قال الإمام  الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر  إذا أجرينا مقارنة بين قواعد القتال في الإسلام وبين ما يحدث في قطاع غزة، نجد أن العدو الصهيوني فعل جميع الأشياء المحرمة وأكثرها منها أيضا، حيث كانوا يتعقبون المدنيين العزل،، حتى إذا خرجوا أصبحوا لقمة سائغة لهم ليقتلوهم، لأفرق في ذلك بين الأطفال والنساء والمرضى والمساجد والمستشفيات والجامعات والمنازل.

وأعرب الإمام عن تألمه الشديد، حين يلتقي بالطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في جامعة الأزهر، ويحاورهم ويسمع من كثيرين منهم أن بيوتهم قد انهارت على أسرهم بأكملها، قائلا «ما حال طالبة هنا في كلية الطب أو الصيدلة أو غيرها يأتيها خبر أن أسرتها كلها توفت ومنزلها انهار، كيف تكون حالتها وكيف تكمل دراستها!» مختتما حديثه بقول الله تعالى: { وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ}.


وأوضح خلال حديثه  اليوم بالحلقة العاشرة من برنامجه الرمضاني"الإمام الطيب"  أن معنى كلمة حليم مأخوذ من الحلم أي ذو الصفح مع الأناة والذي لا يستفزه غضب غاضب ولا معصية عاص، ولا يتسرع في العقوبة، لافتا إلى أن معناه بالنسبة لله سبحانه وتعالى هو الذي لا يعجل بعقوبة العباد، حيث قال تعالى "ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة"، وورد في الحديث الشريف أيضا (لا إله إلا الله العليم الحليم)، حيث كان صلى الله عليه وسلم إذا حل به كرب كان يدعوا بهذا الدعاء، وبهذا المعنى هو اسم من أسماء الله الحسنى التسعة والتسعين.

 

الحلم يستلزم الصبر


وأشار إلى أن كان الحلم يستلزم الصبر، فإن هناك فرق بين الحلم والصبر، حيث أن معاملة الله سبحانه وتعالى للخارجين عن الحدود؛ سواء بالكفر أو بالمعصية أو بالظلم، حين يسقط العقوبة عنهم في الدنيا، وهو قادر عليها، هذا يسمى حلما، لكن حين ينزل بهم أو ببعضهم العقوبة في الدار الأخرة يكون صبورا، لأنه أخر العقاب.


وردا على سؤال «كيف أن الله تعالى حليم مع كل البشر، المؤمن منهم والكافر، فما الحكمة في أن يكون سبحانه وتعالى حليما بالصهاينة على الرغم مما يفعلوه في قطاع غزة؟» أوضح فضيلة الإمام أنقد يكون سبحانه قد أسقط عنهم العقوبة مؤقتا، لكن لهم عقابهم الذي يليق بإجرامهم الذي يرتكبونه مع الفلسطينين الأبرياء، حيث قال تعالى "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار".

وبيّن الإمام الطيب كيفية ترجمة اسم الله الحليم في أفعالنا وفي حياتنا، موضحا أن ذلك يأتي من خلال التدرب على العفو والصفح عن الآخرين، فينبغي على المؤمن أن يكون صفوحا، وغفورا، فيكون حديثه للناس صدقة، وتبسمه صدقة، وعليه ألا يعجل إذا أخطأ معه أحد، حتى إذا عاتب أيضا يعاتب عتابا رقيقا، فلا يأخذ موقف منذ البداية، من حيث أنه لا يكلم الشخص الآخر ولا يراه ولا يتصل به، وخاصة إذا كان من أقرباءه، مثل أخيه او أخته.


