صدى البلد:
2025-07-02@06:31:47 GMT

نادية صبرة تكتب: خدعة القرن فى الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT

فى واحدة من أكثر المسرحيات السياسية عبثا قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يقدم لنا فصلا جديدا  من فصول الخداع  السياسي ويخرج عرضاً جديداً من عروضه المفضلة:-(الحرب على إيران) العنوان جذاب ؛  والدعاية مثيرة؛ الديكور نووي ؛ والممثلون من العيار الثقيل..لكن ما أن ارتفع الستار حتي تبين أن الجمهور كالعادة كان الضحية الوحيدة في هذا العرض الساخر فالمشهد وكأنه مقتبس من أحد عروض السيرك لذا حبس الجمهور أنفاسه مترقبا عرضا ناريا يعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط.

.لكن الحقيقة كانت مجرد خدعة مدروسة بعناية أخرجها ترامب وأداها الجميع ببراعة ممثلين متمرسين على خشبة مسرح إقليمي تحكمه الأوهام والتلاعب..


بدأ العرض عندما أعلنت واشنطن ضرب منشآت نووية إيرانية فى ثلاث مواقع حساسة (مفاعل فوردو ومنشأة نطنز ومجمع أصفهان النووي) ليفاجأ العالم لاحقاً بأن تلك المنشآت قد أخليت بالكامل قبل ساعات من الضربات..السبب ببساطة أن ترامب لم يرسل صواريخه فقط بل أرسل معها مبعوثه الخاص (ويتكوف) ليبلغ الإيرانيين سلفا بالضربة مؤكدا لهم أنها ستكون لمرة واحدة فقط وهدفها ليس تدمير البرنامج النووي بل تعطيله مؤقتا أي أن الضربة لم تكن رسالة تحذير بل كانت بريدا دبلوماسيا بصواريخ ( جو- أرض) أرفقت معه خريطة وأوقات الزيارة ! ايران شكرت ورتبت أمورها وأخلت المواقع الثلاثة المستهدفة قبل الضربات بساعات ..الضرب وقع فعلاً ولكن على منشآت فارغة.. صواريخ على أماكن خاوية وتغطية إعلامية على حساب الوعي العام!ترامب كعادته لم يكن يسعى لحرب بقدر ما كان يحضر لفصل جديد من كتابه المفضل ( فن الصفقات)..


وكأن المشهد لم يكن عبثيا بما فيه الكفاية جاء الرد الايراني كما يبدو أكثر عبثا فلم تمر ساعات حتي ردت إيران بعناد مسرحي أكثر إبهارا بصواريخ انطلقت نحو قاعدة (العديد) في قطر وقاعدة (عين الأسد) في العراق ردة فعل عنيفة.. صادمة لكنها محسوبة بدقة والجمهور المتوتر يترقب الانفجار الكبير ولأن المسرحية تحتاج لمزيد من الإثارة لم يتأخر ترامب المخرج البارع وخرج بعدها ليعلن دون أن يرف له جفن أن طهران أبلغته مسبقا بالرد بل وسألته بأدب ( هل الساعة الواحدة مناسبة لكم)!!


ولأن السيرك لا يكتمل دون فقرة السير على الحبل فقد دخلت إسرائيل على الخط بحرب إسرائيلية إيرانية استمرت اثني عشر يوما بالتمام و الكمال من ١٣ إلى ٢٥يونيو الماضي وتناقلتها الشاشات بتصعيد محسوب وتهديدات مدروسة وعشرات الصواريخ وساعات من القلق؛ وانقطاع للكهرباء ؛ وتحليلات على مدار الساعة والجميع يتابع بقلق بالغ معتقدين أن المنطقة على حافة الانفجار..لكن ترامب كالبهلوان الذي يمسك بخيوط اللعبة خرج ليصف ما حدث بأنه مجرد ( لعب عيال)  ووصف إسرائيل وإيران بأنهما بمثابة طفلان تشاجرا بعنف فى ساحة المدرسة فدخل الأب (ترامب) ليصلح بينهما وينهي الخلاف ويهنيء العالم بالسلام وانتهى الأمر بعد أن كاد يقذف إلى الجحيم!


وكأن الكوميديا لم تكتمل خرج الطرفان ( إيران وإسرائيل) كلا منهما يعلن النصر العظيم..إيران تحتفل لأنها ردت وإسرائيل تحتفل لأنها صدت والاثنان يحتفلان رغم أن الحرب لم تكن حربا والدماء التي سالت لم تكن دماءهم..!


أما الحقيقة الوحيدة وسط هذه المسرحية فهي :-


أن إيران ستظل إيران وستعيد ترميم برنامجها النووي كما اعتادت 
وإسرائيل ستظل إسرائيل الدولة الوحيدة التي تملك سلاحاً نوويا في المنطقة دون رقابة أو تفتيش.


