نزوات اللاعبين البرازيليين.. صدمة الثروة المفاجئة والانفتاح الزائد
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
أهدر روبينيو، وداني ألفيس، وغابرييل باربوسا، وأرديانو، والعديد من النجوم البرازيليين، مسيرتهم الكروية وحياتهم أيضا مقابل نزوة لا طائل منها على الإطلاق: مثل تعاطي المخدرات والمنشطات، أو مطاردة الفتيات، والتي لم تجلب لهم سوى المتاعب والمشاكل والملاحقات القضائية.
إن عدم الالتزام، والانفلات الأخلاقي لدى بعض اللاعبين البرازيليين ليس نتاج صدمة الخروج من بيئة فقيرة جدا إلى الثراء والترف أو أعراض الثروة المفاجئة فحسب، بل يبدو أنها سلوكيات تأثرت ببيئة اقتصادية صعبة وعادات اجتماعية ومعتقدات خاصة.
وفقاً لبيانات البنك الدولي، تحتفظ البرازيل بواحدة من أسوأ حالات التفاوت في الدخل بالعالم، ويعود ذلك للفساد المتفشي في البلاد، والفضائح المالية التي تورط فيها عديد السياسيين.
وهذا الوضع الاقتصادي ينعكس قطعاً على أحوال كرة القدم في البرازيل وأنديتها، ناهيك عن الفوارق الإعلامية الرهيبة بين الدوريات الأوروبية الكبرى ونظيرها البرازيلي، والذي ينتج عنه فوارق مادية كبرى في عوائد البث، مما يؤدي لعدم قدرة الأندية البرازيلية على توفير رواتب اللاعبين والعاملين، بل قد يتسبب في إفلاسها في عديد الأحيان، وهذه أحد أسباب رحيل اللاعبين للدوريات الأوروبية.
ويذكر موقع "بليتشر ريبورت" عام 2008 أن عدد البرازيليين الذين ينضمون إلى الدوريات الأوروبية سنوياً يصل إلى ألف لاعب، وقد ازداد هذا الرقم عام 2023 إلى 1300 لاعب تقريباً.
New @CIES_Football Weekly Post reveals top ???? player exporting countries ???? Records broken ???? for all the top three nations: #Brazil ???????? #France ???????? & #Argentina ???????? Full data ???? https://t.co/5P8o4W4mzD pic.twitter.com/9W4FOmmPhB
— CIES Football Obs (@CIES_Football) May 17, 2023
تأثير الجانب الاقتصادي على المجتمعيتسبب الفقر بالبرازيل في تفشي الجرائم التي تتسم بالعنف، ويتضح هذا في حديث أنتوني، جناح مانشستر يونايتد الأيمن، على مدونة "ذي بلايرز تريبيون".
وقد سرد اللاعب تفاصيل نشأته في منطقة فافيلا بأوساسكو، إحدى بلديات ساو باولو، والتي كان يطلق عليها السكان المحليون باسم "الجحيم الصغير" بسبب الوجود الكثيف لتجار المخدرات وتفشي جرائم القتل. كما ذكر أنه ذات مرة صادف جثة في طريق عودته من المدرسة، وقال إن ذلك كان اعتيادياً لمن عاش في تلك المنطقة، لدرجة أنه أغمض عينيه ومر فوق الجثة الهامدة، وكأن شيئاً لم يكن.
Antony on growing up in Brazil????:
“I didn't have any football shoes. I didn't have a bedroom. I slept on the couch. I lived right in the middle of the favela. There were times when my brother, sister and I cried and cuddled thinking about our life.” #ManUtd pic.twitter.com/yQ95jxaeZW
— Players Sayings (@PlayersSayings) September 14, 2022
هل للتقاليد تأثير على سلوكيات اللاعبين؟يقال إن البرازيل تتمتع بحضارة تستطيع التعبير فيها عن الذات بحرية، لكنها في الوقت ذاته حضارة تفتقر إلى بعض قيم الانضباط، فهم قوم لا يعيرون انتباهاً للحدود الشخصية على حد تعبير جوش هاكمان أحد المدونين على أحد مواقع التواصل.
ويمكن القول إن لتلك التقاليد تأثيرا على اللاعبين وسلوكياتهم، فهم يحبون الاحتفال بجنون لدرجة عدم التقيد بالقواعد، مثل رونالدينيو وكذلك روبينيو نفسه بالتأكيد، فعندما كان لاعباً لمانشستر سيتي، كان لديه مشاكله الخاصة مع زميله حينها كريغ بيلامي الذي لم يكن معجباً للغاية بـ"العصابة البرازيلية" إذ إن سلوكياتهم لم تكن مفهومة بالنسبة له، بل أزعجته في أحيان عدة، وكان هذا رأي غلاوبر على الأقل، وهو أحد أعضاء تلك العصابة.
إلقاء القبض على البرازيلي روبينيو بعد قرار حبسه 9 سنوات لإدانته بالاغتصابhttps://t.co/LsgCee3Nry pic.twitter.com/uK5nZIjjaV
— الجزيرة نت رياضة (@AJASports) March 22, 2024
وأشار غلاوبر، الذي لعب لمانشستر سيتي بين 2008-2009، إلى حقيقة أنهم -مثل أغلب البرازيليين- كانوا يتصرفون على سجيتهم، وأنهم كانوا سعداء بطبيعتهم فحسب. وفي حين أن هذه السمات قد ترتبط بالسعادة، لكن قد ينتج عنها اقتحام الحدود الشخصية أيضاً، وهذا ما تسبب على الأرجح بوضع ألفيس خلف القضبان، وهو ما قد يتسبب بالمصير ذاته لروبينيو، إذ إن ذلك الانفتاح الزائد عن الحد، وعدم الاكتراث للقواعد، قد يجذبان المشاكل من كل حدب وصوب.
وإن الفوارق الفاحشة بين مرتبات اللاعبين في أندية الدوري البرازيلي، ونظيرتها بالدوريات الأوروبية الكبرى، تجعل من الصعب على نجوم السامبا ألا يستغلون هذا الثراء الفاحش في فعل ما يريدون، حتى وإن خرقوا القانون، بسبب افتقاد قيم الانضباط المذكورة آنفاً، والتي عوضاً أن تؤدي بهم إلى السجن أو الموت في بلادهم، قد تؤدي بهم إلى النتيجة ذاتها، لكن في أقصى الكرة الأرضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ حريات
إقرأ أيضاً:
أسطورتا مانشستر سيتي يشجعان اللاعبين في الإمارات على تطوير مهاراتهم
أبوظبي (الاتحاد)
أكد ميكا ريتشاردز وجوليان ليسكوت، النجمان السابقان في نادي مانشستر سيتي، أهمية تعلم كرة القدم ضمن مستويات الفئات العمرية، أثناء لقائهما اللاعبين الطموحين في الإمارات، مع التركيز على ضرورتها لتحسين أدائهم وشخصياتهم داخل الملعب وخارجه، وذلك خلال زيارتهما لحصة تدريبية لمدارس السيتي لكرة القدم في أبوظبي.
وفي زيارة للمدافعين السابقين ريتشاردز وليسكوت إلى مدينة زايد الرياضية لمقابلة نجوم المستقبل في الإمارات، أعرب كل منهما عن إعجابه بما شاهده، مع التأكيد على أن الوقت الذي يقضيه اللاعبون على أرض الملعب في سن مبكرة يساعدهم كثيراً في مستقبلهم.
وقال ريتشاردز، الفائز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنجليزي مع مانشستر سيتي: «مستوى كرة القدم الذي شاهدته رائع، لن يصبح الجميع لاعبي كرة قدم محترفين عندما يكبرون، ولكن الأهم هو التفاعل مع الآخرين والاستمتاع باللعب في هذه المرافق والملاعب الفاخرة».
وقال ليسكوت، الفائز أيضاً بكأس الاتحاد الإنجليزي، والمتوَّج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز مرتين مع مانشستر سيتي: «هناك الكثير من الفوائد للّعب ضمن فريق، ومن المهم أن يحصل الفتيان والفتيات الصغار على فرصة للّعب، وهو ما يتوفر لهم هنا في أبوظبي، إنه الأساس لكل رياضة، وكل لاعب وصل إلى أعلى المستويات، كان مارس كرة القدم على مستوى الناشئين، إنها خطوة مهمة في تطوير لاعبي المستقبل».
ومنذ عام 2012، رسخت مدارس السيتي لكرة القدم مكانتها، باعتبارها إحدى أفضل أكاديميات كرة القدم في الإمارات، حيث تمنح الفتيان والفتيات بعمر من 3 إلى 18 سنة فرصة لتطوير مهاراتهم الكروية، والحفاظ على صحتهم، والاستمتاع باللعب ضمن بيئة تعليمية إيجابية وودية.
وإضافة إلى تمثيل عدد من لاعبيها مع المنتخبات الوطنية ضمن الفئات العمرية، أسهم برنامج اللاعبين الموهوبين بتوقيع العديد منهم لعقود احترافية مع نادي الجزيرة لكرة القدم في الإمارات.