الأزمة الاقتصادية المتراكمة في مصر هي بين الخطوط العريضة لمشروع أمريكي يرتبط تلقائياً بالكيان الصهيوني، وهذا المشروع أراد “نتنياهو” استعماله للتهجير إلى سيناء في ظل عدوان الإجرام والإبادة الجماعية في غزة..
هذا يؤكد أن حالة غزة توجب استعمال الأزمة الاقتصادية في مصر إن لم يكن بفرض وبقبول التهجير، فبوسائل أخرى وليفرض على مصر الموقف ما دام لم ينجح في فرض التهجير وعادة ما تكون أمريكا قد صاغت شبكات وتشابكات لإدارة مثل هذه الحالة من الصراعات وعادة فقطر تستضيف طالبان أو “حماس” مثلاً ومن خلال هذه العلاقة تمارس الإدارة أو التدوير الأنسب حسب أي تطورات.

.
الإمارات تم تكييفها وتكوينها لتكون الأفضلية والمفضلة وذات الثقة المرتفعة ولو سارت أمريكا في رؤية نتنياهو لإسقاط الديون، فالإمارات كانت طائعة ولا تملك غير المطالبة الفورية باسترداد ديونها من مصر ما دامت أمريكا تريد ذلك، لأن الإمارات كنظام يدار بالإرادة الأمريكية واتفاق “إبراهام” يؤكد ذلك..
حتى تصبح المسألة فقط موقفاً وتطويعه إلى أدنى مستوى ينتقل إلى صفقة أو مسار آخر هو الحكمة و “رأس الحكمة” أمريكياً وإمارتياً وحتى مصرياً، ولهذا تم الضغط على الاقتصاد المصري حتى وصل الدولار في السوق الموازية إلى قرابة الثمانين جنيهاً وبحيث تعدم أي بدائل ولا يظل من بديل غير حكمة “رأس الحكمة” وذلك ما تم..
هذه الصفقة طرفاها ظاهرياً الإمارات ومصر لكن الطرف الأهم الحاكم المتحكم والمخرج وصاحب السيناريو هو أمريكا، ولهذا فهذه الصفقة هي لاستمرار الموقف المصري القائم وهو منذ أول “كامب ديفيد” متقادم بعيداً عن إسناد المقاومة أو دعم المقاومة..
موقف مصر كان يقلق أمريكا وليس فقط الكيان الصهيوني، لأنه كان بمقدوره تغيير الكثير مما يجري حتى في ظل أصعب أزمة اقتصادية..
والواضح هو أن أمريكا نجحت بالإدارة “الإمارات” في الترويض المطلوب للموقف المصري، وبالتالي، فمشروع “رأس الحكمة” هو المكمل لما عرفت “ورقة باريس” وستشارك قطر ومصر في الضغط على “حماس” في المفاوضات التي تجري والتي تقترب من الوصول إلى موافقة كل الأطراف على السير وآخر ما ظل موضع خلاف هو انسحاب جيش الكيان الصهيوني من شمال غزة والسماح بعودة النازحين إلى بيوتهم في هذا الشمال..
أتمنى أن يعي القارئ أنني عمداً لا أريد الخوض في مسألة الاتفاق، لأن الأهم من الاتفاق هو الترتيبات لإخراجه أو خروجه والبيان الذي خرجت به الفصائل الفلسطينية من اجتماع “موسكو” يجعل التريث محبذاً حتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في موقف فلسطين الشعب والقضية والفصائل..
لماذا تصاعدت أزمة مصر إلى ذلك المستوى في ذروة الإجرام الصهيوني وتفعيله الإبادة الجماعية؟، وهل كان ذلك ليقبل النظام المصري السير في مشروع “رأس الحكمة” وكأن ذلك مخرج الحكمة؟..
هل كانت مصر “النظام” قادرة على موقف بسقف أعلى لمواجهة هذه الهمجية في الإبادة الجماعية الأسوأ في التاريخ في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة؟..
ماذا لو لم تقبل مصر ـ افتراضا ـ وما هو البديل لمصر والبديل كذلك لأمريكا والكيان الصهيوني؟..
هذا الاتفاق الذي لم يتفق عليه كاملاً للتوقيع حتى كتابة هذه السطور إلى أي حد يمكنه النجاح، وهل من بدائل في حالة الفشل ولدينا تجربة مريرة وشديدة المرارة منذ اتفاق “أوسلو”؟.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الأزمة الاقتصادیة الإبادة الجماعیة الکیان الصهیونی أزمة اقتصادیة رأس الحکمة هذه الصفقة الضغط على فی مصر

