متى تعلن مؤسسة قياس الجوع الأممية رسميا أن غزة في مجاعة؟
تاريخ النشر: 27th, March 2024 GMT
قالت مجلة "إيكونوميست" إن بعض أجزاء قطاع غزة تعاني "جوعا كارثيا"، حيث الغذاء نادر والعديد من السكان يأكلون أوراق الشجر ويبحثون عن بقايا الطعام في الشوارع، مما يعني وجود حالة من انعدام الأمن الغذائي تصل إلى 95% من السكان.
ونقلت المجلة عن مؤسسة "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" التابعة للأمم المتحدة قولها إنه وبعد تحليل أوضاع 95% من سكان القطاع المحاصر -أي نحو 2.
وفي 18 مارس/آذار الجاري ذكرت المؤسسة الأممية أنها لم تعلن حالة المجاعة خلال 20 سنة إلا مرتين، أولاهما في الصومال عام 2011، والأخرى في جنوب السودان عام 2017، مشيرة إلى أنه ستكون لديها أسباب لإعلان مجاعة ثالثة في محافظات شمال غزة بحلول مايو/أيار وفي جنوبها في يوليو/تموز المقبل.
ماذا تعني المجاعة؟وتساءلت المجلة: ماذا تعني المجاعة بالضبط؟ لتوضح أن لها تعريفا تقنيا مفصلا في دليل مؤلف من 125 صفحة من خلاله تضع مؤسسة "التصنيف المتكامل للأمن الغذائي" الأسر في واحدة من 5 فئات لانعدام الأمن الغذائي تتدرج من "الحد الأدنى" -أي أن الأسرة يمكنها تلبية احتياجاتها الأساسية- إلى "المجاعة".
ومن أجل تصنيف أسرة أنها تعاني من المجاعة على الأمم المتحدة أن ترى أدلة على المجاعة أو سوء التغذية الشديد، ولوضع منطقة كاملة ضمن هذه الفئة يجب أن تكون 20% من الأسر على الأقل في المرحلة الخامسة، كما ينبغي أن يكون معدل الوفيات بسبب الجوع أعلى من شخصين يوميا لكل 10 آلاف شخص، أو أكثر من 4 بالنسبة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
ويمكن لأي دولة أو شريكة في مؤسسة "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" إجراء مراجعة رسمية إذا اشتبهت في حدوث مجاعة بمكان معين، وعندما يحدث ذلك تكلف مجموعة من المنظمات الإنسانية المستقلة بجمع البيانات، مثل برنامج الغذاة العالمي واليونيسيف، لتتنقل من منزل إلى آخر وتزن الأطفال وتسأل عن كمية الطعام والوفيات.
غزة تمر الآن بالمرحلة الرابعةلكن الظروف في غزة الآن تجعل ذلك مستحيلا، مما اضطر المؤسسة إلى الاعتماد على بيانات أخرى، بينها اللجوء إلى مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة (يونوسات) الذي حلل صور الأراضي الزراعية وبرنامج الغذاء العالمي الذي استجوب أصحاب المتاجر عبر الهاتف بشأن النقص، ثم راجعت مجموعة مستقلة من خبراء الأمن والتغذية والوفيات الأدلة التي جمعتها.
وعلى هذا الأساس، خلص مركز الأقمار الصناعية إلى أن غزة تمر حاليا بالمرحلة الرابعة، وهي "حالة طوارئ غذائية"، لكنها حذرت من أن أجزاء من الشمال ربما تكون قد انزلقت بالفعل إلى المجاعة -كما تقول المجلة- رغم صعوبة توفير البيانات الصحية في ظروف الحرب، وانقطاع الكهرباء، وعدم وجود المستشفيات والعيادات العاملة.
ومع ذلك، فإن الأدلة التي جمعتها المؤسسة الأممية ترسم صورة قاتمة، حيث وجدت أن 60% من الأراضي الزراعية في غزة قد تضررت منذ يناير/كانون الثاني الماضي، و56% من مرافق المياه تضررت أيضا منذ فبراير/شباط الماضي.
