فوائد مذهلة للتسبيح على اليدين.. كيف يؤثر على أداء المخ والجهاز الهضمي؟
تاريخ النشر: 1st, April 2024 GMT
التسبيح ذكر يصل الإنسان بربه وهو من العبادات اليسيرة ذات الأجر العظيم والتي لا تتطلب طقوساً لتأديتها، فسواء كنت جالساً أو تتجول بالشارع يمكنك التسبيح في أي وقت، لكن هل تعرف فوائد التسبيح على أداء أجهزة جسمك؟.
استخدام اليدين في التسبيح سنة أمرنا بها النبي بقوله: «اعقدن بالأنامل فإنهن مستنطقات»، ووفقاً لحديث الدكتور محمد الباهي أخصائي أمراض المخ والأعصاب لـ«الوطن»، فهناك فوائد تعود على أداء العقل لوظائفه الحيوية من خلال التسبيح على اليدين؛ إذ يوجد بالأصابع شبكة أعصاب متصلة بمختلف أجهزة الجسم ومنها القلب والكبد والمعدة، وعند لمسها خلال عملية التسبيح تنشط خلايا هذه الأجهزة وعلى رأسها العقل الذي يصبح أكثر قدرة على التركيز بخلاف الاعتماد على المسبحة.
يتعرض العقل للتشتيت عند التسبيح بالمسبحة؛ إذ يعتمد بلا وعيٍ منه على حبات الخرز المنظومة فلا تجده يولي اهتماماً بالغاً بالعد وهو عكس ما يحدث في حال استخدام أصابع اليدين عندما لا تلتفت العين إلى شيء بخلافها، فبحسب «الباهي» يلعب عامل الرؤية دوراً بالغ الأهمية في شحذ الانتباه وزيادة التركيز وتنشيط الذاكرة، فما نراه لفترات طويلة تحتفظ به الذاكرة، وهو ما يمكن استخدامه كتمارين عقلية تحد من الإصابة ببعض أمراض الشيخوخة مثل الزهايمر.
استخدام المسبحة ليس بدعة ما دام خالياً من الرياء واعتبارات السمعة، بحسب الصفحة الرسمية لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، التي ذكرت أن المسلم مأمور باتباع شتى الطرق التي تُعينه على ذكر الله، والمسبحة من الأمور التي استحسنها المسلمون في زماننا المعاصر ولا يوجد فيها شيء من البدعة أو ما يحرم استخدام الأشكال المطورة منها مثل المسبحة الإلكترونية، وإن كان التسبيح على اليدين أفضل لأنها تكون شاهدة على صاحبها يوم القيامة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: التسبيح مسبحة صحة العقل العقل
إقرأ أيضاً:
أوانُ تعديلِ الهرمِ المقلوب
ما من أمةٍ، عبر التاريخ البشري، إلا ومرَّت بالعديد من الامتحانات القاسية التي تضعها على مفترقٍ للطرق ذي شعبتين. تقود شعبةٌ من هاتين الشعبتين إلى الهاوية، في حين تقود الأخرى إلى النجاة، ثم الصعود إلى ذُرَى الازدهار والمجد. والآن، نعيش، نحن السودانيين، هذه اللحظة الفارقة، واقفين عند هذا المفترق، في حالة من الالتباس والهرج والمرج لم يسبق أن مررنا بها منذ ما يزيد عن القرن وربع القرن. فقد لفت قطاعًا معتبرًا، منا شمل حتى بعضًا من المدركين، سحب الضباب والالتباس. فلم يعودوا قادرين على تحديد أي الشعبتين نسلك، وربما لم يعد بعضٌ آخر من هؤلاء غير مهتم أصلاً أيهما نسلك. وسط هذه الحالة من الالتباس وانبهام السبل، نجد أن الأغلبية غير المدركة، ذات النشاط الجم والصوت العالي، تدفع، وبقوة، نحو اختيار الشعبة المفضية إلى الهاوية. لقد سمَّم الإخوان المسلمون اللغة ما أتاح للصيغ المضللة والشعارات المشحونة أن تخلق عِثْيَرًا وقتامًا لا تخترقه سوى البصائر القوية. لقد سمموا العقول بإغراقها في التفاهات، كما تلاعبوا بقواعد المنطق، حتى أصبح الحق باطلاً والباطل حقَّا في نظر كثيرين. وهذه من أسوأ المراحل التي تمر بها الأمم. وقد حدث ذلك كثيرًا في التاريخ.
يد الإخوان المسلمين السامَّة
لقد نجح الإخوان المسلمون في فترة حكمهم التي امتدت لستة وثلاثين عاما، في استخدام مناهج التعليم والمساجد والأقنية الإعلامية لنشر الجهل والخرافة والتعصب الديني، وبنفس القدر نشروا الغثاثة والتفاهة. وكلا هذين الفعلين حين يبلغا درجة التأثير الشامل يقودان إلى اضمحلال الدولة وسوقها إلى حتفها بظلفها. إذ ههنا يصبح الجمهور العريض هو الفاعل الذي يحفر قبره بنفسه. ما كشفته هذه الحرب اللعينة القذرة أن نور العقل قد انطفأ وأن الوازع الديني وسط قطاعٍ عريضٍ من مواطنينا قد ضمُر. لقد كشفت هذه الحرب الوحش الكاسر الذي ظل رابضًا في دواخلنا، وهو مختبئ تحت مسوح اللباس العصري والتمظهر الكاذب بالوداعة والمسالمة وبالتأدب المصطنع. أخرجت هذه الحرب البنادق والمدى وأخرجت منا معهما اللغة الجارحة التي كانت مكبوتةً فاندفعت مجتاحة التلول والسهول، كما سيل العرم. انهارت فينا مسحة التمدين الكاذبة ووقفنا عريانين أمام حالتنا الأصلية التي كانت مخبأةً تحت غطاءٍ سميكٍ من الزيف. فما أن انطلقت الرصاصة الأولى ودخلت عاصمتنا ولأول مرة منذ الثورة المهدية ما يسمى حرب المدن، انكشف الغطاء وانفضح الزيف وانهارت الدعاوى. ويا طالما حذرنا من حرب المدن، لكن من يسمع؟ انطبقت النزعات البدائية من عقالها؛ من عرقيةٍ وقبليةٍ ومن تعصبٍ دينيٍّ أعمى وأضحى التعقُّل والحكمة ومكارم الأخلاق، التي طالما أضفيناها كذبًا على أنفسنا، مجرد سرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماء. ومن سوء حظنا، أن سوءاتنا التي كانت فيما مضى مستترةً، بسبب انحصارها داخل فضائنا السوداني المنعزل أصلاً، جعلها شيوع امتلاك الهاتف الجوال وتعدد تطبيقات وسائط التواصل الاجتماعي، فضيحة شاملة مرئيةً ومسموعةً لدى كافة سكان الكوكب. فأصبح من يعيشون منا في مختلف المهاجر خجلين منكسرين يرون الاستغراب في عيون مضيفيهم من الشعوب الأخرى، الذين يترفعون عن الإفصاح لنا عما يرون من فضائحنا، حتى لا يهيلون الملح على جرحنا النازف. إلى جانب ذلك، فقد سلطت علينا السماء ـــــ وللسماء حكمتها الخفية في كل ما تفعل ـــــ حكامًا جهلةً، منذوري الحظ من الوازع الديني والأخلاقي، ومن الثقافة العامة، بل ومن الغيرة على بلدهم وعلى سمعة مواطنيهم. حكامٌ، يمكن للمرء أن يصنفهم، وهو مرتاح البال، في خانة المرضى. حكامٌ فرضوا علينا أنفسهم بقوة السلاح، ليمارسوا نهمهم غير المحدود لاكتناز المال وهوسهم بإحراز السلطة واحتكارها، حتى لو أقيم كرسيُّها على كومةٍ من رماد البلاد والعباد.
نعيش الآن فضيحةً شاملة
كل ذلك مجتمعًا، جعلنا منا معرضًا فضائحيًا مفتوحًا للجميع، يمتد العرض فيه طيلة ساعات الليل والنهار. معرض مفتوح للفضائح الفكرية والأخلاقية، لا تفتر له همةٌ ولا تنقضي عجائبه. فنحن نعيش الآن في أتون فضيحةٍ مجلجلةٍ معروضةٍ على الجميع. فضحيةٌ عكست بجلاءٍ لا مزيد عليه، أننا أمة بربرية همجية. أمة بلا علم ولا ثقافة ولا أخلاق، لا تعكس بنيتها المهلهلة أي قدرٍ من الاتساق. لقد رآنا العالم عبر وسائط التواصل الاجتماعي ونحن نعرض في زهوٍ وابتهاج مشاهد مروعة شملت قطع رؤوس الناس وبقر بطونهم وجذب أمعائهم ونزع أجنة الحوامل من النساء من أرحامهن، وقتل النساء والأطفال وإذلال الشيوخ. كما شملت إمطار مجاميع المدنيين العزل بالرصاص وهم موثيقي الأيدي وملقون على الأرض على وجوههم. وفي الجانب الآخر من الصورة، والناس في تشرُّد وجوعٍ ومرضٍ وغربةٍ وانسدادٍ لأفق الأمل في حياة طبيعية، ينخرط قطاعٌ آخرٌ منا، ليل نهار، عارضًا عبر وسائط التواصل الاجتماعي حفلات "القونات" في دول اللجوء، وهن في أبهى زينتهن، يغنِّين ويتراقصن أمام الآلاف الذين احتشدوا لحضور تلك الحفلات الكبيرة وهم وقوف لساعات. عمومًا، لقد أضحت وسائط التواصل الاجتماعي، التي هي نافذتنا على العالم واقعةً في أيدي من هم أسوأنا أخلاقًا، وأقلنا علمًا، وأضحلنا فكرًا، وأبذأنا عبارة. بل، إن هذا يكاد أن يصبح الآن شيئًا طبيعيا,
عودة الهرم إلى وضعه الصحيح
تعبر هذه الأحوال البئيسة التي نمر بها عن انطفاء نور العقل، وجفاف منابع الحكمة. وهي أحوال يفاقمها إيثار العلماء والحكماء الصمت والفرجة على ما يجري. وغالبًا ما تقف وراء مثل هذه الأحوال فتراتٌ متطاولةٌ من الطغيان، التي يكون الطغاة قد عملوا فيها على تجهيل العامة بتغييب العقول وإزكاء النعرات البدائية. فنحن الآن وسط ما يسمى الهرج والمرج، مصحوبًا بغوغائيةٍ فالتة يصبح إسماع صوت العقل فيها أمرًا بالغ الصعوبة. هذا ما عمل الإخوان المسلمون من أجله منذ سطوهم على السلطة. لقد ضللوا العامة باسم الدين وبذروا بذور الشقاق بين المجموعات السكانية المختلفة بإذكاء نزعات الكراهية الدينية والعرقية والقبلية. بل لقد أزكوا روح الشقاق حتى بين العشائر في القبيلة الواحدة في استخدامٍ بالغ الخبث والقذارة لمقولة "فَرِّقْ تَسُدْ". فسنوات حكمهم للسودان، التي بلغت حتى الآن ستة وثلاثين عامًا، قلبت هرم المجتمع السوداني، فأصبح عاليُه سافلَه، وسافلُه عاليَه. انزوى العلماء والحكماء وآثرت غالبيتهم الصمت، ولفت الحيرة من هم أقل من هؤلاء علمًا وبصيرةً وحكمة، وأعمى الغرض كثيرًا ممن لهم قدرٌ من نور العقل والحكمة. كما أفقروا الأغنياء الفضلاء وأغنوا الفقراء المتزلفين الأراذل. وهكذا انهارت البنى الطبيعة للمجتمع وتراجعت القيم وذهب الاحترام وخبت قناديل الثقافة وطفحت على السطح أصوات الدهماء المتزلفون الذين استثمر فيهم الطغيان الإخواني. فأصبح هؤلاء الجهلاء هم الأعلون، وأصبح الحكماء والعلماء وأهل الفكر والثقافة هم الأدنون. ونحن الآن في انتظار موعود الله الذي به ينقلب الهرم ليجلس في وضعه الصحيح، فيصبح عاليُه الذي يجلس عليه الطغاة وغثاؤهم، سافله. ويصبح سافله، الذي جرى حبس أهل الأخلاق ونور العقل والحكمة فيه، عاليَه. فلقد قال، جلَّ مِنْ قائل: "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ".
elnourh@gmail.com