كشف شهود عيان لـ «التغيير»، عن ظهور أسواق، للمسروقات في مناطق سيطرة القوات المسلحة في محلية كرري، تباع فيها الأجهزة الكهربائية، و الأثاثات المنزلية و الهواتف، وغيرها من المقتنيات الاخرى بأقل من ربع قيمتها الحقيقية، بواسطة عناصر مسلحة ترتدي قوات الجيش.
ولم يتسن لـ «التغيير» الحصول على رد من الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة بشأن هذه الاتهامات.

الخرطوم: كمبالا: التغيير ــ سارة تاج السر

و أكد الشهود إلى رواج هذه التجارة في أسواق الثورات بكل من أحياء الشنقيطي، خليفة، صابرين.
حيث تباع ثلاجة سامسونج 2 باب بمبلغ 120 الف جنيه بينما يبلغ سعرها 900 الف جنيه، والمكيفات الفريون (غاز) بـ 50 ألف جنيه، فيما تتراوح قيمتها مابين 300 ألف جنيه إلى 700 ألف جنيه، أما مكيفات (المياه) نسمة المتحركة التي يبلغ سعرها 350 ألف جنيه تعرض بسعر 30 إلى 40 ألف جنيه.
وطبقا لما ذكره شهود العيان لـ «التغيير» فإن تلك الأسواق تشهد ازدحاما شديدا من قبل المواطنين، واقبال على شراء البضائع المنهوبة من غرف نوم واثاث منزلي وغيرها.
وعقب سقوط الإذاعة في يد الجيش، وسيطرة الأخير، على أحياء أمدرمان القديمة، تحدث ناشطين ولجان مقاومة عن عمليات سرقة كبيرة لمنازل المواطنين يقوم بها بعض عساكر الجيش و المستنفرين.
وتداول رواد المنصات الاجتماعية، بكثافة صورا، على انها لأفراد من القوات المسلحة، واخرون بملابس مدنية، ينقلون على ظهور شاحنة صغيرة ومتوسطة وركشات، دراجات بخارية، ممتلكات ومقنيات مسروقة من منازل المواطنين .
وقال الناشط في مواقع التواصل الاجتماعى محمد خليفة في صفحته بالفيس بوك، إن السرقة تتم للبيوت وترحل المنهوبات عن طريق الدفارات والتكاتك والمواتر، للثلاجات خزن الملابس (الدواليب) السرائر، الكراسي، الترابيز وغيرها من أثاثاث المنازل.
واكد خليفة، أن ذلك يحدث أمام مرأى ومسمع الضباط، كما تعبر الدفارات والبكاسي بإرتكازات الجيش بدون مساءلة، في طريقها إلى سوق صابرين شمال امدرمان لتباع على الملأ .
واشار الى ان السرقة تتم تحت ذريعة أن هذه غنائم من بيوت الدعامة، بينما هي مسروقة من منازل المواطنين.
وأشار خليفة إلى أن التحرك الوحيد لبعض الضباط، كان اتصالهم بكل ما لديهم به صلة، طالبين منه العودة سريعا إلى منزله، “لأن هنالك شفشفة تحدث”، أي عمليات نهب للمنازل والتي أصبح متعارف عليها بمصطلح “الشفشفة”.
و هذه هي المرة الثانية التي تنهب فيها منازل المواطنين، فعندما سيطرت قوات الدعم السريع على أحياء أمدرمان القديمة، مارس منسوبيها عمليات ،سلب ركزوا فيها على ماخف وزنه وغلا ثمنه، وفقا لخليفة، الذي طالب قيادة الجيش، بالتدخل فورآ وحسم ما اسماه_ الفوضي والجريمة المخجلة_ ومحاسبة المتورطين .
واتهمت لجان مقاومة أبوروف أفراد يتبعون للجيش والشرطة بسرقة ونهب ما تبقى من أثاث ومقتنيات منازل المواطنين، وأمام أنظار الضباط والمسؤولين.
