من حسن الصباح إلى حسن البنا.. «مسلسل الحشاشين» يفجر ألغام الإخوان الفكرية
تاريخ النشر: 26th, March 2024 GMT
لا تزال أصداء مسلسل «الحشاشين» تزلزل أركان جماعة «الإخوان المسلمين» الإرهابية، فرغم أن مسلسل الحشاشين يحكي عن طائفة تمتد لمئات السنين، إلا أنها فجرت الألغام الفكرية التي نشأت عليها جماعة الإخوان المسلمين، وأهمها وأولها فكرة «الانغلاق»، فالقلعة التي عاش بها «الحشاشين» ترمز لتلك الحالة، فقد استغنو عن العالم الخارجي، ونمت قوتهم واقتصادهم داخل تلك القلعة، وأصبحو تنظيما قويا، بل ربما دولة مستقلة بذاتها.
مسلسل «الحشاشين»، احتل المركز الأول في قائمة المسلسلات الأعلى نسبة مشاهدة على منصة «واتش إت» في دراما رمضان ٢٠٢٤، كما أصبح تريند أول على منصة «إكس» في اليوم الخامس من عرضه، كما تصدر البحث عن مواعيد عرضه خلال الساعات الماضية محرك البحث جوجل، وتصدرت النقاشات حول أحداثه على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يثير للاهتمام والبحث، خاصة مع استنفار مواقع وصفحات أشخاص تابعين لجماعة الإخوان الإرهابية ضد المسلسل وصُناعه.
لماذا يهاجم الإخوان المسلمين مسلسل الحشاشين؟لا شك أن هجوم جماعة الإخوان الإرهابية، ولجانها، وأتباعها على مسلسل الحشاشين شيء طبيعي، فمثل هذه النوعية من الأعمال هي القوة الناعمة التي تزلزل أفكار هذه الجماعة التي ترسخت على مدار أكثر من 80 عاما، منذ تأسيسها على يد حسن البنا عام 1928.
وبحسب دراسة لـ مركز «رع للدراسات الاستراتيجية» أكدت أن مسلسل «الحشاشين» كشف الغطاء الفكري عن هذه الجماعة التي تنغلق على نفسها، حتى لو ادعت أن دعوتها لكل بلاد العالم والمسلمين كافة على وجه الأرض.
فالدراما بحسب الدراسة تشكل خطرا علي ما تبقى منها، حيث تهدد هذه النوعية من الأعمال المنظومة الفكرية التي تسعى الجماعة إلى امتداد أثرها من السيطرة على الجماعة وأتباعها إلى المجتمع وأفراده بالكلية، بالتالي محاولة فهم مخاوف الجماعة وأتباعها واستنفارهم وتربصهم بمسلسل الحشاشين، يقودنا إلى محاولة الإجابة على الأسئلة التالية، هي: ما المفاهيم التي تخشى الجماعة من تجسيدها وتحليلها من خلال المسلسل، وعلاقة هذه المفاهيم بالجماعة؟، لماذا تتحسس الجماعة من مناقشة تاريخ أي جماعة إرهابية، من خلال الأعمال الدرامية أو الإعلام؟، وما سبب زخم الاهتمام ونسب المشاهدة المرتفعة لمسلسل «الحشاشين»، مقارنة بغيره من الأعمال التاريخية في سنوات سابقة؟
«الح
شاشون» في التاريخ والواقع:
تحمل طائفة «الحشاشين»، أيديولوجية متطرفة، تسعى لفرضها عن طريق استخدام العنف، وهم من الشيعة «الإسماعيلية»، كان هدفهم القضاء على النظام السني القائم في القرن الخامس الهجري والحادي عشر الميلادي في بلاد فارس والشام وفرض المذهب الشيعي «النذاري الباطنية»، اتخذ الحشاشون بقيادة الحسن بن الصباح من القلاع مركز لنشر مذهبهم، وانفصلت الحركة عن الدولة الفاطمية في مصر أواخر القرن الخامس الهجري لتدعوا إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ونسله وكونت فرقة «الفدائيون» التي عرفت بالاغتيالات عن طريق الخنجر.
