نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مقالا أعده الصحفيان الإسرائيليان جدعون ليفي واليكس ليباك، أشار إلى أن العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال والمستوطنين ضد الشعب الفلسطيني في مدن الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع تحول الانتباه إلى قطاع غزة في ظل الحرب المتواصلة على سكانه للشهر السادس على التوالي.

ولفت المقال إلى أن الضفة الغربية المحتلة غيرت وجهها خلال نصف العام الماضي، مشيرا إلى أن "الحرب اندلعت في قطاع غزة لكن العقاب على ذلك لم يتأخر قبل أن يطال الضفة أيضا".



وقال معدا المقال إنه "لا يجب أن تكون ثاقب البصر كي تلاحظ التغييرات الكبيرة على الأرض. ليست هناك أيضا حاجة إلى ذكاء خاص كي تفهم أن إسرائيل والمستوطنين استغلوا ظلمة الحرب في غزة من أجل تغيير وجه الضفة عبر تعميق الاحتلال بدرجة أكبر، وتوسيع حدود المستوطنات أكثر، وحل آخر القيود وإطلاق اليد دون قيود بعيدا عن الأنظار".


وأضافا أنه "لا يمكن المبالغة في حجم التغييرات في الضفة في هذه الأشهر وفي عمقها. فمعظمها، إذا لم يكن جميعها، تغييرات لا يمكن إرجاعها. دمج وضع الحرب ضد الفلسطينيين، حتى لو كان بعيدا عن حدود الضفة، وحكومة يمينية متطرفة مع مستوطنين في مواقع حاسمة للاحتلال، ولامبالاة الجمهور وتشكيل مليشيات عنيفة ترتدي الزي العسكري، كل ذلك خلق وضع جديد.

وشدد المقال على أن "عجز الفلسطينيين فقط صب الزيت على النار، والاشتعال كان كبير. ولكن الأنظار موجهة بعيدا عنها، إلى ساحات القتل بين غزة ورفح. ولكن أكثر مما في غزة فإن تداعيات انقلاب الضفة لن تبقى داخل حدودها فقط، بل ستتسرب عميقا إلى كل زاوية في إسرائيل".

وأشار إلى أن "كل شخص تجول في شوارع الضفة يلاحظ على الفور جزء من هذه التغييرات، الضفة محاطة ومحاصرة. لا توجد قرية أو مدينة في الضفة غير مغلقة جزئيا. معظم البوابات الحديدية، ومثلها يوجد في كل قرية ومدينة، تم إغلاقها على السكان على يد الجيش في 8 تشرين الأول /أكتوبر".

ولفت إلى أن "منظومة البوابات التي وضعها الجيش في الضفة تسمح له باغلاقها كلها لفترة قصيرة. عدد قليل من البوابات مغلق من نصف سنة. النتيجة هي واقع حياة غير محتمل لثلاثة ملايين انسان. الأمر لا يقتصر على الوقت الضائع والطرق التي طالت الى درجة لا يمكن معرفتها، بل هو أيضا عدم إمكانية معرفة إلى أين يمكن الوصول ومتى، مع الانتظار المحبط والكرامة المفقودة في الحواجز".

وذكر المقال أن "إحدى الظواهر الأكثر خطورة  في الضفة الغربية المحتلة هي الإغلاق الشديد لمناطق أمام الفلسطينيين في الطريق إلى طردهم".

ونقل عن الباحث في شؤون المستوطنين، درور اتكيس من جمعية "كيرم نبوت" الإسرائيلية، تقديره "أن ما لا يقل عن 100 ألف دونم من أراضي الزراعة والرعي أغلقت امام الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر". وأكد اتكيس أن "هذا تقدير أولي وليس نهائي.

إضافة الى ذلك، يشير المقال إلى أن "هناك تهجير هادئ يحدث بالقطارة ولكن بشكل منهجي، بالأساس للمجموعات السكانية الضعيفة جدا، تجمعات الرعاة في شطري الضفة - غور الأردن في الشمال وجنوب جبل الخليل"، مضيفا نقلا عن اتكيس أن "24 تجمع رعاة تم طردهم أو اضطروا لترك أراضيهم وقراهم خوفا من المستوطنين منذ 7 أكتوبر، 18 منها بشكل كامل و6 بشكل جزئي".

   وتابع المقال: "رقم قياسي آخر للوقاحة تم تسجيله عندما قمنا بتوثيق رجال شرطة إسرائيل وهم يقومون بمصادرة 700 رأس من الأغنام لرعاة في شمال غور الأردن بناء على تعليمات من المجلس الإقليمي غور الأردن، مجلس المستوطنين الذي ليس من شأن الفلسطينيين أن يكونوا خاضعين لتنكيله".

وأضاف أن "الرعاة المساكين اضطروا إلى دفع 150 ألف شيكل على الفور لاستعادة ممتلكاتهم، وهو مبلغ كبير ذهب مباشرة إلى خزينة المستوطنين. فقط بعد بضعة أسابيع نشرت هاجر شيزاف في صحيفة هآرتس، بأن المستشارة القانونية في الإدارة المدنية أعلنت بأن هذه الخطوة الحقيرة والمهينة هي خطوة غير قانونية".

وشدد على أن "حقيقة أن المستوطنين العنيفين يرتدون الآن الزي العسكري تزيد عنفهم فقط. وحدات الطوارئ التي أقيمت في ظل الحرب في كل مستوطنة وفي كل بؤرة استيطانية وتجنيد آلاف المستوطنين بواسطة الأمر رقم 8 فيها، تمكنهم من استخدام أعمال الشغب كأسياد وكممثلين للقانون والدولة، حتى أكثر مما كان الوضع قبل الحرب.