إقرأ أيضاً:

خبير: مصر ستحصل على 35% من عائد مشروع رأس الحكمة

قال إسلام أبو السعود، الخبير العقاري، إن صفقة رأس الحكمة الإمارتية قوية جدًا، مشيرًا إلى أن الدولة في هذا المشروع لم تعطِ المشروع للمستثمر بشكل خالص، ولكنها دخلت في شراكة مع الصندوق السيادي الإماراتي الذي يمتلك 1.5 ترليون دولار.

وأضاف "أبو السعود"، خلال حواره  مع الإعلامية هبة عمرو، ببرنامج "سؤال"، المذاع على فضائية "الحدث اليوم"، أن مصر ستحصل على 35% من عائد هذا المشروع، خلاف الخبرة المكتسبة من هذا المشروع الكبير، بالإضافة للعائد المتوقع من الضرائب، مشيرًا إلى أن استثمارات هذا المشروع المتوقعة تصل لـ150 مليار دولار.

وأوضح أن مشروع رأس الحكمة على مساحة 150 مليون متر،  وسينشأ العديد من المدن، مشيرًا إلى أن مشروع رأس الحكمة مشروع قومي ومماثل للعاصمة الإدارية، ومن شأنه أن يسوق للسياحة بصورة كبيرة.

وأشار إلى أن مشروع رأس الحكمة عبارة عن مدينة متكاملة، والحديث عنه في حاجة إلى عدة حلقات، لأنه مشروع كبير للغاية وجاذب للسياحة.

وتابع “ المشاريع العقارية الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة تجذب العديد من المستثمرين، لأن هذه المشاريع أدت لتحويل الصحراء إلى مناطق تدب بالحياة”.

وأوضح أن هناك ارتباطًا وثيقا ما بين التطوير السياحي والتطوير العقاري، مشيرًا إلى أن السياح في أسوان والأقصر عندما يرتبطون بمكان يقومون بشراء وحدات عقارية.

مقالات مشابهة

  • أدانت الضحايا وباركت الإجرام (قمة المنامة)
  • حماس ترد على مقترح خارطة الطريق لإنهاء حرب غزة
  • خبير: مصر ستحصل على 35% من عائد مشروع رأس الحكمة
  • البنك المركزي الإسرائيلي يخرج عن صمته متحديا نتنياهو ووزارة الدفاع الإسرائيلية.. ويعلن رفضه منح شيك على بياض للجيش .. الأزمة الاقتصادية تهز كيان الصهاينة
  • الضحاك: إعادة الأمن والاستقرار وتحسين الأوضاع الإنسانية في سورية تستوجب مكافحة الإرهاب وإنهاء الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي ووضع حد لما يرتبط به من أعمال عدوان ودعم لكيانات وميليشيات إرهابية
  • محافظ أسيوط يشهد المؤتمر الختامي لمشروع تعزيز الأعمال الزراعية بالريف المصري
  • محافظ أسيوط يشهد المؤتمر الختامي لمشروع تعزيز الأعمال الزراعية في الريف المصري
  • إنجاز 90% من المرحلة الثانية لمشروع “مركز القبلتين الحضاري” بالمدينة المنورة
  • انعقاد اجتماع اللجنة التوجيهية لمشروع E-NABLE الممول من الاتحاد الأوروبي
  • معاداة السامية والإبادة الجماعية