اهتم حسن الصباح، بالمكان الذي تنطلق منه دعوته، ليتحصن به وأتباعه، فوقع اختياره على قلعة فوق صخرة عالية تقع ـشمال إيران، سميت بـ قلعة «آلموت»، لقد استخدم الصباح هذه القلعة كـ مكان لتجنيد أتباعه الذين وقع اختيارهم من الشباب الصغير، حتى يسهل تدريبهم، والسيطرة عليهم فكرياً ونفسياً، بالتالي يكون حسن الصباح، شكل مجموعات نوعية عنقودية مجهزة للقيام بأعمال إرهابية، وكون خلايا نائمة يسهل زرعها كجواسيس في الدول والممالك المعادية لدعوته.
مفاهيم مركزية وجماعات مختلفة:بحسب دراسة «مركز رع للدراسات الاستراتيجية»، بدأ الهجوم من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، على مسلسل الحشاشين منذ إعلان عرضه رمضان الحالي، وتصاعد الهجوم بصورة شكلت حالة هستيرية لعناصر الجماعة، خاصة على تطبيق «أكس» بالتزامن مع عرض كل حلقة، حيث أسقطت عناصر الجماعة، خاصة التنظيمين والمنتفعين، المفاهيم الرئيسية للجماعات المتطرفة التي تعرض لها المسلسل على جماعتهم، حيث تتشاطر كل الجماعات الإرهابية نفس المنظومة الفكرية والحركية المتطرفة.
لقد تعرض المسلسل خلال الخمس حلقات الأولى التي تم عرضها، إلى مجموعة من المفاهيم التي استخدمها «حسن الصباح» زعيم «الحشاشين» للتعامل في المواقف المختلفة، وأوصى بها أتباعه، وهي المفاهيم التي أسست لها كل الجماعات المتطرفة مثل، التقية، السرية، السمع والطاعة، الثقة، الولاء والبراء، وتلك المفاهيم تمثل جزءا من المنطلقات التي أصل لها مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية «حسن البنا».
الحلقات الأولى لـ مسلسل الحشاشين تربك حسابات جماعة الإخوان الإرهابيةبناء عليه، بقراءة وتحليل الحلقات الأولى للمسلسل، ترصد الدراسة من خلال المتخصصين تجسيد أبطال العمل لمفاهيم حركية وتنظيمية للجماعات المتطرفة من خلال الأحداث الدرامية، ما أدى إلى فهمها من قبل المتابع بشكل أبسط، أربك بناء عليه حسابات عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، التي تعمل منذ سنوات لتصوير نفسها لدى المتابعين كجماعة معارضة، في محاولة لمحو تاريخها الإرهابي من الأذهان، أو غسيل سمعتها في الوعي الجمعي للجماهير العربية، لذلك سوف نقرأ ونحلل ونقارن بعض المفاهيم التي تعرض لها مسلسل حسن الصباح زعيم الحشاشين، وعند حسن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان، وهذا على النحو التالي:
(1)- مفهومي السمع والطاعة والثقة: جسد المسلسل مفهوم السمع والطاعة لدى جماعة الحشاشين في مشهد ظهر فيه “حسن الصباح” الذي قام بدوره كريم عبد العزيز يأمر أحد أتباعه بالتضحية من أجل الدعوة، والأخير ينفذ الأمر بالانتحار من فوق الجبل أو القلعة، حيث يعد السمع والطاعة أحد أركان البيعة الذي يلتزم بها الشخص الذي بايع أميره في كل الجماعات المتطرفة، فكانت مبايعة «حسن الصباح» جزء من التاريخ الدموي يجسد مبدأ السمع والطاعة داخل أخطر التنظيمات السرية المتطرفة.
