورية العربية السورية. والبلدان التي ينصب عليها التركيز هي تلك التي التزمت بتوسيع نطاق التدخلات الرامية إلى زيادة المعدل العام لبقاء الأطفال المصابين بالسرطان على قيد الحياة، بما يتماشى مع حزمة المنظمة التقنية القائمة على نهج «علاج الجميع». وقد تبادل ممثلو منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة من البلدان/ الأراضي التي ينصَبُّ عليها التركيز، بالإضافة إلى العراق وعُمان، خبراتهم مع المشاركين، وشجعوا الآخرين على الانضمام إلى المبادرة العالمية.
وناقش المشاركون العقبات التي تعترض سبيل جهود مكافحة سرطان الأطفال في إقليم شرق المتوسط. حيث يتأثر ما لا يقل عن نصف البلدان والأراضي بتداعيات الصراعات، والكوارث الطبيعية، وعدم الاستقرار السياسي، والأزمات الاقتصادية. ولا يزال يُنظَرُ إلى سرطان الأطفال بوصفه مشكلة صحية متخصصة، حيث ينخفض معدل الإصابة به نسبيًّا مقارنًة بأنواع السرطان أو الأمراض الأخرى. كما يُنظر إلى السرطان عمومًا على أنه مشكلة صحية عامة مُرهقة، نظرًا للاستثمارات العالية نسبيًّا اللازمة لبدء البرامج الخاصة به واستدامتها.
وللتغلب على تلك التحديات، تعمل المنظمة مع الشركاء وأصحاب المصلحة على تعزيز النُّظُم الصحية الوطنية من أجل تحسين رعاية سرطان الأطفال وضمان استدامة البرامج الوطنية لسرطان الأطفال على المدى الطويل، من خلال تعبئة الموارد بفعالية وعلى نطاق واسع.
ويتمثَّل الهدف من المبادرة العالمية لسرطان الأطفال في تحقيق معدل إجمالي لبقاء الأطفال المصابين بالسرطان على قيد الحياة لا يقل عن 60%، وهو هدف طموح، ولاسيَّما في إقليم شرق المتوسط الذي تعاني فيه النُظُم الصحية من الاستنزاف. ومن الأهمية بمكان تعزيز النُّظُم الصحية لإحراز تقدم نحو تحقيق هذا الهدف وضمان عدم إغفال أي طفل.
غير أن تحقيق هذا الهدف ممكن، كما يتضح من أمثلة التدخلات المُتبادَلةِ على الصعيد الوطني أثناء حلقة العمل. ويُظهرُ التعاون في إطار المبادرة العالمية لمكافحة السرطان والأثر الملحوظ المُتحقَّق من شراكات منظمة الصحة العالمية مع الاتحاد الدولي لمنظمات آباء وأمهات الأطفال المصابين بالسرطان، ومجموعة أورام الأطفال في منطقة الشرق والبحر الأبيض المتوسط، والجمعية الدولية لعلم أورام الأطفال، مدى قوة الجهود الجماعية والخبرات المشتركة في النهوض بقضية رعاية الأطفال المصابين بالسرطان. وحتى في خضم الحرب الدائرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، تمكَّنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من شراء أدوية حيوية لعلاج أورام الأطفال، ودعم إجلاء الأطفال المصابين بالسرطان وأسرهم من قطاع غزة إلى مصر والأردن.
كما تحدث المشاركون في حلقة العمل عن الخطوات المقبلة للمبادرة العالمية، بما في ذلك إطلاق المنصة العالمية لإتاحة أدوية سرطان الأطفال. وسيساعد هذا الابتكار على ضمان حصول جميع الأطفال الذين يحتاجون إلى أدوية السرطان الأساسية على هذه الأدوية، بغض النظر عن بلدِ مَوْلدِهم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأطفال المصابین بالسرطان منظمة الصحة العالمیة المبادرة العالمیة سرطان الأطفال فی لسرطان الأطفال
إقرأ أيضاً:
بيان اليونيسف يشعل الغضب من دور المؤسسات الدولية.. من يحمي الطفل الفلسطيني؟
في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، نشرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" بيانا مقتضبا، جاء فيه: "مرت عامات على الهجمات المروعة على الأطفال والمجتمعات في إسرائيل". لم تكن الجملة طويلة، لكنها حملت ما يكفي لإشعال موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتبر الكثيرون، البيان، دليلا إضافيا على: "ازدواجية المعايير الدولية، وصمت أممي طويل الأمد، تجاه واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث: حرب الإبادة الجماعية على كامل الأهالي بقطاع غزة المحاصر".
وبحسب أحد التعاليق الغاضبة، فإنّه: "مر عامان منذ انكشاف حقيقة المنظمات الدولية التي أوهمت العالم الحديث أنها منار الديمقراطية وأداة الدفاع عن حقوق الإنسان".
وأضاف آخر: "انكشفت الحقيقة أخيرا، لا صوت يُسمع لضحايا غزة، حتى منظمات حقوق الطفل... خانت الأطفال".
مرّ عامان على الهجمات المروّعة التي شنّتها حماس وجماعات مسلحة أخرى على الأطفال والمجتمعات في إسرائيل.
يُعدّ قتل الأطفال وتشويههم واختطافهم انتهاكات جسيمة لحقوقهم.
