الجوع والمرض ينهش جسد الرضيعة جنيد في شمال قطاع غزة
تاريخ النشر: 30th, March 2024 GMT
ترقد الرضيعة ليلى جنيد، التي لم تر النور سوى منذ شهرين، على سرير داخل قسم العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، تصارع من أجل البقاء على قيد الحياة، بعد أن أنهك جسدها النحيل بفعل الجوع والمرض.
ومع اشتداد الحصار الإسرائيلي المطبق على قطاع غزة وعزل الشمال عن الجنوب، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أصبح الجوع سلاحا أخطر على الفلسطينيين من الصواريخ.
وتسببت المجاعة في شمالي غزة، بتفاقم الأزمات الإنسانية غير المسبوقة التي تسبّبت بها الحرب المتواصلة على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، واستشهاد عدد من الفلسطينيين ولا سيما الأطفال.
وتتزايد أعداد الوفيات ولا سيما الأطفال بسبب سوء التغذية والجفاف في شمال غزة، حيث استشهد 28 طفلا بسبب المجاعة، وفق الإعلام الحكومي في غزة.
ويعاني الفلسطينيون شمال غزة من نقص حاد في الماء والغذاء حوّل حياتهم اليومية إلى كابوس يؤرّق عيشهم، وأضحوا يخشون الموت جوعاً لا من صواريخ "إسرائيل".
سوء التغذية
وتعد حالة الرضيعة جنيد، خير دليل على ذلك، وفق أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى كمال عدوان، الطبيب تامر التوم.
وأفاد الطبيب التوم، لوكالة "الأناضول"، بأن "جنيد، التي تبلغ من العمر شهران، نقلت إلى المستشفى بسبب تدهور حالتها الصحية ومعاناتها من مشاكل صحية عديدة كالإسهال والتهابات شديدة في الصدر".
ويوضح الطبيب أن والدة الطفلة لم تتمكن من الحصول على التغذية الكافية والسليمة أثناء فترة الحمل بسبب الأوضاع الصعبة وحالة المجاعة المتفاقمة شمال غزة.
ويشير إلى عدم حصول الأم أيضًا على الرعاية الكافية والفيتامينات أثناء الحمل، ما أدى إلى انخفاض وزن الطفلة أثناء الولادة إلى 2 كغم فقط.
ويبين أن الحالة الصحية للطفلة استدعت دخولها إلى قسم العناية المركزة بسبب الجفاف الشديد وسوء التغذية، وعدم توفر حليب الأطفال المناسب وعدم قدرة الأم على إرضاعها.
تأخر النمو
ويقول الطبيب الفلسطيني، إنّ "كل ذلك تسبب في ضعف وتأخر النمو لدى الطفلة، وبالتالي ضعف المناعة وإصابتها بالأمراض الشديدة التي أدخلتها إلى العناية المركزة".
ويتابع: "نقص المعدات والإمكانيات والأدوية أدى إلى تفاقم حالة الطفلة الرضيعة وتأخر علاجها".
وأوضح أن حالة الطفلة تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
وفي 18 آذار/ مارس الجاري، قال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، إن "إسرائيل" تستخدم الجوع كسلاح من خلال منع دخول المساعدات إلى غزة.
وفي انتهاك للقوانين الدولية، تقيّد "إسرائيل" وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ولا سيما برا، ما تسبب في شح إمدادات الغذاء والدواء والوقود وأوجد مجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين في القطاع الذي تحاصره منذ 17 عاما، ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.
وتواجه "إسرائيل" اتهامات فلسطينية ودولية باستخدام "التجويع" سلاحًا في غزة، بما يرقى إلى مستوى "جريمة حرب"، وتدعوها الأمم المتحدة إلى فتح المعابر البرية لإغراق القطاع بمساعدات إنسانية قبل أن تلتهم المجاعة المزيد من سكانه.
وفي محاولة لتدارك الأزمة، تواصل دول عربية وأجنبية تعاونها من أجل إنزال المساعدات جوًّا على مناطق شمالي القطاع، إلا أنها تظل غير كافية ولا تسد الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول "إسرائيل" للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة المجاعة التجويع غزة مجاعة تجويع المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
أونروا: المساعدات التي ترسل لغزة سخرية من المأساة الجماعية
#سواليف
اعتبرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( #أونروا ) أن #المساعدات التي تُرسل إلى قطاع #غزة حاليًا، تُشكّل #سخرية من #المأساة_الجماعية، مطالبة بالسماح لها بممارسة عملها من أجل إيصال المساعدات إلى القطاع.
وقالت وكالة “أونروا” في بيان صحفي اليوم الجمعة، إن التقارير تشير بأنه تم إدخال 900 شاحنة خلال الأسبوعين الماضيين، مبينة ان هذا لا يُمثّل سوى ما يزيد قليلاً عن 10% فقط من احتياجات الناس اليومية في غزة.
وأضافت: “المساعدات التي تُرسل حاليًا تُشكّل سخرية من المأساة الجماعية التي تتكشف أمام أعيننا”.
مقالات ذات صلة ترامب يتحدث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة 2025/05/31وأشارت إلى أنها وخلال فترة وقف إطلاق النار عندما رُفعت القيود البيروقراطية والأمنية بإرادة سياسية، كانت الأمم المتحدة، بما في ذلك ”أونروا”، تُدخل من 600 إلى 800 شاحنة يوميًا، ولم يُبلَّغ عن أي حالات سوء استخدامٍ للمساعدات.
وتابعت: “بهذه الطريقة حوّلنا مجرى الأمور بشكل جماعي ومنعنا #مجاعة من صنع الإنسان”.
وأكدت أنه يمكن إيقاف التجويع الجماعي الحالي، لكن الأمر يتطلب إرادة سياسية.
وقالت: “نحن لا نطلب المستحيل. اسمحوا للأمم المتحدة، بما في ذلك “أونروا” وشركاؤها في المجال الإنساني بالقيام بعملنا: مساعدة المحتاجين والحفاظ على كرامتهم”.
وفي 2 مارس/ آذار الماضي، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، معابر قطاع غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية للقطاع، ما أدى إلى تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت السياسي الأمني”، في 18 مايو/ أيار الجاري، على إدخال مساعدات لجميع أنحاء قطاع غزة “بشكل فوري”.
لكن منظمات دولية وأممية ومحلية أكدّت أن حديث الاحتلال عن عبور مساعدات إلى قطاع غزة، عملية خداع وتضليل إسرائيلية للمجتمع الدولي، مشددة أن قطاع غزة يمر في مرحلة مجاعة حقيقية؛ وأن احتياجه الفعلي للخروج من هذه الأزمة يتجاوز 600 شاحنة يوميا.