صدى البلد:
2025-07-29@22:45:08 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: المساواة بالعبء

تاريخ النشر: 23rd, March 2024 GMT

الحديث عما يجرى فى قطاع غزة المكلوم لا ينتهي، لأنه حديث عن ظلم وعدوان متواصل منذ أكثر من خمسة أشهر على شعب أعزل،  كل ذنبه أنه يدعم حق مقاومته فى الجهاد فى سبيل الله من أجل استرجاع الأرض، ورفع راية الوطن على كل ربوع الأراضى الفلسطينية المحتلة. 

على مدى ما يقرب من ستة أشهر ودولة الاحتلال تفعل كل ما يحلو لها فى قطاع غزة، من قتل بدم بارد، وتدمير للبنى التحتية، وأسر وتنكيل، تفعل كل ذلك بدعم أنجلو أمريكى وتخاذل إقليمي.

 

ورغم كل الأسى والمآسي على ما نراه فى غزة، إلا أن ما يحدث فى الداخل الإسرائيلى يظهر أيضا أن إسرائيل لن تعود مثلما كانت عليه قبل طوفان الأقصى فى السابع من أكتوبر من العام الماضى. 

الذى يظهره الإعلام العبرى يؤكد أن التحلل أصبح يصيب المجتمع الإسرائيلى غير المتجانس طبقيا، فيهود "الحريديم" أو ما يعرف بالمتدينين اليهود الذين يحصلون على ميزة كبيرة وهى عدم تجنيدهم فى الجيش لأنهم طالبو دين، ومتفرغون لزرع المبادئ اليهودية، على حد قولهم، فى قلوب النشء.

"الحريديم" الآن فى وضع صعب منذ إعلان رئيس الجيش عن حاجة قطاع الجيش إلى تجنيد الآلاف لمواجهة ما يجرى فى غزة التى وصف "جانتس" أحداثها بأنها حرب صعبة لم تشهدها قواته منذ 75 عاما هى عمر دولته المغروسة فى منطقتنا المكلومة.

تصريحات جانتس أيدها معظم الإسرائيليين مطالبين بأن يذوق معهم "الحريديم" ما يذوقونه فى غزة من قتل وأسر، وعاهات مستديمة. 

وأكد الإسرائيليون أنه على “الحريديم” أن يتساووا معهم فى كل شىء وأطلقوا مسمى "المساواة بالعبء"، وهو المصطلح المتعارف عليه فى الأزمات والحروب، والذى يطالب الجميع بأن يكونوا كأسنان المشط.

وطالب الإسرائيليون "الحريديم" بأن يقروا فى شريعتهم بحتمية التحاقهم وعائلاتهم بالتجنيد والدفاع عن إسرائيل جنبا إلى جنب مع قوات الجيش الإسرائيلى.

هذه المطالبات وقعت على "الحريديم" وقع الصاعقة ورفضوها قلبا وقالبا وحدثت مواجهات بينهم وبين السلطات الإسرائيلية، أعلنوا فيه أنهم يفضلون القتل على التجنيد.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل خرج كبيرهم الذى علمهم التدين على طريقته وهى "الحريديم" بقوله إنه اذا أصرت سلطات إسرائيل على تجنيدهم فإنهم سيغادرون البلاد إلى الأبد ولن يعودوا مرة أخرى، وسيتركون إسرائيل بلا تعاليم دينية لينشأ جيل وأجيال على جهل بأهداف دولتهم ومبادئها الدينية التى ترى أن إسرائيل دولة النهايات وأرض الميعاد وأن حدودها ممتدة من النهر إلى البحر، على حد المزاعم الإسرائيلية الصهيونية.

زعيم الحريديم أعلن العزم وهو يعلم أن سلطات الاحتلال لن تجازف بإرغامهم على الاختيار بين التجنيد والرحيل لأن الحريديم بتفرغهم للعبادة وتعليم الديانة اليهودية يعملون دورا بطوليا فى خلق أجيال متشددة كارهة لكل ما هو فلسطينى وعربى، كما أنهم يرسخون لمبادئ الصهاينة بضرورة هدم الأقصى وإقامة هيكل سليمان وذبح البقرات الحمراوات لتمجيد البنيان اليهودى وامتداد الكيان الصهيونى من الفرات إلى النيل 

كما أن زعيم الحريديم يدرك أن برحيلهم ستفقد إسرائيل الآلاف من الشريحة السكانية، والأهم من ذلك أنه يعلم أن الحريديم يمثلون عنصرا مهما فى زيادة التعداد السكاني لدولة إسرائيل، فهم يمثلون أعلى نسبة خصوبة فى إسرائيل مقارنة بجميع الشرائح الأخرى التى يتكون منها التعداد السكاني الإسرائيلي. 

