دراسة: العثور على أيّ حضارات بائدة بات أكثر صعوبة
تاريخ النشر: 12th, March 2024 GMT
في سياق البحث عن آثار لحضارات فضائية، أفادت دراسة حديثة أنّ العمر المحتمل للبصمات التكنولوجية (العلامة التقنية) محدود للغاية على عكس ما هو متوقع.
والبصمة التكنولوجية هي سمة أو خاصية قابلة للقياس تقدّم دليلا علميا على وجود تكنولوجيا ما سواء في السابق أو الحاضر، ويشبه ذلك في علم الأحياء البصمة الحيوية، وهي عيّنة تقدّم دليلا علميا على حياة سابقة أو حالية.
وتزايدت عمليات البحث عن البصمات التكنولوجية مؤخرا مع سعي البشرية للعثور على أيّ دليل على وجود كائنات فضائية حولنا، لا سيما تلك الحضارات الذكيّة والمتقدمة تقنيا القادرة على إرسال إشارات لها في غياهب الفضاء السحيق. وبدلا من أن تكون عملية البحث عشوائية، فإنّ الدراسات التي تحدد طبيعة هذه الإشارات وعمرها ستساعد في الوصول إلى نتائج أفضل.
وكان فيما سبق أن دراسة أخرى أشارت إلى أنّ أيّ حضارة ذكية قادرة على ترك بصمة تقنية يمكن كشفها بواسطتنا، ومن المرجّح أن تكون الحضارات التي تنتج مثل هذه البصمات التقنية أقدم بكثير من حضارتنا الحالية.
وهو ما تعارضه الدراسة الحديثة التي تقول بأنّ البصمات التقنية مثل إشارات الراديو أو أضواء الكواكب الاصطناعية تتطلّب بالضرورة صيانة وتزويدا مستمرا بالطاقة، وعليه فمن غير المحتمل أن تكون هناك حضارة بائدة ذات بصمة تقنية، كما لا يمكن اقتران هذه البصمات الاصطناعية ببصمات طبيعية مثل "إشعاع خلفية الكون" التي يعود أثرها إلى حقبة ما بعد نشأة الكون مباشرة.
ويعتمد التحليل الإحصائي المتبع على قانون ليندي (ظاهرة ليندي)، وهو نظرية تدرس العمر المتوسّط للأشياء غير القابلة للتلف مثل التكنولوجيا أو الأفكار، وربطها بما يتناسب مع عمرها الحالي. فكلما كان للتقنية عمر أطول في الوقت الحاضر، استغرق فناؤها وقتا أكبر في المستقبل.
ويلعب قانون ليندي دورا حاسما في هذا التحليل إذ إنّ "توزيع الاحتمال" لوجود حضارة متقدمة تقنيا يجب أن يكون غير متماثل في الرسم البياني للقانون، فيظهر أن البصمات التكنولوجية ذات العمر القصير أكثر شيوعا بكثير من تلك ذات العمر الطويل، وعليه فإنّ الحضارات البائدة يصعب العثور على أثر لها، وسيقتصر الأمر فقط على الحضارات الموجودة الآن.
وكان من أبرز المشاريع التي خُصصت للعثور على حضارات أخرى مشروع البحث عن ذكاء خارج الأرض، ويعمل الباحثون فيه على تحليل كميات هائلة من البيانات التي تُجمع من التلسكوبات المرئية والراديوية لتحديد الإشارات أو الأنماط التي من الممكن أن تشير إلى وجود حضارات متقدمة في أماكن أخرى من الكون.
وتشمل عمليات البحث أساليب عدّة مثل مراقبة الموجات الراديوية للإشارات الاصطناعية، ومسح السماء بحثا عن ظواهر فلكية غير طبيعية، وتحليل البيانات للحالات الشاذة التي قد تشير إلى نشاطات ما.
وكان تأسيس المشروع على يد نخبة من العلماء في عام 1960، ولم يُعثر على أيّ إشارة بعد لوجود حضارة ذكية رغم العمل الدؤوب طيلة العقود الماضية. ولا يعتمد المشروع على العلماء والباحثين فحسب، بل يشارك العديد من المتطوعين من جميع أنحاء العالم في عمليات تحليل البيانات باستخدام الأجهزة الشخصية للإجابة على أهم الأسئلة الفلكية: هل نحن وحدنا في الكون؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان حريات البحث عن
إقرأ أيضاً:
نصائح عملية لأولياء الأمور.. كيف تساعد طفلك على تكوين صداقات ناجحة؟
تعتبر صداقات المدرسة جزءا أساسيا من تكوين شخصية الأطفال، ولذلك فإن مهارة تكوين الصداقات لا تقل أهمية عن التفوق الدراسي، فهي مهارة ينميها الأطفال بمساعدة الآباء، ثم يستمرون في صقلها على مدار حياتهم.
ومع ذلك، يجد بعض الصغار صعوبة في الاندماج، وقد تفوتهم بديهيات التفاعل اليومي، ورغم أن أولياء الأمور لا يستطيعون صناعة الأصدقاء لأطفالهم، فإن بوسعهم مساعدتهم على تنمية المهارات الاجتماعية الأساسية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2في البيت والعمل.. هكذا تربح المفاوضات دون أن تخسر أحداlist 2 of 2فويتشيك تشيزني.. عندما تساعد منافسك على النجاحend of listإذا لاحظت أن طفلك يواجه صعوبة في تكوين صداقات أو يتعرض للرفض من أقرانه، فهذه خطوات عملية للمساندة، وفقا لتقرير صادر عن "معهد عقل الطفل" المتخصص في الصحة النفسية واضطرابات التعلم لدى الأطفال والمراهقين.
لا تولد المهارات الاجتماعية مع كل الأطفال بالمستوى نفسه، وتشير الاختصاصية النفسية دكتورة ماري روني إلى أن الأطفال المندفعين قد يتصرفون بطرق تعيق رغبتهم الكبيرة في تكوين صداقات، حيث يواجهون صعوبة في تبادل الأدوار، وقد يفقدون أعصابهم حين لا تسير الأمور كما يريدون، أما الأكثر تشتتا فقد يبقون على هامش مجموعة اللعب غير واثقين بشأن كيفية الانخراط مع زملائهم.
وتقول روني الخبيرة في التعامل مع الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه: إذا لاحظت صعوبة في تفاعل طفلك مع أقرانه، درّبه في البيت، على أشياء مثل التركيز على تبادل الأدوار والمشاركة أثناء لعب العائلة، وفسّر له أن الأصدقاء يتوقعون السلوك الجيد نفسه.
ويستفيد الأطفال المندفعون من التدرب على إستراتيجيات حل الخلافات مع الزملاء، خاصة عبر "تمثيل الأدوار" لمحاكاة المواقف المختلفة. وبديهي أن تكون أنت (الأب أو الأم) أيضا قدوة في سلوكك الاجتماعي مع أفراد الأسرة والأصدقاء.
إعلانولمن يحتاجون توجيها أعمق، يقترح الخبراء استخدام قوالب حوارات اجتماعية بسيطة يتدرب عليها الطفل مع والديه. يمكن بالتعاون مع طبيب الطفل أو المعالج السلوكي اختيار هذه القوالب ووضع خطة للتدرب عليها وتطبيقها. وتفيد هذه القوالب خصوصا مع الأطفال المصابين بطيف التوحد، الذين يحتاجون لتعلم مهارات مثل التواصل البصري والاستجابة لانفعالات الآخرين بشكل مقصود.
هناك فرق بين الاستيعاب والتمكين. مع الخجولين نمنح فرصا للقاء أصدقاء جدد، ونساعد على تيسير الانتقال كي لا يشعروا بقلق شديد.
بواسطة الدكتورة راشيل بوسمان أخصائية نفسية
مواعيد اللعب: فرصة للتدريبتعد مواعيد اللعب الخاضعة لإشراف خفيف فرصة ممتازة لبناء المهارات الاجتماعية. وتقترح الدكتورة روني أن يراجع الآباء مع أطفالهم بعض الإشارات الاجتماعية قبل موعد اللعب مع الأصدقاء، مثل:
تحدث مع طفلك عما يعنيه أن يكون مستقبلا للضيوف وكيف يجعل ضيوفه مرتاحين. اسأل طفلك: كيف سنعرف أن الضيوف يستمتعون؟ هل يبتسمون؟ يضحكون؟ دع طفلك يختار ألعابا مسبقا، واتفقا على مؤشرات الانتقال للعبة التالية.ما دام اللعب آمنا، دع الموعد يأخذ مجراه الطبيعي، فالأطفال يتعلمون من النتائج الطبيعية لأفعالهم، لذا وفر لهم بيئة دافئة داعمة، وعند المراجعة، ركز على السلوكيات الإيجابية التي تريد تعزيزها.
يحتاج الأطفال إلى صديق واحد أو اثنين جيدين. ليس مطلوبا أن يكونوا الأكثر شعبية في الصف، فالمهم هو جودة الصداقة وليس عددها.
بواسطة الدكتورة روني الأخصائية النفسية
دعم الأطفال الخجولينلا تقلق إذا بدا طفلك مترددا اجتماعيا، وتجنب الضغط غير الواقعي ليكون مثل قائد المجموعة، وفي الوقت نفسه، لا تحبس الطفل المتحفظ في البيت.
ابدأ بمواعيد لعب في منزلك حيث يشعر طفلك بأكبر قدر من الراحة، كما أن الأندية والأنشطة المنظمة مفيدة لأنها توفر هيكلا يخفف القلق. وإذا تردد طفلك، اقترح صديقا مألوفا لينضم معه. وككل مهارة اجتماعية، ساعد طفلك على الاستعداد مسبقا للمواقف المثيرة للقلق، مثل حفلة عيد ميلاد أو لقاء مجموعة جديدة.
لكل طفل شخصيتههناك فرق بين الخجل والانطواء، فقد يفضل بعض الأطفال وقتا هادئا للقراءة أو الرسم، وهذا لا يعني تجنب الآخرين، المهم أن ينالوا فرصا كافية لبناء صداقات. لذلك يجب أن تعرف الكثير عن حدود طفلك الاجتماعية وتضبط توقعاتك وفقها، ولا تُسقط توقعاتك الاجتماعية على طفلك، فقد يكفي البعض ممارسة نشاط محبب لديهم مرة واحدة في الأسبوع بينما يفضل آخرون ممارسته يوميا.