ونحن..سنظل متفرجين على هذا السيرك المتكرر بينما الدم الفلسطيني يواصل نزيفه وغزة تلعق جراحها وحدها خارج نص المسرحية وخارج إطار اي نصر مزعوم! فنحن في عالم تحكمه الصفقات والعروض والدم العربي بات مجرد مشهد جانبي لا يلتفت إليه أحد فى مسرح كبير تديره واشنطن وتشاركه تل أبيب وطهران..وأمام هذا المشهد العبثي تقف شعوب الشرق الأوسط مدهوشة تتساءل هل كنا أمام حرب فعلية؟ أم مجرد عرض استعراضي لخدمة أهداف انتخابية أمريكية ؟ هل كان الدم الذي سال حقيقياً ام مجرد اكسسوار فى مسرحية أكبر منا جميعاً ؟! والمؤكد أن هذه الشعوب ستبقي للاسف حبيسة الخديعة الأمريكية تتابع وتصفق أو تبكي دون أن يستشار أحد أو تؤخذ كرامته بالحسبان. 


وفى نهاية المطاف النتيجة واحدة:- ترامب أثبت من جديد أن بإمكانه إشعال حرب واطفاءها حسب الجدول الزمني بل والتحكم في مشاعر المنطقة عبر مسرحية فجة لا تهدف إلى الأمن أو الاستقرار بل إلي تسويق (ترامب المنقذ) الرجل الذي يشعل الحرائق ليبيع طفايات الحريق ويصنع الحروب وينهيها ليتم منحه نوبل في السلام.

طباعة شارك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخداع السياسي الحرب على إيران

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحرب على إيران

إقرأ أيضاً:

إيران تؤكد: برنامجنا النووي مستمر ولا يمكن القضاء عليه بالضربات العسكرية

أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن تكنولوجيا وعلم تخصيب اليورانيوم لا يمكن القضاء عليهما بالهجمات العسكرية، مشيراً إلى أن البرنامج النووي السلمي الإيراني أصبح “مصدر فخر واعتزاز” للشعب الإيراني.

وفي تصريحات لوكالة “إرنا”، رد عراقجي على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتمال استئناف المفاوضات مع إيران، قائلاً: “لا أعتقد أن المفاوضات ستستأنف بهذه السرعة”.

وأضاف أن طهران بحاجة إلى ضمانات واضحة بعدم شن هجمات عسكرية خلال المفاوضات، معتبراً أن إيران تحتاج إلى مزيد من الوقت لدراسة الخيارات المتاحة، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن “أبواب الدبلوماسية لن تغلق أبداً”.

وردًا على مزاعم أمريكية حول تدمير المنشآت النووية الإيرانية، أوضح عراقجي أن إيران ستتمكن من تعويض أي خسائر بسرعة، إذا توفرت الإرادة لمواصلة التقدم في الصناعة النووية.

واعتبر أن تخصيب اليورانيوم هو “قضية مجد وطني” وأن الشعب الإيراني لن يتنازل عنها.

وأشار إلى قدرة إيران على الدفاع عن نفسها خلال 12 يوماً من الحرب التي فرضتها إسرائيل والولايات المتحدة، مؤكداً الاستعداد لمواجهة أي عدوان مستقبلي.

في المقابل، نفى ترامب تقديم أي عروض لإيران أو إجراء محادثات منذ الضربات على المنشآت النووية، واعتبر أن الاتفاق النووي السابق بقيادة أوباما كان “طريقاً غبياً”، مؤكدًا أنه لم يمنح إيران أي تنازلات.

وفي سياق التصعيد، أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي، النصر على إسرائيل بعد 12 يوماً من المواجهات، بينما أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اعتراض أكثر من 99% من الطائرات الإيرانية بدون طيار و86% من الصواريخ الباليستية التي أطلقت خلال الصراع.

يذكر أن الضربات الجوية الإسرائيلية على منشآت نووية إيرانية خلال يونيو الماضي، وأسفرت عن مقتل مسؤولين بارزين من الحرس الثوري، دفعت إيران للرد عبر عمليات عسكرية وصاروخية استهدفت قواعد إسرائيلية وأميركية في المنطقة.

الشرطة الإسرائيلية تعتقل زوجين من رعنانا بتهمة التجسس لصالح إيران

أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك (الأمن العام) في إسرائيل، اليوم الثلاثاء، عن اعتقال زوجين في مدينة رعنانا وسط البلاد، بتهمة التجسس لصالح إيران.

ووفقًا لبيان أمني مشترك نشره موقع “واينت” العبري، تم توقيف الزوجين اللذين يبلغان من العمر حوالي الثلاثين، للاشتباه في قيامهما بأنشطة تجسسية ضد إسرائيل لصالح طهران.

