عمولات خفية وإرباك متوقع.. ما سر الإسراع بحصر البنزين المحسن لمالكي البطاقات الالكترونية؟
تاريخ النشر: 22nd, March 2024 GMT
بغداد اليوم-بغداد
فتح قرار شركة توزيع المنتجات النفطية، بـ"حظر" البنزين السوبر والمحسن على اصحاب العجلات ممن لا يمتلكون بطاقات دفع الكتروني، الباب على جملة تساؤلات حول الطريقة التي تفكر بها شركة التوزيع، وكذلك الاثار السلبية المتوقعة لهذا "الإلزام" المتسارع.
ومن الملاحظ انه بالرغم من ان الحكومة ككل تسعى الى التحول التدريجي للدفع الالكتروني، إلا أن الملفت أن شركة توزيع المنتجات النفطية هي المؤسسة "المتسرعة" الوحيدة بين مؤسسات الدولة وتصر على سرعة تطبيق الدفع الالكتروني واستخدام وسائل "الإجبار" على العكس من باقي المؤسسات التي تعمل بالترغيب وتقديم التسهيلات.
وقررت شركة توزيع المنتجات النفطية حصر بيع البنزين المحسن والسوبر، عبر بطاقات الدفع الالكتروني حصرًا ابتداءً من يوم غد الجمعة، هذا يعني حرمان أي شخص لايمتلك بطاقة الكترونية من تعبئة عجلته بالبنزين المحسن والسوبر.
ويبدو أن شركة توزيع المنتجات النفطية تتعامل مع مستهلكي البنزين المحسن والسوبر على انهم "اغنياء"، وبالتالي فهم موظفون او لديهم حسابات مصرفية بالضرورة ويمكنهم استخراج بطاقات الدفع الالكتروني، الا ان العديد من اصحاب العجلات من الكاسبين وحتى اصحاب التكسي يضطرون احيانا لتعبئة البنزين المحسن بين الحين والاخر لغرض الحفاظ على سلامة محركات السيارات.
وبحسب معلومات تقصتها "بغداد اليوم"، فأن مبيعات البنزين المحسن والسوبر يوميًا في كل محطة تبلغ نحو 66 مليون دينار، من بينها 6 ملايين دينار عبر الدفع الالكتروني، و60 مليون دينار عبر النقد، هذا يعني ان 90% ممن يستخدمون البنزين المحسن والسوبر لن يتمكنوا ابتداء من غد من تعبئة البنزين على افتراض انهم لا يمتلكون بطاقات، الامر الذي يشير الى امكانية حدوث ازمة وقود وارباك كبير في محطات الوقود خلال الساعات والايام القادمة بفعل هذا القرار.
وفي حال تحول الـ66 مليون دينار يوميا جميعها الى دفع الكتروني، فأن هناك تساؤلات تطرح عن العمولات "الخفية" التي تستقطع ومصيرها وما اذا ستكون لشركة توزيع المنتجات النفطية ام للشركة المستثمرة المسؤولة عن بطاقات الدفع الالكتروني.
ويقول مواطنون لـ"بغداد اليوم"، انهم يرغبون بالتحول النقدي نحو الدفع الالكتروني لكنهم جربوا الامر واكتشفوا ان هناك عمولات خفية يتم استقطاعها عند تعبئة البنزين لاتظهر الا في حال المقارنة بين رصيد البطاقة قبل وبعد عملية التعبئة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: شرکة توزیع المنتجات النفطیة الدفع الالکترونی
إقرأ أيضاً:
قراصنة يستغلون الذكاء الاصطناعي.. هجمات خفية عبر جوجل وبرمجيات الدردشة
تتزايد خلال الشهور الأخيرة مخاوف الباحثين في الأمن السيبراني من ظهور أساليب جديدة للهجمات التي تستغل ثقة المستخدمين في أدوات الذكاء الاصطناعي، وفي مقدمتها روبوتات الدردشة الشهيرة مثل ChatGPT وGrok.
تقرير حديث لشركة "هانتريس" المتخصصة في الكشف عن التهديدات كشف عن نمط هجوم مقلق يعتمد على دمج الذكاء الاصطناعي في أساليب الاحتيال التقليدية، ما يضع المستخدمين أمام موجة جديدة من المخاطر التي يصعب ملاحظتها بالطرق المعتادة.
وفقًا للتقرير، بدأ القراصنة في استغلال محركات البحث وروبوتات الدردشة لترويج تعليمات خطيرة تُزرع داخل محادثات منشورة للعامة. الخطورة هنا لا تتعلق فقط بنوعية الهجوم، بل بقدرته على تجاوز جميع الإشارات التحذيرية التي يعتمد عليها المستخدمون عادة لاكتشاف المحتوى الخبيث.
فبدلًا من إرسال روابط مشبوهة أو طلب تحميل ملفات غير معروفة، يعتمد المهاجمون على الطلب من المستخدم تنفيذ أوامر مباشرة عبر نافذة الطرفية أو سطر الأوامر، مستغلين ثقته العمياء في الذكاء الاصطناعي ومحرك بحث جوجل.
وتبدأ العملية ببساطة شديدة: يتحدث المخترق مع روبوت ذكاء اصطناعي حول موضوع بحث شائع، مثل تنظيف مساحة التخزين أو إصلاح خطأ تقني، ثم يطلب من الذكاء الاصطناعي اقتراح أمر جاهز يُلصَق في الطرفية لتنفيذ المهمة. هذه المحادثة تُنشر بشكل عام، ويقوم المهاجم بدفع المال لتتقدم في نتائج جوجل. وعندما يبحث مستخدم عادي عن نفس المشكلة التقنية، تظهر له تلك المحادثة في أعلى نتائج البحث، فيظن أنها نصيحة موثوقة ويقوم بتنفيذ التعليمات دون تردد.
ضحية هجوم AMOS الأخير كانت مجرد مستخدم يبحث عن طريقة لمسح مساحة القرص على جهاز ماك. بمجرد نقره على رابط منشور تابع لـ ChatGPT وتنفيذ الأمر المقترح، منح المهاجمين تصريحًا مُباشرًا لتثبيت البرنامج الخبيث على جهازه. ووفقًا لاختبارات "هانتريس"، فإن كلًا من ChatGPT وGrok قدما ردودًا مشابهة في سيناريوهات محاكاة، مما يشير إلى أن المشكلة لا تقتصر على نظام واحد.
اللافت في الأمر أن هذا النوع من الهجمات يلغي الحاجة إلى أي من العلامات التحذيرية التقليدية:
لا ملفات مجهولة، ولا روابط غريبة، ولا إجراءات تتطلب إذنًا خاصًا. كل ما يحدث يجري ضمن بيئة موثوقة — جوجل، وChatGPT، ومنصات الذكاء الاصطناعي التي اعتاد كثيرون على الاعتماد عليها يوميًا.
وتحذر "هانتريس" من أن خطورة هذا الأسلوب تكمن في بساطته وقدرته على خداع حتى المستخدمين المتمرسين تقنيًا. فالاعتماد المتزايد على روبوتات الدردشة يجعل المستخدمين يميلون لتصديق أي أمر يبدو تقنيًا وصادرًا عن أداة ذكاء اصطناعي معروفة. المستغرب أيضًا أن الرابط الضار ظل ظاهرًا في نتائج البحث نصف يوم كامل بعد نشر التحذير، رغم محاولات إزالته.
هذه التطورات تأتي في وقت حساس بالنسبة لبرامج الدردشة نفسها. فـ Grok يواجه انتقادات واسعة بسبب انحيازاته، فيما يتعرض ChatGPT لاتهامات بالتراجع في قدراته مقارنة بالمنافسين. مثل هذه الحوادث تزيد الضغط على الشركات المطورة لأنظمة الذكاء الاصطناعي لمراجعة آليات الحماية ومنع إساءة الاستخدام.
وبينما لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت روبوتات دردشة أخرى قابلة للاستغلال بنفس الطريقة، يشدد الخبراء على ضرورة رفع مستوى الحذر لدى المستخدمين. التوصيات الأساسية تشمل عدم تنفيذ أي أوامر نصية دون التأكد من مصدرها، وعدم لصق تعليمات في الطرفية أو المتصفح ما لم يكن المستخدم على دراية كاملة بوظيفتها.
في النهاية، يفتح هذا النوع من الهجمات فصلًا جديدًا في عالم الجرائم الإلكترونية، حيث تختلط خوارزميات الذكاء الاصطناعي مع أساليب الاحتيال بطريقة تجعل من الصعب اكتشاف التلاعب. ومع توسع الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، تصبح الحاجة إلى وعي أكبر وتدقيق أشد ضرورة لضمان بقاء المستخدمين في مأمن من هذه الهجمات المتطورة.