موقع النيلين:
2025-05-10@12:18:09 GMT

مدن تكتب التاريخ.. سمرقند ياقوتة الإسلام

تاريخ النشر: 13th, March 2024 GMT


حين تذكر مدينة سمرقند، فإننا نستعيد قبساً من مسيرة الحضارة الإسلامية، فتلك المدينة، الضاربة في التاريخ، والتي يزيد عمرها على 2500 سنة، لها حكاية يجب أن تروى، حيث يُجمع المؤرخون أنها دانت للمسلمين على يد القائد الإسلامي قتيبة بن مسلم الباهلي سنة (87هـ ـ 705 م)، ثم أعاد فتحها مرة أخرى سنة (92هـ ـ 710م).

وتوالى ازدهار هذه المدينة الإسلامية كما توثق معظم المصادر في العصر العباسي خاصة في عهد الخليفة المعتمد على الله، الذي جعل منها عاصمة لبلاد ما وراء النهر، واستمرت كذلك حتى عهد الأمير أحمد بن إسماعيل الذي نقل العاصمة إلى بخارى فصارت المدينتان مركزين حضاريين، وازدهرت الحياة الاجتماعية والاقتصادية بهما في عهد الدولة السامانية، وظلت هكذا حتى خضعت لحكم الدولة الخوارزمية في عهد السلطان علاء الدين محمد بن تكش، الذي هاجم بلاد ما وراء النهر، واستولى على سمرقند عام 606هـ/ 1209م.أطلق على سمرقند الكثير من الألقاب لعل أشهرها «ياقوتة الإسلام»؛ كونها إحدى حواضر الإسلام العريقة، وهي بالمناسبة من أغنى المدن الإسلامية الزاخرة بالآثار والمعالم الحضارية الإسلامية، ومن أهم مدن أوزبكستان، وبقيت عاصمة لبلاد ما وراء النهر نحو خمسة قرون حتى الثلث الأول من القرن العشرين. وأطلق عليها الرحالة العرب اسم «الياقوتة» الراقدة على ضفاف نهر «زرافشان»، وهي العاصمة الرائدة التي أعدها تيمورلنك لتحتل الصدارة في عهده ولسنوات طويلة من بعده؛ حيث بنى فيها أشهر وأهم مسجد ويدعى مسجد «بيبي هانم» أو «خانوم»، ويقع شرق ميدان ريجستان، ويلقب بجوهرة سمرقند، بناه تيمورلنك في 1399م، وانتهى في 1403م، وسُمي على اسم زوجته، وهو بحسب المعماريين تحفة معمارية لا نظير لها، وبحلول منتصف القرن العشرين، لم يبقَ من هذا المسجد سوى أنقاض، ولكن تم ترميم أجزاء كبيرة منه خلال الفترة السوفييتية.قال عنها الرحّالة المشهور ابن بطوطة: «إنها من أكبر المدن وأحسنها وأتمها جمالاً، مبنية على شاطئ وادٍ يعرف بوادي القصارين، وكانت على شاطئه قصور عظيمة، وخارج سمرقند قبر قثم بن العباس بن عبد المطلب، الذي استشهد حين فتحها».

وأما ياقوت الحموي، صاحب معجم البلدان، فيقول: «ليس في الأرض مدينة أنزه ولا أطيب ولا أحسن مستشرفاً من سمرقند».

شبّهها حصين بن المنذر الرقاشي بقوله: «كأنها السماء للخضرة، وقصورها الكواكب للإشراق، ونهرها المجرة للاعتراض، وسورها الشمس للإطباق».
وقال عنها المقدسي: «سمرقند قصبة الصغد، ومصر الأقاليم، بلد سري جليل عتيق، ومصر بهي رشيق، رخي كثير الرقيق، وماء غزير بنهر عميق، ذو رساتيق جليلة، ومدن نفيسة، وأشجار وأنهار، في الصيف جنة، أهل جماعة وسنة ومعروف وصدقه، وحزم وهمة».كتب عنها الموقع الرسمي لليونسكو، «ملتقى لثقافات العالم، وبوتقة لتفاعلها وصبها في نسيج واحد».

الروائي اللبناني- الفرنسي أمين معلوف له رواية شهيرة اسمها «سمرقند»، وصدرت في عام 1988، وتدور أحداثها حول الشاعر عمر الخيام، ويقول معلوف في الرواية عن المدينة: «سمرقند أجمل وجه أدارته الأرض يوماً نحو الشمس».
أما الكاتب المصري محمد المنسي قنديل، فله رواية بعنوان «قمر على سمرقند»، وتدور أحداثها حول طبيب مصري شاب يدعى علي، يقرر الذهاب في رحلة إلى مدينة سمرقند، ليبحث عن رشيدوف صديق والده القديم، رغبة منه في معرفة بعض الأسرار عن والده، وفي طريقه إلى هناك يقابل رجلاً مغامراً يدعى نور الدين سائق التاكسي الذي جمعته الصدفة معه، فيوجه مصيره، ويخوضان معاً مغامرة في أماكن مدهشة.. وتأخذ الرحلة بُعدها في الزمان فتستكشف بعضاً من ماضي هذه الأرض الغضة والغنية بالتاريخ والأساطير.

صحيفة الخليج

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی عهد

إقرأ أيضاً:

فقدان أمتعة المسافرين.. من المسؤول عنها؟!

يُخبرك الموظف المعنيّ بتسليم الأمتعة في المطار، وبكل هدوء، أنه لا توجد حقائب أخرى تخصّ الرحلة التي وصلت بها للتو. عندها، تتسارع خطاك نحو مكتب شركة الطيران التي سافرت على متن إحدى طائراتها، وإن لم يكن لها مكتب مخصص في المطار، تتجه فورًا إلى مكتب المفقودات لتقديم بلاغ رسمي بفقدان أمتعتك.

وبينما تنتظر دورك خلف أحد المسافرين، يفرغ الموظف المختص من استقباله، ويلتفت إليك طالبًا معرفة مشكلتك. تستعرض أمامه تفاصيل ما حدث، ليبلغك بعدها بأن تأخير الحقائب قد يستغرق يومًا أو يومين وربما أسبوعًا كاملًا. يوضح لك أن الأمر قد يكون ناتجًا عن عدم تحميل أمتعتك على الرحلة الأخيرة، خاصة وأن الطائرة التي استقللتها لم تتجه مباشرة إلى وجهتك النهائية، بل توقفت في بلد وسيط، ما تسبب في ضيق الوقت خلال تغيير الطائرات، وبالتالي لم يتسن لفريق الخدمات الأرضية تحميل جميع الحقائب في الوقت المحدد.

في تلك اللحظة المتأخرة من الليل، ومع الإرهاق والقلق، تتملكك الحيرة وتتساءل: كيف سأتدبر أمري الآن؟ فكل ما أحتاجه من متعلقات شخصية في تلك الحقائب التي لم تصل. يحاول الموظف تهدئتك ويؤكد لك أن الشركة ستتواصل معك فور وصول أمتعتك، داعيًا إياك إلى ترتيب أمورك مؤقتًا ريثما يتم إيجاد الحل.

يخالطك شعور بالضيق يلامس كل تفاصيلك، إلا أنك، رغم كل التشويش وغياب الرؤية الواضحة، تتمسك بخيط من الأمل في أن يتم العثور على أمتعتك خلال الساعات أو الأيام القادمة. فلا خيار أمامك سوى التوجه إلى الفندق الذي حجزت فيه، ومتابعة الاتصال بالمطار بشكل دوري لمعرفة المستجدات.

تخيّل الآن أن أمتعتك قد تم شحنها بالفعل في نقطة المغادرة، وتأكدت من تسليمها عند منضدة إنهاء إجراءات السفر ضمن الوزن المسموح به، ووصلت فعليًا إلى وجهتك برفقة زملائك، إلا أن حقائبك اختفت فجأة دون أي تفسير. ثم صدفة، تكتشف أن مسافرًا آخر التقطها وغادر بها صالة الوصول! وقد يحدث ذلك لعدم انتباهه أو لتشابه الحقائب، حيث يخمن البعض أن الحقيبة تعود له دون التحقق من تفاصيلها.

ومع أن هذا التصرف غير مقصود في كثير من الأحيان، إلا أنه يؤدي إلى إرباك كبير، وقد يعمد بعض المسافرين، بعد اكتشاف الخطأ، إلى التخلص من الحقيبة التي لا تخصهم بعيدًا عن الأنظار، بدلًا من إعادتها إلى إدارة المطار، ثم يعودون لالتقاط حقائبهم الحقيقية وكأن شيئًا لم يحدث.

وفي محاولة للحد من هذه الظاهرة، شرعت بعض سلطات الطيران المدني في عدد من دول العالم إلى تطبيق إجراءات رقابية صارمة، تقضي بعدم السماح لأي مسافر بمغادرة صالة الوصول إلا بعد التأكد من مطابقة رقم الحقيبة مع البطاقة المخصصة للراكب، الأمر الذي ساعد بشكل كبير في الحد من حالات فقدان أو سرقة الأمتعة.

إن فقدان الأمتعة يُعد من أكثر المواقف إحراجًا وإرباكًا لأي مسافر، خاصة عند الوصول إلى وجهة طال انتظارها. وفي أحيان كثيرة، تصل الحقائب وهي تحمل آثار تلف مثل انكسار العجلات أو تلف في جسم الحقيبة، وإذا ما أراد المسافر المطالبة بالتعويض، يجد نفسه في متاهة من الإجراءات المعقدة والمماطلات من قبل بعض شركات الطيران، التي قد تعرض عليه إصلاح الضرر بعد فترة طويلة، دون أن تنصفه بالقدر الكافي.

قضية الأمتعة لا تزال من أكثر القضايا إثارة للقلق والحيرة، خصوصًا خلال موسم السفر والسياحة، حيث لا يمتلك جميع المسافرين القدرة على التعامل بمرونة مع إجراءات الشركات، ويقع البعض ضحية لإهمال الآخرين أو لتصرفات غير مسؤولة من بعض الركاب الذين يعبثون بحقائب لا تخصهم.

وتزداد المشكلة تعقيدًا عندما تُسرق الأمتعة عمدًا من قبل أفراد غير أمناء، سواء من الركاب أو حتى من بعض الموظفين في المطارات، وقد وثّقت العديد من المقاطع المصورة هذه التصرفات المؤسفة في مطارات مختلفة حول العالم. لذلك، يُنصح دومًا بعدم وضع أي أموال أو مقتنيات ثمينة داخل الحقائب المشحونة، بل الاكتفاء بوضعها في حقيبة اليد المرافقة للمسافر.

ومع اقتراب موسم الإجازات الصيفية، وازدياد حركة السفر، من المهم أن يولي المسافرون اهتمامًا بالغًا بتفاصيل السفر ومتعلقاته؛ لتجنب الوقوع في مشاكل يمكن تفاديها بقليل من الحذر والانتباه. ويبقى السؤال قائمًا، دون إجابة قاطعة: هل فقدان أمتعة المسافرين هو مسؤولية شركات الطيران، أم تقصير من بعض الركاب أنفسهم؟.

مقالات مشابهة

  • ترامب يُحدث زلزالاً سياسياً ..إعلان مرتقب لدولة فلسطينية
  • غادرت منزلها ولم تعد... هل من يعرف عنها شيئاً؟
  • حكم أخذ الشبكة من الزوجة رغما عنها أو دون علمها .. دار الإفتاء تجيب
  • الفاتيكان يختار أول بابا أمريكي عبر التاريخ.. وهذ اللقب الذي سيحمله
  • لمياء شرف تكتب: الأمر لم ينتهِ.. انهض.. الفشل جزء من النجاح
  • فقدان أمتعة المسافرين.. من المسؤول عنها؟!
  • قبل عيد الأضحى 2025.. ما هي شروط الأضحية والمبطلات؟
  • د. شيماء الناصر تكتب: صورة المرأة المصرية في الدراما بين الترويج السلبي والإيجابية المفقودة
  • منال الشرقاوي تكتب: ناصر 56
  • عدد من المسيحيين يعتنقون الإسلام بواغادوغو في بوكينافاسو