ما حكم المعصية في ليل رمضان؟، وهل ارتكاب المعاصي في ليل رمضان يرفع عنها القلم أم تؤثر على قبوله؟ سؤال نجيب عنه من خلال "فتاوى الصائمين" مع الشيخ إبراهيم جادالكريم المفتي بمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عبر موقع صدى البلد خلال شهر رمضان المعظم.

ما حكم المعصية في ليل رمضان؟

وقال الشيخ إبراهيم جادالكريم، في جواب سائل يقول: ما حكم من يظن أن الطاعة في نهار رمضان، وهل ارتكاب المعاصي في ليل رمضان يرفع عنها القلم؟، إن من يظن أن المعصية مباحة فهو ظن خاطئ وسوء ظن بالخالق جل وعلا، مؤكدًا أن المعصية محرمة في جميع الأوقات.

وأشار في بيان ما حكم المعصية في ليل رمضان؟ إلى أن النبي حذر منها وبين أن المداومة عليها دون توبة ستحمل على عاتقة يوم القيامة، مستدلًا بالحديث الذي رواه سهل بن ساعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إياكم ومُحَقَّراتِ الذنوبِ ، فإِنَّما مثَلُ مُحَقَّرَاتِ الذنوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نزلُوا بَطْنَ وادٍ ، فجاءَ ذَا بعودٍ ، و جاءَ ذَا بعودٍ ، حتى حمَلُوا ما أنضجُوا بِهِ خبزَهُم ، و إِنَّ مُحَقَّراتِ الذنوبِ متَى يُؤْخَذْ بِها صاحبُها تُهْلِكْهُ".

وشدد عضو الفتوى بمركز الأزهر على أنه ينبغي التوبة وعدم المعصية في الليل أو النهار في رمضان أو في غير رمضان.

ماذا قال الله تعالى عن التوبة؟

يقول الله تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر:53]، وقال تعالى: ﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ۝ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ۝ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ [آل عمران: 133-135].

فتاوى الصائمين| ما حكم الفحص المهبلي أثناء الصيام؟ الإفتاء تجيب فتاوى الصائمين |هل تضاعف السيئات في شهر رمضان؟ الإفتاء تجيب حديث السنة عن التوبة 

وفي الصحيحين عن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مَخَافَةَ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ». قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «أَنْ تُزَانِي حَلِيلَةَ جَارِكَ». فأنزل الله تعالى تصديقًا لذلك قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا • يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا • إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا • وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتَابًا﴾ [الفرقان: 68 -71].

وفي مسند أحمد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى رَبِّكُمْ»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «وَاللهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» رواه البخاري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شهر رمضان التوبة فتاوى الصائمين ى الله ل الله

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر يكشف عن سلوك يرفع شأن الإنسان في الدنيا والآخرة

قال الدكتور إبراهيم الهدهد، خطيب الجامع الأزهر، إن الله تعالى قد بين لنا في القرآن الكريم أجر حسن الخلق في الدنيا، ففي الدنيا قال الله (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).

خالد الجندي: هذه التصرفات في واقعنا المعاصر من أخلاق الجاهليةكنت في شبابي سيئ الخلق وتبت فهل أرى عملي في ابنتي؟.. علي جمعة يرد

وأضاف إبراهيم الهدهد، في خطبة الجمعة من الجامع الأزهر، أن حسن الخلق يخرج العداوة والبغضاء من العبد، وعلى المسلم أن يتأسى بحديث النبي الذي يقول فيه (خالق الناس بخلق حسن) وحديثه الآخر (عامل الناس بمثل ما تحب أن يعاملوك به).

وأشار إلى أن حسن الخلق يكون مع الله ويكون مع الخلق، فالدين هو أن تحسن العبادة لله الحق، وأن تحسن إلى كل الخلق.

كما نصح النبي أمته قائلا (اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن) وقال كذلك (إن أحبكم إلي، وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة، أحاسنكم أخلاقا).

وتابع: من فعل ذلك وعاش على حسن الخلق مع الله وحسن الخلق مع الخلق، ارتفع شأنه في الدنيا وكان شأنه كذلك في الآخرة أرفع.

طباعة شارك الدكتور إبراهيم الهدهد إبراهيم الهدهد الجامع الأزهر القرآن حسن الخلق أجر حسن الخلق

مقالات مشابهة

  • حرم المرحوم شفيق عبنده في ذمة الله تعالى
  • ما اليمين الغموس وهل لها كفارة؟.. الإفتاء تجيب
  • ماذا نقول عند الحر الشديد؟ كلمات تنجيك من حر جهنم
  • علاج الحسد والعين في 3 أيام.. الإفتاء تحدد 12 دواء للشفاء
  • لماذا أمر النبي بقراءة آية الكرسي بعد كل صلاة؟.. الإفتاء تحدد 3 أسباب
  • خطيب الجامع الأزهر يكشف عن سلوك يرفع شأن الإنسان في الدنيا والآخرة
  • دعاء يوم الجمعة للأبناء وزيادة الرزق مكتوب.. رددها الآن في ساعة الاستجابة
  • استهداف مطار اللد بن غوريون في يافا المحتلة بـصاروخ فرط صوتي
  • قائد أنصار الله: إجماع غربي وفي الأوساط الإسرائيلية بفشل العدوان الأمريكي على بلدنا
  • العبادات المستحبة في الأشهر الحرم.. الأزهر للفتوى يوضحها