"رغم الحرب والجوع.. رمضان كريم من غزة للعالم"، بهذه العبارة نشر الصحفي محمد حجار صورة لجدارية في غزة احتفالا باستقبال شهر رمضان الذي يأتي هذه السنة على الفلسطينيين في ظل ظروف جد قاسية مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، ووسط المجاعة التي تهدد أهالي القطاع بسبب سياسة التجويع الممارسة عليهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم المعاناة التي يعيشها أهالي غزة فإنهم استقبلوا شهر رمضان الفضيل بكل فرحة، وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات، غزة المواقع والصفحات حملت شعارات "لن يسرقوا منا رمضان"، "الفرحة من بين الجراح".

ففي مدينة رفح أقام السكان صلاة التراويح بمسجد الفاروق المدمر في أول ليالي رمضان، حيث افترشوا الأرض لإقامة الصلاة، ولم يتركوا المساجد رغم العتمة والظلام، وأشعلوا القناديل متحدين عتمة المحتل والظلام الذي فرضه على القطاع.

View this post on Instagram

A post shared by عبدالله العطار (@abdallah_alattar1999)

وفي مخيم جباليا وبعد تدمير المساجد على يد الاحتلال، قام الأهالي بتنظيم صلاة التراويح في الشوارع، في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك، تعبيرا عن صمود الأهالي وعن تلاحمهم وتمسكهم بأرضهم ودينهم.

بعد تدمير مساجد مخيم جباليا على يد الاحتلال، قام الأهالي بتنظيم صلاة التراويح في الشوارع في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك.
كانت صلاة التراويح في الشارع تعبيراً عن صمود الأهالي ليعبّروا عن تلاحمهم وعن تمسّكهم بأرضهم ودينهم. pic.twitter.com/3C3WbxkEqr

— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) March 10, 2024

وحرص أهل غزة رغم كل الألم والوجع على إظهار البهجة بحلول شهر الكريم وتعظيم شعائر الله، وإظهار حبهم وتعلقهم بالشهر الفضيل، واحتفى الأطفال على طريقتهم باستقبال أول ليالي رمضان.

الفرحة من بين الجراح pic.twitter.com/zZ5WP5bP1K

— حسام شبات (@HossamShabat) March 11, 2024

وفي مخيمات النازحين، حضرت زينة رمضان لتضيء الخيم وسط فرحة للأطفال والأهالي بحلول الشهر الفضيل، هذا ما يظهره الفيديو الذي نشره الصحفي الفلسطيني مجدي فتحي عبر صفحته على إنستغرام.

View this post on Instagram

A post shared by Mhmed A Hajjar (@mhmed_hajjar)

View this post on Instagram

A post shared by Majdi Fathi (@majdi_fathi)

ووسط أجواء عائلية شاركت الحملة الأردنية النازحين في خيمهم مائدة السحور في أول ليالي رمضان، لتخفف من أوجاع أهالي غزة أجواء جمعها المصور الفلسطيني سليمان الفرا عبر صفحته على إنستغرام.

View this post on Instagram

A post shared by soliman alfarra (@soliman__farra)

وتفاعل نشطاء منصات التواصل مع الفيديوهات التي جاءت من قطاع غزة في أول ليالي الشهر الفضيل رغم كل ما يعيشونه من حرب وجوع، ووصفوا الشعب الفلسطيني "بالشعب العظيم".

رغم قسوة الحياة واستمرار عدوان الاحتلال..

أجواء استقبال شهر رمضان بمخيمات النزوح في قطاع غزة.#غزه_مقبرة_الغزاة pic.twitter.com/dMWZYFdB9j

— ابو انس (@boanasahmed12) March 10, 2024

شعب عظيم ….
لقطات متداولة من داخل مستشفى الأمل في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة تظهر فرحة أطفال فلسطينيين مع بعض الكوادر الطبية بقدوم شهر رمضان pic.twitter.com/arbaZeviz7

— محمد لمين بليلي (@bellmolamine) March 11, 2024

ومن جهة أخرى، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب الجرائم في حق المدنيين، حيث نشر الصحفي هاني أبو رزق فيديو لعملية قصف قام بها الجيش الإسرائيلي على مدنيين في رفح، وعلق على المقطع بالقول "فبينما العالم الإسلامي يستعد للسحور في هذا الأوقات أهل غزة يقتلون" وهذا بعدما قصف منازل المواطنين بمدينة رفح وتسبب بوقوع شهداء وإصابات ليصبح سحور أهل غزة عبارة عن قنابل وصواريخ.

View this post on Instagram

A post shared by هاني أبورزق hani aburezeq (@hani.aburezeq)

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان حريات صلاة التراویح أول لیالی شهر رمضان pic twitter com

إقرأ أيضاً:

مجزرة المباني بغزة.. ماذا يريد الاحتلال منها؟

غزة- على مسافات بعيدة سُمعت في أرجاء قطاع غزة خلال الأيام الماضية انفجارات هائلة ناجمة عن عمليات قصف ونسف تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في عشرات المنازل والأبراج السكنية المكونة من عدة طبقات.

ووفقا لهيئات محلية ودولية، فإن قوات الاحتلال هدمت خلال 72 ساعة فقط أكثر من 150 بناية سكنية من منازل وأبراج مرتفعة ومتعددة الطبقات، تضم نحو 700 شقة سكنية.

وتركزت عمليات النسف والتدمير في حي الشيخ رضوان والمناطق الشمالية الغربية من مدينة غزة في شمالي القطاع.

كما شملت منطقة القرارة والبلدات الشرقية من محافظة خان يونس في جنوبي القطاع، وهي مناطق خالية من السكان بعدما أجبرتهم قوات الاحتلال على إخلائها والنزوح عنها قبل نحو أسبوعين، قبل أن تشمل أوامر الإجلاء خلال الساعات القليلة الماضية غالبية هذه المحافظة، وسط تهديدات إسرائيلية بتحويلها إلى "رفح 2" من حيث التدمير الكلي.

نسف المساكن

ويقول المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي الدكتور إسماعيل الثوابتة للجزيرة نت إن "إصرار الاحتلال على تدمير ما تبقى من مبان سكنية في شمالي قطاع غزة يكشف عن بعد إستراتيجي يتجاوز الأهداف العسكرية المعلنة، ويؤكد أن ما يجري هو تنفيذ لخطة ممنهجة تقوم على الإبادة الجماعية والتطهير الجغرافي والديمغرافي".

إعلان

ومنذ اندلاع الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، "لم يكتف الاحتلال بتهجير مئات الآلاف من سكان شمالي القطاع قسرا، بل مضى في استهداف البنية التحتية المدنية والبيوت السكنية حتى بعد إخلائها عبر قصف مباشر أو عمليات نسف منظمة، مما يؤكد أن الهدف هو إفراغ هذه المناطق بالكامل من الحياة البشرية والمادية، وتحويلها إلى أرض خالية تصلح لإعادة الهندسة السكانية وفق ما يخدم المشروع الاستعماري الإسرائيلي"، يضيف الثوابتة.

وهذه المخططات -برأي الثوابتة- "ترتبط بمساع واضحة لإنهاء الوجود المدني في مناطق الشمال تحديدا، سواء عبر القتل أو الحصار أو المجاعة أو التدمير الكلي للمنازل، بما يجعل عودة السكان مستحيلة أو غير مجدية".

الاحتلال يأتي على ما تبقى من الدمار الذي لحق بمحافظة شمالي قطاع غزة (الجزيرة) تهجير قسري

ويربط الثوابتة بين عمليات الهدم والنسف والتدمير وتشغيل ما تسمى "مراكز المساعدات الأميركية" في مناطق محددة خارج الشمال، مثل رفح وجسر وادي غزة، وهي برأيه "طريقة إضافية لفرض تهجير قسري جديد، يتم من خلاله جذب المُجوّعين إلى نقاط محددة بعيدا عن منازلهم لتثبيت واقع التهجير الدائم بالقوة والاحتياج".

ويتفق رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني الدكتور صلاح عبد العاطي مع الثوابتة فيما ذهب إليه من أهداف إسرائيلية لما يصفها بـ"جرائم إبادة للمساكن والمنازل والأبراج السكنية"، ويقول للجزيرة نت إن هذه العمليات "تندرج في سياق الضغط على السكان المدنيين للنزوح، وهي جزء من مخططات التهجير المتدرج، وتبدأ بتهجير سكان محافظة الشمال إلى غرب محافظة غزة، وتركيز السكان هناك، ودفعهم تحت ضغط المجاعة والقصف وأوامر الإخلاء للنزوح إلى مناطق جنوب وادي غزة".

"وتواصل قوات الاحتلال تنفيذ سياسات وجرائم التهجير القسري الجماعي، خصوصا في محافظتي خان يونس وشمال القطاع، مما أدى إلى نزوح أكثر من 800 ألف مدني تحت القصف الجوي والمدفعي، يعيش معظمهم مشردين ومجوعين بدون خيام أو أغطية، وفي ظل نقص الخدمات وشح المياه والاكتظاظ في مناطق الإيواء غرب مدينة غزة وخان يونس ودير البلح والنصيرات والتي لا تزيد مساحتها عن 20% من مساحة القطاع"، يضيف عبد العاطي.