لكل طفل، في كل مكان، الحق في الأمان والرعاية والحماية. pic.twitter.com/f9KsBg9P95 — منظمة اليونيسف (@UNICEFinArabic) October 6, 2025
أطفال بلا أسماء ولا صوت
منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي، الأهوج، على غزة قبل عامين، وثّقت مصادر فلسطينية، مختلفة، استشهاد أكثر من 67 ألفا و173 شخصا، بينهم 20 ألفا و179 طفلا. رقم لا يحمل اسما، ولا قصة، لكنّه كاف ليمزق قلب كل من لم تصبه البلادة، وذلك وفقا لما يقوله الغاضبين من المنظمة الدولية، التي يُفترض أنها تُعنى بكافة الأطفال دون تمييز.
تجدر الإشارة إلى أنّه في غزة المحاصرة، وفي قلب مستشفيات شبه منهارة، بين أروقة مظلمة، ووسط عجز طبي ومجاعات متفاقمة، يستشهد الأطفال بوتيرة مُتسارعة، أمام مرأى العالم وسمعه؛ وفي ضرب صارخ بكافة القوانين والمواثيق الدولية المتعلّقة بحقوق الإنسان والطفل، عرض الحائط.
وفي وقت سابق، اعترف المتحدث باسم يونيسف، جيمس إلدر، في تصريحات صحفية، بـ"مقتل نحو 20 ألف طفل في غزة، بينهم ألف رضيع، ولم يتحرك العالم. هذا أمر لا يُصدق".
ثم أضاف المسؤول الأممي نفسه: "ثلث الولادات في القطاع أصبحت مبكرة، وهناك نقص شديد في الحاضنات، بل إن إدخال الحاضنات ممنوع، كما تُمنع المواد الغذائية من الدخول، ويُطلب من السكان، وبينهم آلاف الأطفال، أن يغادروا شمال القطاع... لكن إلى أين؟".
هل تغير شيء؟
البيان الأخير لليونيسف، جاء في وقت كانت فيه المنظمة نفسها تُطلق نداء استغاثة عاجل، تحذّر فيه من ارتفاع وشيك في وفيات الأطفال في قلب قطاع غزة، نتيجة سوء التغذية الحاد، وانهيار المناعة لدى الرضع وحديثي الولادة.
وقال متحدث المنظمة، ريكاردو بيريس، إنّ: "الوضع حرج. نواجه خطرا حقيقيا بارتفاع عدد وفيات الأطفال، لأنهم لم يتناولوا الطعام بشكل صحيح، وفي الآونة الأخيرة، لم يتناولوه على الإطلاق". غير أنّ الغاضبين من المنظمة، أبرزوا أنّ: "التصريح الإنساني، لم يشفع للبيان".
وجاء في عدد من التعليقات على البيان، أنّه: "أمام المجازر، تبدو الكلمات مفرغة من قيمتها، خصوصا حين تتحدث عن معاناة "مجتمعات" في إسرائيل، دون أن تذكر صراحة المجزرة التي لا تغادر غزة منذ 730 يوما".
أوقفوا إطلاق النار الآن. https://t.co/afVkLKoHfY — منظمة اليونيسف (@UNICEFinArabic) October 1, 2025
مرآة الطفل الفلسطيني
"ما الذي يعنيه أن يُستشهد عشرات الآلاف من الأطفال، ثم تصدر المنظمات المعنية بحمايتهم بيانا منحازا لجلاّدهم؟" سؤال تكرّر كثيرا خلال الأيام القليلة الماضية، وأعاد إلى الأذهان أصواتا طالما حذّرت من تحوّل بعض المنظمات الأممية إلى أدوات تبرير، أو كيانات "صامتة" تُجيد البيروقراطية، أكثر مما تجيد الوقوف مع الضحية.
منظمة كير الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين، والأونروا نفسها، كانت قد اشتكت خلال الفترة نفسها من منع دخول إمدادات إنسانية، مؤكّدة أنّ: "بعضها عالق منذ شهور".
طفلة تذرف دموعها بحرقة بسبب الجوع
اغيثوا اطفال غزة.. غزة تموت جوعاً. pic.twitter.com/HQk6kjJlD3 — همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) July 20, 2025
"نواجه عراقيل في التسجيل، ولا نعلم حتى الآن متى وكيف سنتمكن من إدخال الغذاء والماء والمعدات الطبية"، أكّدت مديرة منظمة كير في فلسطين، جوليان فيلدفيك؛ بينما لم يعد الطفل الفلسطيني رمزا للمأساة، فقط، بل أصبح كما كتب أحد المغرّدين، "مرآة أخلاق هذا العالم".
ويتوقع برنامج الأغذية العالمي البدء في زيادة عمليات التسليم مطلع الأسبوع المقبل، لكن ذلك سيعتمد على انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع نطاق مناطق الإغاثة الآمنة. وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، في بيان، إنه سيُسمح لشاحنات المساعدات التي تديرها الأمم المتحدة و"المنظمات الدولية المعتمدة" والقطاع الخاص والدول المانحة بدخول غزة.
وأكّدت عدّة تعليقات أخرى، رصدتها "عربي21": "إن كان في وسع هذا العالم أن يشاهد مجازر كهذه، وأن يقفز فوقها، وأن يعاتب الضحية، أو على الأقل يتجاهل وجعه، فماذا تبقى من القيم؟ من الإنسان؟".
إلى ذلك، إنّ ما كُتب على بوابات المنظمات الدولية في القرن الماضي: "كرامة، عدالة، حقوق، إنسان"، بات يُعاد كتابته هذه الأيام بحروف باهتة، على جدران مدمّرة في مخيم النصيرات أو حي الشجاعية، بقلب قطاع غزة، حيث كُسر الوعدٌ الأخلاقي.
ودخل سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة يومه الثاني على التوالي، مع تواصل عودة النازحين عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين الرابطان بين الجنوب إلى الشمال، وبدء جهود محلية لفتح الشوارع المدمرة، وإزالة الأنقاض منها.