وأضاف شيخ الأزهر أن الذي يساعد في التدرب على صفة الحلم، هو دراسة صفاته وأفعاله صلى الله عليه وسلم، كيف كان يغفر، كيف كان يصبر، كيف كان حليما حتى مع الحيوانات، حتى مع الأطفال، وكيف كان صلى الله عليه وسلم يحرم على المسلمين أن يهدموا مبنى في جيش العدو، أو أن يقتلوا أعمى أو امرأة أو طفلا، أو حتى أن يقتل المسلم حيوانا، إلا إذا احتاجه للأكل فقط، وبقدر ما يحتاج، أو أن يفرق نحلا، أو يقطع نخلا، قائلاً "شيء عجيب، كل هذا في جيش العدو"، كذلك كل ما لا يتصور منه مشاركة فعليه في حمل السلاح والقتل، يحرم التصدي له، فالراهب في صومعته يحرم  قتله أو التعرض له.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإمام الأكبر شيخ الأزهر العدو الصهيوني طلاب فلسطين قطاع غزة کیف کان

إقرأ أيضاً:

بينهم شقيقان.. عمليات بحث لاستخراج جثامين ثلاثة شباب انهارت عليهم حفرة بالفيوم

تكثف قوات الإنقاذ التابعة لإدارة الحماية المدنية بالفيوم، تحت إشراف اللواء محمود حمدى مساعد مدير أمن الفيوم للأمن العام جهودها لاستخراج ثلاثة اشخاص بينهم شقيقان أنهارت عليهما حفرة داخل قطعة أرض فضاء بقرية الصعيدي بدائرة مركز الفيوم أثناء قيامهم بالتنقيب عن الآثار .

تفاصيل الواقعة 

كان  اللواء أحمد عزت، مدير أمن الفيوم، قد تلقى إخطاراً من مأمور مركز شرطة الفيوم يفيد بانهيار حفرة تنقيب على ثلاثة شباب داخل القرية. وانتقلت قوة من المركز إلى موقع البلاغ، مدعومة بوحدة الإنقاذ بالحماية المدنية وسيارة إسعاف، تم  فرض كردون أمني حول المكان والتحفظ على أدوات الحفر المستخدمة.

وأكدت المعاينة الأولية بأن الضحايا شرعوا في الحفر بشكل سري مستخدمين أدوات بدائية، ما تسبب في انهيار مفاجئ للأتربة فوقهم داخل الحفرة العميقة، بينما تواصل فرق الإنقاذ عمليات البحث للوصول إلى الجثامين.

تبين من التحريات التى قادها  مفتش مباحث مركز الفيوم ومدينة الفيوم الجديدة، تحت إشراف  رئيس المباحث الجنائية بالفيوم، أن هناك قطعة أرض بنجع الحادقة مملوكة للمواطن جمعه ي ب - 58سنة - محصل كهرباء بقطاع الفيوم - مقيم بقرية الصعيدى التابعة لقرية الحادقة .وأضافت التحريات أنه أثناء قيامه بالتنقيب عن الآثار بالاستعانة بكل من أحمد م ع - 36 سنة  سباك ومقيم قرية نزلة الحريشي - مركز الفيوم، وشقيقه حسام - 41 سنة - عامل عادي ومقيم بنفس القرية وشاب اخر .انهارت عليهما الحفرة .تم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة التي تولت التحقيق. 

مقالات مشابهة

  • الجمعية اللبنانية للأسرى: 23 أسيراً يقبعون في سجون العدو الإسرائيلي 9 منهم بعد وقف النار
  • بعد هدم الاحتلال بيوتهم.. المنخفض يفاقم ظروف أهالي قرية السر بالنقب
  • بيراميدز أمام فلامنجو في مواجهة الحلم الكبير.. مشاهدة نصف نهائي إنتركونتيننتال
  • في ذكرى رحيله.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت
  • بينهم شقيقان.. عمليات بحث لاستخراج جثامين ثلاثة شباب انهارت عليهم حفرة بالفيوم
  • ذكرى وفاة "الفقيه المجدد".. أول من حمل لقب "الإمام الأكبر" الشيخ شلتوت
  • في ذكرى وفاة محمود شلتوت.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر وأحد شيوخ التجديد
  • الإمام العياني.. نجم بزغ في سماء اليمن وقائد جمع بين السيف والقلم
  • القاهرة الإخبارية: 12 شهيدًا ومفقودًا جراء المنخفض الجوي الذي يضرب قطاع غزة
  • مدير معهد فلسطين للأمن: إسرائيل مستمرة في نهجها دون تغيير تجاه الجنوب اللبناني