بالتالي، يكون نفس المفهوم أسس له «حسن البنا» مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، خاصة إذا علمنا أن حسن البنا قبل تأسيسه لجماعته، كان قد قرأ عن كافة التنظيمات السرية عبر عصور التاريخ المختلفة، وعليه أسس جماعته، وأهم ما أدركه حسن البنا من خلال قراءاته، هو ضمان السيطرة الكاملة على أتباعه، من خلال ركني السمع والطاعة والثقة من أركان البيعة، حيث تنص البيعة التي يقسم عليها الفرد، لكي يصبح عضوًا في جماعة الإخوان الإرهابية على: «أبايعك بعهد الله وميثاقه على أن أكون جندياً مخلصاً في جماعة الإخوان المسلمين، وعلى أن أسمع وأطيع في العسر واليسر والمنشط والمكره إلا في معصية الله، وعلى ألا أُنازع الأمر أهله…»، وهذا القسم مأخوذ من رسالة التعاليم للبنا حيث قال: «وأريد بالطاعة: امتثال الأمر وإنفاذه توا في العسر واليسر، والمنشط والمكره.. ».
وليضمن البنا الانقياد التام لأتباعه لتنفيذ التعليمات، أكد على نفس الفكرة في مفهوم الثقة، وهو الركن العاشر من أركان البيعة الإخوانية، فقد ربط البنا بين مدى إيمان الفرد الإخواني وانقياده التام لقيادته، حيث قال: «لهذا يجب أن يسأل الأخ الصادق نفسه هذه الأسئلة، ليعرف مدى ثقته بالقيادة: هل هو مستعد لاعتبار الأوامر التي تصدر من القيادة، لا مجال فيها للجدل ولا تردد؟، هل هو مستعد لأن يفترض في نفسه الخطأ، وفي القيادة الصواب؟، هل هو مستعد لوضع ظروفه الحياتية تحت تصرف الدعوة؟، هل تملك القيادة حق الترجيح بين مصلحته الخاصة، ومصلحة الدعوة العامة؟
(2)- مفهوم السرية: ظهر حسن الصباح» قائد الحشاشين أثناء أحداث المسلسل، وهو يوصى أحد أتباعه بالتزام السرية في الدعوة، كما ظهر «الصباح» في الحلقة الخامسة يستخدم التلخيص المشفر للمعلومات على هيئة رموز كنوع من السرية، مما يعكس أن شخصيته مُتجذر بها طابع السرية، كمنهج كل الجماعات المتطرفة في مرحلة الاستضعاف، يُؤكد «سيد قطب» قبل انضمامه للجماعة على أن:«حسن البنا» يشبه «حسن الصباح» في منهجه الفكري والحركي، حيث قال: «حسن البنا مغلف بالسرية، ويشبه زعيم حركة الحشاشين».
وتقول الدراسة التي نشرها مركز «رع للدراسات الاستراتيجية »، «لقد أسس البنا لأتباعه من الإخوان في رسائله لمفهوم «السرية»، حيث قال، إن « أساس النجاح منهج محدود وقوم يعملون وفق هذا المنهج، لا يملون ولا يسأمون، ذلك واضح جلى في دعوة الإخوان الأولى، فقد وضع الله لها منهاجاً محدوداً يسير بالمسلمين الأولين رضوان الله عليهم إليه دعوة في السر، ثم إعلان بهذه الدعوة ونضال في سبيلها لا يمل، ثم هجرة إلى حيث القلوب الخصبة والنفوس المستعدة.. »، ثم يبرر «البنا» في رسالة أخرى لأتباعه سبب اللجوء للسرية، واستخدام التقية في هذه المرحلة، حيث قال تحت عنوان «العقبات في طريقنا»: «دعوتكم مازالت مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية، وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات».
