هدد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف، أمس القيادة الفرنسية «بمقصلة تقطعهم إلى أشلاء» في حال قررت باريس إرسال جنود إلى أوكرانيا، بعد أن قالت المخابرات الروسية الخارجية، إن لديها معلومات تفيد بأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يخطط لنشر فرقتين من ألفي جندي في أوكرانيا. وقال ميدفيديف، الذي تحول إلى رأس حربة في جهاز البروباغندا الروسي، عبر قناته على تطبيق «تليغرام»: «سيكون من الجيد للفرنسيين أن يرسلوا فوجين إلى أوكرانيا، حينها لن تكون مسألة تدميرهم المنهجي هي الأصعب، بل مهمة غاية في الأهمية»، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.

وأضاف ميدفيديف «لكن بالنسبة للقيادة الفرنسية، سيكون الأمر بمثابة مقصلة، وسيتم تقطيعهم إلى أشلاء من المقربين وممثلي المعارضة الغاضبين، الذين قيل لهم إن فرنسا ليست في حالة حرب مع روسيا، كما سيكون درساً جيداً للحمقى الآخرين في أوروبا». بوتين بعد إجلاءات من بلغورود يؤكد قدرة روسيا على حماية القرى الحدودية والمقصلة هي اختراع فرنسي تم تبنيه على نطاق واسع خلال أحداث الثورة الفرنسية في عام 1789، وقد استخدمت خصوصاً لإعدام الملك لويس السادس عشر والملكة ماري أنطوانيت. وكان مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، قال أمس الأول، أن لدى الجانب الروسي معلومات تفيد بأن فرنسا تقوم بإعداد وحدة عسكرية لإرسالها إلى أوكرانيا، وسيصل عددها في المرحلة الأولية إلى نحو ألفي شخص. وقال ناريشكين «القيادة الحالية للبلاد (فرنسا) لا تهتم بوفاة الفرنسيين العاديين ومخاوف الجنرالات. وفقاً للبيانات التي تلقتها المخابرات الخارجية الروسية، يتم بالفعل إعداد وحدة لإرسالها إلى أوكرانيا. وفي المرحلة الأولية سيكون هناك نحو ألفي شخص». ووفقاً للمعلومات التي صرح بها ناريشكين فإن عسكريين فرنسيين موجودون بالفعل بشكل غير رسمي في أوكرانيا، وتكبدوا خسائر على يد القوات الروسية. وقال رئيس المخابرات الروسية إنه على وزارة الدفاع الفرنسية أن تعترف بشكل غير رسمي بمقتل جنودها، زاعماً أن الجيش الفرنسي لم يواجه مثل هذا المستوى من الخسائر منذ حرب الجزائر. ونفت وزارة الدفاع الفرنسية صحة المعلومات التي أدلى بها ناريشكين واعتبرتها في تعليق على «إكس» جزءاً من «الاستخدام المنهجي للمعلومات المضللة للرأي العام». تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، صرح في ختام المؤتمر حول أوكرانيا، الذي عقد في باريس في 26 فبراير، بأنه لا يستبعد إمكانية إرسال قوات برية من الدول الغربية إلى منطقة العملية العسكرية الخاصة. وقال ماكرون أيضاً إن الدول الغربية «تعتزم القيام بكل ما هو ضروري» لمنع روسيا من أن تكون لها اليد العليا في الصراع. وفي مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» الأحد الماضي، قال ماكرون، إنه قد يكون من الضروري في مرحلة ما تنفيذ عمليات برية «لمواجهة القوات الروسية» في أوكرانيا. وقال رئيس أركان الجيش الفرنسي وقائد جيش البر الجنرال بيير شيل في حديث لصحيفة «لوموند» بأن الجيش الفرنسي يستعد لـ»أصعب الصراعات». وأضاف أن الجيش الفرنسي «سيستجيب دائماً بجاهزية» وبغض النظر عن تطور الوضع على الساحة الدولية. وقال إن بين المهام المطروحة أمام الجنود