برعاية منصور بن زايد.. نهيان بن مبارك يفتتح مؤتمر «القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية»
تاريخ النشر: 25th, March 2024 GMT
أبوظبي - وام
تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مؤتمر «القرآن الكريم وآفاق العلوم الكونية وجهود دولة الإمارات في خدمته» الذي تنظمه الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والذي انطلقت فعالياته أمس الأحد ويستمر يومين في أبوظبي بمشاركة العلماء والمختصين.
حضر المؤتمر، العلامة عبد الله بن بيه، رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وفضيلة الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور عمر حبتور الدرعي، رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ود. م. خليفة الطنيجي، رئيس مجمع القرآن الكريم في الشارقة، وأصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة -حفظه الله- وعدد من المسؤولين في الجهات الحكومية.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، في كلمته الافتتاحية: «إننا يسعدنا المشاركة في هذا المؤتمر الذي يتناول بالدراسة والمناقشة بعض جوانب الإعجاز في القرآن الكريم الذي هو كتاب رحمةً وهداية جاء للبشر بمنظومة متكاملة، في الحياة السليمة، منظومة، تستوعب الكون كله، قوامها العلم والعمل والسلوك القويم، منظومة تدعو إلى المحبة، والتعاون، والتسامح، والأخوة الإنسانية».
وأضاف، «أتقدم بعظيم التحية، وفائق الشكر والامتنان إلى راعي المؤتمر سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، مقدراً لسموه، إدراكه العميق، لمكانة القرآن الكريم، في قلوب المسلمين، وللدور المرموق، لهذا الكتاب العزيز، الذي يَهدي للتي هي أقوم، في ترشيد حياة الفرد، وإصلاح مسيرة المجتمع، أقدر لسموه كذلك، حرصه القوي، على أن يتحقق للمجتمعات المسلمة، ما يدعو إليه الدين الحنيف، من تراحمٍ وتقدمٍ ونماء، بل وأيضاً، من إعمال العقل والفكر، وتحقيق الإفادة الكاملة، من معطيات التقدم العلمي والتقني في العالم».
وقال وزير التسامح والتعايش: «إن هذا المؤتمر إنما هو استجابة وطاعة، للأمر الإلهي، بأن نتدبر القرآن العظيم - إننا حين نتدبر القرآن، فإنما نعبر عن رغبة أكيدة، بإذن الله، في أن نكون قادرين، على أن نؤكد، بالقول والفعل، رسالة الإسلام في البناء والتعمير، وفي رفعة الإنسان، وتقدم المجتمعات: هذا الدين السمح، الذي يحترم الحياة، ويحتفي بالحكمة والعلم والمعرفة، ويدعو إلى تمكين الإنسان، وتنمية ملكات الإبداع والتفكير الهادف لديه - إنني أحيي ما تسعون إليه في هذا المؤتمر، من الإسهام في إعداد الإنسان المسلم، للحياة الواثقة، في هذا العصر، ليكون بعون الله، واعياً بدينه، يتدبر القرآن، بفكرٍ يقظ، واعتزازٍ كبير، يتحرر من الخوف والجهل، ويأخذ بأفضل ما في العالم، من معارف وممارسات، ويسعى بكل جدٍ، إلى الإسهام الإيجابي، في صنع مسيرة التقدم في العالم كله».
وتابع، «إن قيام الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، بتنظيم هذا المؤتمر، إنما هو انعكاس صادق وحقيقي، لما تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة، من مكانة محورية، في مسيرة الأمة، بل وما تحظى به كذلك، من مكانة خاصة، في قلوب المسلمين جميعاً، وبخاصة مكانة مؤسسها العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تلك المكانة، التي تتجسد فيما تمتلكه الدولة، من ثقافة واسعة، وخبرة عميقة، والتزامٍ قوي، بتعاليم وتاريخ الإسلام الزاهر، بما يؤهلها وعن جدارة، أن تكون مركزاً طبيعياً، للمرجعية الإسلامية المستنيرة، في هذا العصر».
وأضاف، «إنني لعلى ثقة كاملة، في أنكم في مناقشاتكم، سوف تؤكدون بكل قوة، أن النعمة الكبرى للقرآن الكريم، هي نعمة النظر والتدبر، وأن الآيات الكونية في هذا الكتاب العزيز، والتي تتحدث عن السماء والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر والنجوم، والجبال والسهول، والبحار والأنهار، والرياح والسحاب، والنبات والحيوان والجماد، وخَلْق الإنسان وكافة الدواب والمخلوقات، إنما هي دعوة للاكتشاف، والبحث عن الحكمة والمعرفة، ودراسة العلوم والتقنيات، والأخذ بأسباب التقدم والنماء، في كافة المجالات».
