إذا كان الزمان غير الزمان فالإنسان هو الإنسان وفريضة الدفاع عن النفس والأرض والعرض لا تسقط عنه إلى  يوم  الدين. وسنة التدافع بين الناس والحضارات والقيم تجعل دوام الحال من المحال ولو دامت  للأولين لما دانت للآخرين!؟ وأن الكيل بمكيالين في حقوق الإنسان من القائمين على مجلس الأمن المخيف هو سبب كل الخلل في المعايير والموازين وهذا الدمار المبين.

.

وفي تاريخ الحروب والثورات التحريرية العظمى دروس للمعتبرين وأن الذكرى قد تنفع حتى البغاة  والعصاة والطغاة فضلا عن المؤمنين!!

وبمناسبة إحياء الجزائر للذكرى  التاسعة والستين لثورة القرن العشرين بدون منازع في الفاتح  من  تشرين  الثاني (نوفمبر 1954) وربطا بما تصادفه إحياء هذه الذكرى من أحداث جسام جارية  في الساحة والساعة  الدولية عرفنا إرهاصات بدايتها ولا نعرف نهايتها بعد.. نود أن نذكر المعتبرين بدروس التاريخ الحي الذي عشناه في هذه الثورة لحما ودما وجهادا و"استشهادا" لما يزيد عن السبع سنين مماثلة  لما يراه العالم  على  المباشر يوميا من أهوال الحرب غير المتكافئة بين الحق والباطل في معركة الأحزاب الثانية في فلسطين الحالية والتاريخ بيننا يبقى دائما الشاهد الأمين على المحسنين والمسيئين والظلمة والمجرمين وأصحاب الحق المغتصب الذي لا يسترجع إلا غلابا وافتكاكا باليمين وتلك هي سنة الله في الأولين  والآخرين.

تأتي ذكرى هذا العام مشحونة بكثير من الآلام المبرحة والآمال العريضة في الوقت ذاته وهي تصادف قمة الثورة الجهادية الوريثة الشرعية لها في معركة الأقصى بشقيقتها الصغرى فلسطين.

لقد عايشت تلك  الثورة الجهادية كابن شهيد ومجاهد في صفوف جيش تحريرها حتى توقيف القتال وتقرير المصير والاستقلال وكنت شاهدا على كثير من مجرياتها المفرحة والمقرحة بورودها وأشواكها؛ بأفراحها بانتصاراتها وأقراحها بالإحباطات والتقلبات والخيانات التي اعترضت مسيرتها الطولية إلى النصر المبين!

ومن مميزاتها أن يوم انتصارها وتحقيق الاستقلال سنة 1962 كان هو يوم ذكرى الغزو والاحتلال سنة 1830 مما يعني أن كل استقلال قد يحمل بذور احتلال كما أن كل احتلال يحمل بذور استقلال إذا بقي عزم الرجال كما كان واقع  الحال.

وإدراكا مني بما للثورة الجزائية من أوجه شبه وتطابق أحيانإ مع ما يجري في فلسطين هذه الأيام، إلى درجة التوأمة (السيام) بين الثورتين وخاصة من جهة  نوعية  الاستيطان  وفصيلة المستوطنين أنفسهم  خلفا عن سلف.. والدليل على ذلك هي آلاف القوافل من شهداء  المغرب العربي الكبير  المدفونين  في القدس الشريف على مر التاريخ  الإسلامي للأمة عندما كانت أمة حرة  حتى  تحت الاحتلال الأجنبي  الخارجي (الأرحم  مع  الأسف  من  الاستحلال الداخلي  الراهن!!!!)، حيث ذهب أكثر من 4000  مجاهد سنة 1948 ودخلوا  من أرض الكنانة سابقا  لنجدة الأشقاء في الأرض المباركة التي لم تتغير في وجدان كل مسلم من المحكومين لاحقا في أمة المليارين من أصحاب العين البصيرة واليد القصيرة على امتداد سماع الآذان وتلاوة القرآن من جاكارتا  إلى داكار ونواكشوط  والرباط وتطوان مرورا بقسنطينة ووهران!؟!

وإني لهذا السبب وغيره أعيد نشر بعض فصول كتابي (جهاد الجزائر: حقائق التاريخ ومغالطات الجغرافيا)، هنا في صحيفة "عربي21"، وهو صورة حية عن جوانب مشرقة من ثورة القرن العشرين التي جسدت أمجاد الحرية والكرامة، تماما كما هو حال غزة وفلسطين هذه الأيام.. لما بين الثورتين من تطابق  وتشابه كما قلنا وعشنا في الثورة الاولى مقارنة بما نراه على المباشر في  الثورة الفلسطينية  العظيمة  الثانية التي اختصرت أمة المليارين (من غثاء السيل) في المليونين من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والقدس وجنين.

وإنني أدرك تمام الإدراك الصلة الوثيقة بينهما في حجم التضحيات ومعارك التحرير التي يخوضها الأشقاء  الفلسطينيون هناك (كما كان أشقاؤهم هنا لأكثر من سبع سنين دون انقطاع.)  في مواجهة  أعتى احتلال وأشده شراسة، لا سيما وأنه احتلال يلتف حوله  قادة  العالم الغربي الاستعماري كله ويدعمونه انتقاما  من عدوهم اللدود على هزائمهم السابقة وإحياء لخلافات وأحقاد تاريخية دفينة..

كنا نعتقد، وأن بعض الظن  ليس إثما، أن ثورات الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال التي عرفتها مختلف أنحاء المعمورة قد تجاوزتها الوحوش البشرية المسلحة بالنووي والحقد الأعمى في معاداة حقوق الإنسان الفلسطيني خارج  حقوق الإنسان التي يحميها حق الفيتو الظالم أمام كل أنظار العالم الأعور الأصم  الواجم.