تهديد الحريديم قابله صمت من السلطات الإسرائيلية وغض الطرف عن مطالبات باقى فئات المجتمع بضرورة تجنيد الحريديم والبحث عن بدائل أخرى لسد العجز فى أعداد الجنود فى غزة، وبالطبع على رأسها المزيد من الدعم الأنجلو أمريكى، وأيضا استجلاب مرتزقة من جميع أنحاء العالم بمرتبات عالية ستدفعها طبعا الإدارة الأمريكية من دم الشعب الأمريكى على صورة ضرائب. 

المساواة فى العبء ليست مجرد مطالبة إسرائيلية على مستوى داخلى بضرورة تجنيد الحريديم، بل هى أفق فى المحادثات الإسرائيلية الأمريكية التى ترى من خلالها حكومة إسرائيل أنها تقدم لواشنطن كل شىء من ترسيخ أقدام الولايات المتحدة فى المنطقة إلى مرحلة فرض سيطرتها على العديد من الدول والمناطق المهمة للإدارة الأمريكية، إضافة إلى استنزاف خيرات المنطقة بواسطة اللوبى الصهيونى فى منطقة الشرق الأوسط بجميع الصور والأهداف.

إسرائيل تعلم أن الولايات المتحدة هى التي تحتاجها وتعمل على استمرارها، ولذا فهى تطالبها علنا وسرا بالمساواة فى العبء، ولا بد أن توافق واشنطن وأتباعها وتقر بكل ما تريده إسرائيل، خاصة فى هذه المرحلة التى تتجه إلى اجتياح إسرائيلي لرفح لتحقيق النصر المزعوم والذى يشجعها على التوغل البرى كما قلنا سابقا  الدعم الأنجلو أمريكى والتخاذل العربى. 

لكم الله يا أهل غزة، وصبرا على الشدائد.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فى غزة

إقرأ أيضاً:

دول عربية وإسلامية كبرى تدعم إسرائيل اقتصادياً وتزوِّد الكيان المجرم بالبضائع :شركة الشحن الإسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية

الثورة / أحمد علي

في كلمته الأخيرة حول آخر المستجدات في العدوان على غزة هاجم السيد القائد دولاً عربية وإسلامية كبرى قال إنها تدعم إسرائيل اقتصادياً من خلال تزويده الكيان المجرم بالبضائع.

وأوضح أنه “على مدى 22 شهراً هناك أنظمة إسلامية وعربية لم تتوقف سفنها وهي تحمل المواد الغذائية والبضائع للعدو الإسرائيلي”.

وأضاف السيد القائد أن هذه الأنظمة “زادت خلال هذه الفترة من مستوى تبادلها التجاري مع العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن هذه الأنظمة هي “من كبريات دول هذه الأمة”.

وكشف السيد القائد أن هناك نظاماً إسلامياً “يظهر التعاطف إعلامياً مع الشعب الفلسطيني لكن نشاطه في التبادل التجاري مع العدو أكثر من أي دولة في العالم”.

وقال إن “البعض من كبريات الأنظمة العربية حاولت أن تقدم للعدو الإسرائيلي بدلاً عما حققه الموقف اليمني في منع الملاحة الصهيونية”.

وأشار إلى أن “أنظمة عربية مدّت العدو الإسرائيلي بمواد غذائية متنوعة وبمختلف الاحتياجات في وقت يتم محاصرة الشعب الفلسطيني”.

وكان السيد القائد قد تحدث عن خمس دول عربية وإسلامية تشارك في كسر الحصار اليمني المفروض على العدو الإسرائيلي، معتبراً أن ذلك يمثّل دعماً مباشراً للعدوان الإسرائيلي على فلسطين وتواطؤاً فاضحاً مع جرائم الاحتلال.

السعودية واخواتها

ويرجح خبراء أن الدول المقصودة في خطاب السيد عبد الملك الحوثي تشمل كلاً من تركيا ومصر والأردن والإمارات والسعودية نظراً لطبيعة الواردات التي عبرت منها إلى كيان الاحتلال خلال فترة العدوان والحصار اليمني.