وخلال عملية التفتيش التي أشرفت عليها الشرطة وجهاز الشاباك، تم ضبط عدة هواتف وأجهزة كمبيوتر وأدوات تكنولوجية أخرى، بالإضافة إلى مراسلات يُشتبه في أنها بين الزوجين والمشغل الإيراني، وسيتم عرض الزوجين على جلسة استماع لتمديد فترة احتجازهما، فيما لم يتم الكشف عن هويتهما حتى الآن.

قراصنة مرتبطون بإيران يهددون بنشر أو بيع رسائل إلكترونية لمقربين من ترامب

هدد قراصنة إلكترونيون قال تقرير لوكالة “رويترز” إنهم مرتبطون بإيران، بالكشف عن مئات الرسائل الإلكترونية التي سرقوها من حسابات لمساعدين مقربين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وأوضحت الوكالة أن القراصنة نشروا سابقًا دفعة من الرسائل قبل الانتخابات الأمريكية الماضية، ويقولون إن بحوزتهم ما يقرب من 100 غيغابايت من الرسائل الإلكترونية التي تعود إلى حسابات بارزة داخل دائرة ترامب، منها حسابات سوزي وايلز، ومحامية ترامب ليندسي هاليجان، ومستشاره روجر ستون، بالإضافة إلى رسائل تخص نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز التي تحولت إلى ناقدة لترامب.

وأشار القراصنة خلال دردشة مع “رويترز” إلى احتمال بيع هذه المواد، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل حول خططهم أو محتوى الرسائل.

وتأتي هذه التهديدات في ظل استمرار الجدل السياسي حول علاقة ترامب مع شخصيات مختلفة وتأثير ذلك على الساحة الأمريكية.

الحكومة الإيرانية تؤكد تضرر مواقعها النووية بشدة جراء الضربات الأمريكية وترد على مزاعم ترامب

أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني عن تعرض المواقع النووية في البلاد لأضرار كبيرة نتيجة الضربات التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة صحة هذه الأضرار ومؤيدة تصريحات العديد من المسؤولين الإيرانيين بهذا الشأن.

ورداً على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي ادعى فيها أن إيران طلبت إجراء مفاوضات وأن المواقع النووية تعرضت للتدمير الكامل، أوضحت مهاجراني أن الحكومة الإيرانية لم تحدد موعداً للمفاوضات، وأن مثل هذا القرار قد لا يكون قريباً، مشددة على أن خصوم إيران لا يفهمون عمق حضارة الشعب الإيراني التي تمتد لآلاف السنين، والتي تشكل سداً منيعا يحول دون السماح بأي انتهاك أو ضرر للقائد الأعلى للثورة أو للبلاد.

وأضافت أن الهجوم الذي تعرضت له البلاد خلف خسائر بشرية كبيرة، حيث أعلنت وزارة الصحة الإيرانية مقتل 935 شخصاً وإصابة 5646 آخرين، بينهم 140 امرأة وطفلاً، في إشارة إلى حجم التحدي الذي تواجهه البلاد جراء العدوان.

وعلى صعيد الرد القانوني والدبلوماسي، كشفت مهاجراني أن إيران بدأت منذ اللحظات الأولى للعدوان الإسرائيلي بإجراءات رسمية مع مجلس الأمن الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان، مؤكدة أن العدوان يعتبر جريمة جنائية ودولية، وأن هناك لجنة قانونية خاصة تعمل على توثيق هذه الجرائم بالتفصيل داخل رئاسة الجمهورية.

تعكس هذه التصريحات موقف إيران الحازم في مواجهة الضغوط الدولية، وأهمية التصدي لأي محاولة لزعزعة أمنها الوطني أو التعدي على سيادتها، كما توضح استمرار التوترات المتصاعدة في المنطقة وتأثيرها على المشهد الدولي.

مقالات مشابهة

  • إيران تؤكد: برنامجنا النووي مستمر ولا يمكن القضاء عليه بالضربات العسكرية
  • ملفات ساخنة في لقاء ترامب ونتنياهو.. من رهان وقف النار إلى تقارب الشرق الأوسط
  • سعيد العويران يكشف كواليس “هدف القرن” في شباك بلجيكا.. فيديو
  • وسط تطورات متلاحقة في منطقة الشرق الأوسط.. «نتنياهو» يزور البيت الأبيض 7 يوليو
  • إيران عن تصريحات ترامب بشأن العقوبات: مجرد آلاعيب
  • الموفد الأميركي إلى سوريا: حرب إيران وإسرائيل تمهد لطريق جديد في الشرق الأوسط
  • عاجل. الموفد الأمريكي إلى سوريا: الحرب بين إيران وإسرائيل مهدت لطريق جديد في الشرق الأوسط
  • نتنياهو يشكر ترامب ويؤكد: معاً سنعيد عظَمة الشرق الأوسط
  • عاجل. نتنياهو: شكرا ترامب معاً سنجعل الشرق الأوسط عظيماً مرة أخرى