إن الإسلام والاستعمار ضدان لا يلتقيان في مبدأ ولا في غاية، فالإسلام دين الحرية والتحرير، والاستعمار دين العبودية والاستعباد، والإسلام شرع الرحمة والرفق، وأمر بالعدل والإحسان، والاستعمار قِوامه على الشدة والقسوة والطغيان، والإسلام يدعو إلى السلام والاستقرار، والاستعمار يدعو إلى الحرب والتقتيل والتدمير والاضطراب، والإسلام يثبت الأديان السماوية ويحميها ويقرّ ما فيها من خير ويحترم أنبياءها وكتبها، بل يجعل الإيمان بتلك الكتب وأولئك الرسل قاعدة من قواعده وأصلا من أصوله، والاستعمار يكفر بكل ذلك ويعمل على هدمه خصوصا الإسلام ونبيه وقرآنه ومعتنقيه.وهذا المكيال العجيب الغريب بين إنسانين لا يثير القلق  فقط حول مصير البشرية في هذا العالم (وحيد القرن) وإنما يعيد السؤال أيضا وبالحاح عما إذا كان للمعارك الحضارية الكبرى التي سعت لتوحيد البشرية على أساس العدل والمساواة تتراجع إلى ما تحت الصفر كما نراها في مجازر المغول الجدد بالصوت والصورة  في  غزة  العزة والإنسانية التي تحتضر في مستشفياتها المنكوبة كلها  اليوم  والمقطوعة عن الحياة أمام أعين دعاة حقوق الإنسان (الحجري)  وليس الإنسان  البشري  المتحضر  المتعلم  والمتقدم!!

وما يفيد في هذه الصفحات من ثورة  الجزائر (فلسطين الأولى) الأشقاء  في الجزائر الثانية ( فلسطين  الحالية)، سأسرده ليس من باب تقديم الدروس، وإنما من باب قراءة التاريخ والاتعاظ به وأخذ العبرة منه..

الدين في مواجهة الاحتلال

لقد تفطن المحتل الغاصب إلى هذه الخطورة التي يمثلها الدين في تحريك الجماهير للجهاد والاستشهاد فأراد أن يلعب على هذا الوتر بالفعل ـ وبدأ يحاول تشويه سمعة المجاهدين، فى التشكيك في  أخلاقهم وإيمانهم وإسلامهم.. ولكن من حسن حظ الثورة أنها كانت قد تمسكت ـ قولا وعملا ـ بحبل الدين القويم قبل أن يتفطن إليه العدو ويلعب به ورقته الدنيئة، وقد فشل في ذلك فشلا ذريعا كما هو ثابت، لأنه لم يجد ثغرة دينية أو أخلاقية تسيء إلى سمعة الجهاد والمجاهدين في نظر المواطنين! فالشريعة السمحة (من أوامر ونواه) كانت مطبقة تلقائيا من طرف المجاهدين (حتى قبل التأكيد عليها في لوائح مؤتمر الصومام التاريخية) حيث نص النظام الداخلي لجيش التحرير الوطني، (في البند الخامس من الفصل الثاني) على «كل مجاهد مسؤول عن كل ما يصدر عنه من أقوال وأفعال، سيرة المجاهد الحسنة المتصفة بالأخلاق الإسلامية ترفع من سمعة الجيش وترغب في حب الثورة".

وورد في الفصل الثالث الخاص بالجزاءات والعقوبات ما نصه : "كل تهاون أو تقاعس أو غلط أو عدم احترام أخ لأخيه، يعاقب مرتكب هذه المخالفات بإنذار أو شغل شاق أو بحراسة. والعقوبات المسلطة على مرتكبي الغلطات الفادحة تصدرها المجالس العسكرية، وهذه العقوبات قد تصل إلى الحكم بالاعدام»، ونذكر من بين المخالفات الفادحة :

ـ  إفشاء السر.
ـ ضياع السلاح.
ـ كل نشاط ضار بالوحدة الوطنية أو الطاعة العامة للجيش.
ـ رفض تنفيذ الأوامر.
ـ سيرة مخلة بقواعد الإسلام.
ـ الاختلاس والاحتيال...
ـ القتل ذبحا ممنوع منعا باتا.
ـ التمثيل بالجثة ممنوع منعا باتا.
ـ تنفيذ الإعدام يكون رميا بالرصاص.

لقد تفطن المحتل الغاصب إلى هذه الخطورة التي يمثلها الدين في تحريك الجماهير للجهاد والاستشهاد فأراد أن يلعب على هذا الوتر بالفعل ـ وبدأ يحاول تشويه سمعة المجاهدين، فى التشكيك في أخلاقهم وإيمانهم وإسلامهم.. ولكن من حسن حظ الثورة أنها كانت قد تمسكت ـ قولا وعملا ـ بحبل الدين القويم قبل أن يتفطن إليه العدو ويلعب به ورقته الدنيئةفكان التحلي بالسلوك الإسلامي الرفيع من طرف المجاهدين هو الحصن المنيع الذي حمى الثورة ورجالها من أي قدح فيهم، أو أية ثغرة تمكن المستعمر من التسلل إلى التشكيك في جهادهم وتنفيرالمواطنين منهم.

وهنا نورد ثلاث شهادات لثلاثة مجاهدين من قلب المعركة، في ثلاث ولايات داخل التراب الوطني هي على التوالي: الولاية الأولى، الولاية الثالثة، والولاية الرابعة، فيقول المجاهد يوسف اليعلاوي (الأمين العام لمنظمة المجاهدين) في شهادته مايلي:
"وليس من المبالغة في شيء القول: بأن وجود هذا العنصر (الأخلاق ) هو الذي جلب للثورة ورجالها الثقة والتصميم المطلقين في نكران الذات، وهو الذي جعل من الشعب الجزائري رجلا واحدا، ينصهر في الثورة، مستميتا من أجل تعزيزها، والسير من ورائها... وبذل أغلى ما يملك من نفس ونفيس... ومال وبنين حتى يتم انتصارها.

إن أولئك الرجال قلة في عددهم، ولكنهم أمة في ارتفاع معنوياتهم، وفي شجاعتهم وإخلاصهم وتفانيهم.
تسلحوا بسلاح الإيمان بالله والوطن، فكانوا مثالا في التفكير العبقري والسلوك الإنساني والنموذج الأخلاقي القويم...

ولولا أن كانت الثورة العارمة أخلاقا وانضباطا لما حققت على أيدي المجاهدين ما حققته من انتصار واسترجاع لسيادتهم وكرامتهم وعزة دينهم ووطنهم ولغتهم.

فكنت تجد سلوك المسؤول الأول والجندي البسيط واحدا، وكان من الصعب عليك أن تفرق بين هذا وذاك حتى في الأكل والملبس وأداء الواجب، فلا امتياز لأحد على أحد، وليست هناك حظوظ لأحد على الآخر.
بل ما يمكنك معرفته حقا: أن المسؤول يتقدم الصفوف عند الشدائد ويتأخركثيرا بعد ذلك، مسخرا ذاته وراحته من أجل إخوانه، وأن القانون الداخلي للثورة التحريرية كان يطبق بصرامة وديمقراطية وعدالة على الضابط والجندي والمدني... ويسترسل الشيخ يوسف في الإدلاء بشهادته فيقول:

"ولعل القاريء الكريم يتشوق إلى سرد بعض الأمثلة التي تبرهن عن جدية الثورة وتأثيرها وتوفر العناصر الإيجابية فيها، والتي أتذكر من بينها هذه الأحداث:

الحادثة الأولى: وقعت في الولاية الأولى سنة 1958 وكانت كالآتي: جاء المسبلون بمرأتين جزائريتين إلى المركز الذي يتواجد به جيش التحرير، بعد أن شوهدتا مع رجلين أجنبيين داخل سيارة (جنوب مدينة سطيف) متلبستين بالسكر والاختلاط غير الشرعي (وقد فر الأجنبيان بالسيارة). جاءوا بالمرأتين وبعد البحث في القضية، وقع الحكم بالاعدام على واحدة منهما... ولحظة تنفيذ الحكم عليها... التفتت لتقول :

يا عمار إني جزائرية، فأجابها الجندي المنفذ:

ـ أنت كذلك فعلا، ولكنك جزائرية "سفيهة"، جزائرية مريضة... ولهذا أوجب استئصالك من هذا الجسم الطاهر السليم...

الحادثة الثانية: (الولاية الثالثة سنة 1960). أقيم المجلس العسكري لمحاكمة أحد الضباط يدعى (سي عمر فاقر) وكان موضوع القضية الزّنا. قال رحمه الله أمام المجلس: «إنني أشعر بفداحة ما اقترفته، وسوف أكون أكثر اطمئنانا بنزاهة الثورة وقوتها إذا طبق علي قانون العقوبة الصارم، وهو الإعدام" .

والشهادة الثانية للمجاهد شعبان محرز (وهو أحد رفقاء الشهيد عميروش من سنة 1955 إلى سنة 1959) فيقول:"إن الثورة ما كانت لتنجح لولا أنها بدأت بتصفية الخونة والعملاء الذين شكلوا درعا واقيا للمحتل الغاصب، فالذين لم يكونوا يؤمنون بالله تعالى قد عملوا كل ما في وسعهم على تثبيطنا بأقوالهم وأفعالهم؛ إذ كانوا يشنون علينا حربا نفسية قذرة بقولهم: "كيف تطردون العدو ببنادق صيد العصافير؟".

وكيف تخرجون العدو المدجج بكل أنواع الأسلحة الحديثة من طيران ودبابات ومدافع وصواريخ بـ "الكحكاح"(*) !

هذا ليس إلا جزءا من الحرب النفسية التي كانت تشن ضدنا حيث كان العدو يصفنا بأننا فلاڤة وإرهابيون وخارجون عن القانون وقطاع طرق... وكنا نعمل كل ما في وسعنا لنكذب مقولات العدو وإدعاءاته حيث كانت تعطى لنا مثلا أوامر بالحفاظ على الهندام الجيد وتحليق اللحى، حتى نظهر في أحسن مظهر، بل وحتى عندما يستشهد أحدنا يوجد على أحسن هيئة...

ولكن اعتمادا على إيماننا بالله تعالى آمنا بخروج العدو من أرض الجزائر... رغم إدراكنا أننا لم نكن نحارب العدو الفرنسي وحده بل كنا نعي بأننا نحارب الحلف الأطلسي الذي قدم كل الدعم للعدو من أجل القضاء علينا:..ونحارب العملاء والخونة في الوقت ذاته.

وكان شعارنا عند قيامنا لتحرير الجزائر: "إما الاستقلال أو الاستشهاد"(2) .

إن أولئك الرجال قلة في عددهم، ولكنهم أمة في ارتفاع معنوياتهم، وفي شجاعتهم وإخلاصهم وتفانيهم. تسلحوا بسلاح الإيمان بالله والوطن، فكانوا مثالا في التفكير العبقري والسلوك الإنساني والنموذج الأخلاقي القويم...والشهادة الثالثة للمجاهد الضابط مراد كريمي رئيس المنطقة الثالثة للولاية الرابعة حيث يقول عن التدين و أخلاق الجهاد في الثورة مايلي: "لئن كانت الثورة سلاحا، فإن أمضى سلاحها كان الإسلام..

فإن كانت الرصاصة تقتل العدو، فإن الإسلام يقتل الوهن الذي يصيب النفوس والجبن الذي يركن بها إلى الأرض، والطمع في حياة ولو كانت في ذّل وصغار...

إنّ الإسلام غرس اليقين في أناس لا يملكون شيئا من متاع الدنيا، بأنّهم سينتصرون على آخرين قد ملكوا كلّ متاعها، فاندفعوا إلى المواجهة، تحدوهم الرغبة إلى ملاقاة ربّهم و ما أعد لهم قبل رغبتهم في غلبة عدوّهم.

لقد أدرك مسؤولو جيش التحرير الوطني، قيمة هذا السلاح الروحي من البداية، فعملوا على تشبيع أفراد المجاهدين بقيمه وغرسها في نفوسهم، فكنت لا تسمع خطبة لأي مسؤول وهو يخطب في جنده تخلو من آيات كتاب الله وأحاديث رسوله الكريم، وكانت صيحة الله أكبر هي شعار كلّ شيء.

فهي المعبرة عن فرحة بانتصار في مواجهة.
وهي صرخة التعبير عن فاجعة فقدان أحد الرفاق.
وهي كلمة السرّ... وهي كلمة التنبيه من خطر محدق...
فالله أكبر...الله أكبر...