جدير بالذكر أنه وفي خطابه الأخير أكد قائد الثورة أن هذه الدول تتحمل مسؤولية الجرائم التي تُرتكب في غزة، داعياً شعوب الأمة إلى مراجعة مواقفها والتصدي لحكوماتها التي تساهم في تعميق معاناة الفلسطينيين، وفي ظل صمتها المطبق تجاه ما يتعرض له سكان غزة من إجرام وحصار.. دول عربية تباشر عملياً كسر حصار صنعاء البحري على العدو الإسرائيلي، وبهذا التصرف تثبت دول العدوان على اليمن من جديد أن مهمتها هي تقديم الخدمات لكيان العدوّ الصهيوني؛ فبعد أن أعلنت الإمارات والأردن في وقتٍ سابق تضامنهما مع “إسرائيل” عبر تفويج السلع والبضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، بادرت السعوديّة التي تقود تحالف العدوان والحصار على اليمن، إلى كسر الحصار عن كيان العدوّ الصهيوني، وذلك على حساب دماء وأشلاء وجوع سكان قطاع غزة المحاصر والذي يفتقر إلى أبسط منافذ الغذاء والدواء اللازم والضروري لملايين البشر الفلسطينيين.

وبعد أن تمكّنت القوات المسلحة اليمنية من إطباق حصار على كيان العدوّ الصهيوني عبر استهداف السفن الإسرائيلية أَو المتجهة إلى كيان العدوّ الصهيوني؛ ردًّا على الحصار الجائر المفروض على سكان غزة الذين يتضورون جوعاً وظماً أقدم النظامُ السعوديّ على تقديم خدمة جديدة للكيان الإسرائيلي، وذلك بمساعدته على إدخَال السلع والبضائع إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة، في الوقت الذي لم يجرؤ هذا النظام على تقديم أي موقف من شأنه فتح ممرات الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني في غزة.

إسرائيل تفضحهم

وقد ذكرت وسائل إعلام صهيونية قيام السعوديّة والبحرين والأردن بخطواتٍ متناسقة تنتهي عند إدخَال كافة البضائع إلى الصهاينة، عبر الطرق البرية التي تربط السعوديّة والأردن بالأراضي الفلسطينية المحتلّة.

تركيا

في تركيا كان شباب الأناضول ومنظمات أوبن رفح، وما في مرمرة، وسفينة الوجدان نظّموا تظاهرة غاضبة أمام ميناء افجيلار في إسطنبول.

الاحتجاج جاء للمطالبة بوقف كل أشكال التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، رافعين أصواتهم ضد تطبيع العلاقات الاقتصادية.

مطالبة

وطالب المتظاهرون الحكومة التركية بقطع التجارة نهائياً مع الاحتلال .ويقولون إن شركة الشحن الاسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية، وهو ماوثقه نشطاء لإحدى السفن التي كانت تحمل شعار الشركة في ميناء حيدر باشا في إسطنبول متجهة الى حيفا في الأراضي المحتلة.

ويعتبر النشطاء ان استمرار نشاط شركة ZIM «زيم” الإسرائيلية في تركيا يعكس علاقات تجارية غير معلنة، وفقاً للمتظاهرين.

ويؤكد المحتجون أن هذه التعاملات تشكل خرقاً لمطالب الشارع التركي الذي يرفض كل أشكال التعاون مع الاحتلال.

فيما تقول تركيا إنها أوقفت التجارة مع الاحتلال الإسرائيلي، يؤكد النشطاء إن التجارة لا زالت مستمرة وإن سفنا لازالت تبحر من تركيا باتجاه الاحتلال. وما بين الروايتين، يواصل الشارع التركي الضغط من أجل وقف كافة أشكال التعاون مع الاحتلال.

 

مقالات مشابهة

  • عمليات نوعية للمقاومة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة
  • دول عربية وإسلامية كبرى تدعم إسرائيل اقتصادياً وتزوِّد الكيان المجرم بالبضائع :شركة الشحن الإسرائيلية ZIM تستمر في أنشطتها عبر الموانئ التركية
  • منظمة “بتسيلم” الإسرائيلية: إسرائيل تنفذ إبادة جماعية في قطاع غزة
  • سفينة "حنظلة" تصل إسرائيل بعد اعتراضها من طرف الجيش
  • محمد أبو العينين: إغلاق تام من قبل إسرائيل لمعبر رفح الفلسطيني
  • سفينة "حنظلة" تصل إسرائيل بعد اعتراضها من طرف الجيش
  • منذ عهد مبارك .. النائب محمد أبو العينين يكشف مخططات إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء
  • كريمة أبو العينين تكتب: اكتئاب عالي الأداء
  • ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية إلى 59 ألفا و821 شهيدا
  • الاحتلال الإسرائيلى يسلم مفتى القدس قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع