موقع النيلين:
2025-12-13@01:28:16 GMT

بحر إدريس أبو قردة: مهالك الإقصاء

تاريخ النشر: 16th, March 2024 GMT


معلوم تلك الجهود التي بُذلت من القوى الوطنية لجمع الصف الوطني لصون البلاد و منعها من الإنزلاق إلى الفوضى و الحرب، ولكن كانت العقبة دائماً “قحت المركزي” ، و هنا لست بحاجة إلى تذكيركم بمحطات و أدبيات قحت الكثيرة في هذا الجانب حتي الوصول إلى محطة(إما الإطاري أو الحرب) و تحالفها مع مليشيا الدعم السريع للقيام بانقلاب 15 أبريل، فهذا ليس غريباً على قحت و لا يدهش أحداً.

و لكن الذي يحزن المرء و يدهشه أن جزءاً من القوى الوطنية و قيادة الدولة بعد كل الذي حدث في هذا البلد يلجأ إلى ذات الأساليب في ممارسة العمل السياسي ( الإقصاء و التضليل و السعي للانفراد بالقوات المسلحة).
حيث قامت القوي التي حاولت تأسيس – أقول حاولت تأسيس لأنه حسب بيانها الختامي لم يتمكنوا من إجازة أوراق المؤتمر والهياكل وفق ما جاء في البيان – تنسيقية القوي الوطنية بالإقصاء المتعمد للقوي الوطنية التي تشاركها المرتكزات الأساسية وهي:

– الوقوف مع القوات المسلحة و المقاومة الشعبية المساندة لها للتصدي للتحدي الوجودي للدولة السودانية.

– ⁠جمع الصف الوطني دون إقصاء لأحد لبلورة رؤية وطنية شاملة عبر حوار سوداني – سوداني لحل مشاكل البلاد الحالية و المستقبلية.

– ⁠التصدي القوي للتدخلات الأجنبية السالبة التي تريد اختطاف البلاد و السيطرة على مقدراتها.

– ⁠إدانة الجرائم ضد الإنسانية و جرائم الحرب و جرائم الإبادة الجماعية و كل الجرائم الشنيعة غير المسبوقة التي ارتكبتها المليشيا و ضرورة محاسبتها مهما طال الزمن.

هذه المرتكزات و ما يجيء في سياقها متفق عليه من كل القوي الوطنية السياسية و المجتمعية و الأهلية و الدينية و الشبابية.
برغم من إتفاق كل القوي الوطنية علي هذه القضايا الجوهرية إلا أنها ينقصها الإتفاق عـلي آلية تنسيقية تمكنها من تنسيق جهودها لمخاطبة الداخل والخارج.

إذاً هذه التنسيقية كانت مهمتها الأساسية السعي لتحقيق هذه الآلية المفقودة بكل شفافية و وضوح تقديراً لظروف البلاد و استثماراً للأرضية المشتركة التي وُجدت من الإتفاق علي المرتكزات الاساسية.

إذاً ما الذي دعا تنسيقية القوي الوطنية للعمل في خفاء خلال الشهرين الماضيين حتي وصولها إلى مؤتمرها دون دعوة القوي الوطنية الأخرى للحوار و النقاش بشفافية حول التنسيقية؟

من الأشياء الغريبة التي لم نفهمها حتي الآن أن السيد الفريق مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة سبق أن وافق أن يكون رئيساً لجسم وطني يضم كآفة القوي الوطنية بصفته رئيساً للحركة الشعبية و نائباً لرئيس مجلس السيادة حتي يستطيع أن يخلق تواصلاً جيداً بين قيادة الدولة و قيادة الجيش و القوى الوطنية ذات الأرضية المشتركة معها، ولكنه أعتذر بعد الإجتماع الأول الذي انعقد في منزله.

و الشيء الأكثر غرابة بعد اعتذاره من رئاسة الجسم الذي يضم غالب القوى الوطنية وقبِل مباشرةً أن يكون رئيساً لتنسيقية القوي الوطنية (التي ضمت جزءاً قليلاً من تلك القوي).
بعد المؤتمر الذي لم يتمكن من إجازة أوراقه و اعتماد هياكله، شاهدنا انخراط التنسيقية في أجتماعات مكثفة قيادة الدولة طالبةً التوقيع مع القوات المسلحة و دعم من جهاز المخابرات العامة للعمل في الولايات و غيرها من الأعمال !!

هل قيادة الدولة و قيادة القوات المسلحة عندها خيار وفقوس بين القوى الوطنية ذات الأرضية المشتركة معها؟
هل قوي التنسيقية قررت ممارسة ممارسات قحت المركزي من الإقصاء بالأساليب الملتوية المعروفة ؟

يجب أن نذّكر السيد رئيس مجلس السيادة و القائد العام و السيد نائب رئيس مجلس السيادة بصرورة أن يكونا على مسافة واحدة بين القوى الوطنية و لا يسمحا أن تضللهما أي جهة. كما يجب أن نذكّر إخواننا في قوى التنسيقية أن إعادة إنتاج تجارب قحت لا يجدي نفعاً.