(3)- مفهوم “التقية”: استخدم “حسن الصباح “التقية” في أكثر من موقف خلال الخمس حلقات الأولى من المسلسل، لتسهيل انتقاله من مصر إلى أصفهان، كما يوصي زوجته باستخدام “التقية” لمساعدته في تحقيق أهدافه، الجدير بالذكر أن “التقية” إحدى عقائد الشيعة الإسماعيلية (الباطنية) على وجه الخصوص، يعتبرونها أصل من أصول الدين، لا يجوز رفعها حتى يخرج القائم (الاثنا عشرية)، رواية يعتقدون فيها (الشيعة): “لو قلت إن تارك التقية كتارك الصلاة لكنت صادقاً”.
لقد أسس حسن البنا، لمفهوم «التقية» أيضاً في رسائله لأتباعه، حيث قال في رسالة «المؤتمر الخامس» تحت عنوان «بعض خصائص دعوة الإخوان»: «البعد عن مواطن الخلاف»: «فأما البعد عن مواطن الخلاف الفقهي فلأن الإخوان يعتقدون أن الخلاف في الفرعيات أمر ضروري لابد منه.. كانت هذه النظرة ضرورية لجماعة تريد أن تنتشر فكرة، في بلد لم تهدأ بعد فيه ثائرة الخلاف»، كما أشار البنا لاستخدام «التقية» في أجزاء من رسائل أخرى، حيث قال: «ما كان يخشاه الإخوان من معالجة الدعوة بخصومة حادة، أو صداقة ضارة، ينتج عنهما تعويق في السير، أو تعطيل عن الغاية».
(4) مفهوم «الولاء والبراء»: هو المفهوم الذي تستحل به التنظيمات الإرهابية تشويه وبث الشائعات ضد خصومهم، ومعارضي فكرهم، حيث أوصىحسن الصباح أتباعه في الحلقة الخامسة من مسلسل «الحشاشين» بتشويه سمعة الشيخ أبو حامد الغزالي، وبث الشائعات ضده، لما هو معروف عن الغزالي من محاربة الفكر الباطني، ولما لدى الشيخ من مئات التلاميذ، والمريدين الذين يثقون في علمه، وهو نفس المنهج الذي تتبعه جماعة الإخوان الإرهابية عبر العصور إلى عصرنا الحالي، من تشويه خصومهم، وتدوير الشائعات ضد معارضيهم، لبناء حاجز نفسي بين الجماهير والنخب، التي تسعى لرفع الوعي الجمعي للمجتمع ضد خطر أفكار الجماعات المتطرفة.
لقد أصل حسن البنا لأتباعه استحلال تشويه الخصوم والشماتة بهم، وترويج الشائعات ضدهم من خلال مفهوم «الولاء والبراء»، حيث قال في رسالة «التعاليم»: «أريد بالتجرد: أن تخلص لفكرتك مما سواها من المبادئ والأشخاص.. «قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده» الممتحنة:٤، والناس عند الأخ الصادق واحد من ستة أصناف: مسلم مجاهد، أو مسلم قاعد، أو مسلم أثم، أو ذمي معاهد، أو محايد، أو محارب. ولكل حكمه في ميزان الإسلام، وفي حدود هذه الأقسام توزن الأشخاص والهيئات ويكون الولاء والعداء”.
كما أصل البنا بأية قرآنية يتبرأ فيها سيدنا إبراهيم من قومه عبدة الأصنام ومما يعبدون، مما يشير إلى أمرين، الأول: البنا أصل لأتباعه أفكاره باستخدام آيات في غير سياقها وحرف تفسير الآيات لخدمة أهدافه.
أما الأمر الثاني: البنا يؤمن ويؤكد لأتباعه أن كل من هم خارج الجماعة كفار، كعبدة الأصنام، هكذا خلط البنا متعمداً التدليس بين المنطلقات الفكرية التي يؤمن بها والعقيدة، حيث جعل من كل المفاهيم التي يتبناها عقائد، حيث قال «البنا» تحت عنوان «العقائد»: «تعريف العقائد: هي الأمور التي يجب أن يصدق بها قلبك، وتطمئن إليها نفسك وتكون يقينا عندك».
