قال رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب النائب طارق رضوان، إن اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2728 بشأن غزة، والذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان؛ بمثابة نجاح كبير لجهود مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لوضع حد لحرب الإبادة التى تقوم بها حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس.

وقال رضوان، في بيان اليوم الاثنين، إن المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي في هذه المرحلة الدقيقة لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان الالتزام التام من حكومة الاحتلال بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي على أرض الواقع لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق والتي استمرت منذ يوم 7 من شهر أكتوبر من العام الماضى وحتى الآن.

وأشار رضوان إلى أنه من شأن هذا القرار إنقاذ أرواح الأبرياء، وأنه يجب الإنهاء الدائم للحرب على غزة والتأكيد على حل الدولتين القابل للتطبيق تنفيذاً لقرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكامل الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضاف أن حكومة الاحتلال انتهكت حقوق الإنسان الفلسطيني فى أبشع صورها أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولى الذى وقف صامتاً ومتفرجاً على هذه الانتهاكات، موجها التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده المستمرة ورفضه القاطع لتجويع الفلسطينيين، وتقديم جميع أنواع الدعم والمساندة للشعب الفلسطيني الشقيق.

وأكد النائب طارق رضوان أن مصر قيادة وحكومة وبرلماناً وشعباً لن يهدأ لها بال حتى يتحقق حلم الأشقاء الفلسطينيين في إقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، موجهاً تحية قلبية للرجال والنساء والأطفال والشيوخ والشباب الفلسطينيين الذين ظلوا صامدين ومرابطين على أرضهم حتى في شهر رمضان المبارك من أجل الحصول على جميع حقوقهم المشروعة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه

حين يقرأ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) القرآن الكريم، فإنه يغوص في أعماق المعاني، ويتعامل مع النص القرآني بوصفه حيًّا ناطقًا، يخاطب الإنسان في وجدانه وسلوكه وواقعه اليومي، ومن بين الآيات التي توقف عندها بتأمل واسع وقراءة ذات طابع روحي وفكري، هي الآيات الأولى من سورة النحل، التي تبدأ بقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:2)

يمانيون / خاص

 

في هذا التناول القرآني، يعرض الشهيد القائد الآيات كنافذة يدخل منها القارئ إلى فضاءٍ واسع من النعم الإلهية، والهداية الربانية، وقوانين الطغيان الإنساني، وتفاصيل الرحمة المتجلّية في الخلق والتسخير والجمال، إنه يُمهّد لقراءة تربط بين الهداية كأعظم نعمة، والكون كمنظومة تسخيرٍ رحيمٍ للإنسان، والإنسان ذاته ككائن متمرّد حين يرى نفسه مستغنيًا.

هذا التمهيد الذي يبدأ بذكر “أمر الله” لا يُفهم عند الشهيد القائد على أنه مجرد تهديد بالعقوبة، بل كمفتاح لفهم الجدّية في مشروع الهداية الإلهي، وكمال الرعاية الربانية التي تشمل أدق تفاصيل حياة الإنسان، من إرساله الأنبياء وإنزال الكتب، إلى تسخيره الأنعام وتهيئة الأرض بجمالها ومنافعها.

من هنا تبدأ رحلته مع الآيات، رحلة لا تكشف عن معناها الظاهري فقط، بل تكشف عن علاقتها بالواقع، وعن مسؤولية الإنسان في التفاعل مع نعم الله، خشيةً وشكرًا وعبادة.

 

الهداية .. قمة النعم الإلهية

يبدأ الشهيد القائد بتسليط الضوء على النعمة الأساسية، والمركزية في حياة الإنسان، نعمة الهداية، عبر إرسال الأنبياء وإنزال الكتب، حيث يؤكد أن هذه النعمة هي الأولى والأعظم، وتُقدَّم على ما سواها من النعم، حتى نعمة الخلق والرزق،  قوله: ’’هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة…’’ ،، يبرز هذا الترتيب الدلالي لمفهوم النعمة أن الشهيد القائد لا ينظر إلى الدين كمجرد ثقافة، بل كضرورة وجودية مرتبطة ببقاء الإنسان في مساره الصحيح.

 

الخلق بالحق .. لا عبث في خلق الله

في معرض المعنى الدلالي في قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} ، يؤكد الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أن هذا الخلق لم يكن عبثًا، بل لحكمة وغاية، وهذا يلفت النظر إلى مركزية الغاية في العقيدة الإيمانية، حيث كل ما حول الإنسان له وظيفة، وكل نظام كوني يحمل رسالة.