كما وجد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عمليات تسليم المساعدات "المقيدة بشدة" لم تكن كافية لإعالة السكان، وأن أقل من 5% من شاحنات الغذاء التي تدخل القطاع وصلت إلى الشمال خلال الفترة من 18 فبراير/شباط إلى 18 مارس/آذار الجاري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات ترجمات الأمن الغذائی
إقرأ أيضاً:
أنهكه الجوع وقلة الحيلة.. أب من غزة ينهار أمام أسرته بعد عودته إلى البيت بكيس دقيق
في مشهد مؤلم يعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة، وثّق مقطع فيديو نشر هذا الأسبوع لحظة انهيار رجل من غزة من شدة الإعياء، بينما كان يعود إلى أسرته حاملاً كيس دقيق ثقيل حصل عليه بشق الأنفس من إحدى نقاط توزيع المساعدات الغذائية غرب غزة. اعلان
ويُظهر الفيديو الأطفال وهم يهرعون نحوه مهللين لرؤية كيس الدقيق، وهم يصفقون ويقفزون من الفرحة، قبل أن يسقط والدهم أرضًا، منهكًا من الجوع والإرهاق.
الفيديو الذي صوّره ونشره الناشط يونس السويركي، حمل تعليقًا مؤثرًا يقول فيه: "هذا هو حالنا وحال كل بيت في غزة."
Related "غزة تواجه خطر المجاعة الشديدة".. برنامج الأغذية العالمي يحذر: الوقت ينفدفيديو- صرخات الجوعى في غزة أمام مطبخ خيري.. من يصل إلى نظر الطاهي أولًا؟إسرائيل تبدأ ترحيل ناشطي سفينة "حنظلة" بعد محاولتهم كسر الحصار على غزةالمشهد ليس استثناءً. فقد أعلنت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر أن أكثر من 1000 شخص قُتلوا أثناء محاولاتهم الوصول إلى المساعدات الإنسانية منذ أن بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" – المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل – توزيع الغذاء في أواخر مايو. وعلى الرغم من هذه التحذيرات، تستمر التقارير اليومية التي توثق استهداف القوات الإسرائيلية للمدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات.
وفي تقرير صدر الثلاثاء عن "مرحلة التصنيف المتكامل للأمن الغذائي" (IPC)، وهي هيئة دولية مدعومة من الأمم المتحدة تُعنى برصد مؤشرات المجاعة، أكدت أن "أسوأ سيناريو ممكن للمجاعة يتحقق حالياً في قطاع غزة."
وأضاف التقرير أن "البيانات الأخيرة تشير إلى أن عتبة المجاعة قد تم تجاوزها من حيث استهلاك الغذاء في معظم مناطق القطاع، كما تم تسجيل مستويات خطيرة من سوء التغذية الحاد في مدينة غزة."
الهيئة حذّرت من أن استمرار الوضع الراهن دون تدخل عاجل سيؤدي إلى "وفيات جماعية بسبب الجوع"، مشددة على أن وقف إطلاق النار الفوري وضمان دخول المساعدات دون عوائق هما السبيل الوحيد لتفادي الكارثة الإنسانية المتصاعدة.
كما كشفت أن تحليلها لآلية توزيع المساعدات من قبل مؤسسة غزة الإنسانية أظهر أنها غير كافية، بل وقد تؤدي إلى تفاقم الوضع، إذ تتطلب مكونات طرود الغذاء موادًا أساسية لتحضيرها، كالماء والوقود، وهي شبه معدومة في القطاع المحاصر.
في المقابل، تنفي إسرائيل بشكل قاطع وجود مجاعة في غزة أو مسؤوليتها عن تعطيل دخول المساعدات الإنسانية، رغم التناقض الصارخ بين هذا النفي والتقارير الميدانية اليومية وشهادات المنظمات الدولية والناشطين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة