بوابة الوفد:
2025-12-11@02:15:10 GMT

ألغام فى طريق المرحلة الثانية من «سلام غزة»

تاريخ النشر: 10th, December 2025 GMT

جثة «غويلى» ورقة الاحتلال للهروب من الالتزام

 

بينما تغرق غزة فى المنخفض الجوى العنيف الذى اقتلع أرواح وخيام الفلسطينيين فى كارثة إنسانية جديدة من جانب تغرق أيضا غزة فى وحل الاحتلال، شهدت الساعات الماضية تصريحات متطرفة من حكومة الاحتلال الصهيونى اليمينية برئاسة بنيامين نتنياهو حول المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وسط انتهاكات موسعة من جانب تل أبيب وسط انتقادات أممية.

وقالت حكومة نتنياهو «لا مرحلة ثانية قبل إعادة جثة غويلي» وهى آخر ما تبقى من الأسرى الصهاينة بالقطاع.

وكشفت مسئول أمريكى عن تقدم فى المحادثات حول الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب.

وأكد وجود اتصالات للانتقال إلى المرحلة الثانية خلف الكواليس لضمان التقدم، مشيرا إلى أن قوة مشتركة أولية لدولة واحدة أو دولتين ستنشر فى أوائل عام 2026. وأوضح أن قوة الانتشار المشتركة لن تنشر فى أى مناطق تخضع لسيطرة حماس.

قائلًا «لا نزال فى مرحلة التخطيط لتشكيل قوة شرطة فلسطينية من أهالى قطاع غزة» وشدد على أن خطة ترامب وقرار مجلس الأمن الدولى يدعمان بشدة انسحاب حماس من غزة.

يأتى ذلك فى الوقت الذى أكد فيه المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك. أن إعلان رئيس أركان الإحتلال الإسرائيلى عن أن الخط الأصفر هو الحدود الجديدة لغزة يتعارض مع خطة ترامب للسلام وشدد دوجاريك على الوقوف بحزم ضد أى تغيير فى حدود غزة.

ونقل موقع يسرائيل هيوم العبرى عن مصدر مطلع أن الولايات المتحدة مارست ضغوطًا كبيرة على نتنياهو للموافقة على أن يعلن الرئيس ترامب الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة.

قال الأمريكيون فى الرسائل التى نقلت خلال الساعات الـ12 الأخيرة، إن اتفاق إنهاء الحرب أعاد عددًا أكبر من الأسرى الإسرائيليين الأحياء والقتلى ممّا كان متوقعًا – حتى وفق تقديرات إسرائيل نفسها.

وكانت التقديرات الأولية تشير إلى أنّه سيبقى فى أيدى حماس عدد من الجثث على الأقل. وشدد الأمريكيون أيضًا على أنه حتى بعد الانتقال إلى المرحلة «ب» ستستمر عمليات البحث عن آخر جثة أسير إسرائيلى.

وأوضح الموقع العبرى أنه فى محادثات داخلية فى واشنطن، قالوا إنّ رئيس نتنياهو يخشى من الانتقادات الشعبية داخل إسرائيل فى حال الإعلان عن المرحلة «ب» قبل استعادة جثة الأسير غويلى.

وأضاف مسئولون أمريكيون فى تلك المحادثات الداخلية أنّ خطتهم ستؤدى إلى نزع سلاح حركة حماس، وذلك خلافا للشكوك الكبيرة السائدة فى إسرائيل بشأن قدرة القوة الدولية المستقبلية على تحقيق ذلك.

وعلى الرغم من الألغام الإسرائيلية الكثيرة على طريق الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة إلا أن الاتفاق سيصمد بجهود مصر ودعم الإدارة الأمريكية وعلى رأسها ترامب الذى يدعى أنها رجل السلام فى العالم، وأنه من يوقف الحروب، وذلك وسط محاولات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لإطالة أمد الفوضى وخلق أزمات تعوق الاستقرار.

وتسعى حكومة الاحتلال وتحديدا نتنياهو لإطالة أمد الانتقال إلى المرحلة الثانية عبر افتعال أزمات أو إيجاد ذرائع لتصعيد محدود ومدروس بحيث تنشغل الأطراف بالبحث عن تهدئة مؤقتة بدلًا من الانتقال الفعلى إلى المرحلة التالية.

يتقاطع هذا النهج مع سياسة نتنياهو القائمة على تغذية العصابات والمجموعات العنيفة واستثمار شبكات تجار المخدرات، ما يساعده على تشكيل بيئة أمنية فوضوية تعطل أى مسار سياسى حقيقى.