لقد كانت الثورة الجزائرية بحق ثورة إسلامية، ثورة ليست ضد الاحتلال والظلم، ولا أدل على ذلك مما احتواه بيان أول نوفمبر 1954 من مبادئ حددّت سلفا معالم الدولة الجزائرية التي ستكون بعد التحرير،و هي المبادئ الإسلامية.

أثناء الثورة لم يكن للمجاهد أن يغفل عن صلاته، في حلّه و ترحاله في كرّه وفرّه، أثناء الثورة كان يقتل كل مستهتر بحدود الله (والناس اليوم تسب الله ودينه جهارا وفي وضح النهار)".

ولقد حاول قادة الاحتلال ـ إذن ـ أن يجدوا بعض الثغرات التي تسىء إلى سمعة المجاهدين في نظر الشعب، ولكنهم لم يحصدوا إلا الفشل والخيبة الكاملة، لأن الكذب لا يثبت أمام الحق في الميدان، والميدان كان لصالح الحق وحده...كما أثبتنا بهذه الشهادات الحية من ميدان الجهاد.

ومن الوقائع الطريفة التي رواها المحاضر المذكور في هذا المجال: (أي مجال استغلال القادة الفرنسيين للدين من أجل ضرب الثورة) أن أحد الضباط الفرنسيين قد استحلف إمام إحدى القرى بناحية ميلة (في الولاية الثانية) على المصحف الشريف بأن يخبر المركز الفرنسي إذا قدم (الفلاڤة) إلى القرية! وذلك إدراكا من الضابط المحنك بما للقرآن من قدسية لدى المواطنين، ولكنه خفي عن هذا الفرنسي أن قدسية الجهاد الحق لم تكن أقل قدسية من القرآن الحق وهو ما جعل الإمام (الذي كان منزله مقرا للمجاهدين بشهادة المحاضر!) يسرع إلى منزله ليخبر المجاهدين بما وقع له مع الضابط، وأخبر ابنته بالقصة كلها لكي تنقلها إلى المجاهدين في إحدى حجرات بيته بين أهله وبخدمة ابنته، وظل يدخل ويخرج إلى بيته متحاشيا رؤيتهم وجها لوجه، معتذرا لهم عن ذلك التصرف معهم حتي لا يضطر إلى التبليغ عنهم بعد ذهابهم، لأنه لا يستطيع أن يحنث بعد أن أقسم على الصحف الشريف للضابط الفرنسي أنه سيبلغه إن رآهم!

والذي نستخلصه من مثل هذه الحالة وغيرها هو أن الإسلام كان ومازال وسيظل المرجع الأساسي لهذا الشعب في أي  مشروع أو أية سياسة يرجى لها النجاح في هذا الوطن، والذي يخلص لمبادىء هذا الدين هو الذي سيفوز حتما، وهذا ما جربته الثورة مع الشعب فنجحت بالصدق معه وليس بالكذب عليه!

ونترك للباحثين مهمة تحديد الخائنين للوطن والثورة من الذين ربتهم جمعية العلماء في مدارسها الحرة، بالمقارنة مع من نشأوا وترعرعوا في المدرسة الفرنسية برعاية الآباء البيض والسود!!

دون أن يمنعنا ذلك من الإقرار بأن رجال جمعية العلماء لم يفجروا الثورة بحكم وضعهم كجمعية لها برنامجها، واستراتيجيتها الخاصة في المحافظة على مقومات الهوية الوطنية، وتوعية الناشئة لليوم الموعود :

"يا نشء أنت رجاؤنــا          وبك الصبـاح قـد اقتـرب
 خذ للحياة سلاحهـــا          وخض الخطوب ولا تهـب
 واقلع جــذورالخائنين          فمـنـهـم كــل العطــــب
وإذا هلكت فصيحتــي         تحيــا الجزائــر والعـــرب"

ونعود مرة أخرى لتأكيد دور جمعية العلماء بالذات، في تصفية عقيدة الجهاد مما علق بها من شوائب الخرافات والانحرافات لتجدها الثورة جاهزة للتطبيق الفعال، ونقول : إذا كان للثورة الفضل على رجال جمعية العلماء في الأول، فإن هؤلاء الرجال كانوا عند حسن ظن الثورة فتبنوها عن صدق وانخرطوا في صفوفها أفرادا وجماعات، حيث ثبت أن نسبة عالية من رجال الجمعية كانوا وقودا للثورة على طول امتدادها، ومادة في سجل الخالدين في تاريخ الوطن وتاريخها، وأئمة ومعلمين للغة القرآن في السجون والمعتقلات استعدادا لمعركة التعريب التي كانوا يحضرون لانطلاقها بعد الاستقلال... لولا مخططات الاستحلال التي قلبت الأوضاع و الأحوال، وحولت الجرائم والخيانات إلى غنائم ومكتسبات!

وما من شك أن رجال الجمعية لم يحضروا للثورة (ماديا) بحكم تلك الاستراتيجية المستقبلية (التي لا نملك أهلية الحكم لها أو عليها) إلا أنهم لم يترددوا - قط - في أن يحتضنوا الثورة بكل قواهم، بعد اندلاعها، وهم وإن فاتهم شرف المشاركة في تفجيرها فلم يفتهم شرف الانفجار من أجلها، وإمدادها بأغلى ما يملكون، ولعل أحسن الأعمال خواتمها كما ورد في الحديث الشريف. ونتحدى هنا من يوجد لنا شخصا واحدا وقف صراحة إلى جانب العدو بقلمه وسلاحه من رجال الجمعية أو من أبناء معهدها ومدارسها الحرة عبر كافة أرجاء الوطن!.