الفرنسيين «تغيير النزعات وإظهار القوة وردع الهجوم»، وأن فرنسا ستعتمد على ترسانتها النووية وجيشها في ذلك. ترامب يتباهى جاء ذلك، فيما تباهى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بأنه أعاد ملء خزائن حلف شمال الأطلسي (الناتو) بتهديداته الأخيرة للدول الأعضاء في التكتل، معتبراً تهديداته الشهر الماضي بتشجيع روسيا على مهاجمة أعضاء الحلف الذين لا يسددون التزاماتهم المالية المستحقة. وأثار ترامب المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة حالة من الذعر في أوروبا بعد تلك التهديدات التي قوبلت بانتقادات شديدة وجهها العديد من القادة الأوروبيين ومنافسه الديموقراطي الرئيس جو بايدن. وقال ترامب في مقابلة تلفزيونية أجراها معه السياسي اليميني نايجل فاراج، مؤسس حزب إصلاح المملكة المتحدة «إنه شكل من أشكال التفاوض». وأضاف: «على الولايات المتحدة أن تسدّد حصتها، وليس حصة الجميع». وتفاخر ترامب بأنه أعاد تعويم خزائن حلف شمال الأطلسي بتصريحاته. قال «لقد باشروا الدفع بسبب تلك التعليقات التي سمعتموها قبل أسبوعين أو 3 أسابيع» دون إعطاء أي أمثلة. وقال في المقابلة «لا تنسوا أن هذا الأمر برمته يكتسي بالنسبة إليهم أهمية أكبر مما يكتسيه بالنسبة لنا، هناك محيط يفصلنا عن بعض المشاكل… محيط كبير وجميل». وتعهد ترامب بحماية دول الناتو «التي تدفع». بلداتنا تتحول إلى رماد إلى ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، إن روسيا ستضمن أمن مناطقها الحدودية التي تتعرض للقصف بشكل متكرر من أوكرانيا، غداة إعلان موسكو عن إجلاء 9 آلاف طفل من منطقة بلغورود الحدودية التي تتعرض لقصف أوكراني متكرر. وأضاف بوتين الذي انتخب للتو لولاية رئاسية جديدة تبقيه في الحكم حتى 2030 في اجتماع مع نشطاء في الكرملين أن روسيا لديها خططها الخاصة بشأن كيفية الرد لكنها لن تهاجم السكان والأهداف المدنية في أوكرانيا. وقتل مدنيان أوكرانيان في قصف روسي قرب مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا التي تشهد ضربات شبه يومية على ما أفاد حاكم المنطقة فيما أدت هجمات ضربات ليل الثلاثاء ـ الأربعاء إلى إصابة أشخاص عدة في وسط البلاد الشرقي. واستمرت الضغوط الروسية على منطقة سومي شمال شرق أوكرانيا، التي تقول موسكو ان مسلحين معارضين مدعومين من كييف توغلوا داخل اراضيها اطلاقا منها. وتحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن «عدوان وترهيب» تمارسه موسكو على منطقة سومي، وأكد أن «الجيش الروسي يحاول تحويل بلداتنا الحدودية إلى رماد».

المصدر: جريدة الحقيقة

كلمات دلالية: الجیش الفرنسی إلى أوکرانیا فی أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

ترامب يحث الرئيس السوري على تطبيع العلاقات مع إسرائيل

الرياض - رويترز
 التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية اليوم الأربعاء وحثه على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وذلك عقب إعلان مفاجئ عن أن الولايات المتحدة سترفع جميع العقوبات المفروضة على حكومة سوريا التي يقودها إسلاميون.

وقبيل قمة بين الولايات المتحدة ودول خليجية، التقى ترامب مع الشرع، الذي بايع ذات يوم تنظيم القاعدة وكان يتزعم جماعة تصفها واشنطن بأنها إرهابية لدى وصوله إلى السلطة.

وأظهرت صور عرضها التلفزيون السعودي الرسمي الزعيمين وهما يتصافحان بحضور ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان.

وذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان انضم عبر الإنترنت إلى ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الاجتماع.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت عبر منصة إكس إن ترامب حث الشرع على الانضمام إلى الإمارات والبحرين والمغرب في تطبيع العلاقات مع إسرائيل في إطار ما يعرف باسم (اتفاقيات إبراهيم) التي أبرمت بوساطة الولايات المتحدة عام 2020.

وتأمل الولايات المتحدة أيضا أن تنضم السعودية إلى اتفاقيات إبراهيم، لكن المحادثات توقفت بعد اندلاع حرب غزة، وتصر المملكة على استحالة التطبيع دون قيام دولة فلسطينية.

وقال ترامب أمس الثلاثاء إن السعودية ستنضم إلى (اتفاقيات إبراهيم) في الوقت الذي تراه مناسبا.

ورغم المخاوف التي تسود قطاعات من إدارته بشأن العلاقات التي كانت تربط في السابق قادة سوريا الحاليين بتنظيم القاعدة، قال ترامب أمس الثلاثاء في الرياض إنه سيرفع العقوبات عن سوريا، في تحول كبير للسياسة.

وقال ترامب أيضا إن واشنطن تدرس تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية بداية من اجتماعه مع الشرع.

* دفعة للحكام الجدد في سوريا

جاء رفع العقوبات رغم شكوك إسرائيلية كبيرة تجاه حكومة الشرع، الذي يواصل المسؤولون الإسرائيليون وصفه بالجهادي، رغم قطعه علاقته بتنظيم القاعدة في عام 2016. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي حتى الآن على طلب التعليق.

ويشكل القرار دفعة قوية للشرع الذي يكابد لبسط سيطرة حكومة دمشق على البلاد بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في ديسمبر كانون الأول.

ومن شأن رفع العقوبات الأمريكية، التي عزلت سوريا عن النظام المالي العالمي، أن يمهد الطريق أمام مشاركة أكبر من جانب المنظمات الإنسانية، ويسهل الاستثمار والتجارة الخارجية مع إعادة إعمار البلاد بعد الحرب الأهلية.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في مؤتمر صحفي إن الرياض ستدعم التعافي الاقتصادي لسوريا، وإن هناك الكثير من فرص الاستثمار هناك بعد رفع العقوبات.

وتعارض إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، تخفيف العقوبات عن سوريا وصعّدت عملياتها العسكرية هناك منذ الإطاحة بالأسد قائلة إنها لن تتسامح مع وجود الإسلاميين في جنوب سوريا.

واستولت إسرائيل على أراض في جنوب غرب سوريا، وحذرت حكومة دمشق من نشر قوات هناك، وفجرت الكثير من الأسلحة الثقيلة للجيش السوري.

وتجلت التحديات التي تواجه الإدارة السورية الجديدة في مارس آذار عندما هاجم مسلحون موالون للأسد قوات تابعة للحكومة مما أدى إلى هجمات انتقامية قتل فيها مسلحون إسلاميون مئات المدنيين من الأقلية العلوية، مما أثار تنديدا شديدا من واشنطن.

وقال ترامب إن جولته بالشرق الأوسط لا تعني تهميش إسرائيل.

وتعد الجولة أحدث تطور يثير الشكوك في إسرائيل حيال مكانتها ضمن أولويات واشنطن، إذ تمضي الولايات المتحدة قدما في محادثاتها النووية مع إيران. وتعتبر إسرائيل البرنامج النووي الإيراني "تهديدا لوجودها".

وقال ترامب للصحفيين "هذا مفيد لإسرائيل. أن يكون لدي علاقة كهذه مع تلك الدول، دول الشرق الأوسط، جميعها تقريبا. أعتقد أنه مفيد جدا لإسرائيل".