من جانبه قال الدكتور عمر الدرعي، إن القرآن الكريم هو قلب العلوم، وتنهل منه الأنظار والفهوم، فهو البحر المحيط، الحاوي لألوان من الجواهر والنفائس والدرر، إشاراته عباراتٌ، وعباراته معلماتٌ ومدوناتٌ، وهذا المؤتمر إنما هو جولةٌ ولقاءٌ على ساحله، وركوبٌ للجته، لالتقاط بعض من تلك اللآلئ والأعلاق النفيسة، نجتني أطايبه، ونقتطف ثماره، ونغوص في أعماقه؛ لنظفر بقبس من مقاصده وقيمه، ونهتدى بآياته المتلوة والمنظورة: {كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} عملا بوصية سيدنا عمر بن الخطاب لحبر وترجمان القرآن: عبد الله بن عباس رضي الله عنهم عندما قال له: «غص يا غواص».
وأضاف، «جاء هذا المؤتمر في أشرف ما نخص به كتاب ربنا من زمان، وهو شهر القرآن، وبين أهله من العلماء الكرام، تدارسا ومنحا، نقتدي فيه بمن سبقنا ممن برعوا في علوم القرآن وأبدعوا، وتفننوا في التصنيف في تفسيره وأتقنوا، وأحكموا هذه الصنعة، وأسسوا علوما وفنونا خادمة لهذا الكتاب، وضربوا في كل عصر ومصر في ذلك بسهم وافر، فهو منهلٌ للعالمين».
وبدأت أولى جلسات المؤتمر بمحور «القرآن الكريم رافد من روافد القيم الإنسانية»، وكانت الكلمة الافتتاحية لسعادة محمد سعيد النيادي المدير العام للهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف.
من ناحيته تناول الدكتور إدريس الفاسي الفهري من العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة - حفظه الله- في المداخلة الأولى «عناصر القيم الإنسانية في القرآن الكريم والوسائل المنهجية في التكوين الحضاري»و لخصها في خمسة عناصر الأول مفهوم القيم في القرآن الكريم والتي قال إنها تجتمع في كلمة «المعروف»، والعنصر الثاني إنسانية القيم في القرآن الكريم والثالث الإرث الإنساني للقيم في القرآن الكريم.
أما المداخلة الثانية «الكليات الكبرى والمقاصد العليا للقرآن الكريم والمشترك الإنساني مقاربة حضارية» قدمها الأستاذ الدكتور قطب الريسوني، عميد كلية الشريعة والدراسات الإسلامية - في جامعة الشارقة، قال فيها إن دين الإسلام ناطق في جملة غير يسيرة من نصوصه وموارده بقيم التعارف بين الأمم.
وتحدث في المداخلة الثالثة الدكتور راميل أنس عزت اللين، رئيس قسم العلوم الدينية والإنسانية في أكاديمية بلغار الإسلامية عن عنوان «أخلاقيات العصر خلال توجيهات القرآن الكريم مقاربات منهجية»، قائلا: «ترك القرآن الكريم بصمات التأثير القوية على المجتمع البشري على مر العصور، والدراسة الحقيقية للأخلاق لن تتم وتكمل؛ إذا غضت الطرف عن الدستور الأخلاقي في القرآن الكريم، وكثير من الأخلاق التي جاء بها القرآن الكريم؛ نجد أن كثيرا من المناهج الفكرية الحديثة للأخلاق قد أكدت عليها».
وأثرى المداخلة الرابعة «مناهج تفكيك الخطابات المتطرفة التي توظف القرآن الكريم» بالحديث سعادة الدكتور خليفة مبارك الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، قال فيها يمثل الخطاب القرآني بأنه نص متكامل متواشج يحمل في نصوصه النظم الأخلاقية والتشريعات السمحة والقيم الإنسانية التي جاءت لتحقق المقاصد السامية في حفظ الأوطان والإنسان ويعبر القرآن الكريم عن رؤية كونية للعالم أعطت معنى جديدا للنظر في العالم بموجوداته.وقدم الدكتور نوح سوادوغو، مؤسس منظمة الإغاثة الإنسانية ومؤسسة فوزابا في العاصمة واغادوغو، المداخلة الخامسة «التفسير القيمي للقرآن الكريم المناهج والخصائص» متناولا بيان المقصود بالتفسير القيمي للقرآن.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان القرآن الكريم العامة للشؤون الإسلامیة والأوقاف فی القرآن الکریم رئیس الدولة هذا المؤتمر نائب رئیس فی العالم آل نهیان بن زاید فی هذا
إقرأ أيضاً:
رقية رفعت تحصد المركز الأول عالميًا في حفظ وتلاوة القرآن برواية حفص بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم
أعربت رقية رفعت عبد الباري زغلول، ابنة قرية الكوم بمركز رشيد بمحافظة البحيرة والفائزة بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، عن سعادتها الغامرة بهذا الفوز المشرف الذي يعد تتويجا لسنوات طويلة من المثابرة الجهد والاجتهاد في حفظ كتاب الله وتعلم علومه.
وحصلت رقية على جائزة مالية قدرها مليون جنيه نظير فوزها في فرع حفظ القرآن الكريم كاملا برواية حفص وتجويده، ضمن فعاليات النسخة الثانية والثلاثين من المسابقة التي تنظمها وزارة الأوقاف سنويا، والتي تعد إحدى أكبر المسابقات الدولية من حيث عدد المشاركين وقيمة الجوائز.
وتحدثت رقية في تصريحات خاصة لـ«الوفد»، مؤكدة أنها بدأت رحلتها مع القرآن الكريم في سن مبكرة، حيث شرعت في الحفظ وهي في الخامسة من عمرها، وأتمت حفظه كاملًا قبل بلوغها العاشرة.
وأشارت رقية بأنها التحقت بالكتاب فى قرية ديبي وهي في الخامسة من عمرها، وتمكنت من ختم القرآن الكريم كاملة في سن العاشرة، بدعم كبير من أسرتها، وبخاصة خالها الشيخ عبد الحليم المسلماني، الذي كان ملازما لها في الحفظ والتعليم.
كما وجهت رقية شكرها العميق لخالها الذي كان صاحب الفضل الأكبر في رحلتها مع القرآن، ولأسرتها التي أحاطتها بالدعم والتشجيع، فضلًا عن مشايخها في قرية ديبي ورشيد والمحمودية وإدفينا، الذين كان لهم دور بارز في تعليمها وصقل مستواها حتى وصلت لهذا التفوق المشرف.
حصلت رقية على شهادة الثانوية الأزهرية بمجموع 94.5%، واختارت هي وأسرتها طريق الالتزام بخدمة كتاب الله، فالتحقت بكلية الدراسات الإسلامية قسم الشريعة، حيث حققت تفوقا لافتًا بحصولها على المركز الثاني على دفعتها بتقدير امتياز.
وشاركت رقية في العديد من المسابقات المحلية والدولية، وكانت غالبا تحصد المركز الأول بجدارة، كما مثلت مصر في المملكة الأردنية الهاشمية عام 2019، وتمكنت من تحقيق المركز الرابع عالميا، لتواصل بذلك مسيرتها الحافلة بالإنجازات.
وتخرجت في كلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر فرع الإسكندرية، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عام 2018، وهو ما يعكس مستوى تفوقها العلمي بجانب تميزها في مجال الحفظ والتجويد.
ووجهت رقية مناشدة إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بأن يصدر قرارًا بتعيينها معيدة في الجامعة، حتى تواصل كما تقول خدمة القرآن الكريم وعلومه، وأن تسهم في تخريج جيل جديد من الحافظات والباحثات في هذا المجال الشريف.
وأكدت رقية أن ها الحلم لطالما راودها، وأن تتويجها العالمي يمنحها دافعًا أكبر للاستمرار في طريق الدعوة وحمل رسالة القرآن.
وعن حياتها الأسرية، أوضحت رقية أنها متزوجة وتبلغ من العمر 29 عاما، ولديها طفلان: محمد 7 سنوات ويزن 3 سنوات، مشيرة إلى أنها تحرص على تحفيظهما القرآن الكريم منذ الصغر.
وتابعت رقية أنها تحافظ على ورد يومي ثابت، وتتم مراجعة القرآن كاملًا مرتين شهريا، بينما تكثف المراجعة قبل المسابقات لتكون كل يومين أو أربعة أيام، مؤكدة أن فضل الله عليها كبير، وأن ما وصلت إليه يُعد اصطفاءً إلهيًا وتوفيقا من رب العالمين.
كما كشفت عن حصولها على العديد من الجوائز المحلية والدولية خلال السنوات الماضية، وأن شقيقتها الصغرى تحفظ القرآن الكريم كاملا أيضًا، ما يعكس البيئة القرآنية التي نشأت فيها أسرتها.
وأضافت رقية رفعت موضحة أن منزلة أهل القرآن عظيمة عند الله تعالى، فهم كما ورد في السنة النبوية من خاصته وأحبائه. واستشهدت بما رواه النسائي وابن ماجه عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله أهلين من الناس"، فقيل ومن هم يا رسول الله، قال: “أهل القرآن هم أهل الله وخاصته”.
وعبرت رقية رفعت في تصريح لها عن بالغ سعادتها بهذا التتويج، مؤكدة أن شعورها لا يوصف، وقالت: "الحمد لله على نعمة القرآن الكريم، ففوزي بالمركز الأول في المسابقة العالمية للقرآن الكريم هو شرف كبير لي، لأنه في ميدان القرآن، وهذا فضل واصطفاء من الله تعالى".
كماوجهت رقية الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة لأهل القرآن ودعمه المتواصل لهذه المسابقة العالمية.
وشهدت المسابقة العالمية هذا العام مشاركة واسعة من مختلف الدول، وتصدرت مصر المراكز الأولى، حيث أعلنت وزارة الأوقاف منح الفائز بالمركز الأول جائزة قدرها مليون ومئة وخمسون ألف جنيه، ضمن إجمالي جوائز بلغت 13 مليون جنيه، وهي الأكبر في تاريخ المسابقة.
ومن المقرر أن يقوم الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكريم الفائزين خلال احتفال وزارة الأوقاف بليلة القدر في شهر رمضان المبارك، في تقليد سنوي يعكس اهتمام الدولة بحملة كتاب الله.