ولفت إلى أن "الكثير من الفلسطينيين ابلغونا خلال هذه الأشهر عن المستوطنين الأكثر عنفا في البؤر الاستيطانية، الذين يعرفونهم بشكل جيد من المذابح والتراكتورات الصغيرة ويظهرون الآن بالزي العسكري وإمامهم يشعر السكان بأنهم عاجزين أكثر. لا يوجد من يدافع عن الرعاة باستثناء حفنة من المتطوعين الإسرائيليين الذين يحبون العدالة"، حسب تعبير المقال.


وشدد على أن هناك مئات الشهداء بالضفة الغربية "غالبيتهم الساحقة من الأطفال والشباب وفي معظمهم لا يستحقون الموت"، موضحا أن يد جنود الاحتلال "على الزناد تحولت في فترة الحرب إلى خفيفة أكثر أيضا في الضفة الغربية".

ومضى متسائلا: "هل الجنود يحسدون زملاءهم في غزة، الذين مسموح لهم الآن القتل. هل هم يشتهون التصرف مثلهم في الضفة. هل الجيش الإسرائيلي وحرس الحدود يغضون النظر أكثر مما كانوا في السابق. هل الشعور بالانتقام من الفلسطينيين، مهما كان، على فظائع 7 أكتوبر يسمح بقتل من يمكن قتله أيضا في الضفة؟.

وأكد المقال أن "المعطيات والقصص تتحدث عن نفسها. يد خفيفة مع تجاهل قادة الجيش الإسرائيلي أو الجمهور"، لافتا إلى أن "من يعتقد أن هذا القتل الجماعي المسموح سيبقى داخل حدود الضفة الغربية، مخطئ".

ويواصل الاحتلال تصعيد عدوانه على الفلسطينيين في مدن الضفة الغربية المحتلة، بالتوازي مع حربه البربرية المدمرة على قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 455 شهيدا منذ بدء معركة "طوفان الأقصى".  

ووفقا لآخر بيانات نادي الأسير الفلسطيني، ارتفع عدد حالات الاعتقال بحق الفلسطينيين إلى أكثر من 7870 منذ السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، وهذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الفلسطيني الضفة الغربية غزة فلسطين غزة الضفة الغربية الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة المحتلة فی الضفة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الضفة الغربية تحت النار.. الاقتحامات الإسرائيلية والتصعيد مستمر

قالت ولاء السلامين مراسلة قناة "القاهرة الإخبارية" من رام الله"، إنّ شمال الضفة الغربية يشهد أعنف الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين، مشيرة إلى استمرار العملية العسكرية في مخيمات طولكرم، خاصة مخيمي نور شمس وطولكرم، حيث صدر إخطار بهدم أكثر من 100 منزل فلسطيني، وطُلب من الأهالي إخلاؤها خلال 72 ساعة، كما نصبت قوات الاحتلال حواجز على مداخل المخيمات، وواصلت عمليات تفتيش المنازل ومصادرة ممتلكات السكان.

وأضافت السلامين، في تصريحات مع الإعلامية داليا أبو عميرة، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الاحتلال حول أجزاء من مخيم جنين إلى ساحة للتدريبات العسكرية، حيث انتشرت فيديوهات تُظهر جنود الاحتلال وهم يجرون تدريبات ميدانية داخل أحياء المخيم، الذي أصبح شبه خالٍ من سكانه.

كما اقتحمت القوات الإسرائيلية المنطقة الصناعية في مدينة جنين، بالإضافة إلى ضاحية كتابه وبعض القرى المجاورة في طولكرم، وصولًا إلى مدينة نابلس، حيث داهمت عمارة سكنية واحتجزت أحد الصحفيين من مكان عمله وحققت معه ميدانيًا.

وتابعت، أنّ التوتر يمتد كذلك إلى المناطق الشمالية الشرقية من رام الله، خاصة بلدتي ترمسعيا وكفر مالك، حيث تكررت الهجمات من قبل المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم.

كما شهدت بلدة كفر مالك في الآونة الأخيرة سلسلة من الهجمات التي أسفرت عن استشهاد ثلاثة شبان برصاص المستوطنين، بينما استمر تواجدهم في مستوطنة "تل العاصور" المخلاة سابقًا. 

طباعة شارك ولاء السلامين الضفة الغربية الاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المستوطنين

مقالات مشابهة

  • حصار متصاعد وسور جديد يحاصر بلدة سنجل في الضفة الغربية
  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات ليلية في الضفة الغربية
  • شهداء في الضفة وغزة واستمرار القصف الإسرائيلي وهجمات المستوطنين
  • البرلمان العربي يدين تصريحات مسؤولين في الاحتلال الإسرائيلي الداعية لضم الضفة الغربية
  • البرلمان العربي يدين التصريحات الإسرائيلية الداعية لضم الضفة الغربية
  • الكويت تدين تصريحات الاحتلال بشأن التوسع في الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تعتقل 18 فلسطينيا من الضفة الغربية فجر اليوم
  • “أطباء بلا حدود”: أكثر من 40 ألف نازح في الضفة الغربية
  • الضفة الغربية تحت النار.. الاقتحامات الإسرائيلية والتصعيد مستمر
  • أطباء بلا حدود: أكثر من 40 ألف نازح قسري في شمال الضفة الغربية