سواليف:
2025-10-14@01:22:35 GMT

في ظلال طوفان الأقصى “56”

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

في ظلال #طوفان_الأقصى “56”

مشاهدُ العدوان في غزةَ محزنةٌ وصورها مؤلمةٌ

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

أكاد أجزم أن أغلب أبناء شعوب أمتنا العربية والإسلامية على امتداد العالم كله، والكثير من الفلسطينيين في الوطن واللجوء والشتات، لا يستطيعون مشاهدة مشاهد القتل والدمار، وصور الحرب والعدوان، وفيديوهات النساء الثكلى والأطفال القتلى، ومشاهد إنقاذ الجرحى واستخراج الشهداء من تحت الأنقاض، ولا صور الشهداء وهم مسجون بأكفانهم البيضاء على الأرض بأعدادٍ كبيرة، ولا عمليات دفنهم في قبور جماعية وأخاديد كبيرة، لا يميز فيها بينهم، ولا تعرف أسماء بعضهم، ولا يدركهم ذووهم للسلام عليهم أو إلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهم، وغيرها من مشاهد استهداف المواطنين بصواريخ الطائرات المسيرة التي تحرقهم ولا تبقي على شيءٍ يميزهم، أو عمليات القنص التي تمزق الأجساد وتفتت الجماجم والعظام.

مقالات ذات صلة هذا ما سيذكره التاريخ فقط! 2024/03/23

ولعل أكثر الصور والمشاهد التي تدمي القلوب وتفطرها، وتقطع نياطها وتؤلمها، هي تعليقات الأطفال الفطرية  وكلماتهم المعبرة، وأمانيهم الطيبة وأحلامهم البسيطة، وإحساسهم بالخوف الذي يحيط بهم ويلون بالدم حياتهم، واعتقادهم أن ما يعيشونه ليس إلا كابوساً سينتهي، وحلماً لن يتحقق، حيث يظنون أن هذا القصف المهول والدمار المريع ليس حقيقةً، ولا يمكن تخيله حتى في الأحلام، فلا يوجد دمارٌ يشبه الدمار الذي أصابهم، ولا القتل البشع الذي لحق بهم، إنه وهمٌ أو خيالٌ، أو كأنه حلمٌ أو جزءٌ من عرضٍ سينمائي سينتهي، لتعود حياتهم الطبيعية التي كانت، ويعيشوا أحلامهم البسيطة التي تمنوها وسعدوا بها.

ولعل بعض الأطفال لبراءةٍ فيهم وصدمة هزتهم يظنون أن أمهم المسجاة ستنهض، وأن أباهم الغائب سيرجع، وأن بيتهم المدمر سيعود كما كان، عامراً بأهله، زاخراً بمقتنياته، وفيه عرائسهم وألعابهم، ودفاترهم وأقلامهم، ورسومهم وألوانهم، وصورهم وثيابهم وبقايا ذكرياتهم، فهم يحبون الحياة كغيرهم من أطفال العالم، ويحلمون بغدٍ آمنٍ ومستقبلٍ واعدٍ، ويفكرون ماذا سيعملون وأين سيذهبون ومن سيصطحبون.

ولعل من يسمع حديثهم ويشاهد صورهم، يظنهم لوعيهم أنهم كبارٌ في سنهم، وخبراء في حياتهم، وحكماء بين شعبهم، فهم يعبرون بوضوحٍ وجلاء، ويتحدثون بطلاقةٍ وجرأةٍ، رغم أن أسمالهم بالية وأجسادهم نحيلة، ووجوههم كالحة قد أعياها الجوع وأضناها العطش، وأوهن قواها الخوف والمرض، إلا أن كلماتهم حادةٌ كسكين وقاطعة كسيف، يتضائل السامعون أمامها، ويخجلون من أصحابها، ويخفون وجوههم بأيديهم خجلاً منهم وتقديراً لهم.

أمام هذه المشاهد المؤلمة والصور الحزينة، والدمار المريع والقصف المخيف، لا يستطيع كثيرٌ من أبناء الأمة العربية والإسلامية مشاهدتها، ويذرفون الدموع بسببها، ويصرفون النظر عنها لعدم قدرتهم على احتمالها، أو التعايش معها والتعود عليها، فهي غاية في القسوة والشدة، وتكرارها كل حينٍ يجعل الحياة مريرةً والأيام مضنيةً، إذ تغتال بوحشيتها الفرحة من القلوب، وتخنق البسمة من على الوجوه، وتغرس في النفوس الأسى والوجوم، التي تضيق وتتحشرج، وتفقد السيطرة على نفسها وتتعصب، ولعل بعضهم يصاب بالإغماء أو الغثيان، وبالاكتئاب والإحباط، وبالحزن والغضب، لعجزهم عن مساعدة أهلهم في غزة وفلسطين، أو وقف الحرب المجنونة ضدهم، أو تحريك حكوماتهم وحث قادتهم على ضرورة التحرك لوقف المذابح ومنع المجازر في حقهم.