 

الطغيان الإنساني عند الغنى .. جحود النعمة

من أهم المحاور الدلالية في الخطاب تحذير الشهيد القائد من انقلاب الإنسان على خالقه حين يرى نفسه مستغنيًا، يستشهد بآيات كثيرة منها:  {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} ، وهنا يستنبط القائد درسًا عميقًا،  أن الطغيان لا ينبع فقط من الجهل أو الحاجة، بل غالبًا ما ينبثق من حالة الاستغناء والغفلة، وبالتالي يدعو إلى الحياء من الله في لحظات الرخاء، لا فقط في لحظات الشدة.

 

نعمة الجمال في الخلق الإلهي

يتناول الشهيد القائد جانبًا مميزًا في النعمة،  البعد الجمالي، ويعتبره نعمة مستقلة، ومن الأمثلة التي أوردها ، جمال الأنعام عند السرح والرواح ، ومناظر الزرع والثمار، وألوان الفواكه وروائحها،  ’’حتى جانب الجمال، هو أيضاً مما هو ملحوظ داخل هذه النعم الإلهية…’’ ، الرسالة هنا أن الله لا يُعطي فقط ما تحتاجه أجسادنا، بل ما تطرب له أرواحنا وأبصارنا، وفي هذا تكامل للنعمة يجعلها شاملة لحياة الإنسان الحسية والوجدانية.

 

الرحمة الإلهية في التسخير والتنوع

من خلال استعراضه لخلق الأنعام والخيل والبغال والحمير، يبيّن الشهيد القائد أن هذا التسخير نابع من رأفة ورحمة إلهية،  يقول : وأنتم لا تملكون أن تسخروها لأنفسكم فسخرها لكم؛ لأنه رؤوف بكم، رحيم بكم ، يشير إلى أن الإنسان ليس هو المتحكم الحقيقي في سنن الكون، بل هو مُكرَّم بتسخيرٍ من الله، وأن من واجبه الاعتراف بهذا الفضل والتواضع أمامه.

 

الهداية .. مسؤولية الله وحقه المطلق

يعود القائد ليؤكد مركزية الهداية كخط رسالي، فيقول: ’’وكأنه يقول لنا، أنا الذي أهدي، وأنا الذي يهمني أمركم…’’ ، في هذا الموضع يؤكد على حق الله في أن يهدي، وأن ذلك ليس خاضعًا لميول البشر أو رؤاهم، بل هو نابع من إرادته ورحمته، فكما تكفّل الله بالرزق والخلق، تكفل أيضًا بالهداية.

 

أخيراً

المعاني الدلالية في قراءة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي للآيات، ليس تفسيرًا تقليديًا قائمًا على البيان اللغوي فقط، بل هو تأملٌ روحي واجتماعي وتحليل نفسي لطبيعة الإنسان في تعامله مع النعم. يبرز فيه عمق البصيرة الإيمانية، والربط بين الآيات والواقع الاجتماعي والاقتصادي، والتنبيه على خطر الغفلة في الرخاء، والدعوة إلى التأمل في الجمال كدليل على رحمة الله، وإثبات أن الهداية من الله وحده، وهي أعظم نعمة على الإطلاق.

مقالات مشابهة

  • ترامب: نريد وقف إطلاق النار بغزة.. ونأمل أن يصل الطعام لمن يحتاجونه
  • الديمقراطية : تحية إلى شعب اليمن الشقيق ووقوفه الصادق إلى جانب شعبنا الفلسطيني ومقاومته
  • ألمانيا وبريطانيا تطالبان بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لغزة
  • بريطانيا تطالب إسرائيل بوقف إطلاق النار في غزة
  • الحكومة الألمانية تطالب نتنياهو بوقف فوري لإطلاق النار بغزة
  • المستشار الألماني يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • حماس: الاتفاق كان قريبا.. والاحتلال كان يريد السيطرة على 40% من القطاع وعدم الالتزام بوقف الحرب
  • الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه
  • “المنفي “يؤكد التزام ليبيا بإصلاح مجلس الأمن الدولي
  • العفو الدولية وأحزاب يطالبون بوقف تدهور حقوق الإنسان بتونس ووضع حد للانقلاب