فنحن لم نعلم بذلك، والذي نشهد به هو أن معظم رجال الجمعية وطلبتها كانوا وقودا للثورة، وقدوة للثوار الأحرار. وقوائم الشهداء والمجاهدين الأحياء تدل على ذلك بما لا يدع مجالا لأي شك في دور العلماء المسلمين في جهاد المعتدين دفاعا عن الوطن والدّين وتنوير إخوانهم بثقافة الوحي المبين و التمسك بحبل الله المتين، لتحقيق النصر الموعود للمؤمنين. ومما كان يحمس به رجال جمعية العلماء الجماهير المؤمنة، ويحثونهم على الجهاد والاستشهاد، نذكر على سبيل المثال هذا التوجيه الديني والسياسي لأحد العلماء المكلفين بالدعاية والتوجيه على أمواج الأثير في الثورة، وهو الأستاذ محمد الصالح الصديق حيث يقول في المعاني المتعددة للجهاد في الإسلام: «فالذي يقاوم من أجل سيادة الوطن وكرامته، حتى يكتب بدمائه المشتعلة وثيقة الاستشهاد والذي يرابط في سبيل الله، ويسهر على مصالح الجيش، والمصلح الذي يقف حياته على تنوير العقل، ومحاربة البدع، وإضاءة جوانب الحياة الكريمة، والمجدد الذي يصحح المفاهيم الخاطئة ويبعث في الأمة روح الوعي واليقظة، والزعيم الذي يقف في وجه من يقاوم الحرية ويطمس معالم الحق والخير والنور.

إن الجهاد طريق شاق عسير لا يسلكه إلا المؤمنون الأقوياء عقيدة، وثقة في ثواب الله تعالى ومكافأته،ولذلك يقول عنهم الشاعر:

هم قوم اتخذوا الشهادة بغيـــــة              لا يبتغون لدى الجهاد سواهــا
هم في حمى الإيمـان أول صخرة                فسل الصخور إما عرفن قواها
من رام تفسير الحيـــاة لقومـــه                فدم الشهيـد يبين عن معناهــا
لولا الدمــــاء تراق لم نر أمـــة                    بلغت من المجد العريض مناها    

إقرأ أيضا: عن الدين والوطنية في مواجهة المستدمرين من الجزائر إلى فلسطين (1من2)
    

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير تاريخ الجزائر الثورة سياسة الجزائر تاريخ ثورة سياسة أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جمعیة العلماء حقوق الإنسان رجال الجمعیة فی الثورة فی مواجهة الدین فی من أجل

إقرأ أيضاً:

بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة

تواصل الزيارات العيدية للمرابطين في الجبهات والنقاط الأمنية والجرحى

 

الثورة /سبأ

شارك عضو المجلس السياسي الأعلى الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، في فعالية أقامتها السلطة المحلية والمكتب التنفيذي بمحافظة شبوة أمس، بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وألقى عضو السياسي الأعلى، كلمة بالمناسبة نقل للحاضرين في مستهلها تحيات وتهاني قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وفخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى بمناسبة عيد الأضحى.. مؤكداً اهتمام القيادة بأبناء محافظة شبوة والمحافظات الجنوبية والشرقية بشكل عام.

وأشار إلى أن العاصمة صنعاء كانت وستظل الحاضنة لكل أبناء الشعب اليمني ليس خلال الظرف الراهن فحسب، بل ومنذ اربعينيات وخمسينيات وستينيات القرن الماضي لتؤكد دوما بأنها حاضرة اليمن في مختلف المراحل سيما العصيبة منها.

ولفت الدكتور بن حبتور، إلى ما عانته المحافظات الجنوبية خلال فترات تاريخية استثنائية من الاحتلال البريطاني أو النظام الشمولي الذي حكمها طيلة ٢٣ عاما، حيث كانت صنعاء هي الملاذ الذي وجدوا فيه الأرض والمجتمع الذي يحتضن الجميع.

وبيّن أن التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة لأنهم لا يمكن أن يقبلوا بالمستعمر سواء كان صغيرا أو كبيراً وسواء كانت بريطانيا أو من أدواتها وصنيعتها كالإمارات والسعودية.. مشدداً على أن اليمنيين لم ولن يقبلوا بهؤلاء المستعمرين والمحتلين في أي لحظة من اللحظات.

وقال « أهلنا في عدن قاموا في ١٩ يناير قبل ١٥٠ عاما بالثورة على الكابتن هينز، كما قام أهلنا لاحقا في جنوب أبين ومحافظة حضرموت وجبال العوالق وفي بيحان بمقاومة المستعمر وأعوانه بإسناد من شمال الوطن آنذاك».

وأشاد عضو السياسي الأعلى بمبادرة محافظة شبوة وإقامتها لهذه الفعالية التي من خلالها يتم تأكيد الاستمرار في دعم ومساندة كل الخطوات والقرارات التي تتخذها القيادة الثورية والسياسية والعسكرية للانتصار لمظلومية أبناء الشعب الفلسطيني وأيضا مناقشة كل القضايا التي تهم أبناء المحافظة.

وفي الفعالية التي حضرها نائب وزير الإدارة والتنمية المحلية والريفية ناصر المحضار، ومحافظ حضرموت لقمان باراس، ووكيل وزارة الإدارة والتنمية المحلية والريفية جمال العلوي، وقيادة السلطة المحلية والقيادات الأمنية والعسكرية ومشايخ وأعيان المحافظة، أشاد محافظ شبوة عوض العولقي، بدور أبناء شبوة المرابطين في جبهات العزة والكرامة.

وأكد على أهمية الثقة بالنصر في هذه المعركة لوجود أهم عوامل النصر المتمثلة في عدالة القضية ووجود القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي والمشروع السياسي الجامع للشعب اليمني.

ولفت محافظة شبوة، إلى أهمية الانطلاق من أهداف ثورة الـ ٢١ من سبتمبر المجيدة في بناء الدولة اليمنية الحديثة والقوية والمستقلة بقرارها السيادي والذي لا تتدخل فيه أي دولة.

وأشار إلى أهمية المعركة التي يخوضها اليمن قيادة وشعبا وقوات مسلحة للانتصار للأشقاء في قطاع غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية وتجويع من قبل الكيان الصهيوني بدعم أمريكي.. مبينا أن موقف اليمن المشرف سيظل محل فخر واعتزاز كل أحرار الأمة.

وأكد أن أبناء محافظة شبوة يؤيدون كل قرارات وخيارات القيادة التي تصب في دعم ومساندة أبناء الشعب الفلسطيني المظلوم والدفاع عن المقدسات.

تخلل الفعالية قصيدتان أشادتا بموقف السيد القائد والشعب اليمني في نصرة المستضعفين في غزة.

كما تواصلت أمس الزيارات العيدية التي ينفذها قيادات وزارة الدفاع ومسؤولو السلطات المحلية في المحافظات للمرابطين في جبهات الشرف والبطولة لتبادل التهاني والتبريكات بعيد الأضحى المبارك

وفي هذا الإطار اطلع مساعد وزير الدفاع للتكنولوجيا اللواء الركن أبوبكر الغزالي، ومعه مدير دائرة المساحة العسكرية العميد الركن احمد الخيواني، ومدير دائرة الشؤون القانونية العميد حقوقي محمد العظيمة، على أحوال جرحى القوات المسلحة في مستشفى 22 مايو ومركز رعاية السبعين، وعدد من المستشفيات الخاصة بأمانة العاصمة.

واستمعوا ومعهم مدير مكتب مساعد وزير الدفاع العميد مهندس عبدالإله العزي من القائمين على المستشفيات ومراكز الرعاية، إلى شرح عن الخدمات الصحية والعلاجية التي تقدم للجرحى.

وتبادل الزائرون مع الجرحى التهاني بعيد الأضحى، ناقلين تحيات القيادة الثورية والعسكرية بهذه المناسبة الدينية الجليلة.

وأكدوا أن تضحيات الجرحى ومآثرهم البطولية ستظل شاهدة على قوة بأس المقاتل اليمني واستبساله في الدفاع عن أرض ووحدة ومقدرات اليمن.. مشيرين إلى أن موقف القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى المشرف في دعم ومساندة المقاومة الفلسطينية.

كما أكدوا أن اليمن أصبح مركزاً عسكرياً مؤثراً لا يمكن لأية قوة في العالم تجاهله، كما لا يمكن التراجع عن هذا الموقف الديني والأخلاقي إلا بوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة ورفع الحصار عنه.

وأشاد القادة الزائرون بالروح المعنوية العالية التي يتحلى بها الجرحى وعزيمتهم القوية التي تسامت فوق جراحاتهم ليعودوا إلى ميدان الشرف والعزة إلى جانب إخوانهم المرابطين ليواجهوا العدوان الصهيوني والأمريكي، ويسطروا صفحات النصر المبين من تاريخ اليمن والأمة الإسلامية.

من جانبهم عبر الجرحى عن ارتياحهم وتقديرهم لهذه الزيارات العيدية التي تعكس اهتمام القيادة ومتابعتها أحوالهم واحتياجاتهم في مختلف المراحل والظروف.

كما تفقد مدير الكلية الحربية العميد الركن محمد شيزر ومعه قادة وضباط، أمس أحوال الجرحى الذين يتلقون الرعاية الطبية بمستشفى فلسطين ودار رعاية الجرحى في منطقتي الروضة وبني حوات بأمانة العاصمة.

ونقل العميد شيزر للجرحى تحيات وتهاني القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا بمناسبة عيد الأضحى، مشيدًا بالمآثر البطولية التي سطرها الجرحى وهم يدافعون عن السيادة الوطنية ضد قوى العدوان والاستكبار في مختلف الجبهات.

وأكد أن القيادة السياسية والعسكرية العليا تولي الجرحى جل الرعاية والاهتمام، نظير تضحياتهم في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة.

من جانبهم عبر الجرحى عن الامتنان لهذه الزيارة والاطلاع على أحوالهم.

البيضاء

كما تفقد محافظ البيضاء عبدالله إدريس امس، أحوال المرابطين في المواقع العسكرية والخطوط الأمامية بمديرية مسورة.

وتبادل المحافظ إدريس ومعه وكيل المحافظة يحيى المنصوري، ومديرا مديرية مسورة عبدالقادر الرصاص ومدينة البيضاء أحمد الرصاص، مع المرابطين التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ونقل إليهم تهاني قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة.

وأشاد محافظ البيضاء بما سطره المرابطون من ملاحم بطولية وانتصارات في كافة الجبهات.. موضحاً أن المرابطين في جبهة البيضاء حققوا نجاحات وانتصارات وأفشلوا كل محاولات العدو بفضل الله وبيقظتهم وحسهم الأمني كون هذه الجبهة مهمة والعدو يركز عليها ويسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي فيها.

وأكد أن اليمن سيظل مقبرة الغزاة وسيبقى حراً مستقلاً وطاهراً من دنس الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم.

كما أشاد بدور أبناء مديرية مسورة في مختلف المواقف التاريخية ونضالهم المستمر ومواجهة قوى العدوان.

من جهتهم أكد قادة الوحدات والمرابطين في الخطوط الأمامية استعدادهم وجاهزيتهم الكاملة لمواصلة تنفيذ مختلف المهام المسندة إليهم على أكمل وجه وتحقيق المزيد من الانتصارات.

وجددوا العهد بالسير على خطى من سبقوهم ونالوا شرف الشهادة في سبيل الله والدفاع عن الوطن والشعب وقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

الضالع

إلى ذلك تفقد وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي والقائم بأعمال محافظ الضالع عبد اللطيف الشغدري أمس، أحوال المرابطين في جبهة العود بالضالع بمناسبة عيد الأضحى.

وتبادل الحوالي والشغدري ومعهما نائب وزير الخدمة المدنية أنس سفيان، ووكيل الوزارة عبدالله حيدر ونائب رئيس الهيئة العامة للتأمينات عبد السلام الكحلاني مع المرابطين التهاني والتبريكات بعيد الأضحى المبارك، وقدموا لهم قافلة عيدية.

وأكدوا أن هذه الزيارة هي أقل واجب تجاه حماة الثغور وعنوان الصمود أبطال القوات المسلحة.

من جانبهم عبر المرابطون من قيادات وأفراد اللواء 12 صماد عن امتنانهم لهذه الزيارة.. مؤكدين استمرارهم في الصمود والثبات في مواجهة العدوان.

كما اطلع الحوالي والشغدري ومرافقوهم، ومعهم مدير أمن محافظة الضالع العميد حسين الحمزي على أحوال المرابطين من منتسبي الأجهزة الأمنية في عدد من النقاط والمواقع في دمت وجبن.

ونقل الزائرون للمرابطين تهاني قائد الثورة، ورئيس المجلس السياسي الأعلى، وقيادة وزارة الداخلية، بهذه المناسبة الدينية.

