أكثر من 1500 حالة في مناطق الحوثي.. الحصبة تنهش أجساد أطفال تعز
تاريخ النشر: 29th, March 2024 GMT
"بدأت أعداد المرضى في الارتفاع وبشكل مثير للقلق"، هكذا وصفت الدكتورة إي إي خاي، رئيسة الفريق الطبي لأطباء بلا حدود في مستشفى الأم والطفل في تعز الحوبان، تصاعد حالات الإصابة بمرض "الحصبة" الذي بات يهدد حياة الأطفال في المحافظة.
وبحسب تقرير جديد نشرته منظمة أطباء بلا حدود، قبل أيام، سجلت وحدة العزل الخاصة بمرض الحصبة في المستشفى نحو 1,552 حالة إصابة بالحصبة، أغلبهم دون سن الرابعة.
وأكد التقرير أن التوقعات الوبائية لا تبشر بالانخفاض في الوقت القريب. مضيفا إن الأطفال في هذه المنطقة سيعانون من الكثير من الأمراض التي قد تصبح قاتلة إذا لم تُعالج بشكل صحيح في الوقت المناسب.
وتقبع منطقة "الحوبان" والمناطق المجاورة لها، تحت سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران التي تقوم بمنع حملات التطعيم وإعطاء لقاحات الوقاية المجانية للأطفال في تلك المناطق. وهذا الأمر ساهم بشكل كبير في تضاعف أعداد الأطفال المصابين في تلك المناطق.
وفقاً لتقرير منظمة أطباء بلا حدود، "الحصبة أصبح مرضا متوطّنا في منطقة الحوبان وما جاورها، وفي السابق كان مستشفى الأم والطفل يقوم بعلاج نحو ما معدله ثمانية مرضى بالحصبة كل شهر. إلا أن هذا النمط تغيّر في يونيو الماضي. وفجأة بدأت الأعداد تتزايد بشكل مقلق، مع وصول أطفال من مختلف مديريات محافظة تعز إلى المستشفى، وهو ما دفع بالمنظمة إلى افتتاح وحدة عزل خاصة بعلاج المرضى أواخر أغسطس 2023".
تقول الدكتورة إي إي خاي، رئيسة الفريق الطبي لأطباء بلا حدود في مستشفى الأم والطفل في تعز الحوبان: "لقد رأيت بنفسي كيف تؤثر الزيادة الحالية في حالات الحصبة على الأطفال في مستشفى أطباء بلا حدود هنا في تعز الحوبان في اليمن. وعلى الرغم من أنّ الحصبة مرض يمكن الوقاية منه، فإنّ نسبة التطعيم بين الأطفال الذين نعالجهم من الحصبة لا تتجاوز 16 في المئة. وبمجرد انتشار الفيروس في المجتمع، يمكن أن ترتفع معدلات الإصابة بالمرض والوفيات، خصوصًا بين الأطفال الصغار".
وبعد مرور ستة أشهر، أكد تقرير المنظمة الدولية: "لا انحسار في طفرة حالات الحصبة، ويبدو أنّ جهودنا لمعالجة العدوى واحتوائها محدودة للغاية".
بحسب تقرير منظمة أطباء بلا حدود أن الافتقار إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية يدفع مرافقي المرضى إلى تأخير إحضار أطفالهم المرضى إلى المستشفى على أمل أن تختفي الأعراض من تلقاء نفسها بمساعدة الأدوية من الصيدلية المحلية، إذا كانت متوفرة. كذلك يتمثل عائق إضافي في المسافات الطويلة التي يتعين على الناس قطعها للوصول إلى هنا، حيث أنّ معظمهم بالكاد يستطيعون تحمل تكاليف النقل.
ويكافح المواطنون في محافظة تعز المحاصرة من قبل الميليشيات الحوثية للحصول على الرعاية الصحية، في ظل انهيار البنية التحتية الصحية، فالكثير من المرافق الصحية إمّا خارجة عن الخدمة أو غير مجهزة لتلبية احتياجات الناس. إضافة إلى ذلك، فالخدمات الصحية الأساسية في مرافق الصحة العامة مكلفة على أغلبية الناس ذوي القدرات المالية المحدودة للغاية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: أطباء بلا حدود
إقرأ أيضاً:
الجوع يقتل أطفال غزة بعد أيام من مولدهم
لم يتمكن الطفل الفلسطيني إبراهيم عدس من مقاومة الجوع، فقضى بعد 5 أيام من مولده، ليلحق بهود عرفات الذي قضى جوعا بعد أسبوع واحد من مولده.
ويمثل الأطفال 80% من الوفيات المسجلة بسبب التجويع الذي تمارسه إسرائيل ضد المدنيين في قطاع غزة، وفق بيانات الأمم المتحدة.
وأفاد تقرير تفاعلي أعدته سلام خضر للجزيرة -نقلا عن وزارة الصحة في القطاع- بأن 40 ألف رضيع يواجهون خطر الموت جوعا بسبب انعدام حليب الأطفال ما لم يتم إدخال 250 ألف علبة شهريا.
وقالت الوزارة -اليوم الاثنين- إن مستشفيات القطاع سجلت 14 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية بسبب سوء التغذية، ليرتفع إجمالي وفيات المجاعة إلى 147 حالة، من بينهم 88 طفلا.
ويقف قطاع غزة على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرضّع، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال حليب الأطفال منذ 150 يوما متواصلة.
ويحذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من أن نحو 650 ألف طفل فلسطيني -بينهم أكثر من 60 ألف رضيع- يواجهون خطر الموت، بسبب الجوع وسوء التغذية ونقص الغذاء، مع تعثر دخول المساعدات واستمرار سياسة الحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع.