منذ بدء الخليقة وهنالك عدة اسئلة وجودية تؤرق بال كثير من الناس منها على سبيل المثال وليس الحصر من أين جاء هذا الكون؟ ولماذا وجد أصلا؟ ثم إلى أين نحن منقلبون؟ أجوبة هذه الأسئلة الصعبة كانت محوّر حديث الوحى الامين للمصطفين الاخيار وتحوى الكتب السماوية بين دفتيها سردية واضحة لا لبس فيها لكن غر الشيطان أولياءه وجعلهم يكفرون بالحق ويتبعون سبيل الضلال فظهرت هرطقات كثيرة أخطرها على الاطلاق تيار فكرى خبيث يسمى الغنوصية يعتمد على المعرفة الكشفية الإشراقية ولا تأتى هذه المعرفة إلا بالتحرر من الماديات حتى تتجلى على الروح والعقل الحقيقة المطلقة ويزعمون أن ذلك يحصل لكل من يسلك طريق العرفان وأن عقيدتهم هى أقدم العقائد البشرية.
أصل مصطلح الغنوصية «Gnosticism» كلمة يونانية تعنى الحدس دون استدلال عقلى، فهى فلسفة تضع نفسها موضع الدين تدعى أن وصلت للحقيقة المطلقة عن طريق قوة خفية وبمرور الوقت جذبت هذه الفكرة الشيطانية معظم الديانات الشرقية مثل البوذية والهندوسية والزرادشتية كما اخترقت اليهودية فكانت القبالاة والمسيحية فكانت شهود يهوه والإسلام الشيعى فكانت الباطنية
تعتقد الطائفة الباطنية أن هناك علوماً خفية من اسرار الحروف والأرقام تمكنهم من تفسير القرآن والسنة بشكل مغاير عن التفسيرات الشرعية المتفقة عليها من جمهرة العلماء الثقات وان هذا الفهم السقيم يدعون ظلما وبهتانا على ائمة آل البيت قد توارثته عن الذى لا ينطق عن الهوى ويذكر الإمام السيوطى أن أول ظهور للباطنية كان فى سنة 92 للهجرة، تولد من هذه الطائفة المارقة فرق عديدة اهمها القرامطة والخرمية والإسماعيلية التى خرجت منها جماعة الحشاشين الذى يذكر بعض المؤرخين أن زعيمها حسن الصباح كان يعتمد على مخدر الحشيش فى تجنيد والسيطرة على أتباعه الذين تكونت منهم فِرق الموت لتشكل أداة للاغتيال السياسى ويرجع الأوربيين مصطلح الاغتيال السياسى «assassination» إلى الحشاشين».
»hashshashyin» لانها أول من مارسات هذه الجريمة النكراء فى تاريخ البشرية وقيل إن الصباح تعرف على الحشيش أثناء إقامته فى القاهرة والمدهش أن هنالك ربطا بين مخدر الحشيش وحى الباطنية فى الثقافة الشعبية!!
تسليط الضوء على هذه الحقبة المظلمة فى التاريخ الإسلامى مسألة فى غاية الأهمية لتأصيل وفهم مشروع الجماعات المتأسلمة وليس هناك أفضل من الدراما التى تستطيع تبسيط المفاهيم المعقدة لذا
يعد مسلسل الحشاشين نقلة نوعية جبارة فى تاريخ الدراما العربية ترقى للمستوى العالمى ولما لا والإنتاج ضخم وسخى النص نفحة صوفية تنسجه صورة مبهرة واخراج هوليوودى.
لا أتوقف كثيرا امام الجدل المثار حول أهداف المسلسل سياسيا بالإسقاط على فكرة جماعة الإخوان التى تتذمر من تأثيره الكبير على الكتلة الصامتة وهى غارقة حتى اذنيها فى مستنقع البروباجندا السياسية واعلامها المخترق من جهات اجنبية يشن هجوما ضاريا على كل شيء صباح مساء.
اعتقد أن الفائدة الكبيرة من هكذا عمل هو إلقاء حجر كبير فى بحيرة راكدة بالتحريض على البحث والقراءة وإشعال شغف المعرفة لدى الأجيال الجديدة فالإنسان عدو ما يجهل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سبيل المثال الكتب السماوية
إقرأ أيضاً:
رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك بلقاء دور ورسالة النشر المسيحي في العصر الرقمي
شارك الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، في لقاء نظمته رابطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتعليم اللاهوتي "ميناتا" لممثلي دور النشر المسيحي في مصر، تحت عنوان "دور ورسالة النشر المسيحي في العصر الرقمي"، وذلك بمقر الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، وبحضور د. إلياس غزال، المدير التنفيذي للرابطة، والقس عيد صلاح، مسؤول المكتبة الرقمية، إلى جانب عدد من ممثلي دور النشر المسيحية وقيادات كليات اللاهوت الإنجيلية.
وخلال اللقاء، استعرض الدكتور القس أندريه زكي في كلمته ملامح التحول الرقمي وتأثيره العميق على صناعة المحتوى الديني والمعرفي، مشيرًا إلى أن الوسائل الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، وأن الغياب عن العالم الرقمي يعني الغياب عن مساحات التأثير الحقيقية في وعي الإنسان المعاصر. وأكد أن التكنولوجيا ليست تهديدًا للرسالة المسيحية أو لصناعة النشر، بل هي حقل خدمة جديد يحتاج إلى حكمة ونضج ومرونة في استثمار أدواته المختلفة، مع وعي خاص بصعود تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها المتزايد في تشكيل العقول والاتجاهات.
وأوضح رئيس الطائفة الإنجيلية أن النشر المسيحي، منذ بداياته، حمل رسالة ثابتة عبر العصور، تبدأ بحفظ الحق الكتابي وصون الكلمة الموحى بها، وتمتد لتجسيد اللاهوت في حياة الناس والتفاعل مع قضاياهم الروحية والاجتماعية، مبينًا أن مسؤوليته اليوم تتعمق في تكوين أجيال ناضجة في الإيمان والمعرفة، وقادرة على القيادة والخدمة في الكنيسة والمجتمع. وشدد على أن التحدي في العصر الرقمي لا يكمن في تغيير جوهر الرسالة، بل في تجديد أوعية تقديمها بأشكال مبتكرة تحافظ على عمقها اللاهوتي، وتساعد القارئ الحديث، سريع الإيقاع ومحب المحتوى البصري القصير، على الانتقال من استهلاك سريع للمحتوى إلى علاقة واعية مع كلمة الله.
مسؤولية دور النشر المسيحيةكما نبّه الدكتور القس أندريه زكي إلى تعاظم مسؤولية دور النشر المسيحية في الفرز والتمييز الروحي وسط فيض المعلومات وسهولة النشر، معتبرًا إياها حائط حماية فكريًّا وروحيًّا يقدم للقارئ محتوى موثوقًا ومراجعًا، ويُبقي رسالة المسيح حاضرة وفاعلة في الفضاء الرقمي الذي تتشكل فيه أفكار هذا الجيل ورحلات بحثه عن الحقيقة والمعنى.