وأخيرا وليس آخرا، فإن مسلسل «الحشاشين»، حتى الآن وخلال 15 حلقة، في ظني أنه رفع من درجة الوعي الفكري لمتابعيه، وأثار حالة من الجدل في الشارع المصري والعربي، واستطاع مسلسل الحشاشين، أن يشرح بشكل غير مباشر في وجدان الشعب مخاطر مثل هذه الجماعات، ولمس المسلسل عصب القضية، وهي المواجهة الفكرية لتنظيم ظل يعمل في الخفاء منذ نشأته، وهي أخطر مراحل الوعي وأهمها لكشفه.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مسلسل كريم عبدالعزيز حسن البنا مسلسلات رمضان الإخوان المسلمين الحشاشين مسلسل الحشاشين فرقة الحشاشين مسلسل الدالي مسلسل الحشاشين كريم عبد العزيز الحشاشين مسلسل قصة مسلسل الحشاشين مسلسل الحشاشين الحلقة 1 مسلسل الحشاشين رمضان مسلسل الحشاشين كامل مسلسل الحشاشين الحلقة ٣ مسلسل الحشاشين الحلقة 15 جماعة الإخوان الإرهابیة الجماعات المتطرفة الإخوان المسلمین مسلسل الحشاشین المفاهیم التی السمع والطاعة الشائعات ضد کل الجماعات حسن الصباح حسن البنا حیث قال من خلال
إقرأ أيضاً:
برنامج دولة التلاوة يحتفي بـ"الصوت الملائكى".. قصة حياة الشيخ محمود علي البنا
احتفى برنامج دولة التلاوة، فى تقرير صوتي مميز بصوت الفنانة والإعلامية الكبيرة إسعاد يونس، بالشيخ محمود على البنا صاحب صوت يمثل نبض دولة التلاوة وروحها.
ويُعد برنامج دولة التلاوة يذاع على قنوات الحياة وCBC والناس بجانب منصة watch it، يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، منصة مهمة لاكتشاف أصوات جديدة، إذ يتيح للمتسابقين فرصة الظهور أمام لجان متخصصة من كبار القرّاء والدعاة، ما يعزز فرص نشر القراءات الصحيحة وإحياء فنون المقامات والتجويد بأسلوب يجمع بين المعرفة والأداء الروحاني.
قصة حياة الشيخ محمودعلي البنا
ولد الشيخ محمود علي البنا، عام 1926 فى قرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
تميز الشيخ البنا بأسلوبه الفريد في التلاوة والتجويد، الذي جمع بين الدقة في الأداء وعذوبة الصوت الصوت الملائكى وخشوع القلب، فاستطاع أن يجسد معاني الآيات بأسلوب يلامس قلوب المستمعين وتجعل العيون تفيض دموعًا، فقد كانت تلاواته تصدح في أرجاء الوطن العربي والعالم الإسلامي من خلال الإذاعات والشرائط الصوتية، وما زال صوته العذب الصوت الملائكي يتردد في قلوب محبيه حتى اليوم .
أتم حفظ القرآن فى سن الحادية عشرة، ووصف بصاحب الصوت الذي يمثل نبض دولة التلاوة وروحها، وعرف كواحد من أشهر قارئى القرآن الكريم فى مصر، والعالم الإسلامي، الشيخ محمود علي البنا، الذي احتفى به برنامج دولة التلاوة.
القابه
لُقب البنا بـ “ الصوت الملائكى" و"كروان القران" من فرط جمال صوتة وبـ"الطفل المعجزة"؛ إذ كان لديه ملكة تقليد كبار المشايخ خاصة الشيخ محمد رفعت، مما أكسب صوته حلاوة وعذوبة مميزة، كما كان متميزا في تقليد أصحاب القراءات المختلفة مثل الشيخ الشعشاعي ومحمد سلامة والسعودي.
مولده ونشأته
ولد فضيلة القارئ الشيخ محمود علي البنا في السابع عشر من ديسمبر عام 1926، ويعد من أعلام هذا المجال البارزين، وولد البنا في قرية شبرا باص التابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية.
توجه الشيخ إلى القاهرة عام 1945 وسريعا ما اشتهر وذاع صيته وأصبح معروفا في وسط المقرئين والمشايخ، ثم تعلم سريعا علم المقامات والتجويد، ثم التحق الشيخ بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له بالإذاعة في شهر ديسمبر من نفس العام.
اختير قارئًا لمسجد عين الحياة بحدائق القبة بشارع مصر والسودان وكان اسمه مسجد الملك ثم عرف بمسجد الشيخ كشك في ختام الأربعينيات ثم لمسجد الإمام الرفاعى في الخمسينيات، وانتقل للقراءة بالجامع الأحمدى في طنطا عام 1959، وظل به حتى عام 1980 حيث تولى القراءة بمسجد الإمام الحسين حتى وفاته، وترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.
وظل به حتى عام 1980، حيث تولى القراءة بمسجد الحسين حتى وفاته و ترك للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967 والمصحف المجود في الإذاعة المصرية، والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات السعودية والإمارات.
وصل الشيخ البنا إلى القاهرة عام 1945، وبدأ صيته يذيع فيها، ودرس فيها علوم المقامات على يد الشيخ الحجة في ذلك المجال درويش الحريري، اختير قارئًا لجمعية الشبان المسلمين عام 1947، وكان يفتتح كل الاحتفالات التي تقيمها الجمعية.
وفي عام 1948م استمع إليه علي ماهر باشا، والأمير عبد الكريم الخطابي وعدد من كبار الأعيان الحاضرين في حفل الجمعية، وطلبوا منه الالتحاق بالإذاعة المصرية.
التحاقة بالأزهر الشريف
لم يكمل الشيخ البنا دراسته في الأزهر الشريف وذلك لانشغاله بالقرآن الكريم، يذكر أنه كان يقول عن نفسه: أنا فشلت في الأزهر ونجحت الإذاعة، وتعلم القراءات العشر على يد الشيخ إبراهيم سلام المالكى بالمسجد الأحمدى بطنطا، وأتم حفظها في عام 1945، وهو العام الذي شهد نقلة في حياة.
الالتحاق بالإذاعة المصرية
كان الشيخ محمود البنا أصغر القراء في السن، عندما التحق بإذاعة القرآن الكريم وكان عمره لم يتعد الـ22 عاما،حيث التحق الشيخ البنا بالإذاعة المصرية عام 1948، وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة هود، وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء في مصر.
سفير للقران الكريم في دول العالم
زار الشيخ البنا العديد من دول العالم، وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي ومعظم الدول العربية وزار العديد من دول أوروبا، وكان الشيخ البنا من المناضلين من أجل إنشاء نقابة القراء، واختير نائبًا للنقيب عند إنشاء النقابة عام 1984.
فى عام 1967 سجل المصحف المرتل للإذاعة بناء على طلب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
التكريمات
حصل الشيخ البنا على العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها، وتسلم من الرئيس عبدالناصر هدية تذكارية عام 1967، كما حصل على ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 1982، وحصل على درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبى عام 1984 و منحه الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1990 في الاحتفال بليلية القدر وتسلمه نجله الأكبر اللواء مهندس شفيق محمود علي البنا وكرمته محافظة الغربية بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي بجوار المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، و كذلك كرمته محافظة سوهاج بإطلاق اسمه على احد شوارعها و احد مدنها بسوهاج الجديدة، كذلك أطلقت محافظة القاهرة اسمه على أحد شوارع حي مصر الجديدة.