وردا على سؤال على متن طائرة الرئاسة حول تقارير أفادت برغبة الرئيس السوري في بناء برج يحمل اسم ترامب في دمشق، قال الرئيس الأمريكي عن الشرع "لديه الإمكانات - إنه قائد حقيقي".

وأضاف ترامب أن اللقاء مع الشرع، الذي وصفه بأنه شاب يتمتع بشخصية جذابة وله ماض حافل، كان "رائعا".

وأضاف ترامب "لديه فرصة حقيقية للسيطرة على الأمور".

وظل الشرع لسنوات زعيم جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا، خلال سنوات من الصراع في بلاده. وانضم أولا إلى التنظيم في العراق، حيث أمضى خمس سنوات في سجن أمريكي. وألغت الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الأول مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على الشرع.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في بيان اليوم الأربعاء إن لقاء ترامب والشرع تضمن نقاشات حول مكافحة الإرهاب والتعاون في القضاء على نفوذ أي جماعات مسلحة تهدد استقرار سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية.

وسيتبع هذا اللقاء اجتماع آخر بين وزير الخارجية السوري ونظيره الأمريكي ماركو روبيو.

* اتفاقات تجارية

تميز اليوم الأول لترامب في جولته بمنطقة الخليج التي تستغرق أربعة أيام بحفل براق وصفقات تجارية شملت تعهد السعودية باستثمار 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، ومبيعات أسلحة أمريكية للمملكة بقيمة 142 مليار دولار.

وفي وقت لاحق من اليوم الأربعاء، توجه ترامب إلى العاصمة القطرية الدوحة. ومن المتوقع أن تعلن قطر، الحليف المهم لواشنطن، استثمارات بمئات المليارات من الدولارات في الولايات المتحدة.

ورافقت موكب ترامب من المطار إلى الديوان الأميري سيارتا تسلا سايبر تراك بلون أحمر زاه وتحملان شعار الحرس الأميري القطري.

وبينما لم تتضح بعد التفاصيل الدقيقة للاستثمارات التي تعتزم قطر إعلانها اليوم، قال مصدر مطلع إنه من المتوقع أن تعلن الخطوط الجوية القطرية صفقة لشراء نحو 100 طائرة عريضة البدن من بوينج.

وعبر ترامب عن قلقه إزاء الحرب في غزة خلال جولته بمنطقة الخليج. وقال الأمير فيصل إن الولايات المتحدة والسعودية اتفقتا على ضرورة إنهاء الصراع في غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).

وبعد زيارة قطر، سيتوجه ترامب إلى أبوظبي للقاء قادة الإمارات غدا الخميس. ومن المقرر أن يعود إلى واشنطن يوم الجمعة، لكنه قال إنه قد يسافر إلى تركيا لحضور اجتماع محتمل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

مقالات مشابهة

  • الخارجية الروسية تكشف أسباب المفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول
  • وزير الخارجية الفرنسي: يجب وقف إطلاق النار في أوكرانيا قبل مفاوضات سلام
  • ترامب: لا نعلم أين ذهبت الأموال التي قدمناها لأوكرانيا والحرب يجب أن تتوقف
  • أوكرانيا بصدد اتخاذ إجراءات بناءً على من سيمثل روسيا في مباحثات إسطنبول
  • لن يعلمنا الأخلاق.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهاجم الرئيس الفرنسي
  • ترامب يحث الرئيس السوري على تطبيع العلاقات مع إسرائيل
  • متري اطلع الرئيس عون على نتائج اللقاءات التي عقدها في فرنسا وقطر
  • مفوض بالاتحاد الأوروبي: لا نريد الطاقة الروسية حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا
  • روسيا تتهم فرنسا وبريطانيا وألمانيا بإطالة أمد الصراع في أوكرانيا
  • زيلينسكي: أوكرانيا ستقدر مشاركة ترامب في المحادثات مع روسيا