إعلان

ووفقا للناشط الحقوقي، فإن هذه السياسة ترقى إلى "جرائم حرب" وتندرج في إطار خطة "عربات جدعون" الرامية إلى تقسيم القطاع وخلق معازل مفصولة في ظل التركيز على عمليات التدمير لما تبقى من مبان ومساكن في محافظة الشمال وخان يونس على وجه التحديد.

مئذنة مدمرة ومصاحف متناثرة.. آثار تدمير مسجد بغارات إسرائيلية على مخيم النصيرات وسط قطاع #غزة#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/y0dhvRJDZU

— قناة الجزيرة (@AJArabic) May 12, 2025

عقيدة الأرض المحروقة

ويذكر عبد العاطي أن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها دولة الاحتلال في حروبها على القطاع إلى سياسة استهداف المنازل والأبراج السكنية المرتفعة والمتعددة الطبقات، والتي تستمدها من "عقيدة الأرض المحروقة"، ولكنها خلال العدوان الحالي كانت أكثر وضوحا وإجراما في تطبيق هذه العقيدة على الأرض، ومسح كل معالم الحياة.

وتستخدم قوات الاحتلال في ارتكاب هذه الجرائم عربات مدرعة قديمة يتم تفخيخها بآلاف الأطنان من المتفجرات، وإدخالها بواسطة التحكم عن بعد وسط الأحياء والمباني المستهدفة، وينتج عنها انفجارات هائلة تسمع على مسافات بعيدة في أنحاء القطاع، بحسب رئيس الهيئة الدولية.

مدينة رفح بعد أن حوّلها الاحتلال إلى منطقة منكوبة جراء ما حلّ بها من دمار (الجزيرة)

وفي السياق ذاته، تشهد محافظة خان يونس أوامر إخلاء بشكل شبه كامل، ويقول عبد العاطي إن قوات الاحتلال أجبرت أكثر من 600 ألف من سكان هذه المحافظة والنازحين فيها من مدينة رفح للنزوح مرة أخرى نحو منطقة المواصي المكتظة عن آخرها، وتلاحقهم بالقتل في خيامهم وخلال توافدهم للحصول على القليل من المساعدات التي تبقيهم على قيد الحياة في ظل مجاعة مستشرية، وفي الوقت ذاته تدمر من خلفهم منازلهم كما دمرت من قبل ذلك محافظة رفح بالكامل وأبادت مبانيها ومعالمها.

إعلان

من جهته، يقول الثوابتة إن قوات الاحتلال لا تكتفي بتدمير المباني فحسب، بل تحرص على تدمير الرمزية والهوية والذاكرة، معتبرا أن "استهداف الأبراج والمؤسسات التعليمية والدينية والثقافية ليس مصادفة، بل يأتي ضمن إستراتيجية واضحة لاقتلاع الفلسطيني من المكان والتاريخ والحقوق".

ويريد الاحتلال من ذلك، وفقا للثوابتة، إيصال رسالة مفادها "لا شيء هنا يمكن ترميمه أو العودة إليه"، وهي رسالة تشكل تهديدا وجوديا للشعب الفلسطيني بأكمله.

ويوضح أن "جريمة هدم المباني في محافظة شمال غزة هي فصل جديد من مشروع الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، الذي يسعى إلى تغيير الخريطة السكانية والسياسية للقطاع تمهيداً لفرض حلول نهائية بالقوة العسكرية".

مقالات مشابهة

  • 70 شهيدا و189 مصابا بنيران الاحتلال في غزة خلال 24 ساعة
  • كيف يستقبل أهالي قطاع غزة العيد الرابع تحت الإبادة المتواصلة؟
  • تحقيق لـسي إن إن يؤكد تورط الاحتلال بمجازر المساعدات في رفح
  • وسط الحرب والمجاعة.. كيف تحوّل عيد الأضحى في غزة إلى ذكرى موجعة؟
  • مجزرة المباني بغزة.. ماذا يريد الاحتلال منها؟
  • إطلالات مي عمر.. توازن دقيق بين الجرأة والأناقة
  • قوات الاحتلال تُفرج عن 8 معتقلين من قطاع غزة
  • محمد رمضان يبرّأ من تهمة إهانة العلم المصري ويروّج لـ أنا رئيسها
  • إطلالات أمل كلوني الأخيرة تظهرها أصغر سناً وأكثر جاذبية
  • جيش الاحتلال يطالب سكان غرب خان يونس بالإخلاء الفوري