لم يثنها مؤهلها العلمي في المحاسبة والتدقيق والمالية من الإنخراط في العمل الحر والبدء في مشروعها الخاص الذي لا صلة له بتخصصها الجامعي، شعورها بضياع الوقت من بين يدها في انتظار الوظيفة دون جدوى دفعها للبحث عن مهاراتها وهوايتها وبدأت العمل في مشروعها الخاص "تليد" الذي يهتم بصناعة الفخاريات والخزف وتزويد المهتمين بالمواد والمعدات وتقديم الورش التدريبية للمؤسسات وجميع فئات المجتمع لرائدة العمل مروة بنت علي بن سعيد الحسنية.

بدأت مروة في مشروعها بالبحث والتسجيل في الورش التدريبية المتنوعة في مختلف المجالات وكانت آخر الورش التدريببة في صناعة الفخار لمدة شهر يقدمها المدرب مسلم العبري بتنظيم من هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تميزت هذه الورشة بالتطبيق العملي ومن الأشياء الجميلة اختيار أحد أعمالها لتقديمه كهدية تذكارية لنائب رئيس هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

بعد انتهاء الورشة التدريبية بدأت مروة في البحث عن مركز في محافظة مسقط لدعم الحرفيين وشراء المعدات والأدوات من خلاله ودلها أحد رواد الأعمال على مركز الحرف اليدوية وأخذ الدكتور سعيد العدوي بيدها وساعدها للعمل معهم في المركز بالعمل الجزئي كدعم لها بالإضافة إلى السماح لها باستخدام مساحتهم الخاصة بالعمل من هنا، بدأت مروة التعمق في صناعة الفخار ومعرفة الكثير من المعلومات والمواد المستخدمة في صناعته واستطردت بالقول: "ما زلت إلى الآن أستخدم مساحتهم الخاصة لمشروعي تليد". انتشر مشروع تليد كثيرًا في مختلف أرجاء سلطنة عمان، وبدأت تنهال عليها الطلبات من كل حدب وصوب، بعدها قررت مروة افتتاح محل خاص لاحتضان مشروعها والتوسع فيه، عمر المشروع حاليًا ما يقارب السنتين، واختارت مروة قلعة بهلا لافتتاح مشروعها الخاص بالشراكة مع رائد العمل وليد الشريقي.

بعد طرح قلعة بهلا للاستثمار قررت مروة بالتعاون مع شريكها التواصل مع المستثمرين "شركة مراسيم" لفتح المحل في قلعة بهلا الذي كان لهم تعاون جدًا ممتاز، وتقدم كافة أنواع الدعم لمساندتهم في مشروعهم الخاص، بعد افتتاح المحل ارتفع الطلب على المنتجات والكثير من المحلات أصبحت تقوم بشراء منتجات "تليد" لبيعها في محلاتهم، والعديد من المؤسسات والمقاهي والمطاعم والمشاريع تعاونت مع تليد لتنفيذ وصناعة أواني التقديم والأكواب والصحون وغيرها من المنتجات.

وتحدثت مروة عن تفاصيل المشروع وقالت ينقسم المشروع إلى قسمين: قسم بيع المنتجات المتنوعة بمختلف أشكالها: صحون، وأواني، وأكواب، وخزفيات، وأدوات الديكور والتصميم الداخلي والزينة وغيرها من المنتجات وأوضحت مروة أنها أدخلت الجانب الفني في جميع المنتجات من خلال الرسم بالألوان الخاصة بالفخار مما يضفي جمالية وقيمة أكبر للمنتجات العمانية ويميزها عن غيرها من خلال دمج الطراز القديم مع الحديث وجميع المنتجات غير مكررة ومتنوعة والهدف منه أن العميل أو الزبون حينما يشتري المنتج يتأكد أنه مختلف وغير متكرر وذو قيمة.

وتابعت مروة: وأما القسم الآخر من المشروع فهو قسم التدريب والورش، حيث يوجد في المحل ورشة للصناعة اليدوية لتشجيع الأفراد للعمل في صناعة الفخار دون الحاجة إلى معدات كثيرة، حيث بإمكانهم الإبداع أكثر من المنزل والهدف الآخر ليكون في كل منزل عماني صانع أو صانعة فخار حيث قمنا بالكثير من الورش التدريبية في محافظة الداخلية ومحافظة مسقط، حيث تم تدريب أكثر من 150 من الأطفال والشباب ونطمح لزيادة العدد في السنوات القادمة.

شاركت مروة في معرض أسبوع الشارقة العماني المقام في إمارة الشارقة وخورفكان لمدة أسبوع ومعرض حرف عمان المقام في متحف عمان عبر الرمان بدعم من هيئة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة اختارت مروة لمشروعها اسم "تليد" وهو اسم مميز وفريد وغير مستهلك خاصة مع انتشار وتكرر أسماء الكثير من المشاريع قررت أن يكون اسم المشروع له علاقة بالقدم ليكون مناسبا مع المنتجات فاختارت "تليد" معناه الموروث من السابقين والعريق القديم وهو يتناسب مع المشروع كون صناعة الفخار من الطين إرثا قديما تناقلته الأجيال جيلا بعد جيل.

وتمثلت الصعوبات والتحديات في مشروع "تليد" في عدم وجود مكان خاص للصناعة، حيث نقوم بحرق منتجات المشروع في مركز الحرف اليدوية، وهو ما يمثل تحديا وصعوبة كبيرة للمنتجات إذ نقوم بإحضار المنتج من المنزل وبعدها للمركز مما يجعله يتعرض للكسر في كثير من الأحيان قبل عملية الحرق مما يأخذ الكثير من الوقت وعدم وجود أفران خاصة للمشروع لا يمكن عمل بعض التجارب في ألوان الجليزات مما يؤدي إلى تأخير في تسليم بعض الطلبيات التي تحتاج إلى ألوان معينة، وأيضا بسبب عدد توفر الأفران والمكان الخاصة بالإنتاج يؤدي إلى تقليل الإنتاج.

وتأمل مروة أن يكون لها مكان خاص للإنتاج والصناعة وأفران خاصة بمشروعها لزيادة الإنتاجية، كما تسعى مروة إلى أن يتوسع المشروع أكثر وأن تتواجد منتجات "تليد" داخل وخارج سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: صناعة الفخار فی صناعة

إقرأ أيضاً:

معروضات فنية وورش تدريبية في "معرض تجليات" بالعوابي

العوابي- خالد بن سالم السيابي

نظمت مدارس ولاية العوابي "الإناث" معرض "تجليات" برعاية ميمونة بنت سالم المنذرية المديرة العامة للتنمية الاجتماعية بمحافظة جنوب الباطنة، إذ أقيم المعرض بقاعة متعددة الأغراض بمكتب والي العوابي بمحافظة جنوب الباطنة.

وتضمن المعرض مجموعة من المعروضات الفنية الإبداعية التي جسدت مواهب الطالبات في مجالات الرسم، الأشغال اليدوية، التصوير الضوئي، والتصاميم الحديثة، حيث عكست الأعمال المعروضة قدرة الطالبات على التعبير الفني والابتكار، إلى جانب إبراز الهوية الثقافية العُمانية في قوالب معاصرة.

كما اشتمل المعرض على عدد من الورش التدريبية التي هدفت إلى صقل مهارات الطالبات وتنمية قدراتهن العملية، من بينها ورش في فن الخط العربي، إعادة التدوير، التصميم الرقمي، وصناعة المجسمات. وقد لاقت هذه الورش تفاعلًا كبيرًا من الحضور وأسهمت في تعزيز روح العمل الجماعي والإبداع لدى المشاركات.

وأكد خليل بن ناصر الجابري مشرف تربوي لمادة الفنون البصرية والتشكلية أهمية مثل هذه الفعاليات في دعم المواهب الطلابية وإبرازها للمجتمع، مشيرا إلى أن المعرض يمثل منصة تربوية وثقافية تسهم في بناء شخصية الطالبات وتنمية قدراتهن بما يتماشى مع توجهات وزارة التربية والتعليم في رعاية الإبداع والابتكار.

وحضر المعرض عدد من المسؤولين وأولياء الأمور والمهتمين بالشأن الثقافي والتربوي، الذين أشادوا بالمستوى الفني والتنظيمي للفعالية، معتبرين أن "تجليات" يشكل إضافة نوعية للمشهد الثقافي والتعليمي في الولاية.




 

مقالات مشابهة

  • النقل: توقف رحلات مطار عدن لأسباب فنية
  • توقف ''مؤقت'' للرحلات الجوية من وإلى مطار عدن و ''النقل'' تتحدث عن أسباب فنية
  • معروضات فنية وورش تدريبية في "معرض تجليات" بالعوابي
  • بقيادة مروة وسمر.. أمن القاهرة يسقط عصابة الآيس في المعصرة
  • الجغبير: الزيارة الملكية لغرفة صناعة عمان تعزز نمو الصناعة الأردنية
  • توليفة فنية لكايرو كافيه بالأوبرا.. الليلة
  • وقود الطائرات من زيت الطعام | مشروع ضخم للطاقة المستدامة بمصر
  • توليفة فنية لكايرو كافيه بالأوبرا.. غدًا
  • جامعة 6 أكتوبر الأولى على الجامعات الخاصة في التنمية المستدامة
  • مروة صبري تتخطى أزمتها مع دينا الشربيني وتحتفل بعيد ميلادها (صور)