ليس إنساناً ولا ينتمي إلى جنس البشر، من يقبل بهذه المشاهد ويعتاد عليها، أو يسكت على الجرائم التي ترتمب ولا يثور ضدها، أو يطيب له الطعام وهو يراها، ويستسيغ الحياة وهو يشاهدها، فمن الطبيعي أن يرفضها البشر ولا يقبل بها الإنسان، وأمتنا العربية والإسلامية أمةٌ حيةٌ وإن كانت عاجزة ومسلوبة الإرادة، وهي صادقةٌ في مشاعرها وإن كانت مقيدة ومشلولة بسبب حكوماتها وأنظمة بلادها.

لكن الذي يقوم بهذه الجرائم الفاحشة ويرتكبها، وينفذها بحق شعبنا ويكررها، إنما هو عدوٌ لا يعترف بالإنسانية وإن ادعى أنه ينتمي إليها، ولا يوصف بالحضارة وإن ظن أنه ينتسب إليها، وليعلم وحلفاؤه أنه بممارساته هذه إنما يزرع حقداً ويؤسس كراهيةً، ويفرض على الأجيال القادمة الإصرار على حربه، والعمل على إقصائه والخلاص منه، فلا خير للبشرية ما بقي، ولا سلام للعالم ما استمر وجوده، ولا أمن للمنطقة وهو فيها، إذ أنه زرعٌ غريبٌ ونبتٌ دخيلٌ لا مكان له بيننا، وسرطانٌ يقتل ووباءٌ يفتك لا يعيش معنا، والخير كل الخير في فنائه وزواله، وفي نهايته وغيابه.

بيروت في 22/3/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

مسيرات راجلة لخريجي دورات ” طوفان الأقصى” في عمران

الثورة نت /..

شهدت عدد من مديريات محافظة عمران اليوم، مسيرات شعبية راجلة لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة “طوفان الأقصى”، نظمتها التعبئة العامة في المديريات، بمناسبة الذكرى الثانية لعملية السابع من أكتوبر.

حيث نُظمت مسيرات راجلة في عزل المصانع وبني العباس والصرم وحبابة بمديرية ثلاء لخريجي دورات ” طوفان الأقصى”.

ورفع المشاركون في المسيرات العلمين اليمني والفلسطيني ولافتاتٍ تؤكد التمسك بالقضية الفلسطينية ورفض أي محاولات للتفريط بها.

ورددوا عبارات الوفاء والنصرة لغزة والشعب الفلسطيني ومواصلة الإسناد للمقاومة الفلسطينية حتى تحقيق النصر على الصهاينة المجرمين.

وفي مديريتي قفلة عذر والعشة نظمت التعبئة العامة، مسيراً حاشدا بالذكرى الثانية لانطلاق عملية طوفان الأقصى وتجسيداً لموقف اليمن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، وتأكيداً على الجهوزية لمواجهة العدو الصهيوني.

ورفع المشاركون في المسير العلمين اليمني والفلسطيني والهتافات المعبرة عن الوعي والانتماء لقضايا الأمة ورفض التطبيع.

وأكدوا أن عملية “طوفان الأقصى”، مثلت نقطة تحول في مسار الصراع مع الكيان الصهيوني وأن الشعب اليمني سيظل في خندق واحد مع الشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر.

وشهدت منطقة الاشمور مديرية عمران مسيرات شعبية راجلة لخريجي الدورات العسكرية المفتوحة، حيث المشاركون عن جاهزيتهم العالية للالتحاق بمختلف الجبهات.

وأكدوا استمرارهم في التدريب والتأهيل العسكري ضمن إطار التعبئة استعدادًا لمواجهة أعداء الأمة واليمن وفلسطين.

وفي مديريتي ذيبين وشهارة، نُظمت التعبئة العامة، مسيراً شعبياً من خريجي دورات طوفان الأقصى في عزلة بني جبر.

وأكد المشاركون عن جاهزيتهم العالية للالتحاق بمختلف الجبهات، وتمسكهم بخيار المقاومة في الدفاع عن القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • مسيرات راجلة لخريجي دورات ” طوفان الأقصى” في عمران
  • عرض شعبي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في صعدة
  • مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في اللحية بالحديدة
  • مسير لخريجي دورة “طوفان الأقصى” في المحويت
  • عرض في كشر ومسير وتطبيق في المحابشة بذكرى “طوفان الأقصى”
  • مسيرات في حجة بالذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”
  • عرض ومناورة عسكرية لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في قطابر بصعدة
  • مسيرات راجلة ووقفات قبلية في همدان بالذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”
  • مسير راجل وتطبيق قتالي في بني مطر بالذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”
  • إسرائيلي نجا من أحداث 7 أكتوبر ينتحر بعد أيام من ذكرى عملية “طوفان الأقصى” الثانية