فيما عبر المرابطون عن سعادتهم بهذه الزيارة.. مؤكدين ثباتهم وصمودهم في أداء واجبهم في الدفاع عن الوطن.

تفقد أحوال الجرحى بمدينة الأقصى الطبية ومركز رعاية جرحى قوات المهام النوعية.

من جانبه تفقد رئيس عمليات المنطقة العسكرية الثالثة – مدير كلية الطيران والدفاع الجوي العميد الركن طيار عبد الولي الحوثي أمس، أحوال الجرحى بمدينة الأقصى المبارك الطبية الحديثة ومركز رعاية قوات المهام النوعية.

واطلع الحوثي ومعه نائبا مديري ديوان وزارة الدفاع العميد الركن مجاهد السهاقي ودائرة المساحة العسكرية العميد ناصر خصروف ومندوب الدائرة المالية أمين الشرفي، على الخدمات الطبية والرعاية الصحية المقدمة للجرحى.

وتبادل الزائرون مع الجرحى التهاني بعيد الأضحى.. مؤكدين أن القيادة الثورية والسياسية والعسكرية والشعب اليمني يقفون بكل شموخ أمام التضحيات التي يقدمها أبطال القوات المسلحة في كافة الجبهات.

وأشاروا إلى أن زيارة الجرحى وتفقد أحوالهم، أقل واجب يمكن تقديمه وهي رسالة وفاء وعرفان من القيادة والشعب للجرحى الذين يستحقون كل التقدير.

وثمن الزائرون جهود إدارتي مدينة الأقصى الطبية ورعاية قوات المهام النوعية وكافة الطواقم والكوادر الطبية والفنية والعاملين فيها وما يقدمونه من خدمات ورعاية طبية وعلاجية متكاملة للجرحى.

من جانبهم عبر الجرحى عن الشكر والتقدير لهذه الزيارة.. مؤكدين عزمهم وإصرارهم على العودة إلى جبهات الشرف والبطولة لمواجهة قوى العدوان بكل عزيمة حال تماثلهم للشفاء.

رافقهم خلال الزيارة نائبا مدير مدينة الأقصى الطبية العميد دكتور عبدالواسع الصلوي والعقيد دكتور محمد اللهيم ورئيس شعبة الجرحى بالمدينة الدكتور حسين مذكور ورئيس الشعبة الطبية بقوات المهام النوعية العقيد سليمان الحبيشي.

وتفقد أحوال الجرحى بمستشفى الشرطة النموذجي

كما تفقد مدير كلية الحرب العليا اللواء الركن محمد فرحان ومعه قائد لواء النقل الثقيل العميد ماهر شافعة، أمس، أحوال الجرحى في مستشفى الشرطة النموذجي.

وتبادل اللواء فرحان والعميد شافعة، مع الجرحى التهاني بعيد الأضحى.. ناقلين لهم تحيات قائد الثورة وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة بهذه المناسبة الدينية العظيمة.. متمنين للجرحى الشفاء العاجل.

ولفتا إلى أن القيادة والشعب اليمني يعتزون ويفتخرون بالأبطال الميامين وما يقدمونه من تضحيات جسام من أجل وطنهم وشعبهم.. معبرين عن شكرهم وتقديرهم لقيادة مستشفى الشرطة النموذجي وكافة العاملين فيه على جهودهم المبذولة واهتمامهم المستمر بالجرحى.

من جهتهم عبر الجرحى عن شكرهم وتقديرهم للزيارات العيدية التي تجسد اهتمام القيادة بهم ومشاركتهم فرحة العيد.

واطلع محافظ إب عبدالواحد صلاح، أمس على أحوال المرابطين في خطوط التماس بجبهة الفاخر في محافظة الضالع، بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

وخلال الزيارة التي رافقه فيها مدراء مديرية الرضمة عبدالله الفرح ومسؤولو قطاعي الخدمة المدنية محمد أبلان والسياحة غانم عوسج، ومشايخ ووجهاء المحافظة، تم تقديم رؤوس أغنام وماشية للمرابطين في جبهة الفاخر عرفانًا بصمودهم وتضحياتهم في الدفاع عن اليمن.

ونقل المحافظ صلاح للمرابطين تهاني قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى، بمناسبة عيد الأضحى، مشيدًا بما يسطرونه من ملاحم بطولية في جبهة العزة والكرامة والبطولة لمواجهة قوى العدوان وأدواتها.

وأوضح أن الزيارة تأتي في إطار الزيارات العيدية للجبهات تعبيرًا عن الامتنان لعظمة صمود المرابطين وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن ودحر الغزاة والمحتلين، معتبرًا جبهة الضالع، إحدى الجبهات التي تتحطم على صخرتها أطماع تحالف العدوان وأدواته.

وأشاد محافظ إب، بما يتحلى به المرابطون من معنويات عالية ويقظة في هذه الجبهة وغيرها من الجبهات والذي يبعث على الفخر والاعتزاز.. داعياً أبناء الشعب اليمني إلى تعزيز التلاحم والاصطفاف إلى جانب أبطال القوات المسلحة ورفد الجبهات بالمال والرجال والعتاد.

ولفت إلى أن العدو بات أعجز ما يكون أمام صمود وقوة وصلابة المرابطين في الجبهات.

بدورهم عبر قائد اللواء الأول صماد العميد سليم القحيف والمرابطون بجبهة الفاخر، عن الامتنان لهذه الزيارة التي ترفع معنوياتهم، مؤكدين إصرارهم على الدفاع عن الوطن وتلقين الغزاة والمعتدين دروسًا في التضحية فداءً لليمن وسيادته واستقلاله.

إلى ذلك زارت قيادة جامعة إب، أمس، المرابطين في جبهات العزة والكرامة من منتسبي اللواء 31 مدرع في الضالع.

وخلال الزيارة أكد رئيس الجامعة الدكتور نصر الحجيلي اعتزاز كل أبناء الشعب اليمني بما يسطره المرابطون في الجبهات من ملاحم في الفداء والتضحية.

ونوه بالمواقف المشرفة للقيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في نصرة الشعب الفلسطيني، والتي تجسد قيم ومثل الهوية الإيمانية التي تحتم على كافة الشعوب العربية والإسلامية الدفاع عن ثوابت ومقدسات الأمة.

وبارك رئيس الجامعة العمليات النوعية التي ينفذها أبطال القوات المسلحة ردا على العدوان الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق النساء والأطفال في قطاع غزة.

بدورهم أشاد المرابطون بالدور التنويري الذي تقوم به جامعة إب في بناء الأجيال وخدمة الوطن أرضاً وإنساناً.. معبرين عن شكرهم لقيادة وكوادر جامعة إب على دعمهم ومساندتهم للمرابطين في جبهات العزة والكرامة.

وفي ختام الزيارة قدمت قيادة الجامعة هدايا عيدية للمرابطين تقديرا لدورهم الجهادي في مقارعة قوى العدوان.

شارك في الزيارة نائب رئيس الجامعة لشؤون الطلبة الدكتور أحمد أبو لحوم، وأمين عام الجامعة عبدالملك السقاف، ومساعده نبيل الورافي، وعدد من القيادات الأكاديمية والإدارية.

عسير

وزارت قيادة المجلس المحلي بمديرية منبه في محافظة صعدة وعدد من مشايخ ووجهاء المديرية أمس، المرابطين في جبهة عسير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.

حيث اطلع مدير مديرية منبّه، جابر الدوشي وقيادات أمنية وعسكرية، على أحوال المرابطين في جبهة عسير وأبواب الحديد، وتبادلوا معهم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية.

وأشادوا بصمود المرابطين في جبهة عسير والذين يُدافعون عن الوطن وسيادته واستقلاله، معبرين عن الفخر والاعتزاز بالملاحم البطولية التي سطرها الأبطال في مواجهة قوى العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي.

كما زار أبناء وقبائل بني خولي، المرابطين في جبهة عسير، وتبادلوا معهم التهاني العيدية، وقدموا لهم قافلة عيدية تعبيرًا عن الوفاء لهم.

من جانبهم عبر المرابطون عن امتنانهم لهذه الزيارة، مؤكدين استمرار الصمود والثبات في مواجهة العدوان.

الساحل الغربي

وزار محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، امس، المرابطين في عدد من المواقع العسكرية في جبهة الساحل الغربي، لتفقد أحوالهم وتهنئتهم بمناسبة عيد الأضحى.

واطلع المحافظ، ومعه رئيس هيئة المصائد السمكية حسين العطاس، ومدير فرع هيئة شؤون القبائل إبراهيم شراعي، وعدد من مشايخ ووجهاء المحافظة، على أوضاع المرابطين، ناقلاً إليهم تهاني قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى بهذه المناسبة.

وعبّر المحافظ عطيفي عن الفخر والاعتزاز بالمواقف البطولية التي يسطرها أبطال القوات المسلحة.. مؤكداً أن هذه الزيارة تعبر عن التقدير والامتنان لما يقدمونه من تضحيات دفاعاً عن الأرض والعرض.

وأشار إلى أن ثبات المرابطين، لا سيما خلال أيام العيد، يعكس الوفاء وروح الانتماء، ويعبر عن وعي عميق بطبيعة المرحلة التي يمر بها الوطن.. لافتا إلى أن ثبات المرابطين في مواقعهم ويؤكد أن اليمن سيظل عصياً على الانكسار بفضل هؤلاء الأبطال الذين يقفون سدّاً منيعاً أمام أي محاولات للنيل من السيادة الوطنية.

تعز

وزارت قيادات من مديريات العدين وفرع العدين وحزم العدين بمحافظة إب، أمس، المرابطين من منتسبي اللواء 111 في منطقة الستين بمحافظة تعز.

وتبادل الزائرون الذين تقدمهم مساعد قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء حمود شثان، ونائب مسؤول التعبئة العامة بمحافظة إب عبدالله الوائلي، ومدراء المديريات ومسؤولو التعبئة ونائب مسؤول القطاع التربوي محمد المتوكل، التهاني مع المرابطين بمناسبة عيد الأضحى.

كما زار وكيل محافظة إب عبدالواحد المروعي ومعه مديرا مديريتي الشعر والسبرة، ومسؤولو التعبئة، ومدير الأحوال المدنية في إب العقيد رضوان سنان، المرابطين من منتسبي اللواء الأول صماد واللواء الأول احتياط في جبهة الفاخر بمحافظة الضالع، وتبادلوا التهاني معهم بمناسبة العيد.

وقدم الزوار قافلتين تحتويان على مواد غذائية وأغنام وأبقار وأدوية للمرابطين في تعز والضالع عرفانا بما يقدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات في سبيل الله والدفاع عن الوطن.

واعتبروا الزيارات العيدية أقل واجب تجاه المرابطين في مواقع الشرف والبطولة الذين يذودون عن الوطن ويقفون في مساندة الأشقاء في فلسطين.. مشيدين بثبات المرابطين في الجبهات الذين يضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء، ويفشلون مخططات الأعداء.

من جانبهم جدد المرابطون التأكيد على جاهزيتهم لتنفيذ كل القرارات والخيارات التي تصدرها القيادة الثورية دفاعا عن الوطن وإسنادا للأشقاء في غزة.

مقالات مشابهة

  • الجزائر من الدول الإفريقية القليلة التي لا تعاني من ضغوط المديونية الخارجية
  • محمد الأخضر حمينة سينمائي وثّق الثورة الجزائرية وفاز بسعفة كان
  • ” المجاهدين” تنعى أحد أبطالها في شمالي قطاع غزة
  • العفو الدولية: “مادلين” كانت بمهمة إنسانية واعتراضها انتهاك للقانون الدولي
  • الغاء المباراة الودية بين منتخبي تونس وجمهورية إفريقيا الوسطى التي كانت ستلعب بالدار البيضاء
  • بن حبتور: التحديات التي تواجه اليمن جعلت اليمنيين يقفون خلف قائد الثورة
  • فلسطين تنفي علاقتها بالجماعة المسلحة التي تنهب المساعدات في غزة
  • حركة المجاهدين تزفّ أمينها العام «أسعد أبو شريعة»
  • والدة جندي إسرائيلي قتيل : جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه
  • والدة جندي إسرائيلي قتل بكمين خان يونس: جثة ابني تلاشت وكذلك القوة التي كانت معه