تحتفل مصر والقوات المسلحة يوم 20 مارس الجاري بذكرى انتصار العاشر من رمضان لعام 1973، عندما نجح رجال القوات المسلحة من العبور إلى الضفة الشرقية لقناة السويس، ليتحقق أكبر نصر مبين في العصر الحديث واستعادة أغلى بقعة على الشعب المصري.

ويعد انتصار العاشر من شهر رمضان المبارك الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973، حيث بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ، بهجوم مفاجئ من قبل قوات الجيش المصري على القوات الإسرائيلية في سيناء من جانب، والجيش السوري على القوات الإسرائيلية في هضبة الجولان من جانب اخر، وسط دعم عسكري واقتصادي من بعض الدول العربية، ليسجل التاريخ هذا الحدث العظيم باسم نصر أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان.

وأكد خبراء استراتيجيون لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن التاريخ سجل أن النصر العسكري المصري يوم العاشر من رمضان، وبعد مرور نحو 50 عاما، هو الأغلى والأكبر في العصر الحديث، والذي غير مفاهيم كثيرة في القتال والاستراتيجيات العسكرية بالعالم وحتى الآن، وليظل علامة فارقة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط والعالم، نظرا لما شهده من دروس استراتيجية غيرت الكثير من المفاهيم العسكرية.

من جانبه قال اللواء دكتور سمير فرج المفكر الاستراتيجيي مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق من أبطال حرب الاستنزاف وأكتوبر، إنه بعد مرور نحو 50 عاما على نصر العاشر من رمضان، سيظل هذا النصر هو الأغلى والأكبر عسكريا في العصر الحديث، وأردف "ما حدث أسطورة أعادت لنا الأرض بعد هزيمة 67، وتمت استعادة كرامتنا وأرضنا أمام عدو قوي".

وأضاف "الحرب المصرية – الإسرائيلية كانت بين قوتين كبيرتين، استطاع فيها الجيش المصري بالصلابة والإرداة وبما لديه من إمكانات معروفة آنذاك، من التغلب على خط بارليف وتدمير حصون العدو، ليسجل التاريخ مرحلة نوعية جديدة في مفاهيم الاستراتيجيات العسكرية بالعالم".

وأكد "فرج" أن التاريخ يسجل للمصريين إطلاق أول صاروخ "سطح – سطح" يوم 21 أكتوبر 1967 على المدمرة إيلات أمام مدينة بورسعيد، لتتغير من يومها تكتيكات البحرية في العالم، بخلاف معركة القوات الجوية، المعروفة باسم "معركة المنصورة" والتي جرت يوم 14 أكتوبر 73، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير القواعد الجوية الرئيسية بدلتا النيل في طنطا والمنصورة والصالحية فتصدت لها الطائرات المصرية، ضمن أكبر المعارك الجوية من حيث عدد الطائرات، واستمرت لـ53 دقيقة نجح فيها نسور الجو في تدمير 18 طائرة إسرائيلية، والتي شهدت سباقا مع الزمن في التزود بالوقود والذخائر، ووقتا قياسيا عالميا في التجهيز والعمل ليتخذ عيدا للقوات الجوية.

فيما وصف اللواء أركان حرب علي حفظي محافظ شمال سيناء الأسبق وأحد أبطال حرب أكتوبر، انتصار العاشر من رمضان بـ "الملحمة" التي أبهرت العالم، موضحا أن الصراع مع إسرائيل استمر لمدة 22 عاما، بداية من يونيو 67 مرورا بانتصار أكتوبر وحتى 19 مارس 1989، حينما تم استرداد آخر شبر محتل من الأراضي المصرية.

وأشار إلى أن الصراع العسكري استمر لمدة 6 سنوات اعتبارا من يونيو 67 وحتى تحقق النصر في عام 1973، والذي تضمن 5 معارك رئيسية؛ أولها إعادة بناء الجيش المصري، في ظل حرص أطراف معادية لمصر في أن تبقى جثة هامدة، وثانيها معركة حرب الاستنزاف والتي استمرت لأكثر من ألف يوم، اعتبارا من يوليو 67 وحتى أغسطس 1970، والتي نجح المقاتل المصري فيها إلى التغلب على حاجز الخوف، من خلال التدرج في العمليات العسكرية التي وصلت إلى نحو 4 ألاف عملية عسكرية، شاركت فيها كافة أفرع القوات المسلحة، كان للقوات البرية فيها النصيب الأكبر، حيث كبدت العدو ألف قتيل و4 ألاف جريج، ما دفع إسرائيل لآن تطلب من أمريكا التدخل لإيقاف النيران.

وأضاف أن المعركة الثالثة تمثلت في إقامة 100 حائط صواريخ لقوات الدفاع الجوي، ما كان لها الدور الكبير في وقاية قواتنا في معركة رمضان، أما المعركة الرابعة تمثلت في الذكاء المصري لخداع قوات العدو، وتحقيق الخداع الاستراتيجي على كافة المستويات السياسية والإعلامية، ما أدى إلى فشل جميع أجهزة مخابرات العالم الكبرى وإسرائيل في تقييم العمل المصري، وتحققت المفاجاة الكبرى.

