ماريان جرجس تكتب: انتٌخبت مصر سفيرة للعالم في 30 يونيو
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
لم يجد قلمي كلمات كافية تعبر عن الامتنان والاحتفاء بذكري ثورة الثلاثين من يونيو ، فكل الأقلام الزميلة قالت الكثير من الأشعار عن تلك الذكري الثمينة المحفورة في قلوبنا ، ذكري قريبة في الزمن وقريبة من القلب ، نتذكرها ونتذكر نسمات الحرية التي ولدت بين نسمات الجو الحار ، عن أجواء فريحة وكأن السنوات لم تمر وكأن بيان الثالث من يوليو لازال يُقرأ من جديد بصوت اللواء ياسر وهبة .
قالوا عنها أنها ثورة التصحيح وأنها ثورة المرأة وأنها حافظت على الهُوية المصرية، قالوا عنها أنها ثورة أصابت أهداف لم يصبها حراك يناير الثوري، قالوا أنها ثورة البناء والتعمير وتاريخ ميلاد الدولة المصرية الحديثة.
ولكن قلمي له عينان يران ثورة يونيو من زاوية أخري ، يري ثورة يونيو لحظة فارقة في عمر العالم على الصعيد العالمي والاقتصادي والعسكري وربما البيئي والإنساني أيضًا.
فلو سقطت مصر حينذاك ، وقُسمت كما كانت تنوي جماعة أهل الشر لأصبح ذلك الإقليم الملتهب الذي نتابع أخباره من على شريط الأخبار في الشاشة أكثر التهابا في مصر، ولأصبحت مصر هي نقطة التوهج المركزية لتلك الصراعات الإقليمية فضلا عن سماح الأخوان للتواجد العسكري لقواعد غربية واحتضان أكثر من فصيل مسلح وكان شريط البحر الأحمر سيتحول إلى ساحة اقتتال ملتهبة بالنيران حرفيا مما كان سيؤثر وبشدة على حركة التجارة العالمية ولم يكن هناك قاعدة برنيس العسكرية الجوية البحرية ، بل كنا سنجد كل أنواع الأسلحة والصواريخ والمقاتلين من الشيشان وأفغانستان ، وأطراف غربية دخيلة تحاول تجربة أسلحة في تلك الفوضى ولكن عفوًا عزيزي القارئ لن تكون تلك الحرب من أجل الأشقاء في غزة ولا من أجل تحريرها ولكن كانت ستكون حربًا بالوكالة لأن هؤلاء مقاتلين غير شرفاء ، ولكنهم مرتزقة يعملون بالوكالة لصالح أي دولة غربية تريد أن تهاجم أي دولة في المنطقة من خلال قواعد عسكرية دخيلة على أراضٍ مصرية ولكن بثورة يونيو بُنيت قواعد عسكرية مصرية على أراضٍ مصرية وأصبحت مصر نقطة عازلة في ذلك الإقليم الملتهب وخير سند للقضية الفلسطينية قادرة على إغاثتها ومساعدتها وحماية حقوقها في الحفاظ على قطاع غزة حتي الان الذي لولا ثورة يونيو لكان اختفى من على الخريطة .
كما أن بتلك الثورة حافظت مصر على مستقبل إفريقيا الواعد وأقامت المشاريع والاستثمارات المصرية الإفريقية والصينية الإفريقية والغربية الإفريقية والتي لولا صمود الدولة المصرية لانُتهكت تلك القارة مرة أخري وسُرقت ثرواتها باستعمار اقتصادي من الطراز الجديد.
جاهدت مصر أيضًا في وأد الهجرة الغير نظامية من خلال شواطئ المتوسط وكان لذلك بُعد انساني على العالم ، كما شاركت في حل قضية المُناخ وكان لذلك بعد بيئي .
