هو شهر فضيل وضيف عزيز، فيه تنهمر الرحمات، وتزداد النفحات الإيمانية داخل الأسرة وبين أفرادها، تستعيد فيه الكثير من القيم والسلوكيات الإيجابية والمشاعر الدافئة التي ضاعت منا في زحمة الحياة، ولذلك أولى أن نولي هذا الشهر عناية خاصة تليق به.

فرمضان فرصة لتقويم السلوك والارتقاء به، لنقدم القدوة الحسنة، في توجيه أبنائنا، فلابد أن يلاحظ الصغير فينا التميز الخلقي كأحد مكاسب صومنا، وألا نجعل الصوم مبرراً لعصبيتنا لأتفه شيء، حتى يترسخ في أذهانهم ارتباط رمضان بالتوتر تحت شعار صائمون، ومن ثم يفقد الشهر قدسيته.

فرمضان هو فرصة طيبة لتعميق العلاقات الأسرية، واستمتاع الأبناء بالدفء الأسري الذي تسببت ظروف الحياة في حرمانهم منه باقي شهور السنة.

فكيف يكون ذلك..؟

رمضان فرصة سانحة للآباء لتدريب الأبناء فيها على الصيام، الذي يعلمه الصبر والإرادة، ويرفع في نفسه قدر العبادة. فكما هو معلوم أن السن التي يجب فيها الصوم شرعاً هي سن البلوغ. أما الوقت الذي يطالب فيه الطفل بالصوم قبل البلوغ هو سن الطاقة. بمعنى قدرة الطفل على الصوم دون أي مضاعفات تضره.

يمكن للآباء تشجيع أبنائهم على الصوم بوسائل متعددة، أهمها توضيح ثمار الصوم في الدنيا والآخرة. وتارة بالهدية وشراء ما يحبون، أو بالثناء عليهم وتشجيعهم، أو التنافس الشريف. وكذلك الحال في تلاوة القرآن الكريم، وإعطاء الصدقات، والانشغال بالذكر. وإفطار الصائمين، والصلاة.

من الأسس التربوية التي يجب على الآباء والأمهات مراعاتها في تحبيب العبادة إلى نفوس الأولاد. أن يكون الدافع إلى العبادات حب الله تعالى، فهذا أجدى من الحافز المادي. أو بريق الثواب ولهيب العقاب، فالمربي الناجح هو الذي يؤثر في أطفاله ليحبوا الله عز وجل، ثم يعبدونه لأنهم يحبونه.

من المهم كذلك التنويع في الثواب والبدء به، وتأخير العقاب الذي يجب أن يكون مناسباً دون إفراط ولا تفريط. كما ينبغي أن يحرص الآباء والأمهات على إفهام الأطفال معنى كل عبادة. وما يدور في العبادات من قول وعمل، فذلك يدفع أطفالنا إلى الإقبال على العبادة. ذلك أن فهمهم للعبادة يعطيهم روحها، فيتذوقون حلاوتها، ومن ثم يتعلقون بها.

على الآباء خاصة الأم، أن ينظموا أوقات أبنائهم في رمضان، وموازنته بين العبادة والمذاكرة واللعب. ولو بوضع نظام خاص لهذا الشهر الفضيل بالمناقشة معهم. ولابد أن يعرف الأولاد بأنك أنت أيضاً من حقك الاستفادة من رمضان. لذلك يجب عليهم مساعدتك في أعمال المنزل حتى تأخذي حظك من العبادات.

ولتنمي فيهم روح الإيجابية وتحمل المسئولية، فحددي لكل منهم أعمالاً واضحة يستطيع أداءها. وخاصة الأعمال التي تتعلق بشئونهم، كتنظيم غرفهم وملابسهم وكتبهم وكل ما يخصهم.

من الضروري أن ترشد الأم ابنها بعدم بذل مجهود عنيف في المدرسة، كي لا تنفذ طاقته سريعاً وتتسارع مشقة الصيام إليه. ويكمل صيام يومه. ومن المهم الاستفادة من السكريات والفيتامينات التي توفرها وجبة الفطور والسحور كي نحافظ على حيوية كل أفراد الأسرة طيلة اليوم.

يراعى في البرنامج الرمضاني الفروق الفردية بين أفراد الأسرة، فليس بالضرورة ما يصلح لأحد الأفراد يصلح للآخر. فلا مانع من أن تحفزي أحد أبنائك على حفظ القرآن مثلا، وآخر على التلاوة. ومن الأولاد من يصلح في العلاقات الاجتماعية كمساعدة الغير. وتولي توزيع زكاة الفطر، إلى آخره من أعمال قيمة في هذا الشهر.

ما أجمل الحرص على الاستفادة من الأجواء الاجتماعية في رمضان، وبالأخص في صلة الرحم. ولو عن طريق الهاتف، ولا بأس أن نلفت نظرهم إلى قيمة صلة الرحم في البركة في الأرزاق والأعمار.

ما يقوم به كثير من الناس في عصرنا هذا من السهر في رمضان فإنه يقترب إلى العادة أكثر من العبادة لعدة أسباب. منها أنه لم يعهد عن السلف الصالح سهر كل الليل. وقد كان السلف يقضون جلَّ وقتهم في عبادة الله بينما كثير من الناس في عصرنا هذا يقضون جل وقتهم في عادات يومية، ولم يعهد عند السلف نوم نهار رمضان بينما نجد في عصرنا هذا من ينام جلّ يوم رمضان.

وكانت الغاية من سهر رمضان عند السلف هي العبادة بينما الغاية عند بعض الناس في عصرنا للترفيه، كل تلك الأمور تجعل السهر في رمضان في وقتنا الحاضر عادة خاطئة أقرب منها للعبادة.

فيا معشر الآباء إنها الفرصة لكسب الرهان، فاستغلوها قدر الإمكان..

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: فی رمضان فی عصرنا

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الرحمة بقرية أم الزين

أدى الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والمهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية صلاة الجمعة بمسجد الرحمه بقريه أم الزين التابعة لرئاسة مركز ومدينه الزقازيق في حضور محمد نعمه كجك السكرتير العام المساعد للمحافظة والعميد أ.ح رياض الرماح المستشار العسكري للمحافظة والدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل وزارة الأوقاف والمهمدس أحمد الغرباوي رئيس مجلس إدارة مؤسسة الغرباوي الخيرية وكوكبة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ورجال الدين الإسلامي ونواب البرلمان وأهالي القرية.

حملات نظافة مكبرة للارتقاء بالشكل الحضاري والجمالي ببلبيس في الشرقيةلتكريم حفظة القرآن | لقاء مهم بين محافظ الشرقية ومفتي الجمهورية ..صورمحافظ الشرقية يبحث مع مفتي الجمهورية عددا من الملفات الهامة

بدأت شعائر صلاة الجمعة  بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ عبد الله محمد  عزب أعقبها أداء خطبه الجمعة للدكتور محمد إبراهيم حامد وكيل وزارة الأوقاف والتي جاءت بعنوان  فضائل عشر ذي الحجة حيث تناولت الخطبة الأولي تعريف المصلين بفضائل عشر ذي الحجة وحثهم علي ضرورة الاستفادة من تلك الأيام المباركة،  وتناولت الخطبة الثانية التحذير من قتل النفس البشرية والتي تعد يأس من رحمه الله سواء بالانتحار أو التعدي علي الاخرين.

وتوجه وكيل وزارة الأوقاف خلال أداء خطبة الجمعة بالدعاء الى المولي عز وجل أن يحفظ مصرنا الغاليةمن كل مكروه وسوء وأن ينعم علي شعبها العظيم بنعمة بالأمن والأمان .

الجدير بالذكر أنه عقب أداء صلاة الجمعة شارك  مفتي الجمهورية ومحافظ الشرقية احتفالية مؤسسة الغرباوي الخيرية بتكريم حفظة القرآن الكريم من أبناء قرية أم الزين بمركز الزقازيق.

طباعة شارك الجمهورية مفتي الجمهورية محافظ الشرقية

مقالات مشابهة

  • الفراية يفتتح متحف الحياة الشعبية في الكرك بحلته الجديدة
  • افتتاح مسجد الرحمة في السنبلاوين بتكلفة 7 مليون..صور
  • مفتي الجمهورية ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الرحمة بقرية أم الزين
  • أدعية مستجابة يوم عرفة مكتوبة.. رددها من اليوم
  • جريمة غامضة بسلا: العثور على جثة حارس ليلي بحي الرحمة
  • بتفاعل وإقبال كبير.. قصور الثقافة تواصل برنامج مصر جميلة لاكتشاف وتنمية المواهب بالسويس
  • «أونروا»: غزة تحولت من جحيم إلى مقبرة بسبب تزايد القصف الإسرائيلي
  • أونروا: القطاع الصحي في غزة منهار وتحول لحجيم
  • السيد القائد: من المقامات التي جاءت في القرآن عن النبي إبراهيم عرض دلالات وبراهين واضحة لما يدعو قومه إليه لعبادة الله وحده
  • هل التردد في صيام العشر من ذي الحجة يُنقص الثواب أو يُبطله؟ ..أمين الفتوى يجيب