وأردف اللواء "حفظي" أن المعركة الخامسة تحققت يوم العاشر من رمضان وعلى مدى 22 يوما، دارت فيها أعظم البطولات شاركت فيها 200 طائرة، وألفي مدفع نيراني، و5 فرق مشاه من الجيشين الثاني والثالث، بجانب عناصر قوات الصاعقة ومجموعات الاستطلاع خلف خطوط العدو، حتى أمكن خلال الأيام الأولى للحرب من تدمير 500 دبابة و50 طائرة، لتستنجد إسرائيل بأمريكا لإنقاذها، وحدث شبه اتفاق أمريكي - روسي لإيقاف النيران، وساعدت أمريكا إسرائيل لتضع قدما يسمح لها بالتفاوض، فيما عرف باسم "الثغرة".

وأكد أنه لم يتحقق للجانب الإسرائيلي أي انتصار في معركة العاشر من رمضان، وقال "حاولوا أن يروجوا بالانتصار للحفاظ على الانهيار النفسي والمعنوي والعسكري، لأن ما حدث كان بمثابة الزلزال الذي هز أركان المجتمع الإسرائيلي".

واستطرد اللواء "حفظي"، "جاءت معركة جديدة سياسية تفاوضية، عرفت باسم اتفاقية فصل القوات الأولى والثانية، ثم معركة السلام في 1979، والتي لا تقل عن الصراع العسكري، حتى تحقق رفع العلم المصري على اخر شبر من الأرض المصرية بطابا في مارس 1989".

واختتم اللواء "حفظي" قائلا "تاريخ مصر شاهد على أن حدودها لم تتغير من آلاف السنين، فرجالها يتوارثون جيلا بعد جيل عدم التفريط في شبر واحد من أرضها".

من جانبه، قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي مستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إنه لم يكن ليتم الدخول في سلام مع العدو إلا بعد حرب 1973، والذي كان يرغب "العدو" في إبقاء الوضع على ما هو عليه، وأن يفرض السلام بشروطه.

وأضاف "عودة الأرض كانت نقطة فارقة تماما، وهي الأساس لعملية السلام، حتى تمكنا من كسر نظرية الحدود الآمنة خارج الحدود من موانع طبيعية وصناعية، وتم فرض السلام من جانب مصر من منطلق القوة، فرضتها قوات مسلحة قوية وقادرة، تحرك على إثره عمل دبلوماسي وسياسي ناجح".

وقال اللواء "الحلبي" القوات المسلحة القوية هي الأساس لحماية الدولة وأية مشروعات تنموية"، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات أبدى نيته للسلام من منطلق القوة، ففرضت مصر وقيادتها السياسية وبإرادة مصرية "الحرب والسلام" معا.

وأضاف اللواء الحلبي "القوة الصلبة المتمثلة في القوات المسلحة تدعم القوة الناعمة والعمل الدبلوماسي والسياسي، وهو ما يمثل النموذج المحترف المعروف باسم (القوة الذكية)، وصولا إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدول"، مشيرا إلى أن الرئيس السادات هو أول من استخدم القوة الذكية، حتى تحقق النصر وتحررت اخر ذرة رمال من أرض سيناء الغالية.

وأردف "أثناء التفاوض على استرجاع طابا، لم يطلب المصريون من قيادتهم السياسية الإفصاح عن الخطط، أو الإعلان عن أوراق الضغط، ثقة منهم أنه سيتم ذلك في الوقت المناسب، حتى تحقق فعليا ما تريده الدولة المصرية آنذاك".

ووجه اللواء دكتور نصر سالم رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، رسالة إلى كل الأجيال، بأن مصر حباها الله بأنها أرض سلام، وهذا تكليف من المولى- عز وجل- وهذا يلقي مسئولية على كل شعب مصر بأن يحفظوا البلاد آمنة لكل من يريد أن يدخلها، مشيرا إلى أن تحرير سيناء أعاد السلام للأرض التي لم ولن يفرط فيها المصريون مهما كلفهم من تضحيات.

وقال "أرضنا شرفنا، لا نفرط في ذرة رمال واحدة، كما لا نفرط في نقطة مياه واحدة، فأمن مصر باستقرارها واستقرار مياهها وزراعتها".

وباتت هذه الأرض الغالية التي ارتوت بدماء الشهداء، مع ما تشهده حاليا من تنمية وتعمير بعد جهود جبارة لدحر الإرهاب، مصدر فخر كبير لمصر، قيادة وحكومة وشعبا بانتصار الدولة بكافة مؤسساتها وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة المدنية على التكفيريين وقوى الشر والظلام والإرهاب، بعدما استأنف المواطنون بشمال سيناء، كافة أنشطتهم سواء التعليمية أو التجارية وممارسة أعمالهم من دون أية قيود عانوا منها بسبب العمليات الإرهابية من جانب العناصر التكفيرية.

بدورهم.. أكد أهالي شمال سيناء، أن ما شهدته، ومازالت، مدن وقرى المحافظة من تحركات نحو التنمية من كافة أجهزة الدولة بغرض عودة الحياة لطبيعتها، بتوفير خدمات عاجلة وحصر الاحتياجات المطلوبة خلال المرحلة المقبلة، يؤكد حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي والقيادة العامة للقوات المسلحة لتحقيق التنمية الشاملة والحقيقية داخل شمال سيناء، ليتحقق العبور الثاني بمصر وسيناء إلى مرحلة جديدة في التاريخ، حتى تحولت الحياة من ظلام إلى نور ومن جحيم إلى جنة، وبدأت تشهد مدن العريش ورفح والشيخ زويد وكافة القطاعات، التعمير والتنمية والزراعة من جديد، بحسب تعبير ووصف أهالي شمال سيناء الوضع الحالي، بعد نحو 9 سنوات من جهود للقوات المسلحة والشرطة المدنية لدحر الإرهاب راح ضحيته المئات من الشهداء.

ووصف شيوخ وعواقل أبناء محافظة شمال سيناء، عودة الحياة الطبيعية والتنمية والاهتمام بالمشروعات التنموية الاقتصادية الصناعية والزراعية والسياحية داخل أرض الفيروز بالمحافظة، بمثابة الفخر الكبير لمصر قيادة وحكومة وشعبا بانتصار الدولة بكافة مؤسساتها وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة المدنية على التكفيريين وقوى الشر والظلام والإرهاب.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العاشر من رمضان فی العصر الحدیث القوات المسلحة شمال سیناء حتى تحقق من جانب إلى أن

إقرأ أيضاً:

العاشر من رمضان تبدأ مرحلة جديدة نحو مدن ذكية بتحويل شبكات الاتصالات إلى فايبر

وجه المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بضرورة تحسين جودة البنية الرقمية داخل المدن الجديدة ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين، تواصل مدينة العاشر من رمضان خطواتها نحو التحول الرقمي الشامل وتطبيق تقنيات المدن الذكية.

ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية عند إغلاق التعاملاتالتخطيط: اهتمام مصري بالتعاون مع الفاو في ريادة الأعمال الزراعية والغذائية

وفي هذا الإطار، استقبل المهندس علاء عبد اللاه مصطفى، رئيس جهاز تنمية مدينة العاشر من رمضان والمشرف على جهاز حدائق العاشر، وفدًا من شركة «هواوي»، الشركة المنفذة لمشروع تطوير شبكة الاتصالات بالمدينة، والذي يتضمن استبدال شبكات النحاس القديمة بشبكات ألياف ضوئية (فايبر) لضمان سرعات أعلى واستقرار أكبر في خدمات الإنترنت والاتصالات.

ويهدف المشروع إلى:

رفع كفاءة البنية التحتية للاتصالات بما يتوافق مع المعايير العالمية،

دعم منظومة التحول الرقمي والخدمات الإلكترونية داخل المدينةو

تحسين جودة الخدمة للمواطنين وتقليل الأعطال الناتجة عن الشبكات التقليدية.

كما تم خلال اللقاء استعراض الموقف التنفيذي لأعمال الحفر ومد كابلات الفايبر ونقاط الربط الرئيسية، والتأكيد على الالتزام بالجداول الزمنية المحددة، مع تطبيق إجراءات السلامة والحفاظ على المرافق القائمة.

ويأتي هذا التطوير في إطار خطة شاملة لتحسين الخدمات داخل المدينة وتهيئتها لاستيعاب التوسع العمراني والصناعي المتزايد، بما يعزز مكانتها كواحدة من أكبر المدن الصناعية في مصر وأكثرها جذبًا للاستثمار.

طباعة شارك التحول الرقمي هواوي البنية التحتية الخدمات الإلكترونية

مقالات مشابهة

  • بفستان أسود.. أحدث ظهور لـ انتصار من مهرجان البحر الأحمر السينمائي
  • بابلو إسكوبار العصر الحديث.. من رياضي أولمبي إلى أخطر مطلوب في أميركا
  • 32 قرار إزالة ضمن حملات موسعة لضبط المخالفين بالعاشر من رمضان
  • القومي للمرأة يزور مركز إصلاح وتأهيل العاشر من رمضان
  • بوردة زرقاء.. انتصار تستعرض إناقتها في مهرجان القاهرة السينمائي
  • العاشر من رمضان تنتقل إلى عصر الفايبر بالتعاون مع هواوي
  • مصنع صيني ضخم ينطلق في العاشر من رمضان باستثمارات 200 مليون دولار
  • العاشر من رمضان تبدأ مرحلة جديدة نحو مدن ذكية بتحويل شبكات الاتصالات إلى فايبر
  • إصلاح كسر خط المياه وتعزيز البنية التحتية بالمناطق الصناعية في العاشر من رمضان
  • متابعة عاجلة لإصلاح كسر خط المياه المغذي لمدينة الشروق .. صور