د. بحر إدريس أبو قردة

بورتسودان 15.3.2024

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القوی الوطنیة القوى الوطنیة قیادة الدولة مجلس السیادة

إقرأ أيضاً:

قيادة عُمانية لحدث عالمي

 

علي بن سالم كفيتان

قبل أيام بينما أمضي في رحلتي إلى العاصمة الكينية نيروبي عبر أجنحة الطيران القطري، أستشعر الجهد الكبير الذي بذله زملائي في هيئة البيئة، للإعداد والتحضير لمؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة (UNEA 7)، والذي تلتئم أعماله في العاصمة الكينية منذ الأول من ديسمبر وحتى منتصفه، ويقود هذا الحدث الاستثنائي سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة في سلطنة عُمان، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، بمشاركة نخبة من خيرة الكفاءات العُمانية في الهيئة، لرئاسة جلسات العمل وقيادة دفة الحدث إلى بَر الأمان.


 

ولا شك أن حجم الثقة الكبيرة التي منحها سعادته في الأعوام الماضية لفريق عمله ولَّدت قيادات بيئية عالمية قادرة على توجيه دفة الكون نحو السلام البيئي؛ ففريق العمل العُماني يعمل كخلية نحل لإنجاح الحدث الذي لا يخلو من تداخلات سياسة وضغوط اقتصادية. وفي هكذا حدث، تصبح البيئة هي الفيصل؛ فيخطب ودها أرباب الحكومات ويشد الرحال إليها أصحاب المال والأعمال، والكل يبحث عن ضالته في نيروبي.

وبرئاسة سلطنة عُمان لهذا الحدث الاستثنائي العالمي طوال عامين بكل كفاءة واقتدار وبشهادة كل الشركاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة والوفود المشاركة ومن مختلف دول العالم، فقد انتقلنا من المشاركات الخجولة إلى دائرة التأثير العالمي في صناعة القرار، وليس المشاركة فيه؛ حيث أثبت العامان الماضيان أن القائد الحقيقي هو الذي يصنع قادة قادرين على الاستمرار في حمل هَمِّ عُمان وطموحها للعالم، وأن العُمانيين لديهم شغف العمل مع العالم بكل ندية وكياسة في ذات الوقت.

هذا ما صنعه سعادة الدكتور رئيس هيئة البيئة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، وشهادتي في زملائي أعضاء الوفد مجروحة، فلا يكاد الدكتور ربيع يهدأ للحظة طول النهار، وأسأل نفسي أحيانًا: هل ينام ربيع؟ رجلٌ لم ألتقيه وجهًا لوجه إلّا في هذه التظاهرة العالمية، وأحببتُ العمل معه، وأسرني بدماثة خلقه، مثل كل المتعاملين معه من مختلف بقاع الدنيا، وأبهرتني عَزَّة التي تُنسِّق اجتماعات لا تنتهي ولقاءات ماراثونية لا حصر لها مع الفرقاء، وفي كل وفد تحضر الابتسامة العريضة والضيافة العُمانية والرزانة في الترحيب والوداع؛ ليبدأ العمل فورًا مع وفد آخر في القائمة التي تحملها عزة دون كلل أو ملل، وهنا.. أرى بأُم عيني براعة عمل العلاقات الدولية في هذه السيدة العُمانية المتألقة.

ولا يمكنني إغفال الحديث عن المهندس سالم؛ فالرجل هو ظل القيادة العُمانية للحدث بأناقته المعتادة، وحرصه على أن يكون كل شيء على ما يرام. تراه خلف الرئيس وجنبه، يحمل الكلمات، ويُترجِم النصوص، ويتعامل مع الجميع بروح نادرًا ما تجدها في رجل مثله، ولديه الحلول الجاهزة، ويفهم كل حركة وسكنة للرئيس، ويُترجمها على الفور إلى التنفيذ دون حديث، وتبيَّن لي أن هناك لغة غير منطوقة بين الرجلين.