وربما يلجأ نتنياهو إلى سيناريوهين رئيسيين الأول تعطيل الوصول إلى المرحلة الثانية عبر التصعيد الميدانى وضخ الأزمات، والثانى الدخول فى مفاوضات داخل إطار المرحلة الثانية، لكن مع إصرار إسرائيلى على تغيير بنود جوهرية، أهمها منع دخول قوات تركية أو حصر دورها بطابع مدنى لا عسكرى، ورفض تشكيل لجنة وطنية فلسطينية تعنى بالمصالحة والوحدة، لما يشكّله ذلك من تهديد استراتيجى لحكومة الاحتلال على مستوى الاعتراف الدولى بالدولة الفلسطينية

ويحاول نتنياهو تجنّب أى نتيجة تؤدى إلى استقرار غزة بشكل يسمح للمقاومة بإعادة ترتيب أوراقها أو تشكيل قيادة فلسطينية موحدة.

ويتزامن ذلك مع التطورات الخطيرة داخل إسرائيل وعلى مستوى الإقليم، فيما يظهر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جدية فى طرح رؤية للسلام فى الشرق الأوسط، تبدأ من اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة وصولًا لتشكيل ما يسمي مجلس سلام لغزة قد يرأسه ترامب شخصيا، إضافة إلى مجلس دولى موازٍ، ثم لجنة إدارية فلسطينية من 12 شخصية مستقلة لا تنتمى إلى حماس أو فتح لإدارة القطاع فى المرحلة المقبلة.

وتتمثل أبرز ملامح المرحلة المقبلة فى استعداد حركة حماس، وفق تصريحات باسم نعيم، لمناقشة ملف سلاح المقاومة وقد تكون التسوية عبر تجميد السلاح أو وضعه ربما تحت وصاية أمنية مصرية أو عربية لا عبر تسليم كامل. وذلك فى الوقت الذى أصبحت فيه حماس تدرك أن وقائع جديدة تفرض نفسها على الأرض وأن ترامب يقود مسارا سياسيا واسعا يشمل غزة والمنطقة.

وستبقى حماس فى المشهد السياسى، مع إمكانية تحولها إلى حزب سياسى يعلن تجميد العمل العسكرى والدخول فى هدنة طويلة مع إسرائيل قد تصل إلى عشر سنوات، وقد يدفع فتح المعابر واستقرار القطاع وتثبيت الهدوء نحو مشاركة الحركة فى أى مفاوضات مستقبلية تقود - ولو رمزيا - إلى دولة فلسطينية. إلا ان عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة لن تكون ممكنة إلا عبر شراكة سياسية مع حماس، ضمن حكومة تكنوقراط جديدة تدير غزة والضفة والقدس المحتلة بديلا عن حكومة محمد مصطفى، ما يعكس واقع التوازنات الجديدة على الأرض.

ويطمح نتنياهو للحصول على عفو رئاسى من الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتزوج بدعم من ترامب، فى الوقت الذى يواصل فيه الظهور فى المشهد السياسى على الأقل حتى انتخابات أكتوبر المقبل. لكنه قد يلجأ إلى تقديم موعد الانتخابات إلى يونيو لتجنب انعكاسات سلبية محتملة على حزب الليكود.

وستشهد المرحلة المقبلة إعادة إعمار رفح الفلسطينية والقطاع، ودخول إسرائيل إلى المرحلة الثانية عبر انسحاب قواتها من بعض المناطق وتسليمها إلى قوات دولية تعمل داخل المنطقة الصفراء، فى خطوة يعتبرها نتنياهو إنجازا أمنيا وسياسيا لإسرائيل رغم أن مهام تلك القوات لم تحدد بعد بوضوح وربما تمتد حتى نهاية 2027.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: من الالتزام الانتقال إلى المرحلة الثانیة المرحلة الثانیة من

إقرأ أيضاً:

هآرتس: ترامب يضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يمارس ضغوطا متزايدة على الحكومة الإسرائيلية للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب في غزة، بما في ذلك تنفيذ انسحاب عسكري إضافي من القطاع.

وتقول الصحيفة إن واشنطن تستعد للإعلان في منتصف الشهر الجاري عن تشكيلة "مجلس السلام" الذي سيشرف مؤقتا على إدارة قطاع غزة وتثبيت الاتفاق ومباشرة عملية إعادة الإعمار.

وبحسب التقرير، فإن إدارة ترامب فوجئت إيجابيا بالتزام حركة حماس بشروط الاتفاق حتى الآن، فيما اعترف الجيش الإسرائيلي بأنه نادرا ما خرقت الحركة وقف إطلاق النار، حسب تعبيره.

وأوضحت المصادر أن الخطوات الأساسية لن تُنفّذ قبل لقاء ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أواخر الشهر الجاري، مرجحة أن يشمل المسار الأميركي انسحابا إسرائيليا إضافيا إلى شريط أمني ضيق داخل القطاع، على مسافة أقرب من الحدود.

المرحلة الثانية

وتشير هآرتس إلى أن الإدارة الأميركية تنوي إحراز تقدم في تطبيق مراحل الانسحاب في الأسابيع المقبلة، بعد أن سلّمت حماس جثث جميع الأسرى القتلى باستثناء الشرطي ران جفيلي.

وقيّمت إدارة ترامب أن الانتهاكات الفلسطينية للاتفاق ليست كبيرة، وأن الاحتكاك يتركز حاليا حول أنفاق رفح حيث يوجد عشرات المسلحين من حماس داخل منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلي.

وتنص المرحلة التالية على الإعلان عن مجلس السلام الدولي بين 15 و25 ديسمبر/كانون الأول الجاري، ليمثل الغطاء السياسي للحكومة التكنوقراطية التي تمت الموافقة على تشكيلتها بشكل غير معلن، وتشمل شخصيات مقربة من حماس والسلطة الفلسطينية.

كما تخطط واشنطن لإقامة قوة استقرار دولية ونشرها منتصف يناير/كانون الثاني المقبل، وهو ما تعتبره القيادة المركزية الأميركية تقدما مهما بعد موافقة مجلس الأمن الدولي على خطة ترامب.

إعلان تقييم إسرائيل الأمني

وتقدّر المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن "قدرة حماس على تهديد جنوب إسرائيل تراجعت بشدة نتيجة انخفاض مخزونها من الصواريخ وصعوبة تنفيذ هجمات منظمة". لكنها تحذر من أن تأخر تطبيق خطة ترامب وعدم وجود سلطة بديلة في غزة يمكّنان الحركة من تعزيز قبضتها على السكان بقوة السلاح.

ويرى نتنياهو -خلافا لتقديرات المؤسسة العسكرية- أن السيطرة على الوضع لا يمكن أن تتحقق دون نزع كامل لسلاح حماس، وأن إسرائيل ستسعى للحصول على مساحة مشابهة لتلك التي منحها الأميركيون لها في جنوب لبنان ضد حزب الله.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي -أمس الاثنين- إن المرحلة الأولى من خطة ترامب بشأن غزة توشك على الانتهاء، مؤكدا أمام الكنيست أن المرحلة المقبلة تركز على نزع سلاح حماس وتجريد القطاع من قدراته العسكرية إما "بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة".

وأشار نتنياهو إلى أن حماس "تواصل خرق وقف إطلاق النار"، مستشهدا بتصريح  خالد مشعل بأن الحركة "مستمرة في طريقها ولن تُجرد من سلاحها".

وأضاف "لن نسمح لمسلحي حماس بالعودة لتهديدنا… نعمل يوميا لمنع ذلك، وهذه المهمة ستُنفَّذ -كما قلت وكما قال الرئيس ترامب- إما بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة".

كذلك، أعلنت متحدثة باسم مكتب نتنياهو أن لقاءه مع ترامب سيعقد في 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري. ومن المتوقع -وفق القناة 12 الإسرائيلية- أن يعقد الزعيمان اجتماعين خلال زيارة تستمر 8 أيام في منتجع مار إيه لاغو بولاية فلوريدا.

ويقول نتنياهو إنه سيناقش مع ترامب "فرص السلام" في الشرق الأوسط، مؤكدا توقعه الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، وذلك بعد استكمال إعادة جميع الأسرى الأحياء ورفات القتلى.

مقالات مشابهة

  • ترامب يتحرك لإطلاق المرحلة الثانية من خطة غزة ويجمع نتنياهو والسيسي في فلوريدا
  • ترامب يضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من «اتفاق غزة»
  • ضياء رشوان: حكومة نتنياهو ترى المرحلة الثانية من اتفاق غزة كلها خسائر
  • شرط حماس للبدء بالمرحلة الثانية من خطة ترامب
  • هآرتس: ترامب يضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • نتنياهو يلتقي ترامب في 29 كانون الأول لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • نتنياهو: المرحلة الأولى من خطة ترامب على وشك الانتهاء وسنركز الآن على نزع سلاح غزة وتجريد حماس منه
  • نتنياهو يلتقي ترامب قريبًا .. لمناقشة المرحلة الثانية من خطة غزة
  • موقع عبري: تعقيدات المرحلة الثانية في غزة تستحوذ على لقاء نتنياهو وترامب