لذا لا أتخيل شكل العالم إذا لم تقم ثورة يونيو عام 2013 .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ثورة الثلاثين من يونيو ثورة التصحيح ثورة المرأة ثورة یونیو
إقرأ أيضاً:
د. منال إمام تكتب: المرأة المصرية.. حارسة القيم ومصدر التوازن الأسري في زمن التحولات
تُمثّل الأسرة البنية التحتية الأخلاقية والوجدانية لأي مجتمع، فهي المدرسة الأولى التي يُبنى فيها الوعي، وتتكوَّن فيها الشخصية، وتتبلور فيها القيم والسلوكيات. في حضنها يتعلم الإنسان معنى الانتماء، ويكتسب أدوات التفاعل مع ذاته ومحيطه، ولهذا كان الحفاظ على تماسك الأسرة مرادفًا لصيانة استقرار المجتمع وتنميته.
وفي قلب هذه المنظومة، تقف المرأة المصرية شامخة بدورها المتجذر، لا كمجرد عنصر داخل الأسرة، بل كروح تنبض فيها الحياة، وعقل يرشدها، وضمير يقيها من الانهيار أمام العواصف الاجتماعية والثقافية.
منذ فجر الحضارات، أثبتت المرأة المصرية مكانتها الرفيعة. ففي مصر الفرعونية، لم تكن المرأة مجرد تابع، بل شريكة في الحكم والتعليم والتدبير، تُقدّر كأم وملهمة وزوجة ومعلمة. وعبر العصور الإسلامية، ازدادت مكانتها رسوخًا، فكانت نموذجًا للحكمة والصبر والتضحية، ومصدرًا لتربية الأجيال على الفضيلة والانتماء.
ومع تطوّر الزمن ودخول المجتمع المصري في معترك القرن الحادي والعشرين، بدأت الأسرة تواجه تحديات عميقة تمس جوهر القيم التي نشأت عليها، وكان للمرأة النصيب الأوفر من المواجهة والعبء.
عولمة القيم وتحدي الازدواجية
أدخلت العولمة أنماطًا ثقافية مستوردة قد لا تنسجم دائمًا مع الروح الأصيلة للأسرة المصرية. فتولد صراع صامت داخل الأبناء بين ما يُغرس فيهم داخل البيت من مبادئ، وما يواجهونه خارجه من مفاهيم مغايرة، مما خلق ازدواجية تربوية تهدد بتآكل القيم.
وسائل التواصل الاجتماعي: الاتصال الذي فرّق
رغم أن هذه الوسائل قرّبت المسافات، إلا أنها في كثير من الأحيان باعدت بين القلوب داخل الأسرة الواحدة. فقد أفرزت أنماطًا من العزلة الرقمية، وأعادت تشكيل العلاقات داخل البيت، ودفعت القيم الفردانية والاستهلاكية إلى الواجهة، على حساب التضامن الأسري والانتماء الجمعي.
التحديات الاقتصادية: عبء مزدوج على كاهل المرأة
أمام تزايد الضغوط الاقتصادية، اضطرت ملايين النساء إلى خوض سوق العمل، دون أن يُخفف عنهن عبء رعاية الأسرة. فوقعن في مأزق التوفيق بين العمل والبيت، وبين الذات والواجب، وهو ما أسهم أحيانًا في اهتزاز المنظومة الأسرية وارتفاع معدلات الطلاق، وتبدّل بعض المفاهيم المرتبطة بالزواج والأسرة.
المرأة المصرية... خط الدفاع الأخير عن القيم
وبرغم كل هذه التحديات، ورغم تعدد الأدوار لم تتخلَّ المرأة المصرية عن دورها. بل واجهت التغيرات بوعي متنامٍ، مستندة إلى إرث ثقافي عريق وتجربة تاريخية فريدة، متمسكة بجوهر هويتها الدينية والوطنية. فقد أثبتت أنها ليست مجرد متلقٍ للتغيرات، بل فاعل رئيسي قادر على تهذيبها وتكييفها بما يخدم استقرار الأسرة واستمرار نهضة المجتمع.
ولذا، فإن دعم المرأة المصرية وتمكينها ليس ترفًا اجتماعيًا، بل ضرورة وطنية. فتمكينها ثقافيًا واقتصاديًا هو تمكين للأسرة ذاتها، وللمجتمع بأسره. إنها الحارسة التي تحفظ التوازن بين الأصالة والتجديد، بين الروح والقانون، بين القلب والعقل.