وأوضحت اللجان في بيان، أن حي أبوروف على وجه الخصوص وأم درمان القديمة بشكل عام ظلت تحت سيطرة «مليشيا الدعم السريع الإرهابية» لقرابة العام، حيث مارست خلال تلك الفترة كل أنواع الانتهاكات وجرائم الحرب من القتل والسلب والنهب والسرقة والإخفاء القسري والتشريد واحتلال منازل المواطنين.
ولكن بعد تقدم القوات المسلحة وتحريرها لمنطقة أمدرمان القديمة بدأت عمليات نهب وسرقة عن طريق أفراد من الجيش والشرطة أمام أنظار الضباط والمسؤولين، ما يجعلهم شركاء في الجريمة ولو بالصمت والتغاضي، طبقا للبيان
وحذرت لجان مقاومة أبوروف من ان تكرار هذه العمليات من شأنه ان يؤدي إلى فقدان الثقة بالأجهزة الأمنية المنوط بها حماية المواطن.
وطالبت قيادة القوات المسلحة بوقف هذه العمليات ومحاسبة مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه التعدي على ممتلكات المواطنين، كما أن المحاسبة سيقود للتمييز بين “الميليشيا” التي تتستر على جرائم منسوبيها والقوات النظامية التي تردع كل من يتجاوز أعراف وتقاليد المؤسسات الأمنية. ودعت مقاومة أبوروف، الى سرعة العمل لرد الأموال والأصول المنهوبة لأهلها.
وقال معتز _ اسم مستعار لدواع أمنية، إن 6 أفراد يرتدون زي الجيش، على متن 4 دراجات بخارية، اقتحموا مركزا للاستارلينك بمنطقة خليفة التابعة لمحلية كرري، قبل شهر، وامروا المواطنين المتواجدين في المركز والذين يفوق عددهم تلاثين شخصا، بوضع هواتفهم النقالة في جوال نصبه اثنان منهم، فيما وقف الآخرون كارتكاز.
وأوضح في حديثه لـ «التغيير» أنه كان ضمن من نهبت هواتفهم، وشاهدا على الواقعة لافتا الى إن تلك العناصر غادرت بعد اطلاق اعيرة نارية في الهواء.
أما مصطفي وهو اسم مستعار آخر ،حفاظا على سلامته، قال إنه اقتحمت قوة من الاستخبارات التابعة للجيش منزله بمحلية كرري، واعتقلته بتهمة الاشتباه في انتمائه لقوات الدعم السريع وحيازة ذخيرة، وتم مصادرة مبلغ مالي وعدد 8 شاشات،و احتجز لدي الاستخبارات لمدة 48 ساعة، قبل أن يطلق سراحه، وأوضح أنه و بعد مرور أكثر من شهر على الافراج عنه لم يتم إعادة المعروضات، بل علم من بعض المصادر أن الشاشات تم عرضها للبيع.
وذكر مصطفي أن النهب قد خف قليلا في محلية كرري بعد تقدم الجيش وسيطرته على أحياء أمدرمان القديمة والمهندسين، التي تمارس فيها ذات العمليات.
مازن عثمان، الذي يقطن احدي أحياء أمدرمان القديمة كتب في منشور متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، بأن عمته السيدة خديجة عدوي، ظلت متواجدة مع أبنائها بمنزلهم بحي الملازمين 11شهرا، و أصرت على عدم الخروج كأغلب الناس، بالرغم من أن الطابق العلوي من بيتها قد تدمر، ومع أن عناصر الدعم السريع درجت على الحضور وتفتيش المنزل بين الفينة والاخرى، ومغادته بدون اخذ شيء حسب زعم بن أخيها.

و بعد استلام الجيش للإذاعة، طلب من السيدة خديجة وولديها عدوي وحافظ، ترك البيت، والتوجه إلى مجمع ( مسيد)الشيخ الأمين بحي ود درو الامدرماني والبقاء فيه، لأغراض أمنية، ولحظة خروجهم كما أكد عثمان، تم تجريدهم من هواتفهم النقالة كما نهب كل ما بحوزتهم من أموال بواسطة عناصر الجيش، و بعد عودة احد أبناء السيدة خديجة للمنزل وجد شاحنتين  “دفار”، ينقلان ما بالمنزل من ممتلكات امام عناصر من الجيش .

الوسومأم دمان الاستخبارات سرقات عناصر الجيش نهب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الاستخبارات سرقات عناصر الجيش نهب

إقرأ أيضاً:

البنك المركزي بصنعاء يكشف عن حجم التعويضات للمواطنين مقابل العملة القديمة خلال 4 أيام فقط

الجديد برس:

أعلن البنك المركزي في صنعاء عن تحقيق آلية تعويض المواطنين في مناطق الحكومة الموالية للتحالف السعودي مقابل مدخراتهم من العملة المطبوعة قبل عام 2016، والتي يصفها بالقانونية، نجاحاً كبيراً منذ تدشينها يوم السبت الماضي.

ووفقاً لمصدر مسؤول في البنك المركزي، فقد بلغ عدد عمليات التعويض التي تمت في النقاط المخصصة لذلك في مركز رقابة جمرك الراهدة بمحافظة تعز ومركز رقابة جمرك عفار بمحافظة البيضاء، منذ السبت الماضي وحتى يوم الأربعاء، 183 عملية.

وبلغ إجمالي المبالغ التي تم استلامها من المواطنين في النقاط الخاصة بالتعويض خلال هذه الفترة 504,576,500 ريال (خمسمئة وأربعة ملايين وخمسمائة وستة وسبعين ألفاً وخمسمائة ريال) من العملة المطبوعة قبل عام 2016.

وأكد المصدر أن التعويض تمّ بالقيمة الحقيقية للعملة المتداولة في مناطق الحكومة اليمنية، أي بمبلغ مليار وسبعمائة وسبعة وعشرين مليوناً وثمانمائة وأربعة عشر ألف (1,727,814,000) ريال.

وأشار المصدر إلى أن آلية تعويض المواطنين ستستأنف أعمالها بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، التي تبدأ يوم الثلاثاء 25 يونيو 2024.

وأشاد المصدر بإقبال المواطنين على نقاط التعويض، معتبراً ذلك دليلاً على وعيهم العالي وتمسكهم بحقوقهم.

كما أكد المصدر أن آلية التعويض التي دشنها البنك المركزي اليمني بصنعاء حمت المواطنين في تلك المناطق من محاولة “نهب مدخراتهم” من قبل البنك المركزي في عدن.

مقالات مشابهة

  • السودان.. اشتباكات بين الجيش والدعم السريع بأم درمان
  • احتراق باص في نقيل سمارة ووقوع وفيات وإصابات 
  • مقتل 8 عناصر من الجيش الإسرائيلي بتفجير ناقلة جند في رفح
  • وفيات ومصابين باحتراق باص في نقيل سمارة
  • تحريات أمن الجيزة تكشف ملابسات مصرع جزار في الشيخ زايد
  • 36 مليار ريال من العملة القديمة .. كيف سيحصل عليها البنك المركزي في صنعاء؟
  • وظائف خالية لخريجي كلية تجارة بمرتبات تصل إلى 12 ألف جنيه.. اعرف الشروط المطلوبة
  • استولى على أموال المواطنين بزعم توظيفها فى تجارة الفاكهة.. وقرار مهم بشأنه
  • البنك المركزي بصنعاء يكشف عن حجم التعويضات للمواطنين مقابل العملة القديمة خلال 4 أيام فقط
  • عطار نصب على تجار بالدقهلية: اوهمتهم باستثمار 6 ملايين جنيه فى تجارة العطارة