إنَّ إيجاد توافقٍ على مشاريع القرارات في هكذا حدث يتطلب وجودًا سياسيًا فاعلًا، وهذا ما وفَّرته سفارتنا في نيروبي طوال عامين من العمل الدؤوب؛ إذ إن سعادة السفيرة نصراء الهاشمية سفيرة سلطنة عُمان لدى كينيا، متواجدة بكثافة، وطاقمها برئاسة سعيد العمري تجده في كل المشاهد والأحداث. ولا شك أنني أرى استثمارًا ناجحًا لسُمعتنا السياسية البارزة لإنجاح الرئاسة العُمانية؛ فعندما يحتاج الوضع إلى استخدام المشرط السياسي واللغة الدبلوماسية الدافئة المُفعمة بروح قابوس- طيب الله ثراه- وحكمة جلالة السلطان هيثم المعظم- حفظه الله ورعاه- نجدها حاضرة في سعادة السفيرة العُمانية في نيروبي، وفريقها الرائع، ولا شك أن وجود سفير عُماني للجامعة العربية في كينيا مَنَحَ المناسبة بُعدًا آخر؛ فالدكتور خالد الكثيري مارس كل صلاحيته وتأثيره للتوافق العربي حول مشاريع القرارات المعروضة على الجمعية، وأضفى روحًا جديدة على سيمفونية العمل العُماني في نيروبي.

هنا تجلَّى عمل العُمانيين بقيادة مُلهمة وفريق ليس له ولاء إلّا لعُمان وسلطانها المفدى وخير البشرية.

لقد حاولتُ أن أكون جزءًا من المشهد قدر استطاعتي؛ فالوقت يمضي ونحن بحاجة إلى توافق حول جميع القرارات مساء الجمعة؛ لنُترجم ما قُمنا به طوال عامين من جهد وعمل محترف إلى واقع. وشاركتُ بكل طاقتي ومعرفتي للدفع مع هذا الفريق الرائع بالعمل قُدمًا منذ وطأت قدماي أرض نيروبي.

انبهاري بالطاقم التفاوضي العُماني شدَّني لأبذل قصار جهدي معهم، والعدو سريعًا في كل الاتجاهات لنجبر الفرقاء على الاتفاق؛ فمن لقاءات مع رؤساء وفود الدول إلى المجموعات السياسية والاتحادات وجمعيات المجتمع المدني وأصحاب النفوذ السياسي والمالي، كل ذلك كان يحدث يوميًا، والكل يعرف موقعه. وفي حال احتجتُ إلى قرار فهو حاضر؛ لأن الرئاسة العُمانية حاضرة في شخص رجل يُحب عُمان ويُجل العُمانيين، ويعترف بطاقاتهم الكامنة، وكان ذلك جليًا في هذا البناء المتحد من مختلف الجهات ذات العلاقة في عُمان؛ فوزارة الطاقة والمعادن حاضرة؛ حيث ينافح الدكتور المشرفي في رُدهات صُنع القرارات المتعلقة بالطاقة والمعادن، ويعمل في صمتٍ على تحسين القرارات ومواءمتها مع التوجهات التي تُرضي أكبر قدر من الشركاء والأشقاء، وتزيل أي توجس؛ تمهيدًا لإقرار أصعب القرارات. وهذا ما حصل بالأمس واحتفلنا معًا في الحدث الجانبي الذي نظمته جمهورية كولومبيا، حتى وقت متأخر، بتمرير قرار التعدين، الذي لاقى مساحةً واسعةً من النقاش خلال الأيام الماضية، وفي النهاية أُقِر المشروع بالصياغة العُمانية الكولومبية وصفق الجميع.

صَمْتُ يونس الحجري يُولِّد ضجيجًا في رُدهات الحدث؛ فالتنظيم والبروتوكول العُماني حاضر بامتياز، وصبر صالح السعدي على تتبع الأحداث ورفع التقارير والملخصات اليومية، يوفر مادة دسمة للتفاوض، والدكتور المعمري يُثري الحوارات بخبرته المتراكمة، بينما الدكتور سيف اليعقوبي من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه يُتابع بحرص مشاريع القرارات ذات الصلة باستدامة النظم الزراعية ومواءمتها مع مخرجات الحدث.. كل ذلك رسم لوحة عُمانية بارزة في نيروبي.

وللحديث بقية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إقتراب موعد اقالة رئيس الوزراء كامل إدريس عبارة عن منقولات(ساذجة)
  • تكريم إدريس ألبا وعهد كامل بمهرجان البحر الأحمر السينمائي
  • «الوطنية للانتخابات» تعلن فوز المرشحين محمد محمود أحمد عبد القوي وعلي أيوب بالفيوم
  • فوز محمد عبد القوي وعلي أيوب بدائرة الفيوم..وإعادة بين سيد أحمد ومحمد فؤاد
  • الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن فوز محمد محمود عبد القوي وعلي أيوب بالفيوم
  • قيادة عُمانية لحدث عالمي
  • مقتل الفنان إبراهيم إدريس بين حزن أنصار الدعم السريع وشماتة الموالين للجيش
  • غرفة عمليات التنسيقية تتابع الانتخابات في الدوائر الـ30 الملغاة
  • «التنسيقية» تواصل انعقادها لمتابعة سير العملية الانتخابية في الدوائر الـ 30 الملغاة
  • التنسيقية تتابع التصويت في الدوائر الـ ٣